tiger
03/08/2006, 23:42
لا أنتمي إلى حزب، ولا إلى طائفة، ولا إلى مذهب. اعتقدت حتى الآن أني أنتمي إلى وطن.
أي وطن؟!
أهو وطن الإيديولوجيات، أم وطن المثاليات، أم وطن العشائر، أم وطن المؤسسات، أم الميليشيات، أم المحسوبيات؟
حتى اليوم اعتقدت أني أنتمي إلى وطن الفينيق، وطن الحياة، وطن الانبعاث. واليوم لا أدري ما هو وطني!
أفتش عنه، ولا أجده. فأنا غريبة في منفى الدبابات والدمار الأپوكاليبتي والأطفال المشلَّعين. أنا غريبة في منفى الأحقاد والهلع والاندثار.
لا الأرض المحروقة وطني، ولا اليأس ملجأي، ولا بحر الموت ملاذي. أريد أن أتعرف إلى وطني خارج الأغاني الحماسية وجعجعة السياسيين وصراخ الزعماء ومفاخرة الأبطال.
أريد وطنًا للإنسان، وطنًا للحب، وطنًا للسلام. أريد أن أقطف النجوم من بسمات الوجوه والضحكات المغردة في الطرقات، لا أن أحسد الطيور على أجنحتها. لا أريد الهرب من أصغر وطن على الخريطة إلى أرحب مساحة في الأرض، ولا أريد الموت قهرًا على شعبي المقهور.
كل رصاصة تخترق لبنانيًّا وأي إنسان في العالم تخترقني، وكل نظر يُشاح عن قتيل تُغتصَب روحُه في لبنان والعالم كأنما نظرَ الله يُشاح.
أعيدوا إلينا الله، أعيدوا إلينا الله، يا مغتصبي الحياة!
أعيدوه إلينا صافيًا، محمولاً على عرش النور.
أعيدوه في القلب والعين والمثوى.
أعيدوا إلينا وطنًا لم نخلقه بعد.
أعيدوه إلينا خميرةً لنعجنه بأيدي الخير، ونلبسه جلدًا، ونتنشَّقه شذًى، لا سُمًّا.
أعيدوا إلينا وطن الرهينة والذبيحة والاستباحات.
لا تهجِّرونا من نفوسنا وكراماتنا.
أعيدوا إلينا الحياة!
أعيدوا إلينا الله!
ندى الحاج
أي وطن؟!
أهو وطن الإيديولوجيات، أم وطن المثاليات، أم وطن العشائر، أم وطن المؤسسات، أم الميليشيات، أم المحسوبيات؟
حتى اليوم اعتقدت أني أنتمي إلى وطن الفينيق، وطن الحياة، وطن الانبعاث. واليوم لا أدري ما هو وطني!
أفتش عنه، ولا أجده. فأنا غريبة في منفى الدبابات والدمار الأپوكاليبتي والأطفال المشلَّعين. أنا غريبة في منفى الأحقاد والهلع والاندثار.
لا الأرض المحروقة وطني، ولا اليأس ملجأي، ولا بحر الموت ملاذي. أريد أن أتعرف إلى وطني خارج الأغاني الحماسية وجعجعة السياسيين وصراخ الزعماء ومفاخرة الأبطال.
أريد وطنًا للإنسان، وطنًا للحب، وطنًا للسلام. أريد أن أقطف النجوم من بسمات الوجوه والضحكات المغردة في الطرقات، لا أن أحسد الطيور على أجنحتها. لا أريد الهرب من أصغر وطن على الخريطة إلى أرحب مساحة في الأرض، ولا أريد الموت قهرًا على شعبي المقهور.
كل رصاصة تخترق لبنانيًّا وأي إنسان في العالم تخترقني، وكل نظر يُشاح عن قتيل تُغتصَب روحُه في لبنان والعالم كأنما نظرَ الله يُشاح.
أعيدوا إلينا الله، أعيدوا إلينا الله، يا مغتصبي الحياة!
أعيدوه إلينا صافيًا، محمولاً على عرش النور.
أعيدوه في القلب والعين والمثوى.
أعيدوا إلينا وطنًا لم نخلقه بعد.
أعيدوه إلينا خميرةً لنعجنه بأيدي الخير، ونلبسه جلدًا، ونتنشَّقه شذًى، لا سُمًّا.
أعيدوا إلينا وطن الرهينة والذبيحة والاستباحات.
لا تهجِّرونا من نفوسنا وكراماتنا.
أعيدوا إلينا الحياة!
أعيدوا إلينا الله!
ندى الحاج