-
دخول

عرض كامل الموضوع : دراسة جديدة لمعهد يافيه :الجزء الثاني


to live is to die
15/04/2005, 04:53
سوريا ودول "محور الشر" وفق النظرة الأمريكية

"وضعت أحداث الـ 11 سبتمبر سوريا وحزب الله مرة أخرى في موضع صعب. حزب الله هو تنظيم "ارهابي" إسلامي صاحب تاريخ دموي من عمليات ضد الولايات المتحدة وبنية "ارهابية" عالمية نفذت عمليات في عدة مناسبات، وكان من الخطر بمكان أن يتم تشخيصه من قبل الولايات المتحدة في إطار حربها ضد الارهاب.

"وسوريا تستجيب لكل مركبات دولة "محور الشر": إنها تدعم الارهاب، صاحبة نظام اضطهادي متسلط، وتملك سلاح دمار شامل. الولايات المتحدة لم تضعها رسميًا على قائمة دول "محور الشر" لأن الحكومة الأمريكية اعتقدت انه بامكانها تطوير التعاون مع سوريا والتأثير على سياستها كما كان وقت حرب الخليج عام 1991، وشأنها ليس كشأن دول "محور الشر" الثلاث الأخرى. لقد كان لسوريا مصلحة حقيقية بعد 11 سبتمبر، بأن لا يتم ربطها بتنظيم "القاعدة" وبدول "محور الشر"، وبالتالي تعاونت مع الولايات المتحدة ضد "القاعدة".

"كل ذلك - يردف الباحث - تغير في أعقاب الحرب في العراق، حيث عمل بشار الأسد قبل الحرب على تحسين علاقات سوريا بالعراق، كونه لم يعان من العلاقات المتوترة التي كانت لوالده مع صدام حسين، وأعتقد أن تحسين العلاقات مع العراق سيثمر من الناحيتين الإستراتيجية والإقتصادية، فبامكان العراق أن يكون جبهة استراتيجية لسوريا المنعزلة والعلاقات الاقتصادية قد تحسن الوضع الاقتصادي السيء لسوريا. بشار (الأسد) سمح للعراق بتصدير النفط بواسطة الحدود السورية ما أدى إلى خرق قرار الأمم المتحدة المتعلق بالغذاء مقابل النفط، وتلقى مقابل ذلك اموالاً طائلة. قبل الحرب سمح بشار (الأسد) بتهريب الأسلحة للعراق من خلال استعلال إسم سوريا وأراضيها، وخلال الحرب سمح بانتقال المتطوعين العرب للعراق ليشاركوا في الحرب ضد الولايات المتحدة، وفي نهاية هذه الحرب منح ملجأ في سوريا لرجالات النظام المخلوع، وهناك شبهة، غير مؤكدة بعد، بأن سلاح الدمار الشامل تم تهريبه من العراق إلى سوريا".

وحول ما آلت إليه سوريا بعد الإحتلال الأمريكي للعراق، يكتب الباحث: "نتائج الحرب أدت إلى تدهور الوضع الإستراتيجي لسوريا، التي لم تكن في وضع جيد قبلها. بعد تفكك الإتحاد السوفييتي فقدت سوريا القوة العظمى التي كانت تساندها، والتوازن العسكري بينها وبين إسرائيل أصبح يسوء يومًا بعد يوم، ووضعها الإقتصادي أصبح سيئًا بالإضافة إلى معاناتها من العزلة الإستراتيجية. واليوم فقدت سوريا الأمل بالاستمتاع من الجبهة الاستراتيجية التي كانت تمنحها لها العراق وبسبب تصرفها قبل الحرب وخلالها فإنها اصبحت هدفًا لغضب الدولة العظمى الوحيدة، الولايات المتحدة، الموجودة في وضع تنتشر فيه قواتها في دولة مجاورة".

"لقد فهم بشار الأسد وضعه السيء مقابل الولايات المتحدة، حيث يعتبر ذلك تهديدًا استراتيجيًا على نظامه، وبالتالي بحث عن وسائل لمصالحة الولايات المتحدة. وتحت هذا الضغط الأمريكي أعلن بأنه أغلق مكاتب التنظيمات الفلسطينية "الارهابية" في دمشق وبعدها أعلن عن رغبته بتجديد المفاوضات السلمية مع إسرائيل. وقد ألمح بواسطة السفير السوري بالولايات المتحدة بأنه مستعد لتجديد المفاوضات حتى لو لم تقبل إسرائيل شرط بداية المفوضات من النقطة التي توقفت عندها في لقاء الرئيس حافظ الأسد والرئيس كلينتون بجنيف عام 2000".

فحص تصرفات ومواقف الأطراف المعنية

وللوقوف عند فرص تجديد المفاوضات مع إسرائيل ونهايتها الايجابية، يعرض الباحث مواقف الطرفين الإسرائيلي والسوري، فيقول: "اما في الجانب السوري فالسؤال الذي يطرح نفسه، هل باستطاعة بشار الأسد اتخاذ القرارات الحقيقية، منها ما يمكن أن تشذ عن مواقف والده؟ فيحيط بشار (الأسد) مجموعة من القيادة القديمة التي كانت بجوار والده، والبعض يقول انهم يتحكمون به بالفعل. حتى الآن لم يتحقق اي من وعود الإصلاح أو التغيير التي قطعها الأسد على نفسه. الاصلاح الداخلي توقف بعد أن كانت بعض المصطلحات حول حرية التعبير والتنظيمات السياسية لا تتوافق وتطلعات القيادة القديمة. الوعود التي قطعها على نفسه باغلاق مكاتب التنظيمات اتضحت أنها فارغة. لقد امر رجال التنظيمات بالتوقف عن الظهور على الملأ ولكن فيما عدا ذلك لا يوجد أي تغيير في نشاطاتهم بدمشق. الولايات المتحدة تشتبه بأن سوريا لا تتعاون بصورة كاملة لمنع تهريب المساعدات للقوات في العراق التي تدير حرب "ارهابية" ضدها. قضية أخرى هي موقف (الرئيس) بشار (الأسد) نفسه من إسرائيل، حيث لا توجد أي دلالة على أن موقفه غير منسجم وموقف والده، ويمكننا أن نقول بأن موقفه من إسرائيل أسوأ من موقف والده وهذا ما يمكن فهمه من تصريحاته القاسية ضد إسرائيل، وعلاقاته الوطيدة بحزب الله".