-
دخول

عرض كامل الموضوع : معك إلى ما بعد بعد النهاية ...


tiger
19/07/2006, 21:48
منذ أيام وأنا لا أستطيع التفكير بشيء خلا الجملة التالية : (إلى ما بعد حيفا وبعد بعد حيفا ), ولا أستطيع التفكير بها دون أن أتخيلها, أتخيل منازل تل أبيب تُدك فوق رؤوس الصهاينة رجالاً ونساء وشيوخاً وأطفالاً, ولا أحس بنفسي إلا بعد أن أنهي الشهقة والزفرة التي تخرج من صدري وعيوني تنظر إلى السماء بتوسل وغضب.

ماذا سنقول لبيت الله الحرام ولقبر النبي ؟ شخصياً أخجل أن أخبرهم أن الفاتيكان ندد بالعدوان الإسرائيلي على لبنان, بينما اعتبرها حاملو لواء الدين الإسلامي مغامرة وعملاً غير مسؤول !!؟؟.

ماذا سنخبر الأطفال عندما يسألوننا عن لبنان ؟ وإن كان عربياً أم لا ؟ وكيف سنبرر لهم الموقف العربي الصامت والذي إن نطق يكتفي بالاستنكار والتنديد, وهم يحفظون في المدارس ( بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان ) ؟

وبأي وجه سنخبرهم أن اتفاقية الدفاع العربي المشترك تحولت إلى اتفاقية النواح العربي المشترك ؟
وكيف بعد أن نخبرهم أن بضعة ملايين من الإسرائيليين – والبضع من ثلاثة إلى تسعة – يتغلبون على أكثر من ثلاثمائة مليون عربي يمتلكون أكثر من نصف مقدرات العالم, كيف سنقنعهم بعد هذا بقوانين الطبيعة والمسائل الحسابية والمنطق ؟؟!!!

وإن سألونا هل سعد الحريري ومروان حمادة ونائلة معوض وسمير جعجع وباقي العملاء عرب ؟ ... بماذا سنجيبهم ؟

وعلى ذكر هؤلاء سيئي الذكر, لا بد من توجيه بعض الأسئلة لهم :
أين علاقات لبنان الدولية ؟ ولماذا لم تشفع أرزة بولتون للبنانيين ؟ ولماذا شيراك ما زال صامتاً, أو متسائلاً بخجل عن النية بتدمير لبنان ؟ ربما لأنه يعلم أن الطيران الإسرائيلي لن يقترب من قريطم, ونازك ستبقى بخير, وكذلك ستريدا ونائلة وسولانج .

وأين أصبح التحقيق الدولي وبراميرتس ؟ وهل ما زال العميل أبو رافع في السجن ؟

لا بد أن مروان حمادة والياس عطا الله سعداء جداً الآن, فقد ذُكر اسمهم في مجلس الأمن, واعترفت إسرائيل بجهودهم الجبارة في ضرب المقاومة ومحاربتها... مبارك لكم هذه الشهرة وهذا الصيت, فهو والله يلائمكم تماماً.

وإليكم يا أهالي الضحايا الخبر التالي :
فقد صرح أحد الخارجين من اجتماع وزراء الخارجية العرب, بأنهم وقفوا موقفاً تاريخياً, وعندما سأله أحد الصحفيين ما هو هذا الموقف ؟ لم يجبه بشيء. وهذا طبيعي لأنه ليس هناك لا موقف تاريخي ولا جغرافي.

ثم أنه وأخيراً اكتشف السادة العرب أنهم (اندحك عليهم) وكل القرارات التي تخص السلام كاذبة ... يا أخي الحمد لله أنكم لم تتأخروا أكثر من هذا, فما زال الوقت مبكرا,ً وبالإمكان السيطرة على الأمور, فلم يمض على الصراع العربي الإسرائيلي سوى 70 عاماً.

وفي لبنان لم يبق جسر لم يدمر, لم يبق مطار لم يقصف, لم يبق طريق لم يُخرّب... كل هذا والبعض لم ينس اتهام سورية ومحاولة توريطها ... والله تُحسد إسرائيل على تفاني ووفاء وولاء عملائها. ثم إن كان ما بدر من حزب الله أمراً سوريا كما يقولون, فليعلموا أن لنا الشرف في إصداره.

ومع هذا, وبرغم جراح سورية, ها هي تفتح ذراعيها من جديد للبنان, واللبنانيون بالآلاف في الشام, والحدود مفتوحة أمام كل اللبنانيين, والحكومة والنظام الذي يسعى بعضهم إلى إسقاطه...
وهيهات, يجتمع لنصرتهم ومداواتهم وإنقاذهم ويصرح أن كل مقدرات البلد في خدمتهم.

كيف لا ؟؟ كيف لا وهي الشام .. ونحن أهل الشام التي بارك بها الله ورسوله.

أحياناً أخشى أن تكونوا مجرد حلم, يا أيها الخارجون من كتب الأساطير وملاحم الأبطال, كيف أنتم هكذا يا أبا الهادي ؟ كيف أنتم أسمى من الفكرة؟

كيف أنتم بهذا النقاء في هذا الزمان الوسخ, كيف أنتم بهذا الإيمان في هذا الزمان الكافر ؟ ومن أين أتيتم بكل تلك العزة, والعرب يصدّرون كل أنواع الذل والخنوع إلى كافة أنحاء العالم.

أبا الهادي :
واعلم أن لبنان في عيوننا كما هو وسورية في عينيك القويتين الطيبتين الصابرتين المؤمنتين..

أبا الهادي : قلتها أنت ( النصر آت آت ) ونحن ننتظر حيفا ... وما بعد بعد حيفا, واعلم أنه وبإذن الله قد اقترب اليوم الذي سنقف فيه إلى جانبك, كتفاً بكتف إلى النهاية .. بل إلى ما بعد بعد النهاية.

فراس القاضي