-
دخول

عرض كامل الموضوع : اقرأ لمن يريد ان يعرف حقيقة بلاده و من يعرفها سيقرأ و يضحك


sezar
10/04/2005, 19:02
نهى المساعد قراءة الأسماء وطوى الورقة ليضيف بصوت انثوي حاد وموقّع:

- كل من ورد اسمه في اللائحة، يضبّ اغراضه.

تهللت اسارير بعضنا رغم ملامح الخيبة والحزن والقلق، التي ارتسمت على وجوه الآخرين، ولا سيما اولئك الذين لم ترد اسماؤهم في اللائحة.

اذاً، رفعت الملفات، وجفّت الدماء بعد احد عشر شهرا من التحقيقات، كان الله خلالها ينظر الى جهنمه بازدراء.

- لن تفرحوا بها، قال المساعد، فوالله اينما ذهبتم سيكون مرجوعكم اليّ، ولن تخرجوا، اذا كان لكم نصيب بالخروج، الا من هنا، حتى ولو بعد خمس سنوات.

لم يكن لدينا اغراض لنضبها، فقد كانت زياراتنا ممنوعة طوال فترة التحقيق.

خرجنا من فرع فلسطين بثيابنا وقيودنا فقط.

كنا نتمنى ان يفضي خط رحلتنا الى سجن صيدنايا، فقد سمعنا بطريقة ما، انه افتتح منذ شهور وان جميع رفاقنا القدامى اصبحوا فيه الآن.

ولكن من يدري؟! فمنذ بداية الحملة تسير الوقائع خارج توقعاتنا، واحيانا على النقيض تماما.

ألم نعتقد خلال الأشهر الثلاثة الاولى من اعتقالنا اننا نجحنا في اغلاق جميع الثغر الامنية؟!

لا بل انهم نقلونا الى الفرع 248 كمحطة على طريق نقلنا الى سجن ما، وفجأة اعادونا الى فرع فلسطين، ليبدأ التحقيق من جديد، وعلى نحو انتقامي فاجر. ثم الا يمكن ان يواصلوا انتقامهم فيرسلوا مجموعتنا الى سجن المزة مثلا؟

كان لافتاً ان مجموعتنا الآن منتقاة على الارجح بصورة مدروسة: عسكريين واعضاء مركزية حصرا. وفي هذا من الاعتبارات ما يكفي لجعل احتمال عزلنا واردا وربما مرجحا، لاسباب امنية على الاقل وانتقامية وحتى اجرائية.

لا بأس... المهم ان الشطر الاكثر خطورة في هذه الرحلة العمياء قد انتهى، وها نحن الآن في طريق آخر يستحيل ان يكون اكثر سوءا مهما كانت احتمالاته.

قامات مهدّمة، تسير متحاملة على نفسها، وليس لها ما تتكىء عليه سوى الكبرياء. لم تكن المسافة من فرع فلسطين الى الفرع 248 تتعدى الدقائق.

هناك اوقفونا في احد الكوريدورات من العاشرة صباحا حتى الرابعة بعد الظهر.

- انت... ابو البيجاما البنية... انهض.

- لا استطيع... معي كسر في الحوض.

- قلت لك انهض احسن ما اجيبلك الدولاب ها!!!

- قلت لك لا استطيع، ودولابك ايضا لا يستطيع.

يبدو ان الاجابة احنقت العنصر واربكته، وحين لم يجد رداً مناسبا صبّ انفعاله في اتجاه آخر.

- ابو الكنزة السوداء وجهك لقدام...

وانت ايها الحوت... يديك وراء ظهرك.

- يداي نصف مشلولتين.

- من شو.. . يا عين امك؟

- من الله... وربما من الكرسي الالماني.

- بس... بلا حكي برّا الطريق.

- دعهم يا رجل... فرع فلسطين كفّى ووفى.

- من اراد الجلوس ليجلس... ولكن حذار البربرة والبصبصة... وانت ابو الفيلد العسكري، ثبّت الطميشة على عينيك احسن ما احطلك طميشة ثانية.

امسكني احدهم من كتفي:

- تعال انت.

سحبني بضعة امتار، وربما ادخلني الى واحدة من الغرف المجاورة. سألني صوت هادئ ومسالم، رغم نبرته الاستجوابية:

- انت هو الشاعر اليس كذلك؟

- لا ادري إن كنت انا من تعنيه... ولكني اكتب الشعر.

- ماذا كنت تعمل قبل التخفي؟

- في الصحافة.

- هل حقا لك اشعار مطبوعة؟

- نعم... لي بعض الاشعار المطبوعة.

- اين طبعتها؟

- في لبنان.

- ووزعتها بصورة غير مشروعة طبعا!!

- ابدا... لديّ ترخيص فيها من وزارة الاعلام.

- كان ينبغي ان تكون هنا منذ ثلاث سنوات... ولكن ساعدك الحظ كثيرا على ما يبدو.

- شكرا للحظ.

- ولكنك وقعت اخيرا.

- ليست معجزة.

- هل كنت تنشر في الصحف السورية؟

- سورية وغير سورية.

- ما حرام تضيّع مستقبلك؟!

- مستقبل امة بكاملها ضائع.

- يبدو انك لم تتعلم شيئا من تجربتك... اعيدوه الى مكانه.

في الرابعة بعد الظهر وزعونا على منفردات متباعدة، وفي اليوم التالي جمعونا في غرفة واسعة نسبيا، وتعاملوا معنا بطريقة شبه حيادية.

قال احدنا انه التقى البارحة اثناء الخروج الى التواليتات بسجين سياسي قديم في الفرع، اخبره ان ذهابنا الى سجن صيدنايا مستبعد، فإما سجن المزة واما الى تدمر لفترة عقابية قد تصل الى ستة اشهر.

- غير وارد على الاطلاق، علّق احدنا بطريقته القطعية، وغير منطقي ابدا، فرفاقنا الذين كانوا هناك، نقلوهم جميعا الى صيدنايا، فما مبرر ذهابنا الى هناك؟

قال آخر:

- تعلمون ان عضو المركزية مضر الجندي شوهد لمرة واحدة اثناء التحقيق، وبعدها انقطعت اخباره، وليس هناك الا واحد من احتمالات ثلاثة: اما انه استشهد اثناء التعذيب. واما ان لديه معلومات خطيرة يخشون ان تصل الينا او الى الخارج، فعزلوه عنا، وانتم تعرفون ان هناك سابقة من هذا النوع. واما انه انهار وتعامل وخرج. وبغض النظر عن ارجحية الاحتمال الاول، فان اياً من الاحتمالات السابقة، يجعل ذهابنا الى تدمر اكثر من وارد.

تناقشنا طويلا، ولكن نقطة واحدة اتفقنا عليها فيما لو تحقق هذا الاحتمال التدمري الاسود، هي رفض "التشريفة" هناك او مقاومتها والاحتجاج عليها بكل السبل الممكنة.

بعد ساعات اعادوا توزيعنا على الزنازين، لنخرج منها بعد يومين الى ميكروباص انيق، جعل احدنا يعلق متفائلا:

- النقل الى تدمر يتم عادة بالسيارة "القفص"، اما هذا الميكرو السياحي!!!

ما كدنا نجلس على المقاعد حتى احضروا الكلبشات والطميشات.

- الكل يداه الى الخلف.

كانت النبرة آمرة وقاطعة.

لا ادري لماذا تصر المخابرات العسكرية على استيراد هذا النوع من الكلبشات الاسبانية الصنع!!! صحيح انها انيقة ولامعة، لكنها في منتهى اللؤم.

سامحكم الله ايها الاسبان... لا انكر ان اجدادنا احتلوا بلادكم في ما مضى، وهذا رغم كل شيء يؤسفني حقا، ولكن ألم تجدوا طريقة اخرى غير هذه لرد الجميل؟!

- انتبهوا اليّ جيدا... الجميع رأسه دون مستوى المقعد الذي امامه، واي حركة يمينا او يسارا ستكلفكم غاليا.

صمت ضبابي عائم، يضفي عليه فحيح اشطمان الميكرو شيئا من القشعريرة.

اتجه الميكرو باص شمالا ثم شرقا ثم شمالا...

لا تزال الشوارع معروفة بالنسبة الينا جيدا... اطوالها، ميولها، اتجاهاتها، وانعطافاتها.

تبخر احتمال المزة، فخط السير الآن يتأرجح بين الشرق والشمال.

هذه اول مرة ادرك فيها بعمق، مدى الاهمية والكيفية التي تعمل بها الحواس الاخرى لدى الضرير. اجتزنا المفرق الاول المؤدي الى صيدنايا... بقي هناك احتمال ان نذهب اليها عبر مفرق معلولا. هكذا اكد لنا احد الرفاق منذ يومين.

لا يزال هناك امل... مفرق ابو الشامات - تدمر قبل معلولا بكثير، فاذا اجتزناه بقي احتمال صيدنايا فقط.

ولكن... لماذا يأخذوننا الى صيدنايا عبر مفرق معلولا، بينما طريق برزة - تل منين اقصر واسهل؟!

لا ادري... بدأت هواجس تدمر تنشر دخانها في رأسي بكثافة.

- ابو البلوزة الكحلية راسك لتحت.

اذا كان المصير الى تدمر فهذا يعني ان وضعنا سيبقى مجهولا الى ان تُفتح الزيارات.

الوضع الصحي لمعظمنا لا يستطيع ان يتحمل تدمر... بعضنا سُحب من المشفى قبل استكمال العلاج، فهل يعقل ان يرسلونا الى تدمر ونحن على هذه الحال؟؟!

رئيس الفرع موتور وحاقد، وما من شيء يمنعه عن ارسالنا الى هناك.

ألم يقل اننا اسفل مجموعة يراها في حياته، واننا عذبنا جلاديه اكثر مما عذبونا!!!


- يا كلاب ما ان ترفع الطميشة عن عيونكم حتى تحدقوا في وجه المحقق بنظرات وقحة لا تستطيعها حتى القحبات.

وشرف امي لنسّيكم الحليب اللي رضعتوه يا عرصات.

السافل... ما علاقة شرف امه بالموضوع؟؟!

فجأة انعطف الميكرو بحدة الى اليمين مصوبا جهة الشرق.

اللعنة... هي تدمر اذا!!!

لقد احترق الحبل الاخير من مظلة الوهم... كل شيء يحترق ويحترق ويحترق...

انه السقوط الحر.

امال الرفيق الذي بجانبي ساقه حتى لامسني، وراح يضغط كما لو انه يريد ان ينعجن بي.

- تا دا مور راااا

هكذا صرخ صديق لي، قبل حوالى عشرين عاما، وهو يلقي احدى قصائده عن تدمر زنوبيا.

بدأ الطريق يتلوى، لا لشيء سوى ليطول.

حقا ان اقتحام الخطر، اقل وطأة من ترقبه، وتدمر لا تريد ان تصل.

- آ ااااا خ...

صرخة نهائية فاجعة ممتدة على طول هاوية سحيقة.

- اخرس ولك شرموط... شو في عندك؟؟؟

- الكلبشة انزلقت، ويداي تتقطعان.

- دبّر له الكلبشة بمعرفتك.

- طخ... ضربة بأخمص البندقية على الرأس، اوقفت الصراخ في منتصف الهاوية، ثم شيئا فشيئا اصبحت السماء والارض منطبقتين تماما، لا يفصل بينهما سوى خيط من الانين وربما خيط من الدم، وفحيح اشطمان الميكرو.

يا الهي كم يبدو الزمن بطيئا ودبقا وكريه الرائحة!!!

- كم تبقى حتى نصل؟؟

سأل احد عناصر الدورية المرافقة.

- ليس اكثر من نصف ساعة، اجابه آخر.

- نايمين يا عكاريت؟؟ من شوية كنتوا بالفرع عاملين لي قبضايات؟؟ هلّق منشوف زلوميتكن... قال شو...؟ ما بتعرف خيرو لتجرب غيرو... والله تاتشوفوا نجوم الظـهر هلّق... بتستاهلوا... ماني فهمان شو كان بدكن بهالشغلة الوسخة... كليتكن مثقفين وعايشين وعين الله... رفستوا النعمة لشو؟! شو يللي ما عاجبكن بسيادة الرئيس آااا؟ منين بدكن تجيبوا رئيس احسن منو؟! احكوا... هاتوا تاشوف... منين؟ صدقوني اذا بتبرموا الدنيا شرق وغرب ما رح تلاقوا رئيس بيجي لضفر من ضافيرو... والله لو تفهموا وتقدروا بس، تاكنتوا تركعولوا وتصلولوا يا عكاريت... قولوا بس شو يللي ما عاجبكن فيه؟! ولك والله شخاختو دوا... ولك والله والله خريتو مزار...

كانت كلمات المحاضرة تخرج من فم العسكري مهتوكة ومشرّمة ومليئة بالتأتأة والنبر في غير اماكنه، وبين الجملة والاخرى كانت اخامص البنادق تكمل عرض براهينها المفحمة بالدق على رؤوسنا حتى توقف الميكرو.

- كل واحد هلّق يترك الطميشة عند الباب وينزل وعيونو مغمضة وراسو بالارض، وايدو بايد رفيقو.

كان الممر الذي دخلنا فيه اشبه بنفق مكشوف، وعلى جانبيه قيامة من السياط واللكمات والركل والاصوات البهيمية الزاجرة.

بعد زمن يشبه الغيبوبة وجدنا انفسنا محشورين في غرفة صغيرة على ثلاثة انساق، واجمين ووجوهنا الى الحائط.

حين نظّمنا العسكري على انساق رأى العدد زائدا في النسق الثالث، فطلب مني ان اقف منفردا في محاذاة الجدار، ثم تركنا وغادر الغرفة.

تساءل احدنا:

- هل انتهت التشريفة؟

جاءه الصوت من الخلف كضربة سوط:

- بلا حكي يا منيوك.

ران الصمت من جديد... ثم فجأة احسست بيد صلبة تسحبني من كتفي.. التفتّ لأرى نفسي امام رقيب اشقر فاقع يرفع رأسه على نحو استنكاري وهو يحدجني بنظرة حجرية تقدح انذارا ما.

هززت رأسي مستفهما عما يريده، فقال لي:

- اغمض عينيك.

لم اكن اعرف ان اغماض العينين في تدمر هو الدرس الاول الذي يتلقاه السجين فور وصوله.

تذكرت كلمات رئيس الفرع:

- يا كلاب ما ان ترفع الطميشة عن عيونكم حتى تحدقوا في وجه المحقق بنظرات وقحة لا تستطيعها حتى القحبات.

اعاد الرقيب امره بنفاد صبر كما لو انه الانذار الاخير قبل اطلاق النار.

فكرت انني لن أسمح له بترويضي مهما كان الثمن...

مرت بضع ثوان، كلانا يحدق في الآخر منتظراً ان تنتهي المبارزة لصالحه.

اقترب مني أحد العساكر...

- ما يقوله لك حضرة الرقيب امر عسكري منزل من عند الله، ورفض التنفيذ يعني كفر وتمرد... نفِّذ أحسن لك.

همسات بعض الرفاق تصلني راجية ومشجعة ومستغيثة ومؤنبة ومواسية:

- نفِِّذ.

- ما مشكلة.

- خلص عاد.

- نفِّذ وبعدين منشوف.

- يا الله... بسيطة... الخ.

أغمضت عيني...

- أغمضْ جيداً.

أغمضت بقوة لعلي أقنعه بأنه كسب الجولة وانتهى من هذا الموقف السخيف.

صفعة كافرة قرقع صوتها تاركاً في فضاء الغرفة صمتاً مدوياً، أعقبه طنين شامت، شعرت معه أنني أقف على نصل حاد يشقني بين رغبتين: الانتحار او البكاء.

بعد قليل أدخلونا بالتتالي الى غرفة الذاتية.

- فلان الفلاني...

- حاضر.

- يا ابن المنتاكة قل حاضر حضرة الرقيب.

دقق مسؤول الذاتية قيوده وبلطف واضح أعلن:

- خالصين تفضلوا.

تقدمنا بتثاقل وكان بعضنا يشهق ويزفر كما لو انه يتنفس الصعداء.

- عندك... الجميع جالساً...

جلسنا.

- اشبك يديك حول الركبتين.

شبكنا أيدينا.

تشرت تشرت تشرت... صوت ماكينة حلاقة يدوية بدأ من الخلف شاقاً طريقه الى الامام بثقة واستهتار.

المرء بشعر وشاربين ليس هو نفسه بدونهما.

- بلدية...

صرخ الرقيب:

- خذوهم الى باحة التشريفة.

يا دين دينكم!!!

اذاً، ليس كل ما مضى سوى تحضيرات للتشريفة؟!

- إخلع كامل ملابسك.

بدأنا بخلعها ونحن نتلكأ بفك الازرار، كمن يحاول تأجيل قدر محتوم، ولو لبضع ثوان اضافية، لعل معجزة ما تغيّر مجرى الحكاية.

باحة شاسعة تتسع لخمسين زنزانة.

- نخلع الكلاسين ايضاً؟؟؟

- قلت كامل ثيابك... أترك الجلد فقط فنحن بحاجة اليه.

أغمضت أمنا الدنيا عينيها، وصكت اسنانها، وانزوت في الركن الأبعد من باحة التشريفة، مديرة ظهرها لأمواج متدافعة من الاصوات الممزقة بين الصراخ والعواء وما يشبه الولاويل.

هياكل لكائنات غريبة، محزومة أرجلها ومشدودة الى أعلى.

كل الاشياء مقلوبة... كل الآلهة عاجزة ومجللة بالخزي... وحده الموت يقف عابساً مهيباً ثابت الجنان.

كانت السياط والكرابيج تشخط الهواء بزفيرها تاركة وراءها أنيناً مخطوفاً تتخلله شهقات دامية متقطعة.

- إنهضوا... ثبتوا الطميشات على عيونكم، وليضع كل منكم يده على كتف الآخر...

- صفّاً... سِرْ.

تقدمنا كقطار تتدافع مقطوراته وتتراجع متلاطمة، تبعاً لحركة القاطرة الاولى التي يقودها أحد عناصر البلدية.

- تحرك يا حيوان تحرك... إرفع رجلك قليلاً عند اجتياز الباب.

اجتزنا الباب الاول.

- الى اليمين تابع... تابع بسرعة... إرفع رجلك ايضاً... تابع... الى اليمين... عندك... انتظر قليلاً... تابع... الى اليمين... الى اليمين ايضاً... قف... تقدم قليلاً... قف...

- إرفعوا الطميشات... هذا مهجعكم، وهذه البطانيات... خلال نصف ساعة أريد المهجع جاهزاً...

- من هم العسكريون بينكم؟

رفع العسكريون أيديهم.

- ما رتبتك أنت؟

- رائد.

صفعة خاطفة مدربة...

- قل رائد حضرة الرقيب... وأنت الآخر ما رتبتك؟

- مساعد حضرة الرقيب.

- اذاً، أنت رئيس المهجع... انتبه جيداً لتقديم الصف كلما فُتح الباب وكلما أغلق... مفهوم؟

انسحب الرقيب والعساكر، وما كاد الباب يغلق حتى فتح من جديد.

- رئيس المهجع تعال.

رشقة من الصفعات وقذيفة على البطن.

- لماذا لم تقدّم الصف عندما أغلق الباب؟ قدِّم الصف تا شوف.

- حاضر حضرة الرقيب... انتبه... استا... عد... استا... رح... استا... عد... المهجع انتهى من التفتيش حضرة الرقيب.

صفعة طرشاء...

- قل الرقيب اول ولك عرص... أعد.

- المهجع انتهى من التفتيش حرقيب اول.

هكذا دمج رئيس المهجع كلمة حضرة مع كلمة الرقيب من شدة الارتباك.

ابتعدت الخطوات وتدحرجت عيوننا في أرجاء المهجع... واسع متآكل... مخنوق بالغبار... والجدران اشبه بلوحات سوريالية مطروشة بالدم والوسخ ولطخات متنوعة من الدهان والبقع المرممة بشيء من الاسمنت... اما الارض...

حسناً سأختصر الموضوع وأسألكم... هل سمعتم باسطبلات "أوجياس"؟!

دوائر ذات شهيق متصل

آخ يا تدمر...

في اواخر عام 1978 التقينا للمرة الاولى. كنا يومها بضعة اصدقاء، يجمعنا الشعر، والحنين الى ما لا نعرف، ومقدار ليس قليلاً من البراءة والمستقبل.

في ذلك المدرج المشرف على أمومة التاريخ... عمّرنا سهرتنا وكان القمر زنوبياً الى حد الفتنة. وها نحن الآن وبعد اكثر من عشر سنين نلتقي ثانية... لكن هذه المرة بدون الشعر، بدون ذلك القمر الزنوبي الفاتن، وربما بدون المستقبل.

تدمر هذه المرة... تاريخ رملي وجغرافيا متحركة... دم يطغى ويتدافع دوائر... دوائر... دوائر فاجرة ذات شهيق متصل، تبتلع في طريقها الآثار والنخيل، الناس والمدن، وحتى الزمن والاسماء.

تدمر هذه المرة زمن آخر، زمن يسير على اربع، مغمض العينين، يعوي حيناً، ويموء حيناً وتتقطع أنفاسه حين يبدأ تنفّس المهاجع في الباحات.

لا أدري اذا كانت كل الباحات مثل باحتنا... غير ان الوهوهات، والعواءات المقلوبة المتناهية الينا من الجوار، كان لها الملامح نفسها... مطعونة بالايقاعات نفسها.

أجل... التنفس في الباحة قطع أنفاس حقيقي، وفي بعض الاحيان قطع أنفاس نهائي.

ليس في هذا مجاز لغوي او مفارقة شعرية.

لقد حدث ذلك في باحتنا اربع مرات على الاقل خلال عام واحد، اربع مرات أكيدة شاهدناها من ثقوب الباب، وفي احيان اخرى كنا نشعر بكثافة الموت وهي تدق الابواب، ولكن شبح الشرطي القريب من الشراقة الفاغرة في السقف، كان يحول دون اقترابنا من ثقوب القلق والفضول والمعرفة.

حين تنقطع انفاس أحد السجناء بشكل نهائي، في فترة التنفس او بعدها بقليل، كان يكتفي رئيس المهجع بدق الباب، بالطبع لا داعي لأي تساؤلات حول سبب الدق.

ثمة امور بديهية بالنسبة الى السجناء، ولاسيما القدامى منهم، فالدق على الباب يعني في الغالب وجود حالة موت، ذلك انه لا يمكن ان تسمع اي دق على الابواب خارج هذه الحالة ومرادفاتها.

للحق كان الطبيب يأتي مع شرطيين او ثلاثة، ومن وراء الباب يسأل صوت ما عن سبب الموت، ويكون الجواب اي شيء سوى الحقيقة... لأن اعلان الحقيقة يمكن أن يكلف المهجع المعني ضحية جديدة في اليوم التالي.

مرة... أعلن أحد السجناء في المهجع المقابل إضراباً مفتوحاً عن الطعام.

حاولوا جاهدين أن يتفاهموا معه...

تعبت الاحذية والقبضات والعصيّ.

أثناء التنفس... أثناء توزيع الطعام... وفي الليل عبر الشراقة الفاغرة في السقف.

أحياناً كانت أمواج الهستيريا الذئبية تنعقد وتفور، وهي تمارس انتقاماً مجروحاً بالعنانة ومختوماً بالموت، لكن لا تلبث تلك الامواج أن تتكسر على سد الاجساد البشرية التي تخرج من المهجع كقطيع مذعور، وتدخله كقطيع مذعور، وتصطف اثناء التنفس كقطيع فقد إيمانه بالجدوى الانذارية التي يمثلها الرعب.

بين موجتين أحضر الشرطي فأرا ميتاً.

ربما كان ينوي إطعامه لذلك السجين المضرب عن الطعام، ولكن حالة السجين على ما يبدو، لم تكن قابلة لغير الموت. لهذا كان الفأر من نصيب أقرب سجين الى الشرطي.

كنا حينها اكثر من عشرين عيناً تتوامض متقاطعة وهي تتزاحم على ثقوب الباب.

أدخل الشرطي فأره في فم السجين، وأمره أن يبتلعه ابتلاعاً بدون اي مضغ. حاول السجين في البداية قليلاً قليلاً... ولكن في منتصف الطريق بدأت عضلات وجهه تتقبّض وترتجف.

لو اي شيء غير هذا الفأر الميت!!!

لو كان مسلوخاً على الاقل!!!

أدار السجين رأسه بحركة لولبية بطيئة وهو يضغط على العنق.

كانت يداه... كأنما تشدان شيئاً ما، ولكن بدون جدوى.

باعد قدميه... او تباعدتا وهو يوازن حركته مخالفاً ما بين دفع عنقه الى الامام، ونتر يديه الى الخلف.

ان يبتلع الفأر انساناً... يبدو لي أسهل من أن يبتلع الانسان فأراً!!

عاد السجين يمط عنقه، بينما كان جسده يتلوى وينحني هابطاً الى نقطة تمكنه من الانتفاض مجدداً، فيقمح برأسه على طلقات متتالية، ومع كل طلقة يخطف يديه الى الخلف، ويستعيدهما بلجلجة واضطراب ليخبط بهما في اكثر من اتجاه، مثل غريق يبتلعه الهواء.

سكن للحظات بدا فيها مستنزفاً الى آخره...

- يا ابن الشرموطة اياك أن تمضغ.

يلكزه الشرطي في خاصرته.

- قلت لك ان تزلطه زلطاً الى النهاية.

فجأة عاد السجين يحاول، وقد أطبقت كفاه على عنقه وراح يضغط حيناً ويمسّد حيناً بحركات متشنجة ومتواترة.

بين كل حركة وأخرى تنفلت يداه وهما تلوبان على شيء ما في الفراغ، ثم يعيد المحاولة وتنفلت يداه...

اين يقع مفترق الله مع الانسان، مفترق الارض مع السماء، الحياة مع الموت... اين؟

- يا منيوك لا تحرك فكيك... قلت لك زلطاً.

لم يزل السجين يحاول... مرة... اثنتين... ثلاثا... اربعاً...

سقط على ركبتيه.

- إنهض يا كلب يا خرا... قلت لك انهض... ترفض الامر العسكري؟ بسيطة... اذا بقيت حياً نتحاسب.

نهض السجين. دار دورتين في المكان وهو يدق صدره بقبضتيه ثم ما لبث ان بدأ ينتفض ويترنح، الى ان بلغ اقصاه وبدا واضحاً أن ضريبة إعلان عجزه، لن تكون اكثر سوءاً من الاختناق، فنزل على ركبتيه مردفاً رأسه الى الخلف، وهو يشير بيديه مستغيثاً يطلب الماء.

كان الجزء الاخير من ذيل الفأر، لا يزال متدلياً عند زاوية الفم.

آخ يا تدمر آخ...

لم أكن أنوي الدخول في هذا الاستطراد المرهق... ولست مقتنعاً الآن بالتراجع عنه، ولم يعد لديّ القدرة على العودة الى تفاصيل ما تعرض له ذلك السجين المضرب خلال الاربعة، او الخمسة الايام اللاحقة.

أعتقد ان بإمكانكم مساعدتي، او على الاقل تفهّم وغفران عدم قدرتي، وربما عدم رغبتي في استكمال ما بدأت.

لقد حاولوا جاهدين ان يتفاهموا معه. تعبت الاحذية والقبضات والعصيّ، ولكنه...

هل يكفي القول ان ما تعرّض له ذلك السجين منفرداً، يفوق ما تعرض له المهجع مجتمعاً؟ ومع ذلك المسكين... لم يمت!!!

فقط اصبح مجنوناً...

اصبح مجنوناً... فقط.

الساعة الآن الثالثة والنصف صباحاً، وقد مضى على انتقالي الى هنا، أعني الى سجن صيدنايا، اكثر من عامين، فما الذي أخذني الآن الى تدمر؟

لعله الحديث الذي دار في اول السهرة بيني وبين أخي حول العام الذي زرته فيه عندما كان يعمل مدرّساً في تدمر. كنا يومها بضعة اصدقاء يجمعنا الشعر، والحنين الى ما لا نعرف، ومقدار ليس قليلاً من البراءة وال...

تدمريات... ما فوق سوريالية

1

أسوار عالية من الاسمنت العنيد البارد... أبراج للمراقبة... حقول ألغام... حواجز ونقاط تفتيش... تحصينات ووحدات عسكرية عالية التدريب... واخيراً... محيط من امثولات الرعب الوطني الخالص.

يا اسماء الله!!

حتى لو سقطت سوريا بكاملها تحت الاحتلال، فان هذا السجن يستحيل ان يسقط.

2

هل خطر في بال اي فنان ان يرسم سماء زرقاء مغرورقة ترتدي برقعاً من الاسلاك الشائكة؟

من أتيح له ان يقف في واحدة من باحات سجن تدمر، ويختلس نظرة خاطفة الى أعلى، سيرى هذه اللوحة الفادحة، وسيدرك عندها اي عبقرية ترعى واقعنا واحلامنا!!


3

عسكري ذو ملامح موقوتة يأمر سجيناً عجوزاً، ان ينحني ويلحس بلسانه جزمته العزيزة، ثم ينهره ليمسحها بكمّّّ سترته المهترئة، وبعد ذلك، يصفعه بالجزمة على وجهه وهو يشتمه مستنكراً تجهمه الذي يدل على عدم رضا داخلي أثناء تنفيذ المهمة.

معنويات العسكري، وهو يرى ذلك العجوز الوقور ينظف له جزمته بلسانه، توحي بأنه قادر على إغلاق جبهة بمفرده.

4

سياط تتخطف ظلالها، وتعيد اشتقاق الالوان.

قامات محنية وربما عارية تماماً، تنسدل فوقها حرامات عسكرية بلون الجرب.

عربدة السياط مرسومة بحركية بارعة، تبدو كأنها ستخرج من اللوحة، وقامات السجناء تتلوى تحت لسعها وتستجير، فتخفق الحرامات وتنفث غباراً كثيفاً.

كأنك امام كائنات خرافية عمياء، كائنات على هيئة خفافيش ضخمة، تتخبط في وهدة من الجمر.

من يصدق ان بإمكان اللوحة تصوير مشهد سَوق السجناء الى الحمّام، بكل هذه الحمحمة المجنونة والواقعية الى درجة الفوران؟!

5

في يسار هذه اللوحة اشباح متراهصة، اقرب ما تكون الى جذوع اشجار ضربتها عاصفة من خارج علم الله... هكذا يبدو السجناء وهم جالسون في الباحة للتنفس.

الى اليمين قليلاً سجينان، أحدهما في وضعية سجود، والآخر يجلس في مواجهته آخذاً وضعية الركوع.

الساجد مكشوف الظهر، وقد كممت الثياب رأسه المدفون بين فخذي زميله. اما الراكع، فكان يمسك به من تحت إبطيه محاولاً تثبيته.

عسكريان متقابلان تهوي سياطهما بالتناوب على ظهر السجين الساجد، فتتفطر انحاء اللوحة بصرخات بهيمية مشروخة.

مع كل صرخة تتقصف حروف كلمة واحدة تتكرر بإيقاعية متلاهثة: يا الله... يا الله... مرة قراراً ومرة جواباً.

ملامح الراكع تتمعج وترتج، وكأنها ترسم خطاً بيانياً لانتفاضات جسد زميله.

الآن... ظهر السجين الساجد يأخذ لوناً خمرياً متوهجاً، والجلد المكشوط... مرسوم بمهارة بنت كلب... مهارة فائقة الى حد يثير القشعريرة حتى في ظهرك.

6

في اول الباحة عسكريان يمسكان سجيناً من يديه ورجليه... يؤرجحانه بحركة بندولية متصاعدة، ثم يطوحان به في الهواء... وما ان يرتطم بالارض حتى يمسكا به ثانية من يديه ورجليه ويعيدان اللعبة من جديد.

في مكان آخر من اللوحة، في آخرها تقريباً... عدة متناثرة لورشة لحام بالاوكسجين، بينها مطرقة كبيرة، مهدة يتناولها العسكري... يرفعها عالياً بمشقة وتصميم، وينزل بها على منتصف العمود الفقري لذلك السجين او لغيره.

صرخة السجين تجعل الوان الجزء العلوي من اللوحة كامدة مبحوحة، مع مسحة ضبابية تتموج بارتعاشات صغيرة متناهية.

في المنتصف... في محاذاة الجانب الشرقي للوحة... عسكري يمدد سجيناً على الارض، وهو يشير اليه أن يتوسد برأسه رصيف الباحة.

بعناية شديدة كان العسكري يشير اليه، ليرتفع قليلاً، ثم لينخفض قليلاً، حتى اصبح عنق السجين على الحافة. على الحافة تماماً. تلفت حوله بعصبية، ثم بإيماءة حازمة من رأسه ويده، دعا اقرب عسكري اليه.

تقدم زميله وعيناه تتلامحان بما يشبه الخوف، وربما الحزن او العجز.

لا يبدو اي تشابه بين هذا العسكري وزملائه الذين تظنهم للوهلة الاولى توائم او تماثيل مأخوذة عن قالب واحد.

يقف العسكري الاول على ظهر السجين، ثم يستند بذراعيه على كتفي زميله. يقفز في الهواء قفزات رشيقة وفي القفزة الاخيرة يسدد بقدميه ويهوي بقوة مرتطماً بعنق السجين. ثم...

اصداء صمت ثقيل مخنوق، لا تعرف من اين بدأت، ولا اين ستنتهي.

تريدون الحق؟؟؟

لوحة بانورامية مذهلة... لا غيرنيكا ولا طلّ الخبر ولا الدم.


شروح تبسيطية مقاربة لبعض وسائل التعذيب



1- الشبح على السّلم: تعتمد هذه الطريقة على ربط قدمي السجين بالحبال الى احدى درجات السلّم العليا، فيتدلى جسده العاري مقلوبا، لتبدأ بعدها جولة التحقيق مع الجلد بالسياط على كامل مساحة الجسد.

السلم خشبي عادي، يستند الى الجدار بزوايا تتدرج من شبه قائمة الى شبه افقية او مستقيمة. اما السياط فانها قطع متباينة الطول من الكابلات الكهربائية الغليظة، او ما يسمّى الكابل الرباعي، وهي ثقيلة ومرنة وشبه مصمتة، بحيث يمكن ضربتها ان تفلع لحم السجين، او تهرسه وتمزق جلده.

2- الفسخ: تتم هذه العملية بتمديد السجين على ظهره، ثم يوضع كرسي عند منطقة الحوض، لادخال الساقين، بعد طيهما وتثبيتهما بين قوائم الكرسي، فتغدو الساقان منثنيتين عند الركبتين ومفتوحتين الى اعلى، ليقف اثنان من الزبانية كل منهما فوق احدى ركبتي السجين، ويبدآن الضغط بشكل متساوق عبر قفزات صغيرة متواترة، في محاولة لفتح الساقين بزاوية مستقيمة، واحيانا توضع تحت حوض السجين قدة خشبية لترفعه قليلا عن سطح الارض، الامر الذي يعني ان ساقي السجين يمكن ان تنفتحا بزاوية اكثر من مئة وثمانين درجة، وهذه الحالة يلجأون اليها عندما يريدون كسر حوض السجين في نقطة المفصل العانيّ.

3- الدولاب: وسيلة التعذيب الاقدم والاكثر شيوعا، وتتم هذه العملية عبر دولاب او اطار خارجي لسيارة صغيرة. في البداية يدخلون ساقي السجين في الدولاب، ثم يضغطون جذعه، ليدخلوا رأسه في فتحة الدولاب. بعدها يقلبونه على ظهره، بحيث يصبح رأسه وساقاه الى اعلى، وتكون يداه مكبلتين خلف ظهره، وقدماه مشدودتين الواحدة الى الأخرى بوثاق ما، ثم يبدأ الجلد بالكابل الرباعي على باطن القدمين. واذا ارادوا الامعان في تعذيب السجين، فانهم يغلقون فمه بخرق سميكة زنخة لمنعه من الصراخ.

4- الكهرباء: هي مولدة كهربائية يدوية، لها شكل صندوق صغير، يخرج منه سلكان كهربائيان يربطان الى اجزاء حساسة من جسم السجين، كالاذنين او الشفتين او العضو التناسلي. تدار المولدة بوساطة ذراع معدنية صغيرة، فتضرب الكهرباء جسم السجين العاري والمبلل بالماء، محدثة ارتجاجات داخلية او انصعاقات وتموجات يخيل اليّ انها اشبه بتلك التي تحدث عند خروج الروح، ويترافق ذلك مع صراخ او عواء مقلوب لا يمكن المرء التحكم به او السيطرة عليه.

5- الكرسي الالماني: كرسي بسيط من كراسي المكاتب الرخيصة، ذو مقعد ومسند جلديين، وقوائم معدنية على شكل مواسير.

ينزعون المسند ليبقى ما بين قائمتي الظهر فارغا. يدخلون قائمتي المسند تحت ابطي السجين الممدد على بطنه مكبل اليدين الى الخلف. تبرز قائمتا المسند من امام السجين على جانبي الرأس، ويكون مقعد الكرسي ضاغطا عند اسفل الظهر.

يربطون قدمي السجين بحبل، كل واحدة الى قائمة من قوائم الكرسي التحتية، والتي تكون اصبحت في هذه الحالة افقية. بعد ذلك يبدأ الضغط على القائمتين الاخريين، ليرتفع رأس السجين وكتفاه الى اعلى، متخذا جسده شكل قوس مقلوبة ومشدودة بالدرجة التي يرونها ملائمة لانتزاع الاعترافات.

بالطبع، اذا ارادوا يمكنهم الضغط والتوتير الى الحد الذي يقطع تنفس السجين، او يضرب عموده الفقري والبروستات.

لهذا... ولكي لا اسيء الى الشعب الالماني، فاني افضل ان اسميه: الكرسي النازي.

الرأي : خاص

حسون
10/04/2005, 21:40
موضوع حلو :D
بس ببكي ما بضحك :cry: :cry:

فنتوش
10/04/2005, 21:49
:cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry:
:cry:





:cry:

Joe
10/04/2005, 21:59
طبعا القصة من اختراع المخيلة... ؟؟

yass
11/04/2005, 11:57
طبعا القصة من اختراع المخيلة... ؟؟
لا و النبي, شغلات صار و عم بتصير وراح بتظل تصير اذا ما تغير هالوضع المأساوي



الحرية لأسرى الرأي و الضمير!!!!!!

sezar
11/04/2005, 14:33
اكبر مخيلة ما بتساوي هيك شغلات
بس بواقع فروعنا و سجوننا حصلت :aah:

minime1967
11/04/2005, 14:56
أنو أسف شديد.. والله أنا ما فيني كملتها للأخر.. لسبب مو بسيط .. وهو أنو حسيت كل كف وكل اهانة تعرضلا الكاتب واللي هي صحيحة وانا متأكد لأنو ما في خيال بالعالم ممكن يخترع كل هالتفاصيل., حسيت أنو كل اللي اتعرضلو صار أو عمبيصير معي..وخاصة لأنو عمضب أغراضي وبدي سافر اليوم عهولندا .. بس راجع لاتخافو .. أنا موزمبيقي وأرضي موزمبيقية...

مافي شي بالدنيا بيستاهل الحبس والأهانات... اللي بيحب النبي يسكت .. والله ياشباب قلوبنا وعيونا عم تهرم وتتقطع عليكم.. بالله عليكم اسكتو ولاتجيبو معدل الحكومة ... خيوو طيب سبو عليي أنا قد مابدكم.. والله مسامحكم...والله لو ضل مائة سنة تانية : جايي النصر وجايي الحرية ... وعيوني ألكون كلكم .. واحد يقول للتاني ...

sezar
11/04/2005, 14:58
شو ها تضحية بس لا و حياة عيونك ماني ساكت ما فشرو :gem: :gem:
و مية وردة شريك :D :D

minime1967
11/04/2005, 15:12
شو ها تضحية بس لا و حياة عيونك ماني ساكت ما فشرو :gem: :gem:
و مية وردة شريك :D :D

أبوس أيدك ورجلك وطي.. اسكوت ...يا عيني لو بيطلع معنا شي كنت بحكي... بعدين تعى لقلك : ليش ما بتبلش بحالك ؟ يعني بلش اتعلم أكتر واكتسب خبرة أكتر وصير أحسن واحد بهالدني ... بتحقق شغلتين : الأولى مابتفوت عالسجن والتانية ما بتفوت عالسجن.

sezar
11/04/2005, 15:15
ليش شو الفائدة ازا انا أحسن واحد بس مدعوس على راسي ببوصطار اسود :jakoush: :jakoush:
لا للخنوع

minime1967
11/04/2005, 19:13
ليش شو الفائدة ازا انا أحسن واحد بس مدعوس على راسي ببوصطار اسود :jakoush: :jakoush:
لا للخنوع

باينتك شاب متحمس ومتهور ... يا أخي أنا أكبر منك وبعرف شو عمبحكي... لو كلنا منصير أحسن ناس .. الحكومة بتهر لحالها والحرية بتجي تحصيل حاصل .. بمعنى : اليوم لما الحكومة بفرض توفرت النية الصادقة للتغيير , مارح تلاقي ألا مواطنين من النوع الزبالة اللي رح يرضو ينحطو بمناصب , لأنو المناح قلال كتير وكلون متخفين ومسافرين و مابدون هالصرعة ... صح ؟

طيب لو الموضوع بالعكس , يعني لو الأكترية مناح , اللي رح يصير أنو مارح تلاقي السلطة حدا مو منيح ليتسلم المناصب..

هالعلاك مصدي تبعي أعلاه , اسمو "سلام" مو خنوع , وهو نظرية قابلة للنقاش بعد ما برجع من هولندا وأنتو بخير ...

sezar
11/04/2005, 19:17
و الله أهبل ازا بترجع :P :P عم بمزح بس عم أول هيك مشان ما ترجع :lol:
:D :D :D :D :D :D

minime1967
11/04/2005, 19:24
و الله أهبل ازا بترجع :P :P عم بمزح بس عم أول هيك مشان ما ترجع :lol:
:D :D :D :D :D :D

يا حبيبي مين قلك أنو الهولندينيين قاتلين حالون ع سمارنا وسواد عيونا ؟؟؟

sezar
11/04/2005, 19:27
يا أخي انت خو البقرة تبعكون و روح و شوف ازا ما بيقتلو حالون على سواد عيون البقرة :P
:D :D :D :D

minime1967
11/04/2005, 19:31
يا أخي انت خو البقرة تبعكون و روح و شوف ازا ما بيقتلو حالون على سواد عيون البقرة :P
:D :D :D :D


أي وشو بعمل أن اذا أعطو البقرة لجوء "انساني" وسلخوني ألي لجوء "حيواني" ؟؟؟؟؟ تضرب بهالمقترح البرسيمي ...

عم بمزح معك ... لا تضرب ولا برسيم...

Joe
11/04/2005, 19:33
طبعا القصة من اختراع المخيلة... ؟؟
لا و النبي, شغلات صار و عم بتصير وراح بتظل تصير اذا ما تغير هالوضع المأساوي



الحرية لأسرى الرأي و الضمير!!!!!!

i know these things happen... but this one just look a little fake

i dont understand who would write it? how did he witness all that kind of stuff and then manage to get out and write this?

sezar
11/04/2005, 19:33
[quote=sezar]
لا تضرب ولا برسيم...
حلوة التحشيشة :P

sezar
11/04/2005, 19:38
طبعا القصة من اختراع المخيلة... ؟؟
لا و النبي, شغلات صار و عم بتصير وراح بتظل تصير اذا ما تغير هالوضع المأساوي



الحرية لأسرى الرأي و الضمير!!!!!!

i know these things happen... but this one just look a little fake

i dont understand who would write it? how did he witness all that kind of stuff and then manage to get out and write this?
انا واثق مليون بالية انو هل كلام ما في مبالغة و الشخص يلي كاتب القصة مرء عليي كلشي كاتبو بدون مبالغة :cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry:

minime1967
11/04/2005, 19:41
طبعا القصة من اختراع المخيلة... ؟؟
لا و النبي, شغلات صار و عم بتصير وراح بتظل تصير اذا ما تغير هالوضع المأساوي



الحرية لأسرى الرأي و الضمير!!!!!!

i know these things happen... but this one just look a little fake

i dont understand who would write it? how did he witness all that kind of stuff and then manage to get out and write this?
انا واثق مليون بالية انو هل كلام ما في مبالغة و الشخص يلي كاتب القصة مرء عليي كلشي كاتبو بدون مبالغة :cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry:

والله العفريت الزرق ما فيها تخترع هيك تفاصيل .... كل القصة صحيحة على مسؤوليتي و اذا بدكون بحكيلكون أكتر منه ..

sezar
11/04/2005, 19:42
:D :D :D :D minme

minime1967
11/04/2005, 19:49
:D :D :D :D minme


خرطوش فردك ....