أحمد العجي
14/04/2005, 01:47
استمرارا لسلوكه الشقي ، لم يجد شاب طريقا للقاء - ما ادعى أنها - فتاته التي لم تغادر بعد مقعد درسها الجامعي - إلا بارتداء الجلباب والحجاب ؛ للوصول إليها خلسة بعيدا عن أعين يملؤها الفضول ، فقادته قدماه إلى الاشتراك في إحدى الفعاليات الطلابية . في اليوم الموعود ارتدى الشاب خمارا وجلبابا ، وتظاهر بمشية البنات لئلا ينكشف أمره ، فدلف مع كثيرات إلى بوابة الجامعة ، واتجه مباشرة إلى التجمع الطلابي ليندس في القلب منه . ولأن الطبع يغلب التطبع ، فإن الشاب - صاحب الإرث الغني في السوابق غير الحميدة - أخذ يأتي بحركات تشي بسلوك غير سوي ؛ لا سيما من فتاة ، مما استدعى انتباه طالبات نالهن نصيب من شقاوته ، فأبلغت الطالبات من فورهن فتاة تعمل في حفظ الأمن عما لاحظن من سلوكيات وحركة زائدة من تلك الطالبة المفتعلة للأنوثة في غير سياقها . اقتربت الفتاة وزميلها - الذي طلبت معونته - من الشاب صاحب الخمار والجلباب ليسألاه عن شخصيته ، لكنه لم يجبهما وامتنع عن التحدث خشية انفضاح أمره . ولعل إصراره على عدم التفوه بكلمة واحدة تزامن مع التنبه لارتدائه حذاء رياضيا رجاليا ، عزز الشكوك في شخصيته وصدق مظهره ، وهو ما لم يستطع الشاب المخمر احتماله ليلوذ بالهرب من بين الحشد الطلابي ، والذي أخذ يتابع مشهد الحوار المثير ، إلا أن محاولته الهرب باءت بالفشل ؛ حين أمسكت به الفتاة وزميلها وحراس تدافعوا لإلقاء القبض عليه للتحقق من شخصيته ، وبعد أن نزعوا الخمار عن وجهه تجمع الطلبة حوله ، فيما علت قهقهاتهم ليبدأوا تأنيباتهم وغضبهم الذي صبوه عليه . وفي التحقيق - الذي لم يستغرق طويلا - اعترف الشاب عاثر الحظ أنه من خريجي السجون ، بينما لم ينه محكوميته الأخيرة إلا قبل أربعين يوما .