اللعبة اصبحت مكشوفة ، واول الرقص هو قرار اجتماع وزراء الخارجية العرب بالتقدم بطلب الى مجلس الامن ، وفي طيات الطلب الورقة اللبنانية من تمثيل قوى 14 اذار وتوقيع السنيورة ،

ومن يمسك بالعصا التي تحرك الخيوط قابع هناك في الرياض ، يضع الاسطوانة لنسمعها بصوت رئيس الوزراء اللبناني ، الذي يجمل ويدلس ويلحمس ويقدم لنا وجبة تفوح منها رائحة الصمود والمواجهة والادانة والوحدة الوطنية والعروبة القومية.

اما في مكوناتها ففيها جرعة قاتلة من السم من نوع " بسط سلطة الحكومة على كامل الاراضي اللبنانية " ، وصدى الصوت يتردد على حيطان اصحاب القرار في الدول العظمى ، ويلتقي الى حد العناق مع الشروط الاسرائيلية .. " نزع سلاح حزب الله "..

وكأن لسان حال كل هؤلاء من خلال حرف العطف "و" رسالة من السماء للعدو الاسرائيلي .. " من هنا ، تقول "وقف اطلاق النار" و ( والانتباه هنا جيدا لحرف الواو ) "بسط سلطة الحكومة اللبنانية" على كامل الاراضي اللبنانية ، لتعانق رسالة شروط قادمة من هناك من اسرائيل تقول وقف اطلاق النار و ( ايضا حرف الواو ) نزع سلاح حزب الله ونشر الجيش اللبناني في الجنوب ..

وضع الموضوع في احضان مجلس الامن ، على نغمات جوقة الثمانية الكبار التي سمعناها امس ، يعني قرار دولي ثاني يعزل حزب الله مرة اخرى ويضغط بشكل مباشر ( وربما تحت تهديد الفصل السابع ) ، لنصرة فريق الاكثرية اللبنانية ، وتحقيق مطالب اسرائيل ، وزوال شبح انتصار المقاومة عن صدور الانظمة العربية بمعنى التصاقهم اكثر بالكرسي ..

نعم هو شأن داخلي لبناني ، فليبقى كذلك ، ومهما كان قرار اطراف طاولة الحوار اللبناني ، كانت ستحترم وستنفذ ، ولكن عندما تصل التهديدات الى ذقوننا ، ويصبح القرار اللبناني " واسع " يمتد من الرياض الى باريس ويمر بـ تل ابيب ، نصبح معنيين ، على الاقل في فضح ما هو مستور ( او يحسبونه مستورا ) وواجب علينا ان نقول ما يجب علينا قوله ..

من المعيب ان تستغل اطراف لبنانية الاعتداءات الاسرائيلية وتعزف على اوتار المآتم انغام النصر على خصومها السياسيين ، وبالتالي يجب ان تحدد هدفها المعلن بدعم المقاومة وتوحيد كافة القوى اللبنانية في مواجهة اسرائيل والطلب من العدو وقف اعتداءاته على لبنان بدون ان يتبع هذا الطلب حرف عطف ..

من المعيب ان يبادر بعض الحكام العرب بدافع التخلص من وساوس اقليمية باعطاء غطاء " عربي " لتبرير العدوان المجرم على لبنان ، ويجب ايضا على هؤلاء ان يدينوا العدوان الاسرائيلي ويطلبوا وقف اعتداءاتها على لبنان والشعب اللبناني واستبدال حرف ( الواو ) .. بـ ( وإلا )
من المعيب على دول كبرى يجب ان تكون راعية لعملية السلام وضامنة لكل الاطراف في المنطقة لتحقيق مصالحة حقيقية وسلام شامل يحقق مصالح كل الاطراف ان تكيل بمكيالين وتنظر بعين واحدة وتنظر الى المصالح العربية من " خرم " ابرة ، تمرر منه جملا اسرائيليا هدفه ابتلاع المنطقة .. وهنا لن نقول "يجب".. لان مواقف هذه الدول الكبرى كانت على الدوام صغرى .. ولا شيء جديد ..

برأيي الخاص يجب ان يكون المطلب حاليا لكل اللبنانين و العرب ، هو وقف فوري للاعتداءات الاسرائيلية وابداء كل دعم للمقاومة اللبنانية بدون اية ( واو ) .. وبعد وقف هذه الهجمة الهمجية الاسرائيلية اولا .. يكون في "ثانيا" وبين الاطراف اللبنانية وحلفائهم واصدقائهم .. ما يشاؤون من حروف العطف " السليمة "..

نضال معلوف