-
دخول

عرض كامل الموضوع : محنة المقاومة أم امتحان الجميع؟


براق
04/08/2006, 15:17
الهوى والرغائب يمنينا بنصر سريع دون آلام وجراح ومعاناة .. أدعيةُ النقمات ترتفع منا بحرقة. كل أحبّتنا المثكولين، تستنزل التعجيل بخسف إسرائيل بزلزال وبغيره. صدور بعضنا تتشفّى بعدد الصواريخ التي تحلّ على الصهاينة، وبودّنا لو تقصف تل أبيب بضربات موجعة ليخسأ البرابرة ويكفّوا عن عربداتهم.
أمنياتنا أن يكون لدى المقاومة سلاح سريّ يحسم أمر غطرسة الأجلاف ويمرغها في التراب. نستعجل النصر، كما يستعجل الطالب الغشّ في الإجابة، وما ندري أنّ الموقف كله امتحانٌ للجميع. وانّ شرط هذه المعارك هو هكذا، أن يعلم الله منّا ما نُبديه لنُصنَّف، ويعلم من المقاومين الصبر ليستنزل لهم النصر، النصر ليس بكمّية القتلى والتدمير، فلقد دُمّرت فرنسا كلها، لكنها اشترت استقلالها من النازيين، النصر نصر العزة والإرادة والكرامة، نصر رفض الاستسلام.
في غزوة الأحزاب قال المتخاذلون عديمو الإيمان بغيب وبكرامة (ما وعدنا اللهُ ورسولُه إلا غرورا)، ومع توافد حُشود غزاة المشركين، حفر النبيّ (ص) خندقاً فاعترضتهم صخرة فضربها بالمعول ضربةً انفرقت بثلاث فرق، فقال (ص): (لقد فُتح عليّ في ضربتي هذه كنوز كسرى وقيصر)، فقال رجلٌ لصاحبه: يعدنا بكنوز كسرى وقيصر وما يقدر أحدنا أن يخرج يتخلّى (أي يقضي حاجته)!
دائمًا في كل معركة يستبين معدنان، تشفّ عنهما الأحداث، ذو العين البصيرة، والأعمى عن العاقبة. ثُمّ المستقبل حين يأتي، يُنشد مدائحه لأولئك البصّارين، وذمّه لأصحاب الخور المرتعشين.
إنّ منطلقات الذين يريدون أن يظلوا دائما على هامش الأحداث بدلاً من أن يكونوا صنّاعها، منطلق (الهامشيّين) اللاهدفيين، ولأنّهم لا يعرفون الأمل لذا يُنكرون العمل الحقيقيّ، وشيءٌ مثل (واجب اللحظة) لا يُمكن استيعابه بعقولهم الصغيرة، ففي كل إحداثية زمانية- مكانية نُحمَل فيها، ثمّة واجب علينا فعله قبل أن نقذف إلى إحداثية أخرى، ومحصّلتنا النهائية، أي خاتمتنا، أجْرنا وحسابنا، أو بالأحرى ‘’من سنكون’’ (خُلاصة تكوّننا)، هو زبدة نتائج هذه المواقف التي صاغتها عقائدُنا وتجاربنا واهتماماتُنا وأحاسيسنا، لتجعلنا في النهاية: هدفيّن أو عبثيّن، أخرويين أو دنيويين، منطقيّين أو عشوائيّين، نعرف فعلاً وممارسةً علم النفس والاجتماع والكون والإنسان أم نلوكها ثرثرة وخواءً.
لا يُمكن في (صناعة الأحداث) التي تشكّل مصهراً لصياغة الإنسان وضميره، التعويل على الخائفين والجبناء، بل على نماذج فريدة تستطيع سبر الإحداثية التي هي فيها لتكون مؤهّلة لاختراق ما بعدها، لا التي غرقت في إحداثيّتها وكفّت أعينُها عن الاستبصار وأرجلها عن التقدّم، فالتي تفكّر كيف تقضي (حاجة اللحظة) في فراشها ومرحاضها ومراقصها، كيف ستُبصر وعداً صادقا بكنوز كسرى وقيصر وهي لا تُبصر إلاّ الأرض الملتهبة أسفل منها حيث موضع حاجتها، وحدها العيون التي تُحلّق مُحدّقةً في وعود السماء، ستخترق ببروقها قانون الجاذبيّة الأرضيّة ومعادلات الصفيح والمادّة.
بمنطق الحساب، تدمير لبنان مهول جدّاً، وقتلاه أكثر بكثير، وسلاحه أضعف بأضعاف من ترسانة الصهاينة الهمج، لكن بمنطق الحقّ، وسنن الكون، لمن يُؤمن بوجود ربّ وملائكة، يُعينون الصالحين حين مضائقهم، نصروا محمّداً (ص) وفرسانه يوم كانوا قلّة، بمنطق من يرى أنّ أميركا ليست ربّه الأعلى، وأنّه (ما ضاع حقّ وراءه مُطالب)، ومن ينصر الله في قضايا الحقّ والعدل، ينصره الله في مواطن الدفاع عن أسراه وأرضه وكرامته، بمنطق المقاوم المؤمن بأن يقوم ما عليه من واجب أمام ربّه، لأنّ الحياة فرصة عبور، جسرٌ لحياة بعد حياة، نواصل فيها استحقاق حصائدنا اليومية، للذي يريد الحياة ناجحا في مدرسة الله التي تُخرّج (الإنسان)، لينتهي (إنساناً)، لا حيواناً ولا شيطاناً، مرموقاً في ملأٍ غير هذا الملأ، فسبيلُه بيّنٌ له كالشمس.
طبعاً، هناك أدمغةٌ في الدوائر الغربيّة لا يُمكن اختراقها لالتواء منطقها بعمى بصائرها، ترى بعينها التوراتيّة العوراء المؤمنين بربّهم ووطنهم وشرفهم من (حزب الله) و(حماس) (محوراً للشرّ)! تشرّبت ضمائرها بالعنصريّة البغيضة وتبلّدت مشاعرها، فلا تحنّ وتولول إلاّ على الدم الصهيونيّ المغتصِب أرض غيره، فلا سبيل لإفهامها، إلاّ بالقيام بالواجب وصدمها بالواقع الذي نُجاهد لتغييره وتُجاهد عكسه، فليس الوصول إلى كلّ القلوب متيسراً وغاية، خاصّة وأنّ بعضها مصفّحٌ كعتادها ضدّ أقوى صواعق الحقّ والمنطق والاستعطاف، لهذا نرى تصويت مجلس النواب الأميركي يُدين الضحيّة ويُلطّف أفعال الوحوش ويدعمها.
على إنساننا أن يُرابض مُتحلّياً بإيمانه بقوى الغيب، ليستطيع الاستقواء بشعور دعمها للصالحين والمضحّين، تُلهمهم وتحميهم ولو ملك أعداؤهم أعتى التقنيات، فإنّنا متى توقّفنا عن مثل هذا الإيمان انتفت الحاجة منّا للدعاء لهم ولنا بالنصرة والحفظ والأمل، ولم ندّخر لأنفسنا بقيّة إيمان ندعو به واثقين لحظات اعتصارنا واضطرارنا، والتي ستنوبنا حتماً.
صرّحت (رايس) بشأن التدمير الأرعن: (ما نراه هنا هو مخاض ولادة لشرق أوسط جديد)، أيْ قائمٍ على الخضوع والخنوع وإلاّ يُسحق المُعارِض بآلة الدمار العسكرية ليُحنى رأسه غصباً.
صرّح المروانيّ (مَنْ قال لي اتّق الله ضربت عنقه)، كانتْ لحظة تاريخيّة (لمخاض ولادة وضع عربيّ جديد)، فيه سُلبتْ خيارات الأمّة السياسية والاعتقادية والإصلاحيّة! فانبطحت الأمّة أمام جميع الوافدين حتّى يومنا!.

منقول : أ.جلال القصاب - جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

COSTA
04/08/2006, 15:32
هاد الحكي كلو عواطف وتحريض ما فيو شي جدي

بدنا الجد

مع احترامي الك براق