tiger
10/08/2006, 16:30
في ركنٍ أصمٍ من أركان ملجأ قانا، ذلك الملجأ الذي نال نصيباً وافراً من الإجرام والغدر الإسرائيليين، جلست أمٌ تضم ابنها إلى صدرها المرتجف الخائف،
تضمه وهي لا تخاف هذه المرة أن يضيع منها بجسده أثناء لعبه مع فتيان الحي وإنما تخاف أن تهرب منها روحه الوديعة الصغيرة الطفوليّة أثناء صبّ جام الغضب الإسرائيلي على أبرياء قانا ولبنان..
خائفةٌ أن تهرب منها تلك الروح التي لم ترتكب ذنباً تجازى عليه أو تقترف إثماً تحاسب به، ومع ذلك فإن يد الإرهاب والتشريد الإسرائيلية لا تعرف كلّ هذا..
لا تعرف سوى أن تحدث زلزلةً عظيمةً في هذا الملجأ لتقلبه رأساً على عقب، لكي لا تترك فيه حجراً على حجر ويبقى الطفل في حجر أمه وتبقى الأمّ تحضن ابنها ولكنهما لا يبقيان سوى جثتين مشوهتين بيديّ الدمار معطرتين بعبق الشهادة لتذهب روحهما وتستقرا تحت كرسيّ العرش وتشربان من أنهار الجنّة وتأكلان من ثمارها حيث السلام والأمان حيث لا قتل ولا قتال ولا يهود ولا أميركان.
أبعثها تحيةً لك أيّها الطفل.. يا طفل قانا.. يا طفل لبنان.. يا طفل فلسطين.. لا، أنت لست طفلاً.. أنت بطل.. أنت علم.. أنت وطن......
انتشلوك من باحات المدارس وساحات اللعب.. قتلوك لأنهم يخافونك.. يخافون أن تغدو طبيباً تداوي جراح المرضى أو معلماً تعالج جهالة الأمة أو شهيداً تسقي بدمائك ظمأ تربة الوطن.. تغدو مناضلاً من مناضلي حزب الله، كهؤلاء العظماء، كهؤلاء الكبار، كهؤلاء المقدسون..
نعم إنهم مقدسون.. فمن ذا الذي يهجر فداءً للوطن والأمّة والدين والكرامة حبّ الزوجة وحضن الأمّ، الله أكبر على تلك الأمّ التي استقبلت نبأ استشهاد ولدها بالزغاريد الممتلئة بالدموع وقلبها ممتلئٌ باللوعة لفقدان ولدها وفرحاً باستشهاده واستبشاراً بمكانته ومنزلته عند الله العليّ العظيم.. فتتعالى زغردتها.. وتتعالى.. وتتعالى..
إلى أن تصل الى عنان السماء ويتوقف فمها عن الزغردة وقد بحّ صوتها بينما يتابع قلبها الزغردة..والبكاء، أفلا يستحق هذا المناضل الشهيد أن يقال عنه أنه مقدس...نعم نحن جميعاً نقدّسك، نحترمك، نحبّك ونقبل تربة الوطن الذي رويت بدمائك أزهاره وضرّجت بهذه الدماء الطّاهرة ربوعه... لذلك قتلوك أيّها الطّفل البريء، قتلوك لأنهم يخافون أن تكون كهؤلاء العظماء.. ولكنهم لا يعلمون بأنّك خالدٌ.. خالدٌ لأنك شهيدٌ كريم والشهيد لا يموت..
فلتطمئن أيها الطّفل وأنت أيّها المناضل فإن استشهدتم فهناك مئات الأطفال وآلاف المناضلين ونحن جميعاً نسير على نهجكم لنحقق ما بدأتموه، وما بذلتم أرواحكم لأجل تحقيقه.. فسلامٌ عبقٌ برائحة الحريّة لكم مني أيّها المقدسون.
جودي
تضمه وهي لا تخاف هذه المرة أن يضيع منها بجسده أثناء لعبه مع فتيان الحي وإنما تخاف أن تهرب منها روحه الوديعة الصغيرة الطفوليّة أثناء صبّ جام الغضب الإسرائيلي على أبرياء قانا ولبنان..
خائفةٌ أن تهرب منها تلك الروح التي لم ترتكب ذنباً تجازى عليه أو تقترف إثماً تحاسب به، ومع ذلك فإن يد الإرهاب والتشريد الإسرائيلية لا تعرف كلّ هذا..
لا تعرف سوى أن تحدث زلزلةً عظيمةً في هذا الملجأ لتقلبه رأساً على عقب، لكي لا تترك فيه حجراً على حجر ويبقى الطفل في حجر أمه وتبقى الأمّ تحضن ابنها ولكنهما لا يبقيان سوى جثتين مشوهتين بيديّ الدمار معطرتين بعبق الشهادة لتذهب روحهما وتستقرا تحت كرسيّ العرش وتشربان من أنهار الجنّة وتأكلان من ثمارها حيث السلام والأمان حيث لا قتل ولا قتال ولا يهود ولا أميركان.
أبعثها تحيةً لك أيّها الطفل.. يا طفل قانا.. يا طفل لبنان.. يا طفل فلسطين.. لا، أنت لست طفلاً.. أنت بطل.. أنت علم.. أنت وطن......
انتشلوك من باحات المدارس وساحات اللعب.. قتلوك لأنهم يخافونك.. يخافون أن تغدو طبيباً تداوي جراح المرضى أو معلماً تعالج جهالة الأمة أو شهيداً تسقي بدمائك ظمأ تربة الوطن.. تغدو مناضلاً من مناضلي حزب الله، كهؤلاء العظماء، كهؤلاء الكبار، كهؤلاء المقدسون..
نعم إنهم مقدسون.. فمن ذا الذي يهجر فداءً للوطن والأمّة والدين والكرامة حبّ الزوجة وحضن الأمّ، الله أكبر على تلك الأمّ التي استقبلت نبأ استشهاد ولدها بالزغاريد الممتلئة بالدموع وقلبها ممتلئٌ باللوعة لفقدان ولدها وفرحاً باستشهاده واستبشاراً بمكانته ومنزلته عند الله العليّ العظيم.. فتتعالى زغردتها.. وتتعالى.. وتتعالى..
إلى أن تصل الى عنان السماء ويتوقف فمها عن الزغردة وقد بحّ صوتها بينما يتابع قلبها الزغردة..والبكاء، أفلا يستحق هذا المناضل الشهيد أن يقال عنه أنه مقدس...نعم نحن جميعاً نقدّسك، نحترمك، نحبّك ونقبل تربة الوطن الذي رويت بدمائك أزهاره وضرّجت بهذه الدماء الطّاهرة ربوعه... لذلك قتلوك أيّها الطّفل البريء، قتلوك لأنهم يخافون أن تكون كهؤلاء العظماء.. ولكنهم لا يعلمون بأنّك خالدٌ.. خالدٌ لأنك شهيدٌ كريم والشهيد لا يموت..
فلتطمئن أيها الطّفل وأنت أيّها المناضل فإن استشهدتم فهناك مئات الأطفال وآلاف المناضلين ونحن جميعاً نسير على نهجكم لنحقق ما بدأتموه، وما بذلتم أرواحكم لأجل تحقيقه.. فسلامٌ عبقٌ برائحة الحريّة لكم مني أيّها المقدسون.
جودي