HashtNasht
11/08/2006, 22:48
بقلم: سليم البيك
وما زلت أنتظر... كان ردها سريعاً حين نبض لساني بطلبٍ نطقتْ بأنه أمر... كانت تعني ما تقول و كنت أعلم بأنها تعنيه... و لكني أنتظر... حاولتْ أم نسيتْ أم كذبتْ... لا يهم... ما أعلمه أنها عنتْ ما قالته... تناستْ كل تفاصيل حياتها... كذبتْ على جدتها... و هربتْ.. تماهت مع التلال فلم يدرك الله أي جمال هذا القادم من بعيد... ألتلالٍ عهدها هناك أم لصبية تجري... تتلاحق الحشائش وتتناوب على معانقة قدميها... فمنها من لقي عناقاً... و منها من ينتظر.
و ما زلت أنتظر... لم تعد بعد... أو أنها عادت و نسيت الصوَر... أظنها ما تزال تقطف بها صورةً صورة... أو أنها تنتظر تفتحها فتكون أجمل... إلى حينه... تلملم بعضاً مما تبقى من شمس ذلك النهار خفية عن طيور القرية التعبة... تفرد شالها الجليلي بأحمره و أسوده على التراب... تصب فيه ما لملمته وتذوّب به تراباً أقل طراوة من أصابعها... ستخفي شالها بين الصور... هي تعلم بأني لم أر الشمس منذ ولدتُ لاجئاً... تقطف ما تفتح من صور وترجع لعكا... تمشي بين البيوت وعبثاً تسأل أهلها بأن تعطيهم صورة للبيت و تقطفه لتضعه في ما تبقى من مكان في شالها... فترسله لي... مع الصور. ولكن... سُرق البيت... و سُرق الشال... تناثرت الشمس... لم يأت القمر... و ما زلت أنتظر... هي القصة كذلك... إحدى جميلات الجليل... و ما أكثرهن.. أجملهن... كانت تغني و ترقص... كانت تذهب إلى البيارة لتعشق برتقالةً قليلاً... تُقبلها... فتتفاعل القطرات الحامضة مع شفاهها الحلوة... و فجأةً... هي خمرةٌ للتو ولدتْ و عُتّقتْ منذ 58 عاماً... أما القطرة التي نجتْ و تخطتْ حدود الشفاه... فلتختبئ ولتنتظرني في حفرة تحت الشفة السفلى...لأسكر بها.
كانت تغني و ترقص... الصبية نرجسية بالمناسبة... تقول بأنها أحلى الراقصات... و أروع المغنيات... وأعذب المسكرات... هي أكثر العاشقات شبقاً... هي كل "جميلات" محمود درويش... وأنا أيضاً نرجسي... أراها قبلة لثورتي على جبهتها... إلهة لم تهتد لها ديانتها بعد... وتنتظرنا لنؤمن بها... هي أشهى من الوطن لثائر... هي من أراني و أسمعني بأن فلسطين لم تصل لنشوة الجمال في الخيال... ما زالت مصرة على أن تكون أحلى... بجليلياتها...هي من ذكرني بأني مازلت ثائراً... و ما زلت أنتظر...كانت تغني... حين جاءتها نسمة جليلية تذكرها بذلك الطلب.. صوراً لترشيحا... حاولتْ... أم نسيتْ... أم كذبتْ... أم غارتْ... نعم... هذا ما اجتاح كيانها و أنهك شغفها حينها... هذا ما كاد يهدد أنوثةً مطمئنة... أترشيحا أكثر حلاً و روعةً و عذوبةً و شبقاً مني... قد تكون... و لكن... أهي أكثر أنوثة... هي ترقص... و لكنها لا تتقن رقصتي... أرقصتها أحلى... صوتها... حضنها... أترابها كلحمي... أطرقاتها كشعري... أحاراتها كنهدي... سأنسى ثانية... و كلما أتتني هذه النسمة... سأنسى... سأنسى كل التفاصيل و أقطف كل الصور... أو أني...
سأرسل صورتي... و أغني: مع حبي... ترشيحا... و أنا... ما زلت أنتظر...
* الكاتب هو شاعر فلسطيني من ترشيحا مقيم في الامارات
وما زلت أنتظر... كان ردها سريعاً حين نبض لساني بطلبٍ نطقتْ بأنه أمر... كانت تعني ما تقول و كنت أعلم بأنها تعنيه... و لكني أنتظر... حاولتْ أم نسيتْ أم كذبتْ... لا يهم... ما أعلمه أنها عنتْ ما قالته... تناستْ كل تفاصيل حياتها... كذبتْ على جدتها... و هربتْ.. تماهت مع التلال فلم يدرك الله أي جمال هذا القادم من بعيد... ألتلالٍ عهدها هناك أم لصبية تجري... تتلاحق الحشائش وتتناوب على معانقة قدميها... فمنها من لقي عناقاً... و منها من ينتظر.
و ما زلت أنتظر... لم تعد بعد... أو أنها عادت و نسيت الصوَر... أظنها ما تزال تقطف بها صورةً صورة... أو أنها تنتظر تفتحها فتكون أجمل... إلى حينه... تلملم بعضاً مما تبقى من شمس ذلك النهار خفية عن طيور القرية التعبة... تفرد شالها الجليلي بأحمره و أسوده على التراب... تصب فيه ما لملمته وتذوّب به تراباً أقل طراوة من أصابعها... ستخفي شالها بين الصور... هي تعلم بأني لم أر الشمس منذ ولدتُ لاجئاً... تقطف ما تفتح من صور وترجع لعكا... تمشي بين البيوت وعبثاً تسأل أهلها بأن تعطيهم صورة للبيت و تقطفه لتضعه في ما تبقى من مكان في شالها... فترسله لي... مع الصور. ولكن... سُرق البيت... و سُرق الشال... تناثرت الشمس... لم يأت القمر... و ما زلت أنتظر... هي القصة كذلك... إحدى جميلات الجليل... و ما أكثرهن.. أجملهن... كانت تغني و ترقص... كانت تذهب إلى البيارة لتعشق برتقالةً قليلاً... تُقبلها... فتتفاعل القطرات الحامضة مع شفاهها الحلوة... و فجأةً... هي خمرةٌ للتو ولدتْ و عُتّقتْ منذ 58 عاماً... أما القطرة التي نجتْ و تخطتْ حدود الشفاه... فلتختبئ ولتنتظرني في حفرة تحت الشفة السفلى...لأسكر بها.
كانت تغني و ترقص... الصبية نرجسية بالمناسبة... تقول بأنها أحلى الراقصات... و أروع المغنيات... وأعذب المسكرات... هي أكثر العاشقات شبقاً... هي كل "جميلات" محمود درويش... وأنا أيضاً نرجسي... أراها قبلة لثورتي على جبهتها... إلهة لم تهتد لها ديانتها بعد... وتنتظرنا لنؤمن بها... هي أشهى من الوطن لثائر... هي من أراني و أسمعني بأن فلسطين لم تصل لنشوة الجمال في الخيال... ما زالت مصرة على أن تكون أحلى... بجليلياتها...هي من ذكرني بأني مازلت ثائراً... و ما زلت أنتظر...كانت تغني... حين جاءتها نسمة جليلية تذكرها بذلك الطلب.. صوراً لترشيحا... حاولتْ... أم نسيتْ... أم كذبتْ... أم غارتْ... نعم... هذا ما اجتاح كيانها و أنهك شغفها حينها... هذا ما كاد يهدد أنوثةً مطمئنة... أترشيحا أكثر حلاً و روعةً و عذوبةً و شبقاً مني... قد تكون... و لكن... أهي أكثر أنوثة... هي ترقص... و لكنها لا تتقن رقصتي... أرقصتها أحلى... صوتها... حضنها... أترابها كلحمي... أطرقاتها كشعري... أحاراتها كنهدي... سأنسى ثانية... و كلما أتتني هذه النسمة... سأنسى... سأنسى كل التفاصيل و أقطف كل الصور... أو أني...
سأرسل صورتي... و أغني: مع حبي... ترشيحا... و أنا... ما زلت أنتظر...
* الكاتب هو شاعر فلسطيني من ترشيحا مقيم في الامارات