-
دخول

عرض كامل الموضوع : "فن الحرب" للصيني "صن تزو"


krimbow
19/07/2006, 19:06
تعريف بالكاتب سون تزو (Sun Tzu) - مؤلف كتاب 'فن الحرب'.


////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// ولد سون وو في عام 551 قبل الميلاد، وعاش حتى عام 496 قبل الميلاد، وذاع صيته بسبب عبقريته العسكرية التي اشتهر بها، وهو كتب مجموعة من المقالات العسكرية الاستراتيجية، حملت اسم كتاب فن الحرب. عاصر سون وو نهايات عصر "الربيع والخريف" الذي شهد تحول المجتمع الصيني من مجتمع العبيد إلى المجتمع الإقطاعي، حيث كثرت الحروب بين أكثر من 130 مملكة صغيرة، ما أدى في النهاية لظهور خمس ممالك قوية تنازعت فيما بينها على السلطة والحكم. هذه الحروب الطويلة لم تكن بمعزل عن سون تزو، إذ زادت من خبرته العسكرية وعمدت إلى صقل مواهبه وزادت من حكمته.

رحل سون وو إلى مملكة وو في شرق الصين (إلى الغرب من مدينة شنجهاي اليوم)، حيث عمد إلى وضع الكتابة الأولى لمؤلفه: فن الحرب، وبلغت شهرة كتاباته الملك، حيث قدم سون وو 13 مقالة حول فن الحرب للملك الذي وبعد أن قرأها أولاها قدراً وتقديرا عاليين، جعله يعين سون تزو قائداً عاماً لجيش مملكة تشي، الذي عمد بعدها إلى تدريب الجنود وصقل مهاراتهم وتوسيع أطراف المملكة، وساعد على تحقيق الانتصار تلو الآخر وتوسعة تخوم المملكة.

مع توالي الانتصارات، زاد غرور الملك، وأصبح متكبرا لا يستمع إلى آراء واقتراحات الآخرين، ما دفع سون وو إلى ترك الملك والعيش في قرية بعيدة في الغابات، وحسب خبراته التي اكتسبها في تدريب القوات والحروب والقتال، عدل مؤلفه وجعله كاملاً منقحاً. بعد وفاة سون وو، تحول اسمه إلى سون تزو، وكلمة تزو في اللغة الصينية مثل كلمة أستاذ في اللغة العربية، وهي تعني الرجل الذي بلغ المراتب العليا في العلم والفلسفة.

يشتمل كتاب "فن الحرب" على ستة آلاف جملة /مقطع، ضمن 13 باب/مقالة، يجسد خلالها الأفكار العسكرية لسون تزو، واحتوى كذلك من بعده على شرح وتعليق من كبار القادة العسكريين الصينيين الذي تلوا سون تزو. أُطلق على "فن الحرب" أول كتاب عسكري قديم في العالم، والكتاب المقدس للدراسات العسكرية، واُستخدمت الأفكار النظرية والأفكار الفلسفية في الكتاب في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها بصورة واسعة.

أول خروج لكتاب فن الحرب من منشأه في الصين كان إلى اليابان، حيث عكف كبار ثلاثي الساموراي على دراسته وتطبيقه لتوحيد اليابان تحت راية واحدة، ثم في عام 1772 تمت ترجمته إلى اللغة الفرنسية، وبعدها بقليل تمت ترجمته إلى الإنجليزية والألمانية، وذاع صيته في الفترة التي تلت الحرب العالمية الأولى، التي أكد الكثيرون من الخبراء العسكريين أن الكثير من المذابح التي شابت الحرب العالمية الأولى كان يمكن تجنبها لو توفر مثل هذا الكتاب وقتها للقادة العسكريين والمخططين ومتخذي القرار.

النص الانجليزي المعتمد عليه للترجمة هو للانجليزي د/ليونيل جيلز (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////) الذي ترجمه عن الصينية أثناء عمله في الصين لصالح المتحف البريطاني ونشرها في عام 1910 م ورغم قدم هذه الترجمة لكن جميع الترجمات الحديثة اعتمدت هذه الترجمة كأساس تنطلق منه، لعل ذلك سببه خبرة ليونيل باللغة الصينية، وإلمامه ببعض فروع المعرفة العسكرية. اضغط هنا لتطالع النص الانجليزي (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////).

krimbow
19/07/2006, 19:08
مقدمة كتاب 'فن الحرب' - للمُعلم: سون تزو
ترجمة وإعداد: رءوف شبايك

The Art of War
By: Sun Tzu
الزمان: القرن الخامس قبل الميلاد.

المكان: مملكة تشي (شرق الصين حالياً).

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// تروى لنا المخطوطات الصينية أن سون تزو ووه كان مواطناً و جندياً في مملكة تشي؛ و بسبب ذيوع خبرته في فنون الحروب والقتال طلب منه الملك هوو لوو أن يضع خلاصة خبرته وتجاربه في كتاب، فكان الكتاب "فن الحرب" ذو الثلاثة عشر فصلاً، فلما انتهى سون تزو من كتابته سأله الملك هوو لوو قائلاً: "لقد قرأت كتابك: فن الحرب، فهل يمكنني وضع نظرياتك عن إدارة الجنود تحت اختبار بسيط؟" بالإيجاب جاء جواب سون تزو، فسأله الملك مرة أخرى: "وهل يمكننا إجراء الاختبار على النساء ؟" فلم تتغير إجابة سون تزو!

على الفور، تم تجهيز 180 امرأة من جواري قصر الملك؛ قسّمهن سون تزو إلى مجموعتين، وعيّن على رأس كلتا المجموعتين إحدى المحظيات من الجواري، ثم أمرهن بأن يتسلحن بالحراب في أيديهن، ثم خطبهن قائلاً: "أعتقد أنكن تعلمن الفرق بين المقدمة والمؤخرة، اليد اليمنى واليد اليسرى ؟" أجابته النسوة: " نعم!".

فمضى سون تزو قائلاً: "عندما أقول: انظرن أمامكن، فيجب عليكن النظر للأمام ؛ وعندما أقول "دُرّن لليسار" فيجب عليكن الدوران باتجاه أيديكن اليسرى، وعندما أقول "دُرّن لليمين" فيجب عليكن الدوران باتجاه أيديكن اليمنى، وعندما أقول "درّن للخلف" فيجب عليكن الدوران باتجاه أيديكن اليمنى إلى ورائكن". فأجابته النسوة بأنهن قد فهمن كلمات الأوامر التي قد شرحها لهن .

قام سون تزو بإعداد الترتيبات من أجل بدء التدريب العسكري؛ ثم على دقات الطبول أعطى أوامره "درّن لليمين" لكن النساء انفجرن في الضحك ولم ينفذن الأمر، فعقّب سون تزو قائلاً: "إذا كانت الكلمات المستخدمة في إصدار الأوامر غير واضحة ومميزة، وإذا كانت تلك الأوامر غير مفهومة فهماً شاملاً، فيقع اللوم وقتها على القائد".

ثم أكمل تدريبهن فأعطى أوامره "درّن لليسار" لكن النساء انفجرن في موجات من الضحك ولم ينفذن الأمر، فعقّب سون تزو قائلاً: "إذا كانت الأوامر واضحة ومميزة، وإذا كانت الأوامر مفهومة فهماً شاملاً ولم ينفذ الجنود الأوامر، فيقع اللوم وقتها على الجنود".

هنا أصدر سون تزو الأوامر بقطع رقبة قائدتي كلتا المجموعتين أمام النسوة!

كان الملك يراقب التدريبات من مكان قريب، فلم يسرّه فصل رقبة جاريتيه المحظيتين عنده، فأرسل إلى سون تزو قائلاً: "لقد أصبحت واثقاً من قدرتك على التعامل مع الجنود، ولن يلذ لي طعام أو شراب بدون هاتين الجاريتين، لذا فإني أرغب في توفير حياتهما!"

أرسل سون تزو مجيباً رسالة الملك: "بتكليفكم لي قيادة قواتكم العسكرية، فإن هناك بعض أوامركم التي لا يمكنني قبولها وأنا تحت هذا التكليف".

وتم إعدام القائدتين أمام النسوة.

وعلى الفور تم تعيين من تليهن في الحظوة لدى الملك كقائدتين للمجموعتين، وتم استئناف التدريب على صوت الطبول فلم يضحك أحد، وتقدمت النسوة في التدريبات العسكرية بكل دقة وانضباط دون أن يخاطرن بإصدار أي صوت!

ثم أرسل سون تزو رسالة إلى الملك قائلاً: "لقد تم تدريب وتنظيم جنودكن، وهن الآن على أتم الاستعداد لكي تستعرضهن، يمكنكم الآن استخدامهن في أي رغبة يشاؤها مليكهن، اصدر لهم الأمر فيخوضوا خلال الماء والنار".

إلا إن الملك رد عليه: " فليعُد قائد الجيوش وليُنهى التدريب، بالنسبة لنا فلا رغبة عندي في استعراض الجنود".

عندئذ قال سون تزو: "إن الملك مُغرم فقط بالكلمات، لا يستطيع ترجمتها إلى أفعال".

استقر في ذهن الملك هوو لوو تمكن سون تزو من إدارة الجنود، فعينه القائد العام للجيوش، وأرسله ليحارب مملكة تشوو المجاورة فهزمها و شق طريقه إلى عاصمتها ينج، ثم إلى الشمال حيث زرع الخوف في مملكتي تشىّ و تشن؛ ومن نصر إلى آخر فذاع صيت سون تزو وتوسعت مملكة هوو لوو. تروى لنا المخطوطات الصينية كيف انتصر سون تزو بجيش قوامه 30 ألف جندي على جيش عدوه الذي قوامه 200 ألف جندي، بسبب افتقار عدوه إلى عنصري التنظيم والإدارة.

krimbow
19/07/2006, 19:09
الفصل الثاني من كتاب 'فن الحرب'

شن الحرب «» Waging War

ترجمة وإعداد: رءوف شبايك
[يؤكد المعلقون على الكتاب أنه يجب على من يريد خوض حرب أن يحسب تكلفتها أولاً، وهو ما يعطينا نبذة عن محتوى هذا الفصل الثاني.]

1
قال سون تزو: في مجريات الحرب، حيث هناك في الميدان ألف مركبة حربية خفيفة وسريعة (للهجوم)، ومثلها من المركبات الثقيلة (للدفاع)، ومئة ألف جندي مشاة مدرع، يحملون إمدادات تكفيهم للسير ألف لِي (لي هي وحدة قياس مسافة صينية تعادل الميل تقريباً)، وقتها ستبلغ النفقات العامة - في الداخل وعلى الجبهة – المتضمنة ترفيه ضيوف الدولة والنثريات مثل نفقات الغراء والدهان، ونفقات صيانة العربات الحربية والدروع، تبلغ هذه النفقات ما يعادل ألف أونصة فضة في اليوم، وهذه هي تكلفة تجيش جيشاً قوامه 100 ألف رجل.

2
عندما تلتحم في قتال فعلي، فتتأخر بشائر النصر، فستبدأ أسلحة الجنود تفقد دقتها، وستنطفئ حماسة أولئك الجنود. إذا حاصرت مدينة، فسترهق قواك.

3
مرة أخرى، إذا طال أمد حملتك العسكرية، فموارد الدولة لن تعادل نزيف النفقات العسكرية.

4
الآن، وبعدما فقدت أسلحتك دقتها، وانهارت الروح المعنوية العامة، وخارت قواك واستنفدت مواردك، فسيبدأ بقية الحكام المجاورين لك في التطلع لانتهاز فرصة تهورك وانهيارك. وقتها لن يستطيع أحد – مهما كان حكيماً – أن يحول دون حدوث العواقب الوخيمة التي ستحدث نتيجة لذلك.

5
هكذا، ورغم أننا عرفنا الكثير عن حماقة التسرع لخوض الحرب، فالمهارة الحربية لم تقترن أبداً بأي فترات تأخر طويلة. (القائد غير الذكي لن ينتصر أبداً باستخدام القوة الغاشمة في سرعة تحرك كبيرة. نعم، التحرك بسرعة كبيرة قد يكون من الغباء، لكنه رغم ذلك يقلل النفقات اليومية يقلل من وتدهور معنويات الجيش واستهلاك الطاقات. قد يكون التأني والتمهل من الحكمة، لكنه يجلب معه الهدوء والسكون والخمول والكسل. إذا كان النصر يمكن تحقيقه، فالتسرع الأحمق أفضل من التأني الماهر. إذا كانت سرعة التحرك تُعتبر أحياناً عملاً طائشاً ( لا حكمة تُنتظر منه) فالتباطؤ يعتبر عملاً أحمقاً (سخيفاً) بسبب ما يسببه الأخير من استنزاف لموارد الأمة).

6
لا توجد سابقة تاريخية تذكر أن بلداً ما قد استفاد من دخوله حروباً طويلة.

7
إن المخضرم العالِم بويلات إطالة الحروب - هو فقط القادر على فهم أهمية وجوب إنهاء الحروب بسرعة.

8
الجندي الماهر لن ينتظر ليحصل على راتبه مرة أخرى، ولن يتم تزويده بالإمدادات أكثر من مرتين (أي عليه أن يسرع فيدخل في قلب المعركة دون تباطؤ أو انتظار – فيسبق بذلك خصمه).

9
اجلب العتاد الحربي معك من خطوطك الخلفية، وأما المشرب والمطعم (المؤنة) فمن أرض العدو. هكذا سيكون لدى الجيش ما يكفيه من طعام وشراب.

10
نفاد الخزانة العامة للدولة يتسبب في إمداد الجيش عن طريق التبرعات من مصادر بعيدة، ذلك يتسبب في إفقار موارد الشعب.

11
من ناحية أخرى، اقتراب الجيش (تلاحمه مع العدو) يتسبب في ارتفاع الأسعار الداخلية، ما يؤدي لاستنزاف ثروات الشعب.

12
عند نفاد ثروات الشعب، سيعانون بشدة من الضرائب المفروضة عليهم.

13 – 14
مع ضياع الثروات وخوار القوى، تصبح بيوت الشعب شبه خاوية، وسيتبخر ثلاثة أعشار دخلهم، بينما ستبلغ النفقات الحكومية لإصلاح العربات الحربية والدروع والخوذات والأقواس والأسهم والرماح والتروس واستبدال الجياد المنهكة والثيران المحملة، ستبتلع هذه النفقات أربعة أعشار الدخل العام.

15
هكذا فالقائد الحكيم سيعتمد على العدو كمصدر للطعام والمؤنة. عربة واحدة محملة بمئونة العدو تعادل عشرين عربة من خطوط الإمداد (لأن وصول عربة واحدة للجبهة يستهلك محتويات 20 عربة) وبالمثل فإن ما وزنه بيكل (ما يعادل 65.5 كيلوجراماً) من طعام العدو يعادل عشرين من مخازن الدولة.

16
الآن ولقتال العدو لا بد من إثارة غضب الجنود، ولا بد من توضيح مزايا الانتصار على العدو، فلا بد وأن يحصلوا على مكافآتهم (نصيبهم من غنائم الحرب).

17
لذا عند الاستيلاء على عشرة عربات حربية أو أكثر، يجب مكافأة أول من استولى على العربة الأولى. يجب استبدال أعلام العدو المشرعة على تلك العربات بأعلامنا، ويجب خلط تلك العربات المستولى عليها بعرباتنا واستعمالها في القتال. يجب معاملة الأسرى من الجنود بطيبة والإبقاء عليهم.

18
هذا ما يُطلق عليه استخدام غنائم العدو المقهور لزيادة قوتنا الذاتية.

19
إذا ليكن همك الأول والأكبر في الحرب هو تحقيق النصر، لا إطالة أمد الحملات العسكرية.

20
هكذا يمكن القول أن قائد الجيوش هو المتحكم في أقدار الشعب، فهو الرجل الذي يعتمد عليه ما إذا كانت الأمة ستعيش في سلام أم في خطر.

krimbow
19/07/2006, 19:11
الفصل الثالث من كتاب 'فن الحرب'

الهجوم بالخداع «» Attack By Stratagem

ترجمة وإعداد: رءوف شبايك
1
قال سون تزو: التطبيق الأفضل لإجادة فن الحرب هو أن تغنم مدينة العدو كاملة وسالمة، وأما تقسيمها وتدميرها فليس بأفضل شيء. أيضاً، من الأفضل أن تأسر جيش العدو كاملاً عوضاً عن أبادته، وأن تأسر فرقة، فصيل، أو سرية سالمين أفضل من القضاء عليهم.

2
هكذا فإن القتال والانتصار في جميع المعارك ليس هو قمة المهارة، التفوق الأعظم هو كسر مقاومة العدو دون أي قتال.

3
أعلى درجات البراعة العسكرية هي إعاقة خطط العدو بالهجوم المضاد، يليها منع قوات العدو من الالتحام ببعضها البعض (عزلها وقطع خطوط الاتصال والإمدادات) يليها الهجوم على جيش العدو في الميدان، وأما أسوأ السياسات فهو حصار المدن ذات الأسوار العالية.

4
القاعدة هي ألا تحاصر المدن ذات الأسوار إذا كان يمكن تجنب ذلك. إن تجهيز الأبراج قابلة التحريك، والحصون النقالة، والعديد من التطبيقات الحربية اللازمة، سيستغرق ثلاثة أشهر كاملة، وإهالة التراب أمام تلك الأسوار سيستغرق ثلاثة أشهر إضافية.

5
القائد - غير القادر على التحكم في ضجره من مرور الوقت دون أي مردود - سيأمر رجاله بالهجوم مثل قطعان النمل كثيرة العدد، قبل حلول الوقت المناسب لذلك، والنتيجة تعرض ثلث جيشه للذبح، بينما تقف المدينة عصية. هذه بعض الآثار الكارثية للحصار.

6
إذن فالقائد البارع يقهر قوات العدو دون أي قتال، فهو سيفتح مدن العدو دون حصارها، وسيُسقط نظامها الحاكم دون عمليات عسكرية طويلة في الميدان. (يُسقط الحكومة دون المساس بالمواطنين).

7
مع بقاء قواته سالمة، ما يشكك بقوة في نفوذ حكم العدو، وهكذا – دون فقدان جندي واحد- يكون الانتصار بلغ حد الكمال. هذه هي طريقة الهجوم بالخداع.

8
القاعدة في الحرب أنه إذا كانت نسبة قواتنا إلى العدو 10 إلى واحد، فحاصر العدو، وإذا كانت خمسة إلى واحد فهاجمه فوراً، وإذا كانت الضعف فيجب تقسيم جيشنا إلى نصفين (النصف الأول قد يستخدم في القتال، بينما الثاني في الخداع، أو نصف يهاجم من المقدمة بينما الثاني يهاجم المؤخرة).

9
إذا كانت النسبة متكافئة (1:1) فيمكن أن نقاتل (حينها سيفوز القائد الأقدر) وإذا كان الفرق ضئيلاً في غير صالحنا، فيمكننا تجنب العدو، وإذا كان الفرق كبيراً في أكثر من وجه مقارنة، فيجب أن نفر من العدو.

10
هكذا، رغم أن الفرقة قليلة العدد يمكنها أن تقاتل بضراوة، لكنها في النهاية سيتم أسرها من قبل القوات المعادية الأكثر عدداً.

11
الآن وبينما القائد هو حصن الدولة، فإذا كان هذا الحصن كاملاً من جميع الجهات، فالدولة ستكون قوية، أما إذا كان هذا الحصن به عيوب، فالدولة ستكون ضعيفة.

12
هناك طرق ثلاث بها يجلب الحاكم المحن على جيشه:

13
1- إصدار الأوامر للجيش بالتحرك أو التقهقر، جاهلاً بحقيقة أن الجيش غير قادر على إطاعة الأمر. هذا ما يسمى إعاقة الجيش. (استخدام كلمة حاكم يقصد بها صاحب الأمر في الخطوط الخلفية، فإدارة الجيوش يجب أن تتم من على بعد، وليس من على خط المواجهة).

14
2- قيادة الجيش بذات الطريقة التي يحكم بها الدولة، جاهلاً بالظروف التي يواجهها الجيش. ذلك يسبب الضيق والقلق في نفوس الجنود.

15
3- تعيين الضباط في جيشه دون تفرقة (لا يضع الرجل المناسب في المكان المناسب) بسبب جهله بالأعراف العسكرية المتعلقة بالتكيف حسب الظروف المحيطة. ذلك يهز ثقة الجنود في الحاكم.

16
لأنه عندما يصبح أفراد الجيش قلقين وغير واثقين في الحاكم، فالمشاكل حتماً ستأتي من بقية زعماء العشائر. ذلك ببساطة هو إلحاق الفوضى بالجيش، ورمي النصر بعيداً.

17
هكذا نعرف أن هناك خمس أساسيات للنصر:
1- من ينتصر يعرف جيداً متى يقاتل ومتى لا يقاتل.
2- من ينتصر يعرف كيف يتعامل مع مختلف أشكال القوة: كثيرها وقليلها.
3- من ينتصر هو من تحرك جيشه روح معنوية واحدة على جميع مستويات القادة والجند.
4- من ينتصر هو من جهز نفسه جيداً، ثم انتظر ليأخذ عدوه على غفلة منه.
5- من ينتصر هو قائد لديه صلاحيات كاملة ولا يتداخل الحاكم معه في حيثيات عمله. (الحاكم يصدر أوامر عامة، بينما القائد هو من ينفذ تلك الأوامر بالطرق التي تتراءى له).

18
إذن إذا كنت تعرف العدو وتعرف نفسك - فلا حاجة بك للخوف من نتائج مئة معركة. إذا عرفت نفسك لا العدو، فكل نصر تحرزه سيقابله هزيمة تلقاها. إذا كنت لا تعرف نفسك أو العدو – ستنهزم في كل معركة. (علمك بعدوك يعرفك كيف تدافع، علمك بنفسك يعرفك كيف تهاجم – الهجوم هو سر الدفاع، والدفاع هو التخطيط للهجوم).

krimbow
19/07/2006, 19:13
الفصل الخامس من كتاب 'فن الحرب'

الطاقة «» ENERGY

ترجمة وإعداد: رءوف شبايك 1
قال سون تزو: طريقة تنظيم وإدارة قوة كبيرة هي ذاتها طريقة تنظيم وإدارة فرقة صغيرة مكونة من بضعة رجال: إنها مسألة تقسيم العدد الكبير إلى مجموعات صغيرة. (تقسيم قوات الجيش إلى فرق وسرايا وفصائل ومجموعات ووحدات، مع تعيين قائد لكل وحدة).

2
القتال وتحت إمرتك جيش كبير لا يختلف عن القتال مع وحدة صغيرة، فهي مسألة وضع أسس استعمال العلامات والإشارات والرموز في التواصل.

3
للتأكد من أن جيشك يستطيع تحمل وطأة هجوم العدو ويبقى متماسكاً غير مهزوز – يتحقق ذلك من خلال القيام بمزيج من المناورات المباشرة ("شينج" – الإيجابية) والمناورات غير المباشرة ("تشي" – السلبية)، من أجل إرباك العدو. (هدف المناورات العسكرية وقت الحرب هو تضليل العدو فلا يعرف نوايانا الحقيقية).

4
تأثير جيشك يجب أن يكون مثل تأثير الحجر الصلب المندفع بقوة جبارة ضد بيضة – يتحقق ذلك عبر تعلم ومعرفة نقاط الضعف والقوة (في كلا الطرفين" أنت والعدو).

5
في جميع أوجه القتال، يمكن انتهاج الطريقة المباشرة من أجل الانضمام إلى المعارك، أما الطرق غير المباشرة فيتم اللجوء إليها من أجل تأمين النصر.

6
معين التكيتيكات غير المباشرة –في حالة تم تطبيقها بكفاءة- لا ينضب أبداً، تماماً مثل السماء والأرض، لا نهاية لها، مثل جريان الأنهار وفيضان العيون، مثل الشمس والقمر اللذان ينتهيان فقط ليبدآن من جديد، مثل الفصول الأربعة، التي تمر فقط لتعود من جديد.

7
ليس هناك أكثر من خمس علامات موسيقية، ورغم ذلك فإن مزج هذه الخمسة ساعد على تأليف ما لا يمكن عده من القطع الموسيقية والألحان، وبأكثر مما يمكن سماعه على الإطلاق.

8
ليس هناك أكثر من خمسة ألوان أساسية (أزرق، أصفر، أحمر، أبيض، أسود) ورغم ذلك فإن مزج هذه الألوان معاً يخرج لنا تدرجات لونية بأكثر مما يمكن رؤيته.

9
ليس هناك أكثر من خمسة نكهات أساسية: حامض، حريف، مالح، حلو، مُر، ورغم ذلك فإن مزجها معاً يخرج لنا نكهات بأكثر مما يمكننا تذوقه.

10
في ساحة المعركة، ليس هناك أكثر من طريقتين للهجوم: مباشرة وغير مباشرة، ورغم ذلك فإن مزج هاتين الطريقتين ينتج عنه سلسلة لا نهائية من المناورات الممكنة.

11
يؤدي استعمال الطريقة المباشرة للوصول للطريقة غير المباشرة، ويؤدي استعمال الطريقة غير المباشرة للوصول للطريقة المباشرة، تماماً مثل التحرك في دائرة متصلة، حيث لا تصل أبداً إلى نهاية. وبالتالي، فلا يستطيع أحد أن يصل لنهاية الاحتمالات الناتجة عن مزج هاتين الطريقتين معاً.

12
يشبه هجوم الجنود السيل الجارف الذي يحمل معه في مجراه حتى الصخور الرواسي.

13
تشبه دقه توقيت اتخاذ القرار الصائب من القائد تلك الدقة التي ينتهجها الصقر عندما يهجم كالبرق على فريسته، في دقة فائقة، تمكنه من الإمساك بها وتدميرها. (هذه الدقة ناتجة من حسن قياس وتقدير المسافات وخط سير الفريسة وتوقع رد فعلها للهجوم عليها).

14
لذا فالمقاتل الباسل سيكون رهيباً في هجومه، متأنياً عند اتخاذه لقراراته.

15
يمكن تشبيه الطاقة (القوة) بشد القوس من أجل إطلاق السهم، وتشبيه القرار بلحظة ترك القوس لينطلق في اتجاهه الذي حددته له.

16
وسط اضطراب وجلبة المعركة، قد يكون هناك فوضى ظاهرية، لكنها ليست فوضى على الإطلاق. وسط حالات الارتباك والعشوائية، قد تكون قواتك بلا مقدمة أو مؤخرة، لكنها رغم ذلك محصنة ضد الهزيمة. (بفضل حسن التنظيم والتدريب والتفكير).

17
التظاهر بحدوث حالة من الفوضى (لإغراء العدو بالهجوم) يتطلب مقدماً كشرط أساسي حالة انضباط تام (للخروج بسرعة من حالة الفوضى الزائفة إلى حالة الانضباط من أجل الانقضاض السريع على العدو المهاجم)، والتظاهر بالجبن يستلزم الشجاعة، والتظاهر بالضعف (لإعطاء العدو الشعور بالغلبة) يستلزم القوة والمقدرة.

18
إخفاء الانضباط تحت عباءة الفوضى هو ببساطة مسألة حسن تقسيم لوحدات الجيش، وإخفاء الشجاعة تحت ستار من الجُبن يتطلب قدراً كبيراً من الطاقة الكامنة، وإخفاء القوة خلف الضعف الظاهري يتحقق عبر المناورات التكتيكية.

19
وبالتالي فمن يظن أنه ماهر في التلاعب بالعدو (بإعطائه إشارات خادعة) يجب عليه الحفاظ على مظهره المخادع، والذي بناء عليه سيتصرف العدو. (إذا كنت قوياً فأظهر الضعف للعدو كي يهجم عليك، وإذا كنت ضعيفاً فاحرص على إظهار نقاط القوة لديك، فيحترس منك العدو ويبتعد – يجب أن تكون تحركات العدو بناء على إشارات نرسلها نحن إليه، وبذلك نبقيه في الموقع الذي نريده له).

20
عبر امتلاك شرك/طُعم يُغري العدو، ستبقيه دائماً زاحفاً، ثم تنتظره بأفضل رجالك المنتقين بعناية. (ربما قصد بذلك القوات الرئيسية).

21
المقاتل البارع يبحث في آثار اتحاد القوات، ولا يتوقع الكثير من الأفراد. (يُقدر مدى قوة جيشه ككل، ثم يأخذ المهارات والمواهب الفردية في الحسبان، ثم يستعمل كل فرد في الجيش حسب قدراته، ولا يطلب بلوغ الكمال من غير الموهوبين) وبذلك يصبح قادراً على اختيار الرجال المناسبين والاستفادة من اتحاد القوات.

22
عندما يستفيد من اتحاد القوات، يصبح مقاتلوه مثل الصخور المنقضة، لأن طبيعة الصخور البقاء في أماكنها ما دامت فوق سطح مستو، وطبيعتها أن تخر من علٍ إذا وضعتها فوق منحدر. إذا كانت الصخرة على شكل مربع، فستتوقف سريعاً، وأما إذا كانت ذات شكل دائري، فستنقض بسرعة متزايدة في نزولها.

23
وبالتالي، فإن الطاقة التي تنجلي من خلال الرجال المقاتلين الباسلين، هي مثل القوة الدافعة التي يكتسبها الحجر الدائري الصغير المتدحرج من قمة جبل يرتفع آلاف الأمتار. هذا هو موضوع الطاقة. (أي أنه يمكن تحقيق نتائج عظيمة عن طريق قوات قليلة العدد).

krimbow
19/07/2006, 19:15
الفصل السادس من كتاب 'فن الحرب'

نقاط الضعف والقوة «» WEAK POINTS AND STRONG

ترجمة وإعداد: رءوف شبايك 1
قال سون تزو: الطرف الذي يصل إلى ميدان القتال أولاً، وينتظر قدوم عدوه إليه، سيكون أكثر استعداداً للقتال، بينما من يصل ثانياً سيجب عليه التعجل للقتال وسيصل مُنهكاً مُرهقاً.

2
بذلك يفرض المقاتل الماهر رغباته على العدو، لكنه لا يدع العدو يفرض رغباته هو عليه (الجندي الماهر يحارب وفقاً لشروطه، أو لا يحارب على الإطلاق).

3
فعن طريق تحقيقه [القائد الماهر] للأسبقية، يمكنه إجبار العدو على الاقتراب منه كما يريد له، أو – عن طريق إلحاق الخسائر به – يمكنه جعل الأمر مستحيلاً على العدو أن يقترب منه (في الشق الأول سيقدم للعدو طُعماً، وفي الثاني سيضرب العدو في أماكن مؤلمة تجبر العدو على التخندق للدفاع).

4
إذا كان عدوه يستريح، فسيقوم [القائد الماهر] بمضايقته، وإذا كان عند العدو خطوط إمداد جيدة توفر له مؤنة الطعام، فسيقوم بتجويع العدو، وإذا كان العدو يعسكر بشكل هادئ، فسيقوم بإجباره على التحرك.

5
احرص على الظهور في نقاط يجب على العدو الإسراع لكي يدافع عنها، وسر بأقصى سرعة إلى الأماكن التي لم يكن يُفترض بك التواجد فيها.

6
يمكن لأي جيش قطع المسافات الطويلة دون أي قلق نفسي أو كرب، هذا إذا سار خلال طرق لا يتواجد فيها العدو.

7
يمكنك الوثوق في نجاح هجومك فقط إذا هاجمت الأماكن غير المحروسة (النقاط الضعيفة)، يمكنك كذلك ضمان دفاعاتك إذا تمسكت بالنقاط التي لا يمكن الهجوم عليها.
(هذه الجملة مبهمة، على أن المعلقين يشرحونها بطريقة أخرى: لكي تجعل دفاعاتك قوية – يجب عليك الدفاع وتحصين كل الأماكن - حتى تلك التي لا تتوقع الهجوم عليها، على أن النقاط التي تتوقع الهجوم عليها – يجب عليك أن تزيد من تحصينك لها).

8
القائد الماهر في الهجوم لا يعرف خصمه ما الذي يجب عليه الدفاع عنه، وأما القائد الماهر في الدفاع فلا يعرف خصمه أين وكيف يهاجمه.

9
مثل خطى القدر، تلك التي تأتي في رِقة كاملة وفي سرية تامة، فتعلم منها أن تختفي عن العيون، وألا يصدر عنك أي ضوضاء (الهدوء التام)، فبذلك تتحكم في مصير العدو بيديك.

10
يمكنك التقدم بطريقة تجعل مقاومتك مستحيلة، إذا قصدت نقاط ضعف العدو. يمكنك التراجع والنجاة من مخاطر مطاردة العدو لك إذا كانت تحركاتك سريعة، أسرع من تلك للعدو.

11
إذا كنت تريد القتال، يمكنك دفع العدو للالتحام حتى ولو كان يحتمي خلف متاريس عالية وخنادق عميقة. كل ما علينا فعله هو الهجوم على الأماكن والمناطق التي تجبره على الخروج من مكمنه ليدافع عنها (إذا كان العدو هو الغازي، يمكنك قطع خطوط اتصالاته واحتلال الطرق التي يعتمد عليها في العودة، ما يضطره للعودة لتأمينها. إذا كنت أنت الغازي، ركز هجومك على حاكم بلاد العدو نفسه).

12
إذا كنت لا ترغب في القتال، اخدع العدو. يمكننا منع العدو من الالتحام معنا من خلال ترك آثار لمعسكراتنا بالكاد يمكن تتبعها على الأرض. كل ما نحتاجه هو أن نرمي بشيء غريب غير مفهوم وغير متوقع منا في طريق العدو.

13
عبر اكتشاف مناورات العدو وأماكن تجمعه، مع بقاءنا مختفين عن الأنظار، يمكننا إبقاء قواتنا مركزة ومكثفة، بينما يجب تفريق وتقسيم العدو. (إظهار العدو نفسه لنا يمكننا من تركيز القوات، بينما بقاءنا مختفين عنه يضطره لتقسيم قواته تحسباً لأي خطوة يمكن لنا أن نتخذها).

14
بإمكاننا تجميع جيش ذي جسد وقوام واحد، بينما يجب تقسيم العدو إلى فِرق وكسور، بذلك نكون جمعاً واحداً متوحدين ضد عدو متفرق متشتت، ما يجعلنا كثرة متحدة ضد قلة متفرقة.

15
وإذا كنا قادرين على الهجوم على قوة أقل شأناً بقوة أعظم منها، فغريمنا سيكون في كرب لا يُحسد عليه.

16
المكان التي سنهاجمه يجب ألا يكون معروفاً لأحد، لأن العدو يجب عليه أن يستعد لهجومنا في أكثر من مكان مختلف، فتكون قواته متفرقة مشتتة في اتجاهات مختلفة، وبذلك تكون القوات التي سنقابلها قليلة العدد مقارنة بنا.

17
بذلك إذا قام العدو بتقوية طليعة الجيش، فسيُضعف من قوة المؤخرة، وإذا قام بتقوية المؤخرة جاء ذلك على حساب الميمنة، وإذا قام بتقوية الميمنة جاء ذلك على حساب الميسرة. إذا أرسل العدو التعزيزات إلى جميع الأماكن، فهو يصبح بذلك ضعيفاً في كل الأماكن (الحرب الدفاعية تخون صاحبها بسبب كثرة التعزيزات المطلوبة).

18
الضَعف العددي ينبُع من الاستعداد لصد هجمات محتملة في أماكن متعددة، بينما القوة العددية تأتي من إجبار العدو على اتخاذ مثل هذه الاستعدادات لمقابلتنا (أن تضطر العدو لتقسيم وتجزئة قواته، ثم تهجم على كل جزء منها بكامل قوتك).

19
عِلمنا بمكان وموعد المعركة القادمة يمكننا من تركيز قوانا من مسافات بعيدة من أجل القتال (حسابات المسافات والأزمان وتطبيق المناسب من الاستراتيجيات بما يسمح للقائد بتقسيم جيشه من أجل السير لمسافات طويلة وسريعة، بما يمكنه من الوصول للمكان المناسب في الوقت المناسب وبالقوة المناسبة).

20
أما إذا كان المكان والزمان غير معروفين، فالميسرة تعجز عن مساعدة الميمنة، وتعجز الميمنة عن إسعاف الميسرة، والمقدمة عاجزة عن التخفيف عن المؤخرة، وتعجز المؤخرة عن دعم المقدمة، حتى ولو كانت المسافة الفاصلة بضع المئات من الأمتار.
(هذه الجملة في الأصل الصيني ينقصها دقة التوضيح، على أنه باستطاعتنا أن نرسم صورة لجيش تتقدم وحداته (مقدمة/مؤخرة/ميمنة/ميسرة) بشكل عشوائي وبدون أوامر محددة وقاطعة للمكان والزمان اللازم التواجد فيهما. إذا سمح قائد جيش لذلك الأمر بأن يحدث (التحرك العشوائي غير المنظم) فسيمكن القضاء التام على جيشه بكل سهولة).

21
حتى إذا كان جيش العدو يفوق جيشنا في العدد، فلن يعطي ذلك لهم أي أفضلية علينا، فأنا أستطيع القول أن النصر يمكن تحقيقه وقتها. (بدون التعارض مع المبدأ الذي يقول أنه في حالة استعداد العدو التام، فالنصر وقتها يكون غير مؤكد، على أن المقصود هنا هو جيش العدو الذي ظل في جهل تام بمكان وزمان المعركة المقبلة، فوقتها يمكن تحقيق النصر عليه).

22
رغم تفوق العدو في العدد، فبإمكاننا منعه من القتال. ضع الخطط التي تكشف نوايا العدو، وادرس إمكانيات نجاح ما يخطط له العدو.

23
أزعج العدو وعكر صفو يومه، ثم لاحظ نشاطاته وسكناته، وأجبره على أن يكشف عن نفسه، لكي تكتشف نقاط ضعفه المحتملة (إذا أزعجت العدو فستعرف من ردة فعله نواياه: هل يريد البقاء مختفياً عن الأنظار أو العكس).

24
قارن بحرص جيش العدو بجيشك، لتقف على نقاط القوة المفرطة، وتلك الناقصة.

25
عند القيام بالمناورات والتحركات التكتيكية، فإن أفضل شيء تقوم به هو أن تحجب تماماً وتخفي ما تنوي أن تفعله، وبذلك تكون بمأمن من عيون الجواسيس التي تراقبك، ومن دسائس أحكم العقول.

26
كيفية وإمكانية تحقيق النصر اعتماداً على سلوك وتكتيك وتحركات العدو، فهذا ما لا يستطيع أي شخص -عدا القائد- فهمه.

27
يمكن للجميع أن يروا التكتيك الذي به أقهر العدو، لكن لا يستطيع أحد رؤية الاستراتيجية التي يأتي النصر من خلالها (الجميع يرى كيف يتم الفوز بالمعركة، لكن ما لا يروه هو القائمة الطويلة من الخطط التي سبقت المعركة وأدت لهذا النصر).

28
لا تكرر التكتيك الذي اتبعته من قبل وجلب لك النصر، لكن اجعل تحديد الطرق التي تتبعها يتم وفقاً للظروف المتغيرة (النصر واحد، لكن الطرق المؤدية إليه لا يمكن حصرها).

29
التكتيكات العسكرية تشبه الماء كثيراً، فالماء في حالته الطبيعية ينساب بسرعة من الأماكن العالية إلى المنخفضة.

30
لذا في الحرب، الطريق السديد هو أن تتجنب نقاط القوة وأن تضرب ما هو ضعيف (مثل الماء المنساب، الذي يختار في طريقه المسار الأقل مقاومة لهذا الانسياب).

31
تحدد المياه مسارها وفقاً لطبيعة الأرض التي تنساب فوقها، والجندي يعمد إلى توفير أسباب النصر وفقاً للعدو الذي يواجهه.

32
إذن، تماماً مثلما الماء الذي لا يتخذ شكلاً ثابتاً مستديماً، فالحرب لا تعرف شروطاً أو أحوالاً ثابتة.

33
من يستطيع تعديل تكتيكاته بناء على خصمه، محققاً بذلك النصر، فهذا القائد هو هدية السماء.

34
العناصر الخمسة (الماء، النار، الخشب، المعدن، الأرض) لا تهيمن أو تسود بشكل منتظم، كما أن الفصول الأربعة تعطي المجال لبعضها البعض في التعاقب، كما أنه هناك الأيام القصيرة و تلك الطويلة، والقمر له منازله التي ينير فيها وتلك التي يختفي فيها تماماً (أراد سون تزو ضرب المثل في أن الحرب – مثلها مثل كل شيء في الطبيعة- لا تعتمد على عوامل ثابتة جامدة، بل عوامل متغيرة بطبيعتها).

krimbow
19/07/2006, 19:17
الفصل السابع من كتاب 'فن الحرب'

المناورة* «» Maneuvering

ترجمة وإعداد: رءوف شبايك 1
قال سون تزو:
في الحرب، يتلقى القائد العسكري أوامره من الحاكم المدني.
[نلاحظ هنا اختلاف النموذج غير العربي في الحكم، إذ على مر التاريخ العربي دائماً ما نجد الحاكم العسكري هو الحاكم المدني (الفعلي) وهو القائد الأعلى وهو الأمير كبير العائلة وهو الملك السلطان وهو كل شيء، ولربما مرد ذلك كثرة الخيانات والثورات والاغتيالات التي جاءت من أفراد عسكريين كان يفترض بهم حماية دولهم لا أن يدمروها بأنفسهم تحت مسميات أخرى (اشتراكية، تحررية، ثورية) أثبت التاريخ أن ضررها على المدى الطويل كان أكثر من ضرر المحتل-المترجم].

2
ما أن يجتمع الجيش ويبدأ في تعزيز قواته، فعلى القائد مزج كل هذه العناصر المختلفة معاً والعمل على انسجامها مع بعضها قبل أن يضرب معسكره (الانسجام ما بين الرتب العليا والدنيا أمر محتم وحيوي قبل دخول ميدان القتال – ويذكر التاريخ الصيني أن سون تزو أكد قائلاً: "كقاعدة عامة، على من يشن الحرب التخلص من أي اضطرابات داخلية قبل أن يهم بمهاجمة عدو خارجي").

3
بعد ذلك يأتي دور المناورة التكتيكية، التي لا يوجد ما هو أصعب منها، وسبب صعوبتها أنها تتطلب تحويل المُخادع المُراوغ غير المباشر إلى مباشر، وتحويل ما هو ضدك لكي يعمل لصالحك (أي أن تسبق العدو في اقتناص الفرص لصالحك).
[هذه الجملة من أكثر كلام سون تزو غموضاً، وهو أمر يهواه بلا شك في كتاباته، ويحاول المعلقون توضيح الأمور فيقولون: حاول أن تبدو وكأنك على بُعد مسيرة طويلة، ثم اقطع المسافات الطويلة بسرعة واحضر إلى ميدان المعركة قبل العدو، اخدع العدو بمظهرك المتكاسل الخامل، حتى يخبو حماسه وتفتر همته فيكثر إهماله ويتروى طويلاً بينما أنت تقطع المسافات جرياً تسابق الريح العاصف].

4
بالتالي فإن أخذ الطريق الدائري الطويل، بعدما تكون قد أغريت العدو وأغويته فحاد عن طريقك، ورغم أنك بدأت المسير متأخراً عنه - إلا أنك تبلغ هدفك قبله، ما يدل على معرفة وإلمام ببراعة التحييد.

5
المناورة بالجيش أمرُ له مزاياه، لكن المناورة بالأعداد الغفيرة غير المنظمة أمرُ له مخاطره الشديدة. (المردود الناتج من القيام بالمناورات يعتمد في الدرجة الأولى على القائد العسكري وكفاءته الإدارية التنظيمية).

6
إذا قمت بتحريك جيش بأكمله بعدته وعتاده كاملين من أجل انتهاز فرصة ما، فالاحتمال الأكبر أنك ستصل متأخراً جداً. من الجهة الأخرى، إذا فصلت رتلاً عسكرياً خفيف الحركة لذات الغرض فالأمر سيتضمن التضحية بعتاد ومئونة هذا الرتل الذي سيتركها خلفه. (لا يشجع سون تزو السير لمسافات طويلة بدون مؤن كافية).

7
بالتالي، إذا أمرت رجالك بالتشمير عن سواعدهم وأجبرتهم على السير المتواصل ليلاً ونهاراً بدون أي راحة، قاطعين ضعف المسافة المعتادة التي كانوا ليقطعونها في السير السريع (100 وحدة مسافة** ليِّ) فإن قادة فرق جيشك الثلاثة سيقعون في يد العدو.

8
سيكون الرجال الأقوياء في المقدمة، ومنهكو القوة خلفهم، وبذلك سيبلغ عُشر جيشك مقصده. (المقصود هو ألا تدفع بجنودك مسافة مائتي وحدة مسافة من أجل اكتساب ميزة استراتيجية، سواء كانوا يحملون أمتعتهم ومئونتهم أم لا، فمثل هذه المناورات يجب تقييدها بالمسافات القصيرة، فلا تضحي بكل شيء من أجل السرعة – ما لم تكن تنسحب).

9
إذا سرت 50 وحدة مسافة ليِّ من أجل أن تناور العدو، فستخسر قائد فرقتك الأولى (من شدة التعب) وسيبلغ نصف رجال الفرقة المكان المطلوب منهم الوصول إليه.

10
إذا سرت 30 وحدة مسافة ليِّ للسبب ذاته، فسيبلغ ثلثي رجال الفرقة المكان المطلوب منهم الوصول إليه. (هذا المثال للدلالة على مدى صعوبة المناورة بالجيش).

11
يمكننا أن نأخذه كأمر مسلم به أن الجيش يضيع بدون قطار الأمتعة، ويضيع إذا حُرم من المؤن، ويضيع إذا حُرم من قاعدة التموين. (يرى المعلقون أن المقصود هو كل شيء من ذخيرة وسلاح وطعام وشراب ووقود وعلف الخيالة ودواء ...).

12
لا يمكننا الدخول في تحالفات حتى نكتسب خبرة بطبيعة تضاريس جيراننا من الدول والمقاطعات المجاورة.

13
لسنا في حالة تؤهلنا لقيادة الجيش في مسيرة حتى نألف وجه الأرض: جبالها وغاباتها، أجرافها ومخاطرها، مستنقعاتها وأحراشها.

14
لن نصبح قادرين على أن نحّول المزايا الطبيعية لصالحنا ما لم نستفد من المرشدين المحليين.

15
في الحرب، تدرب على الخداع والاختفاء تحت مظاهر وأشكال خادعة وسوف تنجح.

16
القرار بتركيز أو تقسيم القوات يجب اتخاذه وفقاً لظروف المعركة.

17
كن مثل الريح، سريعاً لا تترك الأثر، وكن مُحكمًا (وحدة واحدة متشابكة) مثل الغابة. (يرى المعلقون أن المقصود هو أن تبقى الرتب والصفوف منتظمة عند المسير ببطء، تحسبًا لأي هجوم مباغت).

18
عند الإغارة والسلب، كن مثل النار الملتهبة، راسخاً مثل الجبل الشامخ. (الأخيرة المقصود منها عندما تتمسك بموقع يحاول العدو إخراجك منه، أو حينما يحاول العدو جرك إلى فخ نصبه لك).

19
اجعل خططك مبهمة مثل قطع الليل المظلم لا سبيل لفهمها (من الغير لا من رجالك)، وعندما تتحرك، كن خاطفاً مثل صاعقة السماء.

20
عندما تسلب الأرياف، اجعل الغنائم توزع وتقسم بين رجالك (يكرر سون تزو المرة بعد المرة ضرورة تقسيم الغنائم بين الجنود بالعدل)، وعندما تحتل أراض جديدة، قسّمها إلى قطع يستفيد منها الجنود. (يزرعونها ويحصدون غلتها).

21
فكر ملياً وبتمعن وتأنى قبل أن تتحرك خطوة واحدة.

22
سيقهر من تعلم براعة ومهارة الخداع بالمظاهر، فهذا هو فن المناورة.

هنا حيث ينتهي الفصل السابع من كتابات سون تزو، ويأتي بعده بعض الملاحق والملاحظات، والتي تبدو وكأنها مستقاة من كتاب حربي آخر يسبق كتابنا هذا، ولا نجد اختلافاً واضحاً في أسلوب كتابته عن أسلوب سون تزو، على أن المعلقين لم يطرحوا أي تساؤلات عن مدى مصداقية هذه الملحق، كما لم يخبرنا المعلقون أيضاً الكثير عن هذا الكتاب الملحق، فمنهم من وصفه بأنه كتاب عسكري قديم، ومنهم من قال أنه كتاب قديم عن الحرب.</B>

23
يقول كتاب إدارة الجيوش:
في ميدان المعركة، لا تذهب الكلمة المنطوقة بعيداً بما يكفي، لذا وجب التأسيس لاستخدام الطبول والأجراس، كما لا يمكن رؤية الأهداف التقليدية بوضوح كاف، لذا وجب التأسيس لاستخدام الأعلام والرايات.

24
الطبول والأجراس والأعلام والرايات هي وسائل تساعد آذان وعيون الجيش على التركيز على نقطة واحدة.

25
بذلك يشكل الجيش وحدة واحدة متآلفة، تجعل الأمر مستحيلاً على الشجاع أن يتقدم بمفرده، وعلى الجبان أن ينسحب بمفرده، وهذا هو فن التعامل مع أعداد كبيرة من الرجال. (يرى المعلقون أن جُرم من يتقدم وحده يُعادل جُرم من يلوذ بالفرار من المعركة).

26
في القتال الليلي، استعمل بكثرة النيران والطبول، وفي القتال النهاري ركز على الرايات والأعلام، كوسيلة للتأثير على آذان وعيون جيشك.

27
يمكن سرقة الروح المعنوية من الجيش الكبير، ويمكن سرقة حضور القائد الكبير في عقول تابعيه.
(يقول المعلقون أن روح الغضب -إذا سادت في وقت واحد كل الرتب الكبيرة والصغيرة في الجيش- فلا يمكن مقاومة تأثيرها الكبير. عندما يصل جنود الأعداء إلى أرض المعركة فستكون روحهم المعنوية مرتفعة وهممهم كالجبال الشوامخ، وعليه فدورنا هو ألا نقاتلهم على الفور، بل ننتظر حتى تفتر عزيمتهم وتذهب همتهم، ساعتها نضرب بيد من حديد، وبذلك نسرق روحهم المعنوية منهم).

28
الروح المعنوية للجندي تكون في أقصى درجاتها في الصباح (بشرط حصوله على إفطار مقبول -تذكر حينما انهزم الرومانيون بجنود صائمين أمام رجال هانيبل الذين كانوا قد حصلوا على وجبة إفطار شهية) وتبدأ في وقت الظهيرة في الفتور، وفي المساء يكون تفكيره منصبًا على العودة إلى المعسكر.

29
لذلك، القائد الماهر يتفادى مهاجمة جيش روحه المعنوية مرتفعة، ويهاجمه عندما يكون عدوه كسولاً بليداً يميل إلى العودة من حيث أتى. هذا هو فن دراسة الحالات النفسية.

30
أن تبقى منظماً هادئاً، تترقب ظهور الفوضى والصخب والهرج والمرج في صفوف العدو – هذا هو فن رباطة الجأش والتحكم في النفس.

31
أن تكون بالقرب من الهدف بينما لا زال العدو بعيداً عنه، وأن تنتظر بكل راحة ويسر بينما العدو يعاني الأمرين، وأن تكون تغذيتك سليمة بينما العدو يعاني الجوع وقلة التغذية – هذا هو فن توفير الطاقة الذاتية.

32
أن تحجم عن اعتراض عدو أعلامه منظمة بشكل مثالي، وأن تحجم عن مهاجمة جيش يمشي في هدوء وبشكل ينم عن ثقة كبيرة في النفس – هذا هو فن دراسة الحالات والظروف.

33
من البديهيات العسكرية ألا تصعد مرتفعاً لتقابل عدواً، وألا تعترض طريقه عندما يهبط منه.

34
لا تطارد عدواً سريعاً يكاد يطير، ولا تهاجم جنوداً طبعهم حاد عنيف.

35
لا تبتلع طُعمًا قدمه العدو لك، ولا تعترض طريق جيش عائد إلى وطنه.

36
عندما تحاصر جيشاً، اترك له منفذًا ليهرب منه (ولا يعني هذا ترك العدو ليهرب، بل توحي له بوجود مخرج لبر الأمان، فتحرمه من شجاعة قتال اليائس من النجاة، بعد ذلك اطحنه بقواتك) ولا تضغط بشدة على عدو يائس.

37
هذا هو فن الحرب.

* تعريف المناورة: التحرك والتصرف بطريقة تسلب الغريم من أي ميزة اكتسبها. قتال جيش كبير بالعدد القليل أمر مستهجن، لكن الهجوم على قطاع/جزء/فصيل منه لك عليه ميزة فهذه هي المناورة.
** وحدة قياس المسافة في اللغة الصينية تسمى LI ليِّ مثلما نستخدم نحن المتر والميل.

krimbow
19/07/2006, 19:19
الفصل الثامن من كتاب 'فن الحرب'

تنوع التكتيكات الحربية «» Variation In Tactics

ترجمة وإعداد: رءوف شبايك
[حمل هذا الفصل اسم المتغيرات التسعة (The Nine Variables) أيضاً، على أن سون تزو لم يكن يهتم كثيراُ بالترقيم، لأنه يرى أنه بناء على تطور الأمور في المعركة تأتي طرق التكتيك، كما أن الرقم تسعة في الصينية يحمل أيضاً معنى العدد الكثير الوافر]

1
قال سون تزو: في الحرب، يتلقى القائد التعليمات من الحاكم، ثم يجمع جيشه ويركز قواته. (نلاحظ تكرارها من الفصل السابق، ولربما سبب ذلك استخدامها لبدء هذا الفصل – نلاحظ كذلك قلة نص هذا الفصل، وغموض بعض أجزائه، ما يشجع فرضية فقدان بعض الأجزاء من هذا الفصل).

2
عندما تخوض في بلد صعب (ليس فيه مصادر مياه أو طعام، ذي تضاريس منخفضة)، لا تضرب معسكرك فيه. اتحد مع حلفائك في بلد تتقاطع فيه الطرق الواسعة (بمعنى سهولة التنقل). لا تتسكع في أماكن خطيرة ومعزولة. إذا كنت في أراضي مُحاطة ومُحاصرة – الجأ للخداع، إذا كنت في موقف يائس (أرض الموت) – فيتحتم عليك القتال.

3
1- هناك طرق عليك ألا تسلكها (تلك التي تخشى أن ينصب لك عدوك فيها فخاً أو مكيدة)
2- هناك جيوش يجب ألا تهاجمها (إذا وجدت فرصة للهجوم، لكنك أضعف من أن تحقق النصر، فلا تهاجم)
3- هناك مدن يجب ألا تحاصرها (لا تحاصر مدن لا تستطيع إدارتها، أو إذا كان تركها لا ضرر فيه عليك)
4- هناك مواقف لا يجب أن تقاتل بضراوة من أجلها
5- هناك أوامر للحاكم يجب ألا تطيعها (عندما ترى الطريق الصحيح، اسلكه ولا تنتظر الأوامر).

4
القائد الضليع بالمزايا التي تنتج عن تنويع التكتيكات الحربية حسب المتغيرات التسعة (راجع الفصل السابع) يعرف كيف يتعامل مع قواته ويوظفها بأحسن طريقة.

5
القائد غير الملم بهذه المزايا، قد يكون عالماً بتضاريس البلاد، لكنه لن يتمكن من تحويل هذه المعرفة إلى فائدة عملية.

6
طالب الحرب غير المتمرس في فنونها الخاصة بتغيير الخطط وفقاً للمتغيرات الحربية، حتى ولو كان عالماً بالمزايا الخمس (سابقة الذكر)، سيفشل في تحقيق أقصى استفادة من جنوده. (إذا كان الطريق قصيراً خالياً من المخاطر – اسلكه. إذا كان جيش العدو معزولاً – هاجمه. إذا كانت مدينة العدو في ظروف محفوفة بالمخاطرة – حاصرها. إذا كان الموقف يسمح بالهجوم الكاسح – يجب أن تحاول الهجوم. إذا توافقت مع الأعراف العسكرية – فيجب طاعة أوامر الحاكم).

7
في خطط القائد الحكيم، ستنصهر معاً اعتبارات المزايا والعيوب. (يجب انتهاز الفرص السانحة، وتجنب المخاطر المهلكة، دون تهور أو إهدار فرص).

8
باتخاذ العناصر المواتية في الحسبان: تصبح الخطة الحربية قابلة التنفيذ. باتخاذ العناصر غير المواتية في الحسبان: يتم تذليل الصعاب والمخاطر والبحث عن حلول. (إذا أردت أن استغل نقطة ضعف للعدو، يجب أن أحسب كذلك رد فعل العدو الانتقامي جراء ذلك، ثم احسب المزايا والعيوب الإجمالية). بذلك قد ننجح في تحقيق الجزء الأساس من مخططنا العام.

9
من الناحية الأخرى، إذا كنا –في خضم مشاكلنا – مستعدين لانتهاز أي فرصة قد تتاح لنا، فيمكننا أن نُخرج أنفسنا من مأزقنا.

10
لتقلل من عدد الأعداء – ألحق بهم الدمار وسبب لهم الكثير من المشاكل، اجعلهم دائماً مشغولين بمشاكلهم الداخلية، قدم لهم الإغراءات الخادعة حسنة المظهر، واجعلهم يسرعون في الخروج إلى أي مكان وراءها. (يُعلق شيا لن موضحاً: إلحاق الدمار ليس مقصوراً على الأذى البدني، ابذل الإغراءات الكثيرة لأفضل وأحكم رجال العدو فيصبح بدون مستشارين. املأ بلده بالخونة الذين يقيضون نظام حكمه. قم بترتيب المؤامرات والخدع، وازرع الشك بين الحاكم وبين وزرائه. مستخدماً كل حيلة ذكية، تسبب في حدوث التلف والتدهور في ثروات شعبه وخزانته. افسد أخلاقه عبر هدايا ماكرة تؤدي به إلى الجشع وطلب المزيد والمغالاة. أزعج باله ولا ترحه بتقديم امرأة لعوب فاتنة الجمال له. غرر به فاجعله يخرج بجنوده إلى مكان تلحق به شديد الأذى (المناورات كبيرة عدد الجند تستنزف من موارد الدولة. أرهق خزينته العامة وبدد موارده وأصوله المالية. احرص على بث روح الفرقة بين صفوفه ولا تسمح له بالوحدة الداخلية).

11
يُعلمنا فن الحرب ألا نعتمد على فرضية عدم هجوم العدو، بل أن نجهز أنفسنا لملاقاته، ليس اعتماداً على فرضية عدم قيامه بالهجوم، بل على حقيقة أننا جعلنا موقفنا العسكري صلباً لا شك في قوته.

12
هناك خمسة أخطاء خطيرة تؤثر على القائد العسكري:
1- الطيش والتهور المؤدي إلى الهلاك (شجاعة ينقصها التروي مثل الثور الهائج) – مثل هذا العدو لا تقابله بالقوة الغاشمة، بل غرر به إلى كمين ثم اذبحه. (الشجاعة وحدها لا تكفي لتحقيق النصر، إذ يلزمها العقل والتدبر والتروي وحساب العواقب).
2- الجبن المؤدي إلى الوقوع في الأسر (التخلي عن انتهاز الفرص السانحة – الهرب من مواجهة الخطر – الحرص على العودة حياً من المعركة –عدم الاستعداد للمخاطرة).
3- حدة طبع متسرعة، يمكن استثارتها بسهولة عبر الإهانات.
4- حساسية مفرطة تجاه الشرف والسمعة تسبب الخوف الشديد من الخزي والعار. (لا يجب فهم هذا المقطع على أنه ذم في مبادئ الشرف، بل الذم هنا موجه للحساسية المفرطة، فمن يذود عن شرفه لن يهتم بأشياء أخرى كثيرة، ويمكن وضعه في المكان الذي تريده فيه بسهولة).
5- القلق المفرط على حياة الجنود وعدم الرغبة في المخاطرة بحياتهم. (مرة أخرى، ليس القصد عدم الاكتراث بحياة الجنود، بل المقصود أن الخوف من تقديم أي تضحيات عسكرية حفاظاً على حياة الجنود هو سياسة قصيرة النظر، لأنه على المدى الطويل سيعاني أولئك الجنود من الهزيمة (الأسر – القتل) أو في أفضل الأحوال إطالة زمن الحرب. الشعور بالأسى على الجنود سيدفع القائد لعدم الالتزام بالقواعد وارتكاب الأخطاء الحربية).

13
هذه هي الخطايا الخمس المغرية للقائد العسكري، ذات الأثر المدمر على طريقة إدارة الحرب.

14
عند هزيمة الجيش ومقتل قائده، فحتماً السبب لن يخرج عن هذه الأخطاء الخمس. اجعل هذه الأخطاء محل تأمل وتفكر وتدبر.

krimbow
19/07/2006, 19:23
عذرا

"لم اتمكن من تنزيل الفصل التاسع و لكنه موجود مع الملف المرفق"

krimbow
19/07/2006, 19:24
الفصل العاشر من كتاب 'فن الحرب'

التضاريس «» Terrain

ترجمة وإعداد: رءوف شبايك
يتعامل هذا الفصل مع موضوع التضاريس في النقاط من 1 إلى 13، إذا أن هذا الموضوع قد تمت معالجته باستفاضة في الفصل السادس. المهالك الست للجيوش يتم شرحها في النقاط من 14 إلى 20، وأما بقية نقاط هذا الفصل فهي نصائح متنوعة متفرقة.

1
قال سون تزو: يمكننا تقسيم التضاريس إلى ستة أنواع،
1- الأراضي سهلة المنال (ذات طرق معبدة وطرق اتصال متعددة)
2- الأراضي المحفوفة بالمخاطر (التي إن دخلتها وقعت في فخ يسهل نصبه لك)
3- الأراضي المُعَوِقة (الأراضي التي تؤخرك وتؤخر من يأتي على أثرك)
4- الممرات الضيقة
5- المرتفعات الخطرة
6- المواقع شديدة البعد عن العدو
(قد لا يتفق واقعنا المعاصر مع هذا التقسيم، إلا أنه يظل يخبرنا عن طريقة التفكير العسكرية الصينية القديمة).

2
الأراضي التي يمكنها عبورها بسهولة من كلا طرفي القتال، نسميها سهلة المنال.

3
مع أراض هذه طبيعتها، يتعين عليك أن تحتلها قبل العدو، وخاصة المناطق المرتفعة المشمسة (ذات مستوى الرؤية الأكبر)، واحرص على حماية خطوط إمداداتك فيها. وقتها يمكنك القتال ومعك الأفضلية. (سر الانتصار في الحرب يكمن في متانة خطوط الإمداد والاتصالات – نابليون بونابرت)

4
الأراضي التي يمكن الانسحاب منها، لكن يصعب احتلالها مرة أخرى، نسميها المحفوفة بالمخاطر.

5
في موقف مثل هذا، وإذا كان العدو غير مستعد، فيمكنك أن تباغته بهجوم مفاجئ وتهزمه. لكن إذا كان العدو مستعداً لمجيئك، وفشلت في هزيمته، وكانت الرجعة مستحيلة، فستحل بك الكوارث.

6
إذا كانت الأرض يستحيل على كلا الطرفين إحكام السيطرة عليها من خلال اتخاذ الخطوة الأولى، فهذه نسميها المُعَوِقة. (كلا الطرفين يعرف أن اتخاذ الخطوة الأولى في غير صالحه، فيبقى الطرفان في حالة جمود تنتهي بالوقوع في مأزق كبير).

7
في موقف مثل هذا، وحتى لو كان العدو يقدم لنا طُعماً جذاباً، (بإدارة ظهره لنا والتظاهر بالانسحاب – ما يغرينا بترك موقعنا الحالي) فمن الأفضل أن لا نشتت قوانا، بل ننسحب، بطريقة تغري العدو بنا، وما أن يتحرك قسماً من جيشه ويخرج للقاءنا، حتى يمكننا ساعتها الهجوم عليه وبذلك تكون لنا الأفضلية.

8
بالنسبة إلى الممرات الضيقة، فإذا استطعت احتلالها مقدماً، فاحرص على تحصينها جيداً وانتظر قدوم العدو. (بذلك تكون المبادرة في أيدينا، إذ عبر التحرك المباغت والمفاجئ نضع العدو تحت رحمتنا).

9
رغم قدرة العدو على إحباط خططك لاحتلال ممر ما، لكن لا تذهب خلفه إذا قام هو بتحصين ممر ما جيداً، وأما إذا كان التحصين ضعيفاً فاذهب خلفه.

10
بالنسبة للمرتفعات الخطيرة، وإذا كنت تسبق الخصم، فعليك باحتلال النقاط المرتفعة والمشمسة، ثم اقبع في انتظار العدو. (ميزة احتلال المرتفعات تكمن في صعوبة معرفة العدو لما تخطط له، وبذلك لا يستطيع أن يُملي عليك قرارتك. (يحكي التاريخ عن جيوش عسكرت في سهول وتركت مرتفعات، فجاءت الأمطار والسيول فاجتاحت سهول معسكراتهم، ولذا فالمرتفعات ذات مزايا كثيرة).

11
إذا سبقك العدو لاحتلال المرتفعات، لا تتبعه، لكن انسحب وأغريه بالنزول ورائك.

12
إذا كنت في موقع يبعد بمسافة طويلة جداً عن العدو، وكانت قوى كلا الطرفين متساوية، فلن يكون سهلاً استثارته لبدء القتال بينكما، بل وسيكون القتال في غير مصلحتنا. (لا ينبغي أن نفكر في خوض مسيرات طويلة منهكة، بينما العدو ينتظرنا بكامل قواه).

13
هذه هي المبادئ الست المرتبطة بالأرض. القائد العسكري الذي بلغ موقع المسؤولية عليه أن يدرس هذه المبادئ جيداً.

14
تتعرض الجيوش لست أنواع من المهالك (المخاطر)، لا تنشأ من الأسباب الطبيعية، لكن من أخطاء قيادية، يتحمل مسؤوليتها القائد العسكري، وهي:
1- الاندفاع/الانهيار/الفرار
2- التمرد وعصيان الأوامر
3- الانهيار الداخلي وفقدان الشجاعة
4- الخراب
5- انهيار التنظيم
6- الهزيمة المنكرة

15
عند تساوي بقية المؤثرات وحيادها، وتم الزج بقوة عسكرية ما، ضد قوة عسكرية أخرى أقوى منها بعشرة مرات أو تزيد، فالنتيجة هي حدوث حالة من الاندفاع غير المحسوب للفرقة الأولى.

16
إذا كان الجنود العاديون أقوياء، بينما ضباطهم ضعفاء، فالنتيجة الحتمية هي حدوث حالة من التمرد والعصيان الجماعي للأوامر بين الجنود. أما عند حدوث العكس، فستنشأ حالة من الانهيار الداخلي وفقدان الشجاعة والضعف العام. (الضباط الأقوياء يريدون التقدم فيضغطون على الجنود الضعفاء، فينهار الجنود بشكل جماعي وتعم الفوضى).

17
عندما تغضب الرُتب العليا من الضباط، ويبدؤون هم في عصيان الأوامر (بعدم انتظار الأوامر الصادرة لهم والتصرف حسبما يرونه في مصلحتهم)، فتجدهم عند لقاء العدو يقاتلون وفقاً لأهوائهم وانطلاقاً من شعورهم بالاستياء، من قبل أن يُصدر القائد العام الأمر لهم ببدء القتال، فالنتيجة الحتمية هي حلول الخراب والدمار.

18
عند ضعف القائد العام وتجريده من أي صلاحيات لتنفيذ أوامره، وعندما تكون أوامره غير واضحة أو جلية، وعند عدم وجود واجبات روتينية محددة وواضحة منوطة بالضباط والجنود، وعند تنظيم الرتب العسكرية بشكل فاسد عشوائي، فالنتيجة هي حدوث حالة متقدمة من الانهيار في الكيان التنظيمي العسكري.

19
عند يعجز القائد عن تقدير قوة العدو، فيسمح لقوة صغيرة بقتال قوة أكبر منها، أو يدفع بفصيلة ضعيفة بسرعة تجاه أخرى أقوى منها، ويهمل وضع أفضل الجنود في الصفوف الأمامية، فالنتيجة هي الهزيمة المنكرة (وضع أفضل الرجال في الصفوف الأمامية يرفع معنويات الجنود، ويقلل من معنويات جنود العدو).

20
هذه هي الحالات الستة من الهزائم المحتمة في ميدان القتال، والتي يجب دراستها بعناية من قِبل القائد الذي تم تعيينه في موقع المسؤولية.

21
التنظيم السوي للدولة هو أفضل حليف للجندي، وأما القدرة على حسن تقدير قوة الخصم، والتحكم في الأسباب المؤدية إلى النصر، وحسن حساب الصعاب والمتاعب والعقبات، والمخاطر والمسافات، فتلك التي تضع قدرات القائد العظيم تحت الاختبار.

22
من يعرف كل هذه النقاط جيداً، ويضع تلك المعرفة عند الحرب قيد التنفيذ، فسينتصر في معاركه. من لا يعرفها، أو لا يضعها قيد التنفيذ، فبكل تأكيد سيعاني ويلات الهزيمة.

23
إذا كانت نتيجة القتال هي النصر حتماً، فعندها يجب أن تقاتل، حتى ولو منعك الحاكم العام من ذلك. إذا لم يكن القتال ليؤدي إلى النصر، فعندها يجب ألا تقاتل، حتى ولو أمر الحاكم العام بذلك. (تروي لنا مذكرات لواءات الجيش المصري المنسحبين بجنودهم ومعداتهم في الحرب التي انتهت بهزيمة القوات المصرية في 6 يونيو من العام 1967 كيف صدرت لهم الأوامر بالعودة لقتال الجيش الاسرائيلي المنتشي بنصره المظفر وفرار القوات العربية من أمامه بفضل استعداده الجيد لهذه الحرب، ما أدى لإبادة فرق بأكملها، وترك غيرها ليموت جوعاً، بسبب ضعف الاستعدادات المصرية، ولو عصوا الأوامر الصادرة إليهم بقتال لا جدوى تنتظر منه، لكانوا أنقذوا أنفسهم وأنقذوا جنودهم) (إذا حكم القصر مجريات القتال (بالهجوم والانسحاب)– بدلاً من القائد العسكري العام، فلن تتحقق أي نتائج ملموسة فوق أرض المعركة).

24
القائد العسكري الذي يتقدم دون أن يكون غرضه الشهرة، وينسحب دون الخوف من لحاق الخزي والعار باسمه، الذي يسيطر علي فكره شيء واحد هو حماية وطنه وخدمة الملك، فهذا القائد هو درة تاج الدولة.

25
انظر إلى جنودك كما لو كانوا أطفالك، وهم سيتبعونك وقتها إلى مهالك الوديان العميقة، وانظر إليهم كما لو كانوا أحب أبنائك إليك، وهم سيقفون معك حتى يلقوا حتفهم. (أن ترتدي أقل ملابسهم التي يرتدونها قدراً، وأن تأكل أدنى طعام يحصلون عليه، وأن تسير كما يسيرون، وأن تركب ما يركبون، وأن تحمل على ظهرك مثل ما يحملون، ...).

26
إذا كنت –على أية حال- طيباً متساهلاً، لكن غير قادر على جعل جنودك يعرفون حدود سلطاتك عليهم، وإذا كنت طيب القلب – غير قادر على فرض أوامرك بالقوة، وغير قادر –فوق كل ذلك- على قمع مظاهر الفوضى والشغب، فوقتها يصبح جنودك مثل الأطفال المدللين – لا نفع يُرتجى منهم أو فائدة. (إذا خافك الجنود وخشوك – لم يخشوا العدو).

27
إذا علمنا أن الجنود في وضع يسمح لهم بالهجوم، ولم ندري بأن العدو في وضع لا يسمح له بالهجوم، فنحن وقتها نكون قد قطعنا نصف الطريق فقط إلى النصر.

28
إذا علمنا أن العدو في وضع يسمح له بالهجوم، ولم ندري بأن الجنود في وضع لا يسمح لهم بالهجوم، فنحن وقتها نكون قد قطعنا نصف الطريق فقط إلى النصر.

29
إذا علمنا أن العدو في وضع يسمح له بالهجوم، وعلمنا كذلك بأن الجنود في وضع يسمح لهم بالهجوم، ولم ندري بأن طبيعة تضاريس أرض المعركة تجعل القتال غير مجدي، فنحن وقتها نكون لا زلنا قد قطعنا نصف الطريق فقط إلى النصر.

30
بناء على ذلك، فالجندي المحنك الخبير، ما أن يصبح في وضع الحركة، لا تصيبه الحيرة أو الارتباك، وما أن يعسكر، فهو لا يخسر أي شيء. (لأنه يحسب كل شيء قبل أن يتحرك، ويتحرى أسباب النصر جيداً، ويعمد على جعلها تعمل لصالحه، ولذا فهو عندما يتحرك، فهو لا يرتكب أي خطأ).

31
وهكذا تصح المقولة: إذا عرفت عدوك وعرفت نفسك، فالنصر لن يصبح محل شك. إذا عرفت طبيعة سماء وطبيعة أرض المعركة، فأنت تجعل انتصارك كاملاً.

krimbow
19/07/2006, 19:25
الفصل العاشر من كتاب 'فن الحرب'

التضاريس «» Terrain

ترجمة وإعداد: رءوف شبايك
يتعامل هذا الفصل مع موضوع التضاريس في النقاط من 1 إلى 13، إذا أن هذا الموضوع قد تمت معالجته باستفاضة في الفصل السادس. المهالك الست للجيوش يتم شرحها في النقاط من 14 إلى 20، وأما بقية نقاط هذا الفصل فهي نصائح متنوعة متفرقة.

1
قال سون تزو: يمكننا تقسيم التضاريس إلى ستة أنواع،
1- الأراضي سهلة المنال (ذات طرق معبدة وطرق اتصال متعددة)
2- الأراضي المحفوفة بالمخاطر (التي إن دخلتها وقعت في فخ يسهل نصبه لك)
3- الأراضي المُعَوِقة (الأراضي التي تؤخرك وتؤخر من يأتي على أثرك)
4- الممرات الضيقة
5- المرتفعات الخطرة
6- المواقع شديدة البعد عن العدو
(قد لا يتفق واقعنا المعاصر مع هذا التقسيم، إلا أنه يظل يخبرنا عن طريقة التفكير العسكرية الصينية القديمة).

2
الأراضي التي يمكنها عبورها بسهولة من كلا طرفي القتال، نسميها سهلة المنال.

3
مع أراض هذه طبيعتها، يتعين عليك أن تحتلها قبل العدو، وخاصة المناطق المرتفعة المشمسة (ذات مستوى الرؤية الأكبر)، واحرص على حماية خطوط إمداداتك فيها. وقتها يمكنك القتال ومعك الأفضلية. (سر الانتصار في الحرب يكمن في متانة خطوط الإمداد والاتصالات – نابليون بونابرت)

4
الأراضي التي يمكن الانسحاب منها، لكن يصعب احتلالها مرة أخرى، نسميها المحفوفة بالمخاطر.

5
في موقف مثل هذا، وإذا كان العدو غير مستعد، فيمكنك أن تباغته بهجوم مفاجئ وتهزمه. لكن إذا كان العدو مستعداً لمجيئك، وفشلت في هزيمته، وكانت الرجعة مستحيلة، فستحل بك الكوارث.

6
إذا كانت الأرض يستحيل على كلا الطرفين إحكام السيطرة عليها من خلال اتخاذ الخطوة الأولى، فهذه نسميها المُعَوِقة. (كلا الطرفين يعرف أن اتخاذ الخطوة الأولى في غير صالحه، فيبقى الطرفان في حالة جمود تنتهي بالوقوع في مأزق كبير).

7
في موقف مثل هذا، وحتى لو كان العدو يقدم لنا طُعماً جذاباً، (بإدارة ظهره لنا والتظاهر بالانسحاب – ما يغرينا بترك موقعنا الحالي) فمن الأفضل أن لا نشتت قوانا، بل ننسحب، بطريقة تغري العدو بنا، وما أن يتحرك قسماً من جيشه ويخرج للقاءنا، حتى يمكننا ساعتها الهجوم عليه وبذلك تكون لنا الأفضلية.

8
بالنسبة إلى الممرات الضيقة، فإذا استطعت احتلالها مقدماً، فاحرص على تحصينها جيداً وانتظر قدوم العدو. (بذلك تكون المبادرة في أيدينا، إذ عبر التحرك المباغت والمفاجئ نضع العدو تحت رحمتنا).

9
رغم قدرة العدو على إحباط خططك لاحتلال ممر ما، لكن لا تذهب خلفه إذا قام هو بتحصين ممر ما جيداً، وأما إذا كان التحصين ضعيفاً فاذهب خلفه.

10
بالنسبة للمرتفعات الخطيرة، وإذا كنت تسبق الخصم، فعليك باحتلال النقاط المرتفعة والمشمسة، ثم اقبع في انتظار العدو. (ميزة احتلال المرتفعات تكمن في صعوبة معرفة العدو لما تخطط له، وبذلك لا يستطيع أن يُملي عليك قرارتك. (يحكي التاريخ عن جيوش عسكرت في سهول وتركت مرتفعات، فجاءت الأمطار والسيول فاجتاحت سهول معسكراتهم، ولذا فالمرتفعات ذات مزايا كثيرة).

11
إذا سبقك العدو لاحتلال المرتفعات، لا تتبعه، لكن انسحب وأغريه بالنزول ورائك.

12
إذا كنت في موقع يبعد بمسافة طويلة جداً عن العدو، وكانت قوى كلا الطرفين متساوية، فلن يكون سهلاً استثارته لبدء القتال بينكما، بل وسيكون القتال في غير مصلحتنا. (لا ينبغي أن نفكر في خوض مسيرات طويلة منهكة، بينما العدو ينتظرنا بكامل قواه).

13
هذه هي المبادئ الست المرتبطة بالأرض. القائد العسكري الذي بلغ موقع المسؤولية عليه أن يدرس هذه المبادئ جيداً.

14
تتعرض الجيوش لست أنواع من المهالك (المخاطر)، لا تنشأ من الأسباب الطبيعية، لكن من أخطاء قيادية، يتحمل مسؤوليتها القائد العسكري، وهي:
1- الاندفاع/الانهيار/الفرار
2- التمرد وعصيان الأوامر
3- الانهيار الداخلي وفقدان الشجاعة
4- الخراب
5- انهيار التنظيم
6- الهزيمة المنكرة

15
عند تساوي بقية المؤثرات وحيادها، وتم الزج بقوة عسكرية ما، ضد قوة عسكرية أخرى أقوى منها بعشرة مرات أو تزيد، فالنتيجة هي حدوث حالة من الاندفاع غير المحسوب للفرقة الأولى.

16
إذا كان الجنود العاديون أقوياء، بينما ضباطهم ضعفاء، فالنتيجة الحتمية هي حدوث حالة من التمرد والعصيان الجماعي للأوامر بين الجنود. أما عند حدوث العكس، فستنشأ حالة من الانهيار الداخلي وفقدان الشجاعة والضعف العام. (الضباط الأقوياء يريدون التقدم فيضغطون على الجنود الضعفاء، فينهار الجنود بشكل جماعي وتعم الفوضى).

17
عندما تغضب الرُتب العليا من الضباط، ويبدؤون هم في عصيان الأوامر (بعدم انتظار الأوامر الصادرة لهم والتصرف حسبما يرونه في مصلحتهم)، فتجدهم عند لقاء العدو يقاتلون وفقاً لأهوائهم وانطلاقاً من شعورهم بالاستياء، من قبل أن يُصدر القائد العام الأمر لهم ببدء القتال، فالنتيجة الحتمية هي حلول الخراب والدمار.

18
عند ضعف القائد العام وتجريده من أي صلاحيات لتنفيذ أوامره، وعندما تكون أوامره غير واضحة أو جلية، وعند عدم وجود واجبات روتينية محددة وواضحة منوطة بالضباط والجنود، وعند تنظيم الرتب العسكرية بشكل فاسد عشوائي، فالنتيجة هي حدوث حالة متقدمة من الانهيار في الكيان التنظيمي العسكري.

19
عند يعجز القائد عن تقدير قوة العدو، فيسمح لقوة صغيرة بقتال قوة أكبر منها، أو يدفع بفصيلة ضعيفة بسرعة تجاه أخرى أقوى منها، ويهمل وضع أفضل الجنود في الصفوف الأمامية، فالنتيجة هي الهزيمة المنكرة (وضع أفضل الرجال في الصفوف الأمامية يرفع معنويات الجنود، ويقلل من معنويات جنود العدو).

20
هذه هي الحالات الستة من الهزائم المحتمة في ميدان القتال، والتي يجب دراستها بعناية من قِبل القائد الذي تم تعيينه في موقع المسؤولية.

21
التنظيم السوي للدولة هو أفضل حليف للجندي، وأما القدرة على حسن تقدير قوة الخصم، والتحكم في الأسباب المؤدية إلى النصر، وحسن حساب الصعاب والمتاعب والعقبات، والمخاطر والمسافات، فتلك التي تضع قدرات القائد العظيم تحت الاختبار.

22
من يعرف كل هذه النقاط جيداً، ويضع تلك المعرفة عند الحرب قيد التنفيذ، فسينتصر في معاركه. من لا يعرفها، أو لا يضعها قيد التنفيذ، فبكل تأكيد سيعاني ويلات الهزيمة.

23
إذا كانت نتيجة القتال هي النصر حتماً، فعندها يجب أن تقاتل، حتى ولو منعك الحاكم العام من ذلك. إذا لم يكن القتال ليؤدي إلى النصر، فعندها يجب ألا تقاتل، حتى ولو أمر الحاكم العام بذلك. (تروي لنا مذكرات لواءات الجيش المصري المنسحبين بجنودهم ومعداتهم في الحرب التي انتهت بهزيمة القوات المصرية في 6 يونيو من العام 1967 كيف صدرت لهم الأوامر بالعودة لقتال الجيش الاسرائيلي المنتشي بنصره المظفر وفرار القوات العربية من أمامه بفضل استعداده الجيد لهذه الحرب، ما أدى لإبادة فرق بأكملها، وترك غيرها ليموت جوعاً، بسبب ضعف الاستعدادات المصرية، ولو عصوا الأوامر الصادرة إليهم بقتال لا جدوى تنتظر منه، لكانوا أنقذوا أنفسهم وأنقذوا جنودهم) (إذا حكم القصر مجريات القتال (بالهجوم والانسحاب)– بدلاً من القائد العسكري العام، فلن تتحقق أي نتائج ملموسة فوق أرض المعركة).

24
القائد العسكري الذي يتقدم دون أن يكون غرضه الشهرة، وينسحب دون الخوف من لحاق الخزي والعار باسمه، الذي يسيطر علي فكره شيء واحد هو حماية وطنه وخدمة الملك، فهذا القائد هو درة تاج الدولة.

25
انظر إلى جنودك كما لو كانوا أطفالك، وهم سيتبعونك وقتها إلى مهالك الوديان العميقة، وانظر إليهم كما لو كانوا أحب أبنائك إليك، وهم سيقفون معك حتى يلقوا حتفهم. (أن ترتدي أقل ملابسهم التي يرتدونها قدراً، وأن تأكل أدنى طعام يحصلون عليه، وأن تسير كما يسيرون، وأن تركب ما يركبون، وأن تحمل على ظهرك مثل ما يحملون، ...).

26
إذا كنت –على أية حال- طيباً متساهلاً، لكن غير قادر على جعل جنودك يعرفون حدود سلطاتك عليهم، وإذا كنت طيب القلب – غير قادر على فرض أوامرك بالقوة، وغير قادر –فوق كل ذلك- على قمع مظاهر الفوضى والشغب، فوقتها يصبح جنودك مثل الأطفال المدللين – لا نفع يُرتجى منهم أو فائدة. (إذا خافك الجنود وخشوك – لم يخشوا العدو).

27
إذا علمنا أن الجنود في وضع يسمح لهم بالهجوم، ولم ندري بأن العدو في وضع لا يسمح له بالهجوم، فنحن وقتها نكون قد قطعنا نصف الطريق فقط إلى النصر.

28
إذا علمنا أن العدو في وضع يسمح له بالهجوم، ولم ندري بأن الجنود في وضع لا يسمح لهم بالهجوم، فنحن وقتها نكون قد قطعنا نصف الطريق فقط إلى النصر.

29
إذا علمنا أن العدو في وضع يسمح له بالهجوم، وعلمنا كذلك بأن الجنود في وضع يسمح لهم بالهجوم، ولم ندري بأن طبيعة تضاريس أرض المعركة تجعل القتال غير مجدي، فنحن وقتها نكون لا زلنا قد قطعنا نصف الطريق فقط إلى النصر.

30
بناء على ذلك، فالجندي المحنك الخبير، ما أن يصبح في وضع الحركة، لا تصيبه الحيرة أو الارتباك، وما أن يعسكر، فهو لا يخسر أي شيء. (لأنه يحسب كل شيء قبل أن يتحرك، ويتحرى أسباب النصر جيداً، ويعمد على جعلها تعمل لصالحه، ولذا فهو عندما يتحرك، فهو لا يرتكب أي خطأ).

31
وهكذا تصح المقولة: إذا عرفت عدوك وعرفت نفسك، فالنصر لن يصبح محل شك. إذا عرفت طبيعة سماء وطبيعة أرض المعركة، فأنت تجعل انتصارك كاملاً.

krimbow
19/07/2006, 19:26
الفصل الثاني عشر من كتاب 'فن الحرب'

الهجوم بالنار «» The Attack By Fire

ترجمة وإعداد: رءوف شبايك
1
قال سون تزو: هناك خمسة طرق للهجوم بالنار:
الأولى أن تحرق جنود العدو في معسكراتهم
الثانية أن تحرق مخازن العدو (مخازن الذخيرة والمئونة والوقود)
الثالثة أن تحرق وسائل النقل والإمدادات
الرابعة أن تحرق أسلحة العدو وذخيرته
الخامسة أن تقذف النار بين صفوف العدو (مثل كرات اللهب والأسهم المشتعلة)

2
لكي نقوم بالهجوم، يجب أن يكون لدينا طرقاً ملائمة لذلك، ويجب أن تكون المكونات والأدوات اللازمة للهجوم في حالة استعداد تام على الدوام.

3
هناك موسم ملائم للهجوم بالنار، وهناك أيام بعينها تناسب إشعال الحرائق الواسعة.

4
الموسم الملائم هو عند جفاف الطقس بشدة، والأيام المناسبة هي عندما يكون القمر هلالاً (سابع يوم في الشهر القمري) و بدراً (يوم 14) ومحاقاً (يومي 27 و28) إذ أن هذه الأيام الأربعة تشهد رياحاً نشطة.

5
عند الهجوم بالنار، يجب الاستعداد لتطورات خمسة يمكن حدوثها:

6
1- عندما تمتد النيران من قلب معسكر العدو إلى خارجه، عندها يجب الهجوم على الفور من الخارج.

7
2- إذا امتدت النيران لكن جنود الأعداء التزموا الهدوء ورباطة الجأش، فانتظر حلول الوقت الملائم ولا تهاجم. (الغرض من الهجوم بالنار بث الفوضى في صفوف العدو – فإذا لم يُصب العدو بالذعر فهذا معناه أنه مستعد لك ينتظرك فيجب الحذر).

8
3- عندما تبلغ ألسنة اللهب أقصى ارتفاع لها، اتبعها بالهجوم إذا كان ممكناً، فإن لم يكن ممكناً فابق مكانك. (إذا وجدت فرجة فاستغلها وتقدم، وإذا كانت المصاعب جسام فالزم مكانك).

9
4- إذا لاحت الفرصة للهجوم بالنار من خارج معسكر العدو، فلا تنتظر حتى يحترق المعسكر من داخله، لكن اختر الوقت المناسب للهجوم (قد لا يكون في معسكر العدو أي شيء تشتعل فيه النار فيطول انتظارك وقتها لاشتعال النار).

10
5- عندما تشعل ناراً، أشعلها في الجهة التي تهب منها الريح. لا تهاجم باتجاه الريح. (إذا حاصرت العدو بين جيشك وبين النار المشتعلة التي تهب باتجاهه فسيستبسل في القتال، كما ستتضرر أنت من النار أيضاً).

11
الريح التي تهب في وقت النهار تستمر لفترة طويلة، لكن نسمات الليل تهدأ بسرعة.

12
في كل جيش، يجب أن تكون التطورات الخمسة المتصلة بالنار معلومة جيداً، ويجب حساب حركة النجوم، ومعرفة الوقت لحساب الأيام بدقة. (لمعرفة أوقات هبوب الرياح، وللاستعداد أيضاً للعدو إذا كان بدوره ينتظر موسم الرياح).

13
إذن أولئك الذين يستعملون النار لتساعدهم في الهجوم يتحلون بالذكاء، وأولئك الذين يستخدمون المياه لتساعدهم في الهجوم يحصلون على قوة إضافية.

14
عن طريق المياه يمكن اعتراض العدو، لكن لا يمكن سرقة جميع ممتلكاته. (للمياه مفعول كبير، لكنه لا يعادل تأثير النار التدميري، كما أن المياه يمكنها إطفاء النار وإفقادها تأثيرها إذا كان معسكر العدو بالقرب من مصدر مياه).

15
شقيُ مصيره - من يحاول الانتصار في معاركه والنجاح في هجومه دون تنمية روح المغامرة لدى جنوده، وتكون النتيجة ضياع الوقت والجهود. (يجب مكافأة المجيدين وتوزيع الغنائم، كما يجب تحين الفرص واستغلالها على الفور).

16
الحاكم المستنير يضع خططه مقدماً، والقائد الناجح يرعى مصادره وجنوده (عن طريق الثواب والعقاب والمكافآت).

17
لا تتحرك حتى ترى فرصة تنتهزها، ولا تستعمل قواتك ما لم يكن هناك فائدة ترجوها، ولا تقاتل ما لم يكن موقفك حرجاً.

18
لا يجب على الحاكم أن يضع قواته في الميدان استجابة لثورة غضب، ولا يجب على القائد أن يخوض معركة فقط بسبب جرح طال كبريائه.

19
إذا كان يصب في مصلحتك، تحرك للأمام، وإلا فالزم مكانك.

20
الغضب – مع مرور الوقت – قد يتحول إلى بهجة، ومسبب الغيظ يمكن التغلب عليه بالقناعة ورضا النفس.

21
لكن عندما يتم تدمير مملكة بأكملها فلا يمكن إعادتها كما كانت من جديد (الموتى لا يعودون للحياة).

22
إذن الحاكم المستنير يحترس، والقائد العام يكون مليئاً بالحذر. هذه هي السبيل لإبقاء الدولة في حالة سلام (داخلي وخارجي) مع إبقاء جيش كاملاً سليماً ومستعداً.

krimbow
19/07/2006, 19:27
الفصل الثالث عشر من كتاب 'فن الحرب'

استعمال الجواسيس «» The use of Spies

ترجمة وإعداد: رءوف شبايك
1
إن تجميع مئة ألف من الجنود الرجال، والسير بهم لمسافات طويلة في مناورات حربية، كفيل بأن يوقع خسائر ثقيلة على أفراد الشعب ويستنزف موارد الدولة، إذ سيبلغ معدل الإنفاق الحكومي اليومي آلاف الأونصات من الفضة، وسينتشر الهرج والمرج وتعم الفوضى داخل البلاد وخارجها، وسيسقط الجنود من الإرهاق جراء سيرهم المسافات الطويلة على الطرق، وستزيد معاناتهم كلما أوغلوا في الأراضي المعادية، وسيتضرر الآلاف من الأسر في أعمالهم وأرزاقهم.

2
قد تقابل الجيوش المتحاربة بعضها البعض في حروب مستنزفة تستمر سنين، يصارع خلالها كل طرف لاقتناص النصر المظفر، والذي قد يتحدد في يوم واحد. أن تبقى جاهلاً بحالة العدو لأنك ترفض إنفاق حفنة أونصات من الفضة لشراء ذمم ورواتب الجواسيس لهو عمل يمثل قمة اللاإنسانية.

3
من يتصرف بهذه الطريقة ليس بقائد كفؤ للأفراد، ولا يقدم يد المساعدة لحاكمه، وليس بجالب للنصر.

4
وهكذا - فإن العنصر الذي يعين الحاكم الحكيم والقائد العسكري المحنك على تنفيذ الضربات القوية وتحقيق النصر، التي لا يمكن للرجال التقليديين تحقيقها، هذا العنصر هو المعرفة المسبقة بأمور العدو.

5
هذه المعرفة المسبقة لا يمكن الحصول عليها عن طريق استحضار الأرواح أو استجداء الآلهة، أو بناء على سنوات الخبرة والتوقعات المدروسة، أو من الحسابات الفلكية أو النجوم.

6
تحركات ونوايا العدو الفعلية يمكن معرفتها فقط من خلال رجال آخرين.

7
هكذا تبرز الحاجة لاستخدام الجواسيس، الذين ينقسمون إلى خمس فئات:
1- المحليون (المواطنون)
2- الداخليون
3- المنشقون (المزدوجون)
4- الهالكون (المضللون)
5- الاستراتيجيون (الباقون أحياء)

8
عندما تعمل جميع فئات الجواسيس معاً في وقت واحد وفي انسجام تام، فلا يستطيع أحد وقتها اكتشاف هذا التنظيم السري. ذلك هو أكثر التنظيمات الاستخباراتية أهمية عند الحاكم.

9
استعمال جواسيس محليين يعني توظيف خدمات القاطنين في الأحياء السكنية. (يشرح تو مو هذه النقطة بقوله: تودد إلى سكان أحياء العدو وأكسبهم إلى صفك ليكونوا جواسيس لك).

10
استعمال جواسيس داخليين يعني الاستفادة من ضباط جيش العدو. (يستطرد تو مو: عليك الاقتراب بحذر من ضباط وعساكر العدو المتذمرين، الذي تعرضوا لتخطيهم في الترقيات أو الطماعين أو غير الراضين عن أحوالهم العامة، أو المتمردين المحكوم عليهم بعقوبات، أو القيادات العسكرية المهمشة التي تريد إلحاق الفشل بصفوفها لتثبت أنها على حق فيما ذهبت إليه من رأي).

11
استعمال جواسيس منشقين يعني بسط السيطرة على جواسيس العدو وجعلهم يعملون لصالحك. (لا زلنا مع تو مو الذي يعقب قائلاً إن المنشقين يعملون على إعطاء معلومات غير صحيحة للعدو عنا، ولا يقتصر الأمر على استمالة أفراد ليعملوا جواسيس لنا، إذ يمكن التستر على جواسيس العدو لدينا وعدم إشعارهم بأن أمرهم قد اكتشف، مقابل الحرص على تزويدهم بما نريده من معلومات، لينقلوها بدورهم إلى العدو، دون فطنتهم للأمر).

12
استعمال جواسيس مضللين هالكين ، لا ينفذون سوى أعمال محددة في وضح النهار بغرض الخداع، لكي يعرفهم جواسيس العدو ويبلغون عنهم العدو، وتزويدهم بمعلومات زائفة، حتى إذا تم اكتشافهم والقبض عليهم واعترفوا تحت ضغط تعيب العدو، كانت المعلومات التي باحوا بها للعدو مضللة غير حقيقية.

13
الجواسيس الباقون على الحياة هم من يعودون أحياء ومعهم الأخبار من معسكر العدو.

14
لا شيء في أمور الجيش كله يفوق أهمية الحفاظ على علاقات قريبة وحميمة مع الجواسيس، كما لا يجب أن يفوق أي شيء مكافأة هؤلاء الجواسيس بسخاء، ولا يجب أن يفوق أي شيء السرية التامة للتعامل مع الجواسيس. يجب أن يتمكن الجواسيس من الوصول للقائد بكل سهولة وفي كل وأي وقت. الجواسيس – بحكم طبيعتهم- دائماً ما يتعاونون مع من يدفع أكثر، لذا لا يجب أن يعرفوا أي شيء أكثر مما ينبغي، ويجب الحرص منهم دائماً، إذ يمكن أن يكونوا مزدوجين أو ينشقوا عليك.

15
لا يمكن توظيف الجواسيس بدون مبادئ عامة حكيمة ومفهومة وواضحة. يجب أن يكون القائد عالماً بحقائق الأمور، فيعرف الصدق من الكذب، ويعرف الأمين من المخادع.

16
لا يمكن إدارة شئون الجواسيس بنجاح من دون إظهار النوايا الطيبة والوضوح التام والصدق الكامل في التعامل. يجب أن تكسب ثقة الجاسوس تماماً.

17
بدون إعمال العقل والتفكير في تقارير المعلومات الواردة من الجواسيس، لا يمكن لأحد أن يكون واثقاً تمام الثقة من صحة هذه المعلومات الاستخبارية.

18
كن دقيقاً – كن بارعاً، واستعمل الجواسيس في شتى الأمور والمجالات.

19
إذا تم تسريب معلومات سرية إلى أي جاسوس قبل حلول الوقت المناسب لذلك، اقتل هذا الجاسوس وكل من نقل إليه هذا السر. قتل مثل هذا الجاسوس الشارد إنما هو عقاب له، وقتل المُسرب هو للقضاء تماماً على هذا التسريب.

20
بغض النظر عما إذا كان الهدف هو قهر عدو أو غزو مدينة أو اغتيال فرد ما، فيجب أن تبدأ بمعرفة قائمة أسماء الجميع، من مساعدين وعاملين وحراس، ويجب توجيه الجواسيس ليؤكدوا صحة هذه الأسماء. يجب بحث إمكانية استمالة أي من هؤلاء بالرشوة بالمال.

21
يجب البحث عن جواسيس الأعداء الذين قدموا إلينا من أجل التجسس، وأن يتم إغرائهم بالرشاوى، وأن يتم إبعادهم وتسكينهم في أماكن بعيدة ومريحة. بذلك سينشقون ويصبحون جواسيساً لنا مستعدين لخدمتنا.

22
من خلال المعلومات التي يمدنا بها الجواسيس المنشقون، يصبح بإمكاننا الحصول على وتوظيف جواسيس محليين وداخليين.

23
بناء على هذه المعلومات أيضاً، يمكننا تزويد الجواسيس الهالكين (المضللين) بمعلومات زائفة يمررونها للعدو.

24
أخيراً، وبناء على كل هذه المعلومات التي أمدنا بها الجواسيس بمختلف فئاتهم، يمكن استخدام فئة الجواسيس الاستراتيجية في مهمات محددة.

25
الغرض والغاية من التجسس بكل صوره الخمسة السابقة هو معرفة أمور العدو، تلك المعرفة التي يتم الحصول عليها ابتداء من الجواسيس المنشقين، ولذا يجب معاملة أولئك الجواسيس بكل سخاء وكرم.

26
وكأمثلة على ذلك، فإن التاريخ القديم يخبرنا عن بزوغ نجم سلالة ين بسبب آي تشي الذي خدم تحت هسيا، وكذلك صعود سلالة تشو بسبب لو يا الذي خدم تحت ين.

27
الحاكم المتنور والقائد الحكيم هما من يستخدمان أفضل المعلومات الاستخبارية العسكرية لأغراض التجسس وبذلك يحققان النتائج العظيمة. الجواسيس هم أكثر العناصر أهمية، لأن قدرة الجيش على رؤية العدو وفهمه ومن ثم الاستعداد له تعتمد عليهم، على أن الإفراط في الاعتماد على الجواسيس قد يؤدي لأثر عكسي، لذا فيجب الموازنة بين جميع العناصر الاستخباراتية والمعلوماتية.

krimbow
19/07/2006, 19:31
هالملف المرفق بيحتوي على الكتاب كاملا على هيئة "بي دي اف" (pdf)

مع الشكر الجزيل للسيد "رؤوف شبايك" على ترجمتو لهالكتاب

و هي موقع السيد "رؤوف شبايك"

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

بتمنى للجميع الاستفادة
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

ويسا
13/01/2008, 19:03
اكثر من رائع:clap::clap::clap::clap:

doumit
21/01/2008, 09:18
\hi very intresting site all who love to read adore you guys..keep on with new books

butterfly
20/03/2008, 11:45
تم رفع الكتب على موقع خارجي لحين حل مشكلة المرفقات
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////