-
دخول

عرض كامل الموضوع : ماذا يعني إرسال خمسة عشر ألف جندي الى الجنوب .؟؟


dot
09/08/2006, 14:21
سنة 1969 وقّع العماد اميل بستاني قائد الجيش اللبناني مع ياسر عرفات قائد منظمة فتح ‏اتفاقاً اعطت بموجبه الدولة اللبنانية لحركة فتح حق إقامة قواعد لها في منطقة العرقوب ‏وتنفيذ عمليات عسكرية ضد العدو الإسرائيلي.‏

هذا الإتفاق بقي سرياً وأقره مجلس النواب دون الإطلاع عليه، ووافقت عليه كل القوى ‏باستثناء العميد الراحل ريمون إده، ويومها وافق حزب الكتائب عليه وحزب الأحرار مع ‏التحفظ، اما بقية القوى الدرزية والسنية والشيعية فوافقت دون استثناء.‏
منذ سنة 1969 تنازلت الدولة اللبنانية عن قرار الحرب والسلم لغيرها، وتحت عنوان ان قوة ‏لبنان بضعفه كانت تتنامى القوى الاقليمية عسكرياً فيما يتم حجب ومنع الجيش اللبناني من ‏التسلح وامتلاك الجيش اي طاقة تؤهله من لعب دور عسكري ولو كان محدوداً.‏
في 7 آب 2006 قرر مجلس الوزراء بالإجماع ارسال خمسة عشر الف جندي لبناني الى الجنوب وهي ‏المرة الأولى لعودة الجيش اللبناني الى الحدود بين لبنان وفلسطين المغتصبة وسبق ذلك محاولات ‏عديدة فشلت كان اهمها سنة 1979 عندما اعطت اميركا ضوءاً أخضر للجيش اللبناني للذهاب الى ‏الحدود فأرسلت القيادة العسكرية اللبنانية قوة عسكرية بقيادة العقيد أديب سعد وقصفها ‏الرائد سعد حداد الذي حلّ بعده اللواء انطوان لحد، ومنع يومها سعد حداد الجيش اللبناني ‏من الذهاب الى الحدود اللبنانية.‏

هل ذهب الجيش اللبناني بقرار من أكثرية 14 شباط أم بقرار وفاق وطني، ام بقرار من ‏المقاومة؟

قبل كل شيء يمتلك الجيش اللبناني اليوم قيادة واعية لمخاطر الأمور، والعماد ميشال ‏سليمان سعى بكل طاقته لتجنيب الجيش اي تأثير سلبي في ظل زلزال اجتاح لبنان منذ اغتيال ‏الرئيس الحريري وحتى العدوان الاسرائيلي المستمر، ونجح العماد ميشال سليمان بهذه الناحية، ‏فجنّب الجيش اللبناني اي إضعاف وتأثيرات سلبية، لا بل ازداد الجيش اللبناني مناعة وقوة ‏ودفع شهداء ودماء ولكن دور الجيش الوطني ازداد في ظل قيادة العماد ميشال سليمان وترسخت ‏الأدوار اللبنانية لحركة الجيش اللبناني وللدفاع عن أرض لبنان.‏
ثانياً، كانت أكثرية 14 شباط تريد ارسال الجيش منذ اتفاق الطائف وحتى الآن على أساس ‏اتفاقية الهدنة، بينما ترى المقاومة وحركة أمل والعماد ميشال عون ان إرسال الجيش لا يمكن ‏ان يكون الا في اطار خطة دفاعية، واتفاقية الهدنة التي ارادها الطائف وارادتها اكثرية 14 ‏شباط لا تلحظ الا ارسال ثلاثة الاف جندي لبناني بعتاد بسيط الى الحدود مع اسرائيل، بينما ‏جاء قرار مجلس الوزراء أمس بإرسال خمسة عشر الف جندي لبناني الى الجنوب والحدود ليؤكد ان ‏اتفاق الطائف سقط بشأن طريقة ارسال الجيش الى الحدود، وان نظرية لبنان الضعيف عبر ‏اتفاقية الطائف قد سقطت لتحل محلها نظرية لبنان القوي عبر ارسال 15 ألف جندي، لأن ‏موازين القوى التي فرضتها المقاومة في الجنوب اجبرت اميركا واسرائيل على القبول بإرسـال ‏‏15 ألف جندي بكامل سلاحهم وعتادهم، وألزمت اكثـرية 14 شباط على التراجع عن اتفاق ‏الطائف واتفاق الهدنة والقرار 1559 والرضوخ لنظرية المقاومة بأن السياسة الدفاعية يجب ‏ان تعتمد أن لبنان لا يحميه الا قوته وهي الجيش والمقاومة مع مساعدة من قوات دولية تكون ‏شاهدة على الخرق الإسرائيلي.‏
المقاومة طالبت بثلاث نقاط وذلك بالتنسيق مع العماد عون وهذه النقاط هي التالية:‏

‏1ـ وضع سياسة دفاعية لحماية لبنان.‏
‏2ـ حل قضية الأسرى.‏
‏3ـ تحرر مزارع شبعا.‏
كيف يعالج ذلك؟
‏1ـ السياسة الدفاعية بدأ تنفيذها وفق مبدأ لبنان القوي وإرسال 15 الف جندي هي ‏البداية، حيث سيكون الجيش من الخط الأزرق الى نهر الليطاني وتكون المقاومة في مواقعها شمال ‏نهر الليطاني وحتى الأولي وكل قواعدها في لبنان، ولكن طبعاً وفق القواعد التي احترمتها ‏المقاومة بعدم الظهور وازعاج اي استقرار داخلي.‏

‏2ـ تحرير الأسرى وقد اصبح على اسرائيل الإفراج عن الأسرى أو ابقاء جنودها مأسورين لدى ‏حزب الله، وقد قال السيد حسن نصرالله لو جاء الكون كله لما أخذ الجنديين دون مبادلة، وها ‏ان الكون جاء كله بحرب اسرائيلية وقرار من مجلس الأمن ولم يستطع اخذ الجنديين.‏

‏3ـ مزارع شبعا، كانت المقاومة تطالب بتحريرها واسرائيل ترفض، ويبدو ان مجلس الأمن ‏سيتخذ قراراً بوضع مزارع شبعا تحت سيطرة الأمم المتحدة وهو بداية التحرير لحين الترسيم، ‏والذي سيرفض هذا الأمر هو اسرائيل اي الانسحاب من مزارع شبعا.‏

المهم ان لبنان استعاد قرار الحرب والسلم، واستعاده وفق منطق المقاومة وليس وفق الطائف ‏واكثرية 14 شباط، تلك هي المعادلة الأساسية التي تغيرت في لبنان، واليوم يستطيع ‏اللبنانيون اعمار لبنان والقول ان الضمانة قد بدأت على الحدود مع العدو الإسرائيلي ‏لحماية لبنان من التدمير، وبالتالي فإن المبدأ الذي حصل في السابق وهو الإعمار قبل ‏الضمانات للحماية كان خطأ فجرى الهدر والاعمار والتدمير، أما اليوم فالحماية باتت مؤمنة ‏ويمكن الانطلاق بإعمار لبنان، وطبعاً لن يحصل الهدر لأن حزب الله والعماد عون وأطرافاً أخرى ‏ستكون ساهرة ومراقبة لصرف اي قرش في مجال الإعمار كي لا يحصل هدر وسرقات، ويتم ذلك ‏بشفافية بالغة خاصة اذا علمنا ان المساعدات الخارجية ستفوق الستة مليارات وقد تصل الى ‏عشرة مليارات لإعمار لبنان من جديد.‏

المصدر : الديار