krimbow
07/08/2006, 16:39
الانتصار كما يراه الصهاينة ايضا...
لا نهاية للتاريخ...
د. عبد الوهاب المسيري (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
إبان حرب 1973 كتبت مقالاً يوم 21/10/1973 بهذا العنوان أشرت فيه إلى أنه بغض النظر عن النتيجة النهائية للحرب، فإن ما حققته الجيوش العربية هى نتائج ثابتة تتخطى كل الجزئيات والمتغيرات ولا يمكن لأي تطورات في الميدان أن تغيرها. وأولى هذه النتائج هي أن نظرية الأمن الإسرائيلية قد تساقطت وهي نظرية مبنية على الارتباط بالمكان وإلغاء التاريخ. فقد تصور الإسرائيليون عام 1967 أنهم وصلوا إلى الحدود الجغرافية المكانية الآمنة وأنه بوسعهم الاستقرار في أمان خلف هذه الحدود. وأقاموا خط بارليف وهو "جيتو" عسكري من نوع آخر. ونظراً لإنكارهم لعنصر الزمان، فإنهم تصوروا أن العرب سيظلون فيما هم فيه من "تخلف"! ولكن جاء أكتوبر 1973 وتم العبور وتحطيم خط بارليف، وثبت أن هذه الرؤية الأمنية الإسرئيلية لا أساس لها في الواقع وأن قوة الردع العسكرية مهما بلغت من قوة وضراوة غير قادرة على توصيلهم إلى نقط النهاية، نهاية التاريخ.
ولكن يبدو أن الإسرائيليين لا يتعلمون البتة من تجاربهم، إذ سيطر عليهم مرة أخرى هذا الإيمان بالمكان والجغرافيا، فتحدثوا عن الانسحاب من طرف واحد والجدار العازل إلى آخر هذه المفاهيم المكانية، التي لا علاقة لها بالزمان، متصورين أن هذا سيحقق لهم الأمن. ولكن انهالت عليهم صواريخ "القسام"، وقام الفلسطينيون بحفر الخنادق وبعمليات عسكرية اعترف الإسرائيليون أنفسهم بأنها تدل على المهارة والحنكة. ثم جاءت صواريخ "حزب الله"، فأرسلت النخبة الحاكمة سلاحها الجوي ودكت لبنان دكاً، وقالت إنها ستقضي على "حزب الله" في أسبوعين، ولكنها تطالب الآن بأسبوعين آخرين، حتى تحقق الانتصار الموعود.
ولكن الصحف الإسرائيلية لها وجهة نظر مغايرة ففي 23/7/2006 حذر "عوزي بنزيمان" في صحيفة(هآرتس) من أن إسرائيل لن تخرج منتصرة من هذه الحرب السادسة، بل وستدرك محدوديتها العسكرية. أما "ب. ميخائيل" في "يديعوت أحرونوت" (21/7/2006)، فيشير إلى أنه "بعد عشرة أيام من النار وشبح الموت، لم يتضرر حزب الله بصورة حقيقية". ثم يضيف قائلاً: "من الصعب فهم ما الذي يتحدث عنه الجيش الإسرائيلي في المؤتمرات الصحفية اليومية التي يتفاخر فيها بانجازاته المثيرة التي لا تتجاوز تدمير المواقع الأمامية الحدودية لحزب الله وبعض قواعد الكاتيوشا. وهذه الكاتيوشا مازالت تنهمر والجنود الإسرائيليون مازالوا في الأسر، وقيادة حزب الله ما انفكت تعمل وتواصل قيادة أتباعها؟أسبوع أو أسبوعان من هذه العربدة ويصبح حزب الله الرابح الأكبر من هذه الحكاية".
وقد تنبه "زئيف شيف" أهم معلق عسكري إسرائيلي إلى أنه لأول مرة في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي تصل الصواريخ العربية العمق السكاني الإسرائيلي وبشكل مستمر. كما أنه أشار إلى "أنه بعد انقضاء أسبوعين على اندلاع الحرب يمكن القول إن إسرائيل لم تحقق غاياتها الأساسية وهي بعيدة عن حسم الحرب". وأضاف أن "حزب الله يشن حرب استنزاف ضد إسرائيل ولا توجد أدلة على أن حدة القتال قد خفت لأن حزب الله يواصل إطلاق ما بين 80 إلى 100 صاروخ كاتيوشا باتجاه إسرائيل يومياً، (وصلت إلى 300 صاروخ يوم 2 أغسطس). كما أن حيفا وهي ثالث أكبر مدن إسرائيل تحولت إلى سديروت 2". وقال زئيف شيف إنه على الرغم من القصف الإسرائيلي الشديد في لبنان، فإنه لم يكن هناك مس جوهري في قدرة حزب الله العسكرية ولم يفقد الرغبة في القتال ومقاتلوه "يحاربون ولا يهربون". وأشار "شيف" إلى أن "الحصار الجوي والبري والبحري الذي تفرضه إسرائيل على لبنان لمنع وصول أسلحة من سوريا وإيران لحزب الله ليس محكماً". "واتضح ما كان يتوجب أن يكون معروفاً منذ وقت طويل وهو أن القوة الجوية ليست كافية لوضع حد لتهديد الصواريخ وحزب الله تعلم من دروس الماضي ومن فشل إسرائيل مقابل صواريخ القسام في قطاع غزة". وقال إن "النتيجة السائدة (في أوساط قيادة الجيش الإسرائيلي) من هذه الإخفاقات هي أن حزب الله لا يذل إسرائيل فحسب بل وينتصر". (المشهد الإسرائيلي 26/7/2006).
وماذا عن التقييم شبه النهائي لهذه الحرب السادسة، يقول "زئيف شترنهال" في هآرتس (3/8/2006) إن الحرب على لبنان من أكثر حروب اسرائيل فشلاً" لقد تحولت حملة عقابية جماعية- بدأت بتهور وتسرع ومن دون دراسة، وبناء على تقديرات رديئة، بما في ذلك وعود عسكرية ليس بمقدور الجيش أن ينفذها- إلى حرب حياة أو موت، وأشبه بحرب استقلال ثانية. تم تقليص أهداف العملية خلال الاسابيع الثلاثة الماضية، من استعادة قوتنا الردعية وتصفية حزب الله الى هدفنا الحالي وهو إبعاد مواقعه الأمامية ونشر قوات دولية للدفاع عن شمالي اسرائيل من الهجمات المستقبلية. في هذه النقطة أصبح المواطن العادي حائراً، وهل تُستعاد قوة الجيش الردعية بهذه الطريقة التي تعطي نتيجة معاكسة تماما. لقد تبين أمام العالم كله أن سلاح الجو الجبار لم ينجح خلال ثلاثة أسابيع في إيقاف الصواريخ، بل واحتاج إلى شحنات أسلحة طارئة أخرى مثلما حدث في يوم الغفران. كما ويسأل المواطن البسيط نفسه سؤالاً آخر: إذا كان بضعة مقاتلين من الفدائيين يشكلون خطراً وجودياً على اسرائيل ذات القوة الساحقة والأسلحة التي لا يوجد لها مثيل في العالم، فكيف حدث أن قادته لم يسمعوا عن ذلك التهديد ولم يروه؟ نحن فعلا لم نفكر بأي شيء منذ عام 2000، إلا في المسألة الفلسطينية، حيث وجهت إسرائيل كل جهودها الوطنية لفك الارتباط، ولتنفيذ الانطواء من خلف الجدار الفاصل، بعد أن وقعنا تحت تأثير التنويم المغناطيسي للخطر الفلسطيني. حددوا جدول أعمال للعامين أو الأربعة القادمة: ترسيم الحدود مع المناطق بصورة أحادية الجانب، وتحويل المناطق إلى كانتونات، والقضاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية فيها. من هنا أدرك المواطن أن هذه هي المسألة التي ستحسم مستقبل إسرائيل".
وقد ذكرت في دراساتي أن اللواء البدري المؤرخ العسكري للجيش المصري– رحمه الله- أخبرني أن الجيش النظامي الذي يوظف في قمع عصيان مدني يفقد مقدرته القتالية بعد عام أو عامين. ويبدو أن هذا ما حدث، وهذا ما يذكره شترنهال: "لم يكن سراً أن الجيش قد توقف عن التدريب تقريباً في وحدات كبيرة وعلى عمليات معقدة، وغرق كله في الصراع ضد الانتفاضة الفلسطينية. عندما تتحول ألوية سلاح المشاة إلى قوة بوليسية متمرسة في حراسة الجدران واقتحام مخيمات اللاجئين أو ملاحقة الخلايا التخريبية بين أغراس الزيتون، وعندما يصبح عدد المطلوبين الذين يضبطون مقياساً لمدى نجاح الضابط المسؤول وليس رؤيته القتالية وقدرته على قيادة وحدات كبيرة، يبدأ الجيش في التعفن".
ويذهب "يونتان شم-أور" في معاريف (3/8/2006) إلى أن إسرائيل خسرت المعركة ولم يعد مهماً إذا كان الجيش سيصل إلى الليطاني أو إلى الفولجا. لم يعد مهماً حتى إذا كانوا سيجلبون هنا رأس نصرالله، أو بن لادن، فقد انتصروا، ونحن خسرنا. لا يمكن لأي شيء أن يغير هذا. خسرنا، وهذا سيحرقنا أكثر من يوم الغفران. سيقولون إن الجيش الإسرائيلي بقيادة "حلوتس" باع لأولمرت خطة تشبه الهذيان. سيقولون إن الجيش الإسرائيلي تَشوشَ على مدى أسبوعين ونصف الأسبوع في معركة غبية على قرية نائية ما على مسافة كيلو مترين اثنين من الحدود. سيقولون الكثير من الأمور وجميعها صحيحة. ولكن الأمور التي لن تقال هي تلك التي ستقرر حقاً حياتنا في العقد القادم. مفهوم أنه لن يكون هناك بعد اليوم انطواء أحادي الجانب. لا ريب أن إسرائيل ستدخل نفسها في تحصين عميق، وذلك لأن الرد الوحيد على الإرهاب هو تحت الأرض. ومن دون قطارات تحت أرضية في المراكز السكانية الكبرى لن نبقى على قيد الحياة، بعد أن فقدنا قوة الردع وكل واحد يمكنه أن يُطلق علينا أي قدر من الصواريخ يروق له".
والله أعلم.
لا نهاية للتاريخ...
د. عبد الوهاب المسيري (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
إبان حرب 1973 كتبت مقالاً يوم 21/10/1973 بهذا العنوان أشرت فيه إلى أنه بغض النظر عن النتيجة النهائية للحرب، فإن ما حققته الجيوش العربية هى نتائج ثابتة تتخطى كل الجزئيات والمتغيرات ولا يمكن لأي تطورات في الميدان أن تغيرها. وأولى هذه النتائج هي أن نظرية الأمن الإسرائيلية قد تساقطت وهي نظرية مبنية على الارتباط بالمكان وإلغاء التاريخ. فقد تصور الإسرائيليون عام 1967 أنهم وصلوا إلى الحدود الجغرافية المكانية الآمنة وأنه بوسعهم الاستقرار في أمان خلف هذه الحدود. وأقاموا خط بارليف وهو "جيتو" عسكري من نوع آخر. ونظراً لإنكارهم لعنصر الزمان، فإنهم تصوروا أن العرب سيظلون فيما هم فيه من "تخلف"! ولكن جاء أكتوبر 1973 وتم العبور وتحطيم خط بارليف، وثبت أن هذه الرؤية الأمنية الإسرئيلية لا أساس لها في الواقع وأن قوة الردع العسكرية مهما بلغت من قوة وضراوة غير قادرة على توصيلهم إلى نقط النهاية، نهاية التاريخ.
ولكن يبدو أن الإسرائيليين لا يتعلمون البتة من تجاربهم، إذ سيطر عليهم مرة أخرى هذا الإيمان بالمكان والجغرافيا، فتحدثوا عن الانسحاب من طرف واحد والجدار العازل إلى آخر هذه المفاهيم المكانية، التي لا علاقة لها بالزمان، متصورين أن هذا سيحقق لهم الأمن. ولكن انهالت عليهم صواريخ "القسام"، وقام الفلسطينيون بحفر الخنادق وبعمليات عسكرية اعترف الإسرائيليون أنفسهم بأنها تدل على المهارة والحنكة. ثم جاءت صواريخ "حزب الله"، فأرسلت النخبة الحاكمة سلاحها الجوي ودكت لبنان دكاً، وقالت إنها ستقضي على "حزب الله" في أسبوعين، ولكنها تطالب الآن بأسبوعين آخرين، حتى تحقق الانتصار الموعود.
ولكن الصحف الإسرائيلية لها وجهة نظر مغايرة ففي 23/7/2006 حذر "عوزي بنزيمان" في صحيفة(هآرتس) من أن إسرائيل لن تخرج منتصرة من هذه الحرب السادسة، بل وستدرك محدوديتها العسكرية. أما "ب. ميخائيل" في "يديعوت أحرونوت" (21/7/2006)، فيشير إلى أنه "بعد عشرة أيام من النار وشبح الموت، لم يتضرر حزب الله بصورة حقيقية". ثم يضيف قائلاً: "من الصعب فهم ما الذي يتحدث عنه الجيش الإسرائيلي في المؤتمرات الصحفية اليومية التي يتفاخر فيها بانجازاته المثيرة التي لا تتجاوز تدمير المواقع الأمامية الحدودية لحزب الله وبعض قواعد الكاتيوشا. وهذه الكاتيوشا مازالت تنهمر والجنود الإسرائيليون مازالوا في الأسر، وقيادة حزب الله ما انفكت تعمل وتواصل قيادة أتباعها؟أسبوع أو أسبوعان من هذه العربدة ويصبح حزب الله الرابح الأكبر من هذه الحكاية".
وقد تنبه "زئيف شيف" أهم معلق عسكري إسرائيلي إلى أنه لأول مرة في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي تصل الصواريخ العربية العمق السكاني الإسرائيلي وبشكل مستمر. كما أنه أشار إلى "أنه بعد انقضاء أسبوعين على اندلاع الحرب يمكن القول إن إسرائيل لم تحقق غاياتها الأساسية وهي بعيدة عن حسم الحرب". وأضاف أن "حزب الله يشن حرب استنزاف ضد إسرائيل ولا توجد أدلة على أن حدة القتال قد خفت لأن حزب الله يواصل إطلاق ما بين 80 إلى 100 صاروخ كاتيوشا باتجاه إسرائيل يومياً، (وصلت إلى 300 صاروخ يوم 2 أغسطس). كما أن حيفا وهي ثالث أكبر مدن إسرائيل تحولت إلى سديروت 2". وقال زئيف شيف إنه على الرغم من القصف الإسرائيلي الشديد في لبنان، فإنه لم يكن هناك مس جوهري في قدرة حزب الله العسكرية ولم يفقد الرغبة في القتال ومقاتلوه "يحاربون ولا يهربون". وأشار "شيف" إلى أن "الحصار الجوي والبري والبحري الذي تفرضه إسرائيل على لبنان لمنع وصول أسلحة من سوريا وإيران لحزب الله ليس محكماً". "واتضح ما كان يتوجب أن يكون معروفاً منذ وقت طويل وهو أن القوة الجوية ليست كافية لوضع حد لتهديد الصواريخ وحزب الله تعلم من دروس الماضي ومن فشل إسرائيل مقابل صواريخ القسام في قطاع غزة". وقال إن "النتيجة السائدة (في أوساط قيادة الجيش الإسرائيلي) من هذه الإخفاقات هي أن حزب الله لا يذل إسرائيل فحسب بل وينتصر". (المشهد الإسرائيلي 26/7/2006).
وماذا عن التقييم شبه النهائي لهذه الحرب السادسة، يقول "زئيف شترنهال" في هآرتس (3/8/2006) إن الحرب على لبنان من أكثر حروب اسرائيل فشلاً" لقد تحولت حملة عقابية جماعية- بدأت بتهور وتسرع ومن دون دراسة، وبناء على تقديرات رديئة، بما في ذلك وعود عسكرية ليس بمقدور الجيش أن ينفذها- إلى حرب حياة أو موت، وأشبه بحرب استقلال ثانية. تم تقليص أهداف العملية خلال الاسابيع الثلاثة الماضية، من استعادة قوتنا الردعية وتصفية حزب الله الى هدفنا الحالي وهو إبعاد مواقعه الأمامية ونشر قوات دولية للدفاع عن شمالي اسرائيل من الهجمات المستقبلية. في هذه النقطة أصبح المواطن العادي حائراً، وهل تُستعاد قوة الجيش الردعية بهذه الطريقة التي تعطي نتيجة معاكسة تماما. لقد تبين أمام العالم كله أن سلاح الجو الجبار لم ينجح خلال ثلاثة أسابيع في إيقاف الصواريخ، بل واحتاج إلى شحنات أسلحة طارئة أخرى مثلما حدث في يوم الغفران. كما ويسأل المواطن البسيط نفسه سؤالاً آخر: إذا كان بضعة مقاتلين من الفدائيين يشكلون خطراً وجودياً على اسرائيل ذات القوة الساحقة والأسلحة التي لا يوجد لها مثيل في العالم، فكيف حدث أن قادته لم يسمعوا عن ذلك التهديد ولم يروه؟ نحن فعلا لم نفكر بأي شيء منذ عام 2000، إلا في المسألة الفلسطينية، حيث وجهت إسرائيل كل جهودها الوطنية لفك الارتباط، ولتنفيذ الانطواء من خلف الجدار الفاصل، بعد أن وقعنا تحت تأثير التنويم المغناطيسي للخطر الفلسطيني. حددوا جدول أعمال للعامين أو الأربعة القادمة: ترسيم الحدود مع المناطق بصورة أحادية الجانب، وتحويل المناطق إلى كانتونات، والقضاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية فيها. من هنا أدرك المواطن أن هذه هي المسألة التي ستحسم مستقبل إسرائيل".
وقد ذكرت في دراساتي أن اللواء البدري المؤرخ العسكري للجيش المصري– رحمه الله- أخبرني أن الجيش النظامي الذي يوظف في قمع عصيان مدني يفقد مقدرته القتالية بعد عام أو عامين. ويبدو أن هذا ما حدث، وهذا ما يذكره شترنهال: "لم يكن سراً أن الجيش قد توقف عن التدريب تقريباً في وحدات كبيرة وعلى عمليات معقدة، وغرق كله في الصراع ضد الانتفاضة الفلسطينية. عندما تتحول ألوية سلاح المشاة إلى قوة بوليسية متمرسة في حراسة الجدران واقتحام مخيمات اللاجئين أو ملاحقة الخلايا التخريبية بين أغراس الزيتون، وعندما يصبح عدد المطلوبين الذين يضبطون مقياساً لمدى نجاح الضابط المسؤول وليس رؤيته القتالية وقدرته على قيادة وحدات كبيرة، يبدأ الجيش في التعفن".
ويذهب "يونتان شم-أور" في معاريف (3/8/2006) إلى أن إسرائيل خسرت المعركة ولم يعد مهماً إذا كان الجيش سيصل إلى الليطاني أو إلى الفولجا. لم يعد مهماً حتى إذا كانوا سيجلبون هنا رأس نصرالله، أو بن لادن، فقد انتصروا، ونحن خسرنا. لا يمكن لأي شيء أن يغير هذا. خسرنا، وهذا سيحرقنا أكثر من يوم الغفران. سيقولون إن الجيش الإسرائيلي بقيادة "حلوتس" باع لأولمرت خطة تشبه الهذيان. سيقولون إن الجيش الإسرائيلي تَشوشَ على مدى أسبوعين ونصف الأسبوع في معركة غبية على قرية نائية ما على مسافة كيلو مترين اثنين من الحدود. سيقولون الكثير من الأمور وجميعها صحيحة. ولكن الأمور التي لن تقال هي تلك التي ستقرر حقاً حياتنا في العقد القادم. مفهوم أنه لن يكون هناك بعد اليوم انطواء أحادي الجانب. لا ريب أن إسرائيل ستدخل نفسها في تحصين عميق، وذلك لأن الرد الوحيد على الإرهاب هو تحت الأرض. ومن دون قطارات تحت أرضية في المراكز السكانية الكبرى لن نبقى على قيد الحياة، بعد أن فقدنا قوة الردع وكل واحد يمكنه أن يُطلق علينا أي قدر من الصواريخ يروق له".
والله أعلم.