MR.SAMO
02/08/2006, 20:59
كنت بالأمس واقفاً على عتبة نفسي الحزينة أمام عرس قانا الجليل الدموي، أنفاسي تخرج وتدخل كحمم البركان الثائرة، ألف آه تشق حُجب القلب فتدميه على دماء أطفال وملوك ملكوت السماوات أطفال قانا، ألف صرخة صامتة تزلزل النفس فتبكيها، ألف سؤال حائر بلا جواب: لِما الحرب؟ لِما يموت طفل في أحضان أمه؟ ما ذنبه وما ذنب أمه؟ لِماذا تُغتال الأحلام وتُجهض وهي بِكْر لم ترى النور؟ لِماذا يباد شعب يطالب بأرض ليمشي عليها دون أن يكون في ظهره خنجر، يطالب بسرير لينام عليه دون أن يقاسمه فيه عدوه، يطالب بمدرسة ليتعلم فيها دون أن يُفرض عليه عِلم، يطالب بكنيسة وجامع يصلي فيها دون أن تحوطه البنادق، يطالب بفجر تنيره الشمس لا القنابل…
لِماذا الحرب وهل هي من صنع الله؟
وفي وسط هذه الصرخات والتساؤلات سمعت صوت بداخلي يقول: الحرب ليست من صنع الله، فالله ليس سوى خير، ومنه لا يخرج سوى الصلاح، الحرب هي:
دليل على الجشع الإسرائيلي، وعلى طمعهم، على رغبتهم في العيش منفردين.
الحرب دليل على حدودهم، دليل على أنهم ما زالوا يحملون في داخلهم الرغبة في افتراس الآخرين، مازالوا يعيشون وبداخلهم بقايا الحيوان.
الحرب دليل على أنهم يأكلون خبزاً وطيوراً، ولكنهم لا يشبعون ما لم يلتهمون ملائكة السماء أطفال قانا.
الحرب دليل على أنهم يشربون لبناً وخمراً، ولكنهم لا يرتوون ما لم يمتصوا دم الإنسان.
الحرب وباء إنساني، وباء لا يُنتج إلا أطفال مشوهين، إلا أُناس مشوّهين، إلا شخصيات مجروحة.
الحرب لا تنجب إلا الدمار والخوف وعدم الاستقرار.
الحرب تهدم بيوتاً، حيث بنوا ملائكة قانا قصوراً من الرمال الطفولية البريئة… أمهاتهم تموت، أُسراهم تشردوا، أطفالهم تُجهض، أحلامهم تُغتال...
الحرب تُنتج أقلاماً مأجورة، وأفكاراً مبتورة، وفي تربتها لا تنبت سوى قصائد الأسى، وأشعار الحزن، ومراثي الموت...
الحرب تحوّل الحلم وهماً، وكابوساً.
الحرب تزرع القنابل في رحم كل أم تحمل جنينا أسمه "الغد والوعد الصادق".
الحرب، لا تُنتج إلا الشهداء، والشهداء نوعان: نوع مات وترك الحياة، ترك ساحة الحياة الملتهبة مفضلاً ظلمة حفرّة القبر، على نور الطلقات النارية والصواريخ الإنسانية... والنوع الثاني عائش، يمشي، ويتكلم، ويروي... ولكنه يحيا بنصف قلب، ويفكر بنصف عقل، ويتكلم بنصف لسان، ولا يروي سوى أقاصيص الرعب والدماء… شهيدٌ يحيا في مقبرة الحزن والخوف.
النوعان مائتان، والنوعان مسجونان في قبور الخوف والظلمة.
والخوف كلّ الخوف ومن أن نكون مائتين ونحن غير عالمين، وأول علامات الموت هي الصمت العربي الخائن أمام موت الآخرين، أمام ظلم الآخرين، أمام دموع الآخرين وصرخاتهم... وأي أخرين (انهن الملائكة اخوتهم فيما يسمونهن العرب والدين والانسانية)فأمام الحرب لا يسعنا إلَّا أن نأخذ أحد الموقفين إمّا أن نكون ثائرين كقديسي حزب الله ، ولو كان الثمن هو الاستشهاد، وإمّا أن نغسل أيدينا، ونعصم أعيننا، وكأن آلام المتألمين الجنوبيين لا تعنينا. ولكن قبل أن نقرر أي الموقفين هو موقفنا يجب أن نعلم أنه إذا كان على الإيمان أن يختار بين الحزن الراكع، والموت الثائر؛ فالإيمان سيختار الموت. أو بين الصمت الخانع والصوت الدامي؛ فالإيمان سيختار الصوت الدامي. أو بين الخنوع والطلقة؛ فالإيمان سيختار الطلقة. لأنه إما أن نحي بقلب لا يخشى ولا يخاف ولا يعد الخطوات، قلب يملؤه الإيمان بالله سيد الحياة، وإما الموت أفضل… فلا يخشون الموت سوى الجبناء، ورصيد الشرفاء دائماً هو عدم الخوف، هو الألم, هو المجد والعز والكرامة
فهلم نثور لأن الإيمان ليس سوى ثورة، ثورة باسم الحب. ولأن مَن لا يريد أن تتهشم قدماه وتدمي؛ لن يصل أبدا قمة جبل الكرامة. ولا يمكن فهم أسرار الورود إلا عن طريق تحمّل وخز أشواكها. ولن يسكر مطلقا بعطر القيامة مَن لا يحتسي كأس الألم، ويمر عبر طريق الجلجثة… كما مر يسوع المسيح
إن منْ ينفض أيديه ويغسل ضميره أمام آلام الآخرين كما فعل الحكام الكرب هو مساو تماماً للذي يصنعها، نعم فالصامت كالفاعل. صحيح أنه ليس في استطاعتنا تغير اتجاه الريح، ولكننا نستطيع أن نتحكم في أشرعتنا حسب اتجاه الريح، نستطيع أن نصرخ في وجه منْ أعماهم الظلم والجشع. صحيح أننا لا نستطيع أن نجعل طيور الألم والخوف والحذر فوق رؤوسنا، ولكننا نستطيع أن نحول دون بناء أعشاشها في شعْرِنا.
الحرب دمار وخراب… ولكنها في ذات الوقت نداء يصرخ في ضمير كلّ واحد منا قائلاً: "أنت مسئول"… إنه اختبار لحقيقة إيماننا، إنه السؤال الإلهي: "قاين قاين أين أخوك؟"
لا ترتاحوا ياأيها الدومى الكرب لأنكم تنهشون بلحم الطفولة البريء نهشا أسوء وأحقر من نهش الجيوش الاسرائيلية
ستموتون وتطرحون الى الجحيم حيث البكاء وصرير الاسنان ولكن من دون نفع
وسيخرج النور السماوي من ملائكة الجنة الى ملك الجنة
صدقتي يا فيروز لبنان عندما قلتي :
سواره العروس مشغولة بالذهب
واتت مشغول بقلوب وبدم ملائكة قانا يا جنوب
إلى ملك الجنة يا ملائكة الجنة
لِماذا الحرب وهل هي من صنع الله؟
وفي وسط هذه الصرخات والتساؤلات سمعت صوت بداخلي يقول: الحرب ليست من صنع الله، فالله ليس سوى خير، ومنه لا يخرج سوى الصلاح، الحرب هي:
دليل على الجشع الإسرائيلي، وعلى طمعهم، على رغبتهم في العيش منفردين.
الحرب دليل على حدودهم، دليل على أنهم ما زالوا يحملون في داخلهم الرغبة في افتراس الآخرين، مازالوا يعيشون وبداخلهم بقايا الحيوان.
الحرب دليل على أنهم يأكلون خبزاً وطيوراً، ولكنهم لا يشبعون ما لم يلتهمون ملائكة السماء أطفال قانا.
الحرب دليل على أنهم يشربون لبناً وخمراً، ولكنهم لا يرتوون ما لم يمتصوا دم الإنسان.
الحرب وباء إنساني، وباء لا يُنتج إلا أطفال مشوهين، إلا أُناس مشوّهين، إلا شخصيات مجروحة.
الحرب لا تنجب إلا الدمار والخوف وعدم الاستقرار.
الحرب تهدم بيوتاً، حيث بنوا ملائكة قانا قصوراً من الرمال الطفولية البريئة… أمهاتهم تموت، أُسراهم تشردوا، أطفالهم تُجهض، أحلامهم تُغتال...
الحرب تُنتج أقلاماً مأجورة، وأفكاراً مبتورة، وفي تربتها لا تنبت سوى قصائد الأسى، وأشعار الحزن، ومراثي الموت...
الحرب تحوّل الحلم وهماً، وكابوساً.
الحرب تزرع القنابل في رحم كل أم تحمل جنينا أسمه "الغد والوعد الصادق".
الحرب، لا تُنتج إلا الشهداء، والشهداء نوعان: نوع مات وترك الحياة، ترك ساحة الحياة الملتهبة مفضلاً ظلمة حفرّة القبر، على نور الطلقات النارية والصواريخ الإنسانية... والنوع الثاني عائش، يمشي، ويتكلم، ويروي... ولكنه يحيا بنصف قلب، ويفكر بنصف عقل، ويتكلم بنصف لسان، ولا يروي سوى أقاصيص الرعب والدماء… شهيدٌ يحيا في مقبرة الحزن والخوف.
النوعان مائتان، والنوعان مسجونان في قبور الخوف والظلمة.
والخوف كلّ الخوف ومن أن نكون مائتين ونحن غير عالمين، وأول علامات الموت هي الصمت العربي الخائن أمام موت الآخرين، أمام ظلم الآخرين، أمام دموع الآخرين وصرخاتهم... وأي أخرين (انهن الملائكة اخوتهم فيما يسمونهن العرب والدين والانسانية)فأمام الحرب لا يسعنا إلَّا أن نأخذ أحد الموقفين إمّا أن نكون ثائرين كقديسي حزب الله ، ولو كان الثمن هو الاستشهاد، وإمّا أن نغسل أيدينا، ونعصم أعيننا، وكأن آلام المتألمين الجنوبيين لا تعنينا. ولكن قبل أن نقرر أي الموقفين هو موقفنا يجب أن نعلم أنه إذا كان على الإيمان أن يختار بين الحزن الراكع، والموت الثائر؛ فالإيمان سيختار الموت. أو بين الصمت الخانع والصوت الدامي؛ فالإيمان سيختار الصوت الدامي. أو بين الخنوع والطلقة؛ فالإيمان سيختار الطلقة. لأنه إما أن نحي بقلب لا يخشى ولا يخاف ولا يعد الخطوات، قلب يملؤه الإيمان بالله سيد الحياة، وإما الموت أفضل… فلا يخشون الموت سوى الجبناء، ورصيد الشرفاء دائماً هو عدم الخوف، هو الألم, هو المجد والعز والكرامة
فهلم نثور لأن الإيمان ليس سوى ثورة، ثورة باسم الحب. ولأن مَن لا يريد أن تتهشم قدماه وتدمي؛ لن يصل أبدا قمة جبل الكرامة. ولا يمكن فهم أسرار الورود إلا عن طريق تحمّل وخز أشواكها. ولن يسكر مطلقا بعطر القيامة مَن لا يحتسي كأس الألم، ويمر عبر طريق الجلجثة… كما مر يسوع المسيح
إن منْ ينفض أيديه ويغسل ضميره أمام آلام الآخرين كما فعل الحكام الكرب هو مساو تماماً للذي يصنعها، نعم فالصامت كالفاعل. صحيح أنه ليس في استطاعتنا تغير اتجاه الريح، ولكننا نستطيع أن نتحكم في أشرعتنا حسب اتجاه الريح، نستطيع أن نصرخ في وجه منْ أعماهم الظلم والجشع. صحيح أننا لا نستطيع أن نجعل طيور الألم والخوف والحذر فوق رؤوسنا، ولكننا نستطيع أن نحول دون بناء أعشاشها في شعْرِنا.
الحرب دمار وخراب… ولكنها في ذات الوقت نداء يصرخ في ضمير كلّ واحد منا قائلاً: "أنت مسئول"… إنه اختبار لحقيقة إيماننا، إنه السؤال الإلهي: "قاين قاين أين أخوك؟"
لا ترتاحوا ياأيها الدومى الكرب لأنكم تنهشون بلحم الطفولة البريء نهشا أسوء وأحقر من نهش الجيوش الاسرائيلية
ستموتون وتطرحون الى الجحيم حيث البكاء وصرير الاسنان ولكن من دون نفع
وسيخرج النور السماوي من ملائكة الجنة الى ملك الجنة
صدقتي يا فيروز لبنان عندما قلتي :
سواره العروس مشغولة بالذهب
واتت مشغول بقلوب وبدم ملائكة قانا يا جنوب
إلى ملك الجنة يا ملائكة الجنة