-
دخول

عرض كامل الموضوع : الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة افرزت حقائق جديدة


سهرت الليل
01/08/2006, 13:02
المصدر (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

بقلم: باسم عجوة
اثبتت نتائج الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة عدة حقائق جديدة آخذة في التفاعل داخل الساحة الاسرائيلية وتترتب عليها مواقف مستقبلية لها علاقة باكثر من ميدان واتجاه.
هذه النتائج اوضحت في الدرجة الاولى انه ليس هناك في الساحة الاسرائيلية قائد يستحق التفافا جماهيريا حوله ويتمتع بنسبة مريحة من حيث الاصوات وعدد المقاعد في البرلمان، فالاحزاب الاسرائيلية خاصة الرئيسة منها خلت من الجنرالات الذين اعتادوا قيادة الاحزاب في الساحة الاسرائيلية وحظوا بدعم شعبي خاصة اولئك الذين ساهموا في درجة او اخرى في تأسيس دولة اسرائيل وبالتالي كانت النتائج واضحة تماما حيث لم يحصل اي حزب من الاحزاب الكبيرة على نسبة مريحة تؤهله من تشكيل حكومة دون الاعتماد الكلي على احزاب اخرى اي بمعنى آخر ائتلاف مستقر وبوضوح اكثر فان حزب كاديما الذي حصل على 28 مقعدا سيكون اسيرا في مواقفه وقراراته لتجاذبات ومواقف الاحزاب التي ستقبل الائتلاف معه.
وتؤكد النتائج ايضا ان هذا الحزب والحزب الذي تلاه من حيث المقاعد وهو حزب العمل لن يتمكنا معا من تمرير اي ائتلاف او قرار دون الاعتماد على احزاب صغيرة وهنا سترتفع اثمان وقيمة مطالب هذه الاحزاب الصغيرة مقابل موافقتها على المشاركة في الائتلاف في لعبة ابتزاز اعتادت عليها الساحة الاسرائيلية مرارا.
وكان واضحا ايضا في هذه الانتخابات الاقبال الضئيل على صناديق الاقتراع ويعود ذلك الى عدم وجود شخصيات قيادية ذات ماض وخاصة الامني منه تستطيع جذب اصوات الناخبين واغرائهم بالخروج من منازلهم والتوجه للادلاء باصواتهم.
وهذا يقودنا الى القول بان حزب كاديما نفسه لن يكون سوى مجرد ظاهرة آنية قد تختفي في الانتخابات القادمة لانه ضم في صفوفه عناصر من عدة احزاب وهذا التكوين او الخلط يحمل في طياته بذور خلاف وصراعات مستقبلية.
اما الحقيقة الثانية فهي تهاوي بعض الاحزاب وخاصة الليكود الذي قد يتعرض لصراعات وانقسامات في المرحلة القادمة قد تؤدي به الى الاندماج باحزاب اخرى او بروز قيادات اخرى تأخذ على عاتقها اعادة بنائه من جديد.
واما بالنسبة لحزب العمل فرغم العدد القليل من المقاعد التي حصل عليها الا انه في مثل هذه الاوضاع وهذه الظروف وما شهده الحزب من خلافات وصراعات على القيادة في الفترة السابقة يجعلنا نقول انه حقق بعض النجاح ويعود ذلك الى قائدة الجديد المعروف عنه اهتمامه بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية اضافة الى خلو ساحة التنافس الحزبي من شخصية قيادية كاريئيل شارون مما دفع بعض المواطنين من العودة الى قواعد حزب العمل، لكن الاهم هنا هو بروز مؤشر داخل الساحة الاسرائيلية ستكون له انعكاسات مستقبلية كبيرة يتمثل في التوجه الواضح نحو طرح برامج انتخابية على اسس اجتماعية واقتصادية وعدم الانغلاق داخل تفاصيل البرامج الامنية فقط، وهذا ما اكدته نتائج الانتخابات الاخيرة فحزب المتقاعدون على سبيل المثال حصل على اكثر من ستة مقاعد وهو حزب يخوض الانتخابات لاول مرة وهذا يؤكد ما ذهبنا اليه فالحزب الجديد اعتمد برنامجا اجتماعيا دون التطرق الى الناحية الامنية.
اما الحقيقة الثالثة فهي ان اليهود من اصول روسية يتمكنون اكثر فاكثر في الساحة السياسية في اسرائيل وهم ايضا يعانون من تمييز ووضع اقتصادي صعب هؤلاء احدثوا اختراقا عندما تمكنوا من الحصول على اكثر من عشرة مقاعد في الكنيست في اطار حزب (اسرائيل بيتنا) بزعامة افيعدور ليبرمان.
هذه الخارطة الحزبية الجديدة تؤكد ما ذهبنا اليه وهو بروز العامل الاجتماعي والاقتصادي وعدم الاكتفاء بسيطرة العامل الامني على البرامج الانتخابية للاحزاب المتنافسة.
ان المتطلع لنتائج الانتخابات الاخيرة يجد وبوضوح ان الحكومة التي سيتم تشكيلها بزعامة حزب كاديما واستنادا الى النتائج التي اتضحت وعدم تمكن حزب كاديما المذكور من الحصول على اغلبية مريحة تدفع باتجاه امكانية تبكير الانتخابات مرة اخرى ترسم من خلالها خارطة سياسية حزبية جديدة لم تعهدها الساحة الاسرائيلية من قبل.

تحيـــــــــــــاتي