zen
10/04/2005, 13:46
إنه أحد الأسئلة دائمة الطرح على مرّ العصور في تاريخ البشرية : السؤال عن الحرية والمسؤولية.
إذا كنت حراً، فأنت تفسر ذلك بأنه الآن ليس لديك أي مسؤولية.
منذ مئة سنة فقط قال فريديريك نيتزكي : "الله ميت، والإنسان أصبح حراً." والجملة التالية التي كتبها كانت:"الآن يمكنك أن تفعل ما تشاء، ليس هناك أي مسؤولية. الله ميت، الإنسان حر، ولا توجد مسؤولية."
لقد كان مخطئاً بلا شك، عندما لا يكون هناك إله، ستقع مسؤولية كبيرة على عاتقك. إذا كان هناك إله، بإمكانه أن يشاركك المسؤولية. يمكنك أن تلقي مسؤوليتك عليه، تستطيع القول:" إنه أنت من خلق العالم؛ أنت من خلقني بهذا الوضع؛ أنت من هو مسؤول في النهاية بشكل مطلق وليس أنا. كيف يمكن أن أكون أنا المسؤول في نهاية الأمر ؟ أنا مخلوق فحسب، وأنت هو الخالق.
لماذا وضعت بذوراً للفساد والخطيئة في نفسي منذ البداية؟ أنت هو المسؤول. أنا حر .
في الحقيقة إذا كان الله غير موجود، عندئذٍ الإنسان مسؤول تماماً عن تصرفاته، لأنه لا يمكن إلقاء المسؤولية على أحد آخر.
عندما أقول لك أنك حر، فأنا أعني بأنك مسؤول. لا يمكنك إلقاء المسؤولية على الآخرين، فأنت لوحدك. ومهما تفعل، فإنه فعلك أنت. لا يمكنك القول بأن أحداً ما قد أجبرك على فعله- لأنك حر؛ لا أحد يستطيع إجبارك! لأنك حر، فهو اختيارك أن تفعل أو لا تفعل.
مع الحرية تأتي المسؤولية. الحرية هي مسؤولية. ولكن العقل مخادع كبير، فهو يفسر الأمور بطريقته الخاصة: إنه دائماً يصغي لما يريد هو أن يصغي إليه. ويستمر بتفسير الأمور بأسلوبه الخاص. العقل لا يحاول أبداً أن يفهم ما هي الحقيقة في الواقع. لقد أخذ هذا القرار سلفاً. لقد سمعتُ ...
" أنا رجلٌ محترم، طبيب، ولكن مؤخراً قد أصبحت الحياة غير محتملة بسبب إحساسي بالذنب واتهام الذات." وقبل أن يتابع المريض وهو يتجرع بؤسه قال: " هل ترى ذلك أيها الطبيب، لقد وقعت مؤخراً ضحيةً لشهوة عارمة بأن أداعب الفتيات وأقرصهن سراً."
" أوه يا عزيزي" قال الطبيب النفسي مواسياً، " بالتأكيد علينا أن نخلصك من هذه الرغبة الملحّة المؤسفة. بإمكاني فهم كم هي محزنة..." قاطعه المريض بتلهّف وقلق :" إن التخلص من هذه الرغبة الملحّة لا يعنيني كثيرا ً، أيها الطبيب، إنه الإحساس بالذنب."
الناس دائماً يتكلمون عن الحرية، ولكنهم لا يريدون الحرية تماماً، إنهم يريدون اللامسؤولية. إنهم يطالبون بالحرية، ولكن في أعماقهم، في اللاوعي يطالبون باللامسؤولية، بتصريح ما .
الحرية هي النضوج ؛ أما الإجازة أو التصريح فهي طفولية جداً. الحرية ممكنة عندما تكون متكامل لدرجة أنك تستطيع أن تتحمل مسؤولية كونك حراً. العالم ليس حراً لأن الناس غير ناضجين.
الثوريون يفعلون الكثير عبر العصور إلى الآن، ولكن كل شيء يفشل. مفكروا المدينة الفاضلة كانوا وما زالوا يفكرون كيف يصنعون إنساناً حراً، ولكن لا أحد يتعب نفسه—لأن الإنسان لا يمكن أن يكون حراً إلا إذا كان متكاملاً.
وحده بوذا يمكن أن يكون حراً، المسيح، محمّد يمكن أن يكون حراً، لأن الحرية تعني أن الإنسان قد أصبح الآن واعياً.
إذا لم تكن واعياً فأنت بحاجة للحكومة، بحاجة للشرطة، بحاجة للمحكمة. عندئذٍ ستُحَدُّ الحرية من كل مكان. عندئذٍ الحرية موجودة كإسم فقط ، في الواقع هي غير موجودة على الإطلاق. كيف يمكن أن توجد الحرية عندما توجد حكومات؟ إنه لمستحيل.
ولكن ما العمل؟ إذا اختفت الحكومات، ستعمّ الفوضى. الحرية لن تأتي إذا اختفت الحكومات، ستأتي الفوضى بكل بساطة. ستكون حالة أسوأ مما هي عليه الآن. سيكون جنوناً مطلق. أنت بحاجة الشرطة لأنك لست متيقظاً. لو كنت متيقظاً فما الحاجة لوقوف الشرطي على تقاطع الطرق؟ لو كان الناس متيقظين، كان بالإمكان عدم وجود الشرطي، لأنه غير ضروري عندئذٍ. ولكن الناس غير واعين.
لذلك عندما أقول "حرية" ، أنا أعني: كُن مسؤولاً. وكلما أصبحت مسؤولاً أكثر كلما أصبحت حراً أكثر، أو كلما أصبحت حراً أكثر كلما تحملت مسؤوليات أكثر. عندئذٍ عليك أن تكون واعٍ جداً لما تفعل وما تقول. حتى لما تشير إليه من أمور صغيرة في اللاوعي، يجب أن تكون متيقظاً جداً—لأنه ما من أحدٍ يسيطر عليك، إنه أنت فقط. عندما أقول لك بأنك حر، . هي ليست إجازة، إنه انضباطٌ مطلق.
:D :D :D :D :D :D :D :D :D :D
إذا كنت حراً، فأنت تفسر ذلك بأنه الآن ليس لديك أي مسؤولية.
منذ مئة سنة فقط قال فريديريك نيتزكي : "الله ميت، والإنسان أصبح حراً." والجملة التالية التي كتبها كانت:"الآن يمكنك أن تفعل ما تشاء، ليس هناك أي مسؤولية. الله ميت، الإنسان حر، ولا توجد مسؤولية."
لقد كان مخطئاً بلا شك، عندما لا يكون هناك إله، ستقع مسؤولية كبيرة على عاتقك. إذا كان هناك إله، بإمكانه أن يشاركك المسؤولية. يمكنك أن تلقي مسؤوليتك عليه، تستطيع القول:" إنه أنت من خلق العالم؛ أنت من خلقني بهذا الوضع؛ أنت من هو مسؤول في النهاية بشكل مطلق وليس أنا. كيف يمكن أن أكون أنا المسؤول في نهاية الأمر ؟ أنا مخلوق فحسب، وأنت هو الخالق.
لماذا وضعت بذوراً للفساد والخطيئة في نفسي منذ البداية؟ أنت هو المسؤول. أنا حر .
في الحقيقة إذا كان الله غير موجود، عندئذٍ الإنسان مسؤول تماماً عن تصرفاته، لأنه لا يمكن إلقاء المسؤولية على أحد آخر.
عندما أقول لك أنك حر، فأنا أعني بأنك مسؤول. لا يمكنك إلقاء المسؤولية على الآخرين، فأنت لوحدك. ومهما تفعل، فإنه فعلك أنت. لا يمكنك القول بأن أحداً ما قد أجبرك على فعله- لأنك حر؛ لا أحد يستطيع إجبارك! لأنك حر، فهو اختيارك أن تفعل أو لا تفعل.
مع الحرية تأتي المسؤولية. الحرية هي مسؤولية. ولكن العقل مخادع كبير، فهو يفسر الأمور بطريقته الخاصة: إنه دائماً يصغي لما يريد هو أن يصغي إليه. ويستمر بتفسير الأمور بأسلوبه الخاص. العقل لا يحاول أبداً أن يفهم ما هي الحقيقة في الواقع. لقد أخذ هذا القرار سلفاً. لقد سمعتُ ...
" أنا رجلٌ محترم، طبيب، ولكن مؤخراً قد أصبحت الحياة غير محتملة بسبب إحساسي بالذنب واتهام الذات." وقبل أن يتابع المريض وهو يتجرع بؤسه قال: " هل ترى ذلك أيها الطبيب، لقد وقعت مؤخراً ضحيةً لشهوة عارمة بأن أداعب الفتيات وأقرصهن سراً."
" أوه يا عزيزي" قال الطبيب النفسي مواسياً، " بالتأكيد علينا أن نخلصك من هذه الرغبة الملحّة المؤسفة. بإمكاني فهم كم هي محزنة..." قاطعه المريض بتلهّف وقلق :" إن التخلص من هذه الرغبة الملحّة لا يعنيني كثيرا ً، أيها الطبيب، إنه الإحساس بالذنب."
الناس دائماً يتكلمون عن الحرية، ولكنهم لا يريدون الحرية تماماً، إنهم يريدون اللامسؤولية. إنهم يطالبون بالحرية، ولكن في أعماقهم، في اللاوعي يطالبون باللامسؤولية، بتصريح ما .
الحرية هي النضوج ؛ أما الإجازة أو التصريح فهي طفولية جداً. الحرية ممكنة عندما تكون متكامل لدرجة أنك تستطيع أن تتحمل مسؤولية كونك حراً. العالم ليس حراً لأن الناس غير ناضجين.
الثوريون يفعلون الكثير عبر العصور إلى الآن، ولكن كل شيء يفشل. مفكروا المدينة الفاضلة كانوا وما زالوا يفكرون كيف يصنعون إنساناً حراً، ولكن لا أحد يتعب نفسه—لأن الإنسان لا يمكن أن يكون حراً إلا إذا كان متكاملاً.
وحده بوذا يمكن أن يكون حراً، المسيح، محمّد يمكن أن يكون حراً، لأن الحرية تعني أن الإنسان قد أصبح الآن واعياً.
إذا لم تكن واعياً فأنت بحاجة للحكومة، بحاجة للشرطة، بحاجة للمحكمة. عندئذٍ ستُحَدُّ الحرية من كل مكان. عندئذٍ الحرية موجودة كإسم فقط ، في الواقع هي غير موجودة على الإطلاق. كيف يمكن أن توجد الحرية عندما توجد حكومات؟ إنه لمستحيل.
ولكن ما العمل؟ إذا اختفت الحكومات، ستعمّ الفوضى. الحرية لن تأتي إذا اختفت الحكومات، ستأتي الفوضى بكل بساطة. ستكون حالة أسوأ مما هي عليه الآن. سيكون جنوناً مطلق. أنت بحاجة الشرطة لأنك لست متيقظاً. لو كنت متيقظاً فما الحاجة لوقوف الشرطي على تقاطع الطرق؟ لو كان الناس متيقظين، كان بالإمكان عدم وجود الشرطي، لأنه غير ضروري عندئذٍ. ولكن الناس غير واعين.
لذلك عندما أقول "حرية" ، أنا أعني: كُن مسؤولاً. وكلما أصبحت مسؤولاً أكثر كلما أصبحت حراً أكثر، أو كلما أصبحت حراً أكثر كلما تحملت مسؤوليات أكثر. عندئذٍ عليك أن تكون واعٍ جداً لما تفعل وما تقول. حتى لما تشير إليه من أمور صغيرة في اللاوعي، يجب أن تكون متيقظاً جداً—لأنه ما من أحدٍ يسيطر عليك، إنه أنت فقط. عندما أقول لك بأنك حر، . هي ليست إجازة، إنه انضباطٌ مطلق.
:D :D :D :D :D :D :D :D :D :D