Geeny
15/04/2005, 20:10
_1_
لم تعدْ تمطرُ في بلادي إلا إبراً واخزة
الكلُّ يحلمُ بالأشياءِ التافهة
أمّا أنا فليس في جعبتي أحلام
لأنّ الظلامَ قد سواها مغارة خربة
أحلمُ بعودةٍ إلى ماضٍ قد سبقه المستقبل
إلى ذكرياتٍ قد جاءت قبلها أعوام
ليس المهمُ عندنا ماهية الأحلام
بل إنّ المهم لدينا قتلنا الأحلام
أشعرُ بغصةٍ تخنقُ حنجرتي القاسية
و تمزقُ أوداجي لأظهر باكية
فالبؤسُ علكة في هذهِ الأيام
أمّا السّلامُ فموضة باعتها تصاميمُ الحرمان
_2_
نحلمُ بالمغيب
هل تغربُ الشمسُ يوماً من حيثُ لا غريب
هل تخجلُ النجومُ أن ترى صبحاً عجيب
لماذا أخافُ من الفجرِ و هو ملكٌ لي
و الأرضُ و السّماءُ كلها لأجلي
أختنقُ بينَ جدران الكتمان
أكتمُ سرَّ عذاباتِ الأكوان
توقفْ أيُّها الزمانُ لبرهة
توقفْ حتى أعيد مفتاحَ لعبة شطرنج جديدة
فيها السّلامُ هو كلامٌ بلا عنوان
_3_
قد علمونا أننا صمتٌ عجيب
و أنَّ الكلامَ تفاهة ،شهقة الغريب
و هم الذينَ تدافعت من حولهم غماماتُ الثرثرات
لا يمزجُ لعابهم سوى تفاهاتُ الحياة
نكتة تستحقُ ضحكة من شرايين الحياة
و دموعٌ لا ترى نوراً إلا في ظلام القساة
هل في كلامي تلفيقٌ يهان
من يدري متى ينتهي الزّمان
زمانُ اقتضام الأسى بالأفواه
تشربنا المأساة و لا سبيلَ للدواء
قالوا لنا مرّة : نحنُ الأمان
لكنهم قتلوا الأمانَ فينا و السّلام
قد صمتت أحرفُ الكلمات لأنّها عطشى
عطشى لنقطةٍ أو فاصلةٍ تقدمُ المنام
مناماً لعلَّ في نهايته حلمُ كلام
_4_
هنا في قريةِ العذابِ الأبديّ
أستنشقُ دخانَ التخلف الآسي
أرتشفُ مع قهوةِ الصّبحِ غبارَ الآلام
قبل كلّ شيء لا مجال لزفرةِ عذاب
على شرفةِ الحياةِ كواكبٌ مقتٌ تنتظر
تنتظرُ قدومي للحظة تحترقُ غرقاً
هل تؤمنون بلحظةِ الغياب؟
أنا نعم أغيب في كلّ لحظة مرّة
أغيبُ عن جسدي بروحٍ حائرة
هكذا أنا لقمة مضغتها الغيوم
و قبلة قبلت بها الشمسُ وجهَ النجوم
أنا هكذا قلمٌ و يدٌ و ريحٌ و طيوف
دفة العودِ و وترُ الدّفوف
لا تضحكوا فمن عاشر الغريب
و من قاتلَ المجهولَ العجيب
يخلطُ بينَ الليل و النهار و قمة البحار
الحقُّ معكم إن هزءتم مرّة واحدة
فقط أقولها مرّة لشدة العتاب
حاولوا ان تحاولوا الغياب
فأنا صادقة بالرّوحِ و الغياب والعذاب
_5_
قاتلوا النجومَ لترسموا وجوهاً أكثر
فأنا قاتلت نجمَ الدّب الأكبر
لكنني لم أته في الليل لأنّ الدّب نسي كلّ الأمر
حاربت مرّة شعاع القمر القرمزي
شنقته على نافذة منزلنا الشرقي
لكن في الليلة الأخرى ضحكَ لي
نسي الموضوع و العنوان و الشجار
نسي
أنني شنقته و عذبته و الانتحاغر
هو ليسَ مثلنا نحنُ البشر
من يقبلُ يدنا كلّ مرّة ألف مرّة
و يمسحُ حذاءنا كلّ برهة ألف برهة
و يخطىء لحظة في مرّة بأمر هو سخرة
نشتمهُ ، و نعذبهُ و نسحقُ قدرهُ كلّه
نحنُ أتفهُ من قشّة ، بل من نصفِ قشّة
جبناءُ و الحقدُ مزرعة التفاح في حقلة الكرمة
أغبياء و الغبي نعة الله إلينا في كلّ برهة
حاولوا التّخيل أننا في بركة العجائب
حيثُ لا ناسَ و لا بشرَ أو حقائب
ننامُ في سفينة الظّلام بلا عواقب
عندها سنفرحُ كما فرحنا عندَ عودة القصائد
ليسَ المهمُّ رحلة في أوجها معضلة
و لا المهمُّ رفقة في قاعها كذبة
بل إنّ المهمَّ كلماتٌ هنّ نحن بالسخرة
وداعاً لكلماتٍ شنقتها حبالُ القوة الدّبقة
نور كنعان
لم تعدْ تمطرُ في بلادي إلا إبراً واخزة
الكلُّ يحلمُ بالأشياءِ التافهة
أمّا أنا فليس في جعبتي أحلام
لأنّ الظلامَ قد سواها مغارة خربة
أحلمُ بعودةٍ إلى ماضٍ قد سبقه المستقبل
إلى ذكرياتٍ قد جاءت قبلها أعوام
ليس المهمُ عندنا ماهية الأحلام
بل إنّ المهم لدينا قتلنا الأحلام
أشعرُ بغصةٍ تخنقُ حنجرتي القاسية
و تمزقُ أوداجي لأظهر باكية
فالبؤسُ علكة في هذهِ الأيام
أمّا السّلامُ فموضة باعتها تصاميمُ الحرمان
_2_
نحلمُ بالمغيب
هل تغربُ الشمسُ يوماً من حيثُ لا غريب
هل تخجلُ النجومُ أن ترى صبحاً عجيب
لماذا أخافُ من الفجرِ و هو ملكٌ لي
و الأرضُ و السّماءُ كلها لأجلي
أختنقُ بينَ جدران الكتمان
أكتمُ سرَّ عذاباتِ الأكوان
توقفْ أيُّها الزمانُ لبرهة
توقفْ حتى أعيد مفتاحَ لعبة شطرنج جديدة
فيها السّلامُ هو كلامٌ بلا عنوان
_3_
قد علمونا أننا صمتٌ عجيب
و أنَّ الكلامَ تفاهة ،شهقة الغريب
و هم الذينَ تدافعت من حولهم غماماتُ الثرثرات
لا يمزجُ لعابهم سوى تفاهاتُ الحياة
نكتة تستحقُ ضحكة من شرايين الحياة
و دموعٌ لا ترى نوراً إلا في ظلام القساة
هل في كلامي تلفيقٌ يهان
من يدري متى ينتهي الزّمان
زمانُ اقتضام الأسى بالأفواه
تشربنا المأساة و لا سبيلَ للدواء
قالوا لنا مرّة : نحنُ الأمان
لكنهم قتلوا الأمانَ فينا و السّلام
قد صمتت أحرفُ الكلمات لأنّها عطشى
عطشى لنقطةٍ أو فاصلةٍ تقدمُ المنام
مناماً لعلَّ في نهايته حلمُ كلام
_4_
هنا في قريةِ العذابِ الأبديّ
أستنشقُ دخانَ التخلف الآسي
أرتشفُ مع قهوةِ الصّبحِ غبارَ الآلام
قبل كلّ شيء لا مجال لزفرةِ عذاب
على شرفةِ الحياةِ كواكبٌ مقتٌ تنتظر
تنتظرُ قدومي للحظة تحترقُ غرقاً
هل تؤمنون بلحظةِ الغياب؟
أنا نعم أغيب في كلّ لحظة مرّة
أغيبُ عن جسدي بروحٍ حائرة
هكذا أنا لقمة مضغتها الغيوم
و قبلة قبلت بها الشمسُ وجهَ النجوم
أنا هكذا قلمٌ و يدٌ و ريحٌ و طيوف
دفة العودِ و وترُ الدّفوف
لا تضحكوا فمن عاشر الغريب
و من قاتلَ المجهولَ العجيب
يخلطُ بينَ الليل و النهار و قمة البحار
الحقُّ معكم إن هزءتم مرّة واحدة
فقط أقولها مرّة لشدة العتاب
حاولوا ان تحاولوا الغياب
فأنا صادقة بالرّوحِ و الغياب والعذاب
_5_
قاتلوا النجومَ لترسموا وجوهاً أكثر
فأنا قاتلت نجمَ الدّب الأكبر
لكنني لم أته في الليل لأنّ الدّب نسي كلّ الأمر
حاربت مرّة شعاع القمر القرمزي
شنقته على نافذة منزلنا الشرقي
لكن في الليلة الأخرى ضحكَ لي
نسي الموضوع و العنوان و الشجار
نسي
أنني شنقته و عذبته و الانتحاغر
هو ليسَ مثلنا نحنُ البشر
من يقبلُ يدنا كلّ مرّة ألف مرّة
و يمسحُ حذاءنا كلّ برهة ألف برهة
و يخطىء لحظة في مرّة بأمر هو سخرة
نشتمهُ ، و نعذبهُ و نسحقُ قدرهُ كلّه
نحنُ أتفهُ من قشّة ، بل من نصفِ قشّة
جبناءُ و الحقدُ مزرعة التفاح في حقلة الكرمة
أغبياء و الغبي نعة الله إلينا في كلّ برهة
حاولوا التّخيل أننا في بركة العجائب
حيثُ لا ناسَ و لا بشرَ أو حقائب
ننامُ في سفينة الظّلام بلا عواقب
عندها سنفرحُ كما فرحنا عندَ عودة القصائد
ليسَ المهمُّ رحلة في أوجها معضلة
و لا المهمُّ رفقة في قاعها كذبة
بل إنّ المهمَّ كلماتٌ هنّ نحن بالسخرة
وداعاً لكلماتٍ شنقتها حبالُ القوة الدّبقة
نور كنعان