بحرسوريا
01/08/2006, 16:04
:o :o :o
نزل الوزير الهمام من الطابق الثاني لمبنى الوزارة حيث مكتبه المتواضع مستخدماً الأدراج كناية وتعبيراً مباركاً عن تواضعه الجم واهتمامه بعدم الانضمام إلى نادي أصحاب الكروش المنفوخة .
وعند مغادرته المبنى لم ينسَ معاليه أن يصافح موظفي الاستعلامات وحراس المبنى مثنياً على جهودهم الكبيرة في صد أي هجوم غادر يمكن أن تتعرض له الوزارة من أعداء النجاح.
عندما وصل الوزير إلى المبنى الخارجي للوزارة تذكر أن سيارته الوحيدة المخصصة له معطلة ولم يشأ أن يعذب أحداً من سائقي مرآب الوزارة بأن يتأخر عن عائلته ليوصله، فقرر أن يذهب بالسرفيس (أرجو ان لا تشخص عيونكم عند قراءة هذا المقطع).
ولأن الوقت كان وقت انصراف الموظفين فإن الوزير لم يتسن له إيجاد أي مقعد في أي سرفيس حتى (على جنب) أو (إيد ورجل) ولذلك قرر بعد انتظار تجاوز ثلاثة أرباع الساعة تحت الشمس الحارقة أن يسلم أمره لله ويركب (تكسي)، وهنا الأمر لم يسر كما يشتهي فمعظم سيارات التكسي كانت تمر بجانبه وتسأله (على المطار؟ على الصبورة؟ على الميريديان؟ على التل؟ على معربا؟ على الربوة؟) وكاد من جراء ذلك أن يفقد أعصابه ولكنه تذكر بأنه وزير ويجب أن يكون قدوة للمواطنين. وهنا بالضبط عند هذه الفكرة النبيلة فرجت وارتضى سائق سيارة أجرة أن يقل الوزير الذي لم يعرف عن نفسه بالطبع ولم يعرفه السائق على أساس أنه لا يظهر كل يوم في التلفزيون و(يفقع خطاباً من كعب الدست) ويتحدث عن إنجازات وزارته التي لا يرى نتائجها الشعب أبداً.
المهم لاحظ الوزير أن السائق لم يشغل العداد وعندما سأله عن السبب ذكر له السائق عشرة أسباب، كان أولها أن العداد معطل ولذلك نكتفي بهذا السبب وكانت الحجة (مرتبة كتير) حتى يستغل السائق معالي الوزير الذي لا يعرفه ويلطش منه ضعف ما يستحقه.
بعد الجهد الذي بذله معاليه وصل إلى المنزل منهكاً، وإذا زوجته تفاجئه بأنها تنتظره بكامل أناقتها لأنها دعت أختها وزوجها على الغداء في مطعم الأسعار الكاوية، فتظاهر بالرضى وكيف لا وهو الذي نذر حياته لأسرته ولمجتمعه؟ وهنا وفر على نفسه شرشحة المواصلات لأن عديله يملك سيارة حكومية آخر موديل رغم أنه ليس في منصب مهم جداً بل مجرد خفير يعمل في الجمارك ..
المهم بعد تناول الغداء الذي كان بالفعل غداءً ممبزاُ، وبعد النرجيلة والشاي جاء دور الحساب وهنا كانت الفضيحة فمعالي الوزير (لم يكن قادراً على الدفع) فالدينا آخر شهر وجنابه (شريف)، ولو لم يتكفل العديل المعدل بالفاتورة لكانت سيرته صارت على كل لسان في المجتمع المخملي الذي لم يؤمن يوماً بأنه ينتمي إليه، بعكس زوجته التي لا يتعدى تعليمها "السرتفيكا" ورغم ذلك يعتقد من يستمع إليها أنها خريجة السوربون أو هارفرد لكثرة ما تطعّم كلامها بمفردات أجنبية.
عاد الوزير الهمام إلى منزله عشاء فجلس، وفوراً طلب من زوجته أن لا تقطع عليه خلوته الفكرية التي لم تستغرق أكثر من عشر دقائق حتى خرج على أثرها صارخاً بزوجته ...
(هل جاء هؤلاء السفلة؟ –يقصد المرافقة- لماذا تأخروا اليوم؟ والله لأدكهم في النظارة شهراً على هذه الفعلة! .....الأوباش قلت لهم إنني أريد ان أطلع على أحوال الناس في الشارع ولم أقل لهم إنني سأصبح منهم .....) يقطع جرس الإنترفون حديث معالي الوزير الذي كان متواضعاً، يعلن أن المرافقة وصلوا وينتظرون التعليمات ....
التعليمات نفسها كانت تتضمن إعادة ست سيارات إلى منزل معالي الوزير، إحداها لزوم تشفيط نجله الصغير مع تخصيص نثريات تغطي كل مصاريف أغراض العائلة وفواتيرها وعزائمها...التعليمات تضمنت تعتيماً كاملاً على اليوم الذي جرب فيه معاليه أن يكون مواطناً واعتباره كأنه لم يكن، أو أنه فصل من مذكرات كتبت ولم يقدر لها أن ترى النور .
نزل الوزير الهمام من الطابق الثاني لمبنى الوزارة حيث مكتبه المتواضع مستخدماً الأدراج كناية وتعبيراً مباركاً عن تواضعه الجم واهتمامه بعدم الانضمام إلى نادي أصحاب الكروش المنفوخة .
وعند مغادرته المبنى لم ينسَ معاليه أن يصافح موظفي الاستعلامات وحراس المبنى مثنياً على جهودهم الكبيرة في صد أي هجوم غادر يمكن أن تتعرض له الوزارة من أعداء النجاح.
عندما وصل الوزير إلى المبنى الخارجي للوزارة تذكر أن سيارته الوحيدة المخصصة له معطلة ولم يشأ أن يعذب أحداً من سائقي مرآب الوزارة بأن يتأخر عن عائلته ليوصله، فقرر أن يذهب بالسرفيس (أرجو ان لا تشخص عيونكم عند قراءة هذا المقطع).
ولأن الوقت كان وقت انصراف الموظفين فإن الوزير لم يتسن له إيجاد أي مقعد في أي سرفيس حتى (على جنب) أو (إيد ورجل) ولذلك قرر بعد انتظار تجاوز ثلاثة أرباع الساعة تحت الشمس الحارقة أن يسلم أمره لله ويركب (تكسي)، وهنا الأمر لم يسر كما يشتهي فمعظم سيارات التكسي كانت تمر بجانبه وتسأله (على المطار؟ على الصبورة؟ على الميريديان؟ على التل؟ على معربا؟ على الربوة؟) وكاد من جراء ذلك أن يفقد أعصابه ولكنه تذكر بأنه وزير ويجب أن يكون قدوة للمواطنين. وهنا بالضبط عند هذه الفكرة النبيلة فرجت وارتضى سائق سيارة أجرة أن يقل الوزير الذي لم يعرف عن نفسه بالطبع ولم يعرفه السائق على أساس أنه لا يظهر كل يوم في التلفزيون و(يفقع خطاباً من كعب الدست) ويتحدث عن إنجازات وزارته التي لا يرى نتائجها الشعب أبداً.
المهم لاحظ الوزير أن السائق لم يشغل العداد وعندما سأله عن السبب ذكر له السائق عشرة أسباب، كان أولها أن العداد معطل ولذلك نكتفي بهذا السبب وكانت الحجة (مرتبة كتير) حتى يستغل السائق معالي الوزير الذي لا يعرفه ويلطش منه ضعف ما يستحقه.
بعد الجهد الذي بذله معاليه وصل إلى المنزل منهكاً، وإذا زوجته تفاجئه بأنها تنتظره بكامل أناقتها لأنها دعت أختها وزوجها على الغداء في مطعم الأسعار الكاوية، فتظاهر بالرضى وكيف لا وهو الذي نذر حياته لأسرته ولمجتمعه؟ وهنا وفر على نفسه شرشحة المواصلات لأن عديله يملك سيارة حكومية آخر موديل رغم أنه ليس في منصب مهم جداً بل مجرد خفير يعمل في الجمارك ..
المهم بعد تناول الغداء الذي كان بالفعل غداءً ممبزاُ، وبعد النرجيلة والشاي جاء دور الحساب وهنا كانت الفضيحة فمعالي الوزير (لم يكن قادراً على الدفع) فالدينا آخر شهر وجنابه (شريف)، ولو لم يتكفل العديل المعدل بالفاتورة لكانت سيرته صارت على كل لسان في المجتمع المخملي الذي لم يؤمن يوماً بأنه ينتمي إليه، بعكس زوجته التي لا يتعدى تعليمها "السرتفيكا" ورغم ذلك يعتقد من يستمع إليها أنها خريجة السوربون أو هارفرد لكثرة ما تطعّم كلامها بمفردات أجنبية.
عاد الوزير الهمام إلى منزله عشاء فجلس، وفوراً طلب من زوجته أن لا تقطع عليه خلوته الفكرية التي لم تستغرق أكثر من عشر دقائق حتى خرج على أثرها صارخاً بزوجته ...
(هل جاء هؤلاء السفلة؟ –يقصد المرافقة- لماذا تأخروا اليوم؟ والله لأدكهم في النظارة شهراً على هذه الفعلة! .....الأوباش قلت لهم إنني أريد ان أطلع على أحوال الناس في الشارع ولم أقل لهم إنني سأصبح منهم .....) يقطع جرس الإنترفون حديث معالي الوزير الذي كان متواضعاً، يعلن أن المرافقة وصلوا وينتظرون التعليمات ....
التعليمات نفسها كانت تتضمن إعادة ست سيارات إلى منزل معالي الوزير، إحداها لزوم تشفيط نجله الصغير مع تخصيص نثريات تغطي كل مصاريف أغراض العائلة وفواتيرها وعزائمها...التعليمات تضمنت تعتيماً كاملاً على اليوم الذي جرب فيه معاليه أن يكون مواطناً واعتباره كأنه لم يكن، أو أنه فصل من مذكرات كتبت ولم يقدر لها أن ترى النور .