-
دخول

عرض كامل الموضوع : وهم مبدد ووعد صادق ...


tiger
16/07/2006, 12:55
ليس الوقت وقت كتابة وتدبيج خطابات، فالحدث أكبر وأجل من الكتابة وحلاوتها.

فالدم لا قرين له، والبطولة والشجاعة، ووقفات العز يتقزم الكلام معها، ولأن المعركة طويلة، وكل في مجاله فسأسمح لنفسي أن أنضم إلى المقاومة الشريفة في فلسطين ولبنان، وأن يسطر قلمي بعض الأسطر المتواضعة، دعماً للمجاهدين ودماء الشهداء، وآلام الجرحى، وتقريعاً لمرجفي العصر الحديث ومنافقيه، وتصحيحاً لبوصلة البعض.
كل في موقعه، والقلم في موقعه، عوناً لكم، ومعكم إلى آخر المدى ونهاية المشوار.

الحر يبقى حراً، والذليل يبقى ذليلاً، ولو تلونت الأشكال والعصور، وتبدلت الأسماء، تبقى الحقائق ثابتة، الأبطال هم الأبطال، والعملاء هم العملاء، والمنافقون هم المنافقون.

الأسود في الملمات تظهر، والفئران تختفي في جحورها، والحق ظاهر، والله لأمره غالب.

وهم مبدد في فلسطين، ووعد صادق في لبنان، ضربتان على رأس الكيان تذله وتفقده صوابه.. أصوات المرجفين تطل برأسها، والمؤمنين بقضيتهم ما زالوا على الحجر قابضين وبالنصر متيقنين، وفي زمن الغرباء طوبى لهم في كل مكان، في فلسطين ولبنان.

فلسطين لا تفاجئ المؤمنين بها وبقدرتها على صفع العدو كلما توهم استسلامها واستكانتها، دائماً تنهض فلسطين كطائر الفينيق لتصفع ذلك العدو، والمتخاذلين من العرب والمسلمين، تضربهم بقوة علهم يعودوا إلى جادة الصواب، فكانت عملية الوهم المبدد، التي تؤكد أن القول الفصل للمقاومة، لا لدعاة المساكنة والموادعة مع القاتل المحتل، أن الكلمة العليا للمجاهدين الشرفاء لا للصوص المال الحرام باسم فلسطين وقضية فلسطين.

وهم مبدد رسالة لمن يفهم في عصر قل فيه الفاهمين.
ووعد صادق يأتي هذه المرة، ممن يقول ويفعل، من أصحاب الراية الصفراء، من الحزب الغالب من حزب الله، الذي سطر اسمه كما اخوانه في فلسطين في سفر الشرفاء والأبطال، سفر المدافعين عن كرامة أمة يصر بعض أبنائها بشكل مريب، على الارتماء بأحضان الغزاة والطغاة، والتنكر للتضحيات والدماء والمواقف الصحيحة في زمن اختلاط الأمور.

ما بين الوهم والوعد، نَصرٌ وشعب لا ينحني إلا لخالقه، ووطن لا يبنى إلا بالدماء عند العدوان والاحتلال، ووطن لا يحصن ولا يحمى سياجه إلا بالأحمر القاني، لا بالصداقات الوهمية، والرحلات المكوكية، التي لا طائل منها والتي لا تخرج عن إطار العلاقات العامة الكاذبة، ولا تحمى الأوطان بالعناق والقبلات مع القتلة والمجرمين، ولا بالتعويل على منظمات عالمية وعربية، فلا مجلس الأمن، ولا منظمة المؤتمر الإسلامي، أو جامعة الدول العربية، كل تلك المنظمات تسميات كاذبة، ومنذ زمن انتهت صلاحيتها ويجب علينا دفنها وتشييعها إلى مثواها الأخير.

في هذه اللحظات الحاسمة، وفي ضوء الهجمة الشرسة للكيان المحتل، بدأنا بسماع الأصوات الشاذة، وهذه الأصوات ليست وليدة اليوم، بل هي امتداد لمرجفين ومنافقين المدينة، الذين ثبطوا الهمم والعزائم، وتحججوا بالحر وبعد المسافة وقوة العدو، وتخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمرجفي عصرنا ومنافقيه يقومون بالدور نفسه اليوم وما أشبه الليلة بالبارحة.

المنافقون والمرجفون، لا غرابة في مواقفهم أنهم ضد الأوطان وأهلها، لكنهم في ساعة الحقيقة يتضاءلون ويخنسون، عندما يقول المجاهد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

وآخر النفاق والإرجاف ما سمعناه من مملكة آل سعود، وينطبق عليهم القول صمت دهراً ونطق كفراً، كنت أتمنى أن يبقوا صامتين كعادتهم، لأن كلامهم لا يستساغ ولا هذا مكانه، ونصيحة لهم أن يعلموا ملكهم اللغة العربية، كي نفهم ما يقول، عندما يتكلم في المؤتمرات الصحفية والقمم العربية والإسلامية.

العدو الصهيوني هو الآن في مأزق، وحربه خاسرة خاسرة، توهم من توهم، وصدّق من صدّق، وفي التاريخ عبرة لمن يقرأ ويفهم ويستنبط، وفي شواهد الحاضر لمن يعي ويعقل.

معركة الشعوب وتقرير المصير لا تقاس بالسنين، ولا بعدد الضحايا، هي معركة طويلة، وهي معركة إرادات لمن يفهم ويعي، وهل أرضنا هذه عرفت الاستقرار منذ فجر التاريخ إلى الآن، حتى يطل علينا البعض ويتحفنا بأقوال عن الاستقرار والأمن والسلام.
أين المغول الغازين وماذا حل بهم؟
أين الصليبيين القادمين من وراء البحار؟
ماذا حل بالأميركيين في فيتنام والصومال والآن في العراق؟
من الذي دفع جيش الكيان الغاصب من الهروب من لبنان؟
هذه هي شواهد التاريخ القديم والحاضر، وهذه الأمة لا بد لها من هزة قوية، حتى تصحو وتعود إلى وعيها، وتنهض من غيبوبتها.

بوركت السواعد القابضة على الزناد في فلسطين ولبنان، وغبار أحذيتكم في معارك العز أيها المقاومون، أشرف وأطهر ممن يتآمر عليكم ويدينكم وينافق ويثبط الهمم.. أنتم الأبطال وقاماتكم تلامس السماء، وهم في مخادع النساء والخصيان وضعوا أنفسهم ورؤوسهم.

وهم مبدد ووعد صادق.. طريق نصر، وعنوان للشرف والعزة والكبرياء.. وتكامل على طريق اللحمة الجهادية في فلسطين ولبنان.

وعد صادق ننتظره في الأيام المقبلة، ووهم مبدد، بدد أوهامنا قبل العدو بأن المقاومة قادرة وباقية ما دام الاحتلال باق.

حسن علي الحلبي