ثواني معدودة من الغضب غيرت وجه تاريخ المونديال ،وتاريخ كأس العالم ،وتاريخ فرنسا في ملاعب ومباريات كرة القدم....وربما اشياء أخرى ...تخصنا نحن العرب .

لم استطع تصديق عيوني من مشاهدات الحدث، نهضت واقفا وإقتربت من جهاز التلفاز لأتأكد من الصورة، ثم غيرت القناة إلى قناة ثانية للمونديال،ولكنها تبث نفس المشاهد ،إقتربت اكثر من التلفاز،لأستطيع سماع الأحداث والتعليقات،ولكن لم يحصل اية تفسيرات ماعدا التعليقات الجارحة المهينة على فعلة زيدان تلك الغير مفهومة،التي لم استطع إستيعابها،
يا للهول إن الذي رأيته هو حقيقة وحدثت فعلا وعندها تمنيت لو أنني أستطيع من دخول الشاشة والوصول إلى ذلك العملاق البطل صانع الأهداف ،
زيدان وامسكه برأسه وأهزه بعنف وقوة وأسأله لماذا يا زيدان لماذا..لماذا الآن..وربما دموعي الغزيرة ستمنعني من رؤيته بوضوح وكذلك حشرجة صوتي ونفسي المتقطع ربما سيحول سؤالي إلى نديب حزين ،ولكنني مصر على السؤال، لماذا يا زيدان دمرت كل آمالنا نحن العرب ?? انت انت يا زيدان مندوبنا ومندوب الجامعة العربية,
انت يا زيدان انت المبعوث الحي الوحيد بعد موت تلك المؤسسة، انت يا زيدان السفير البارع المتجول لكل العرب ،انت كنت تمثل النصر الذي يأمله ملايين من الشباب العربي ,نصرك كان سيخفف من آلام مذابحنا، وربما سيغير لون وطعم دماء اطفالنا المراق في كل صباح،
انت ممثلهم ومثالهم نحو النجاح انت الوردة الخارجة من الجراح ، لماذا سقطت في هوة الغضب ، وكيف استطاع اعداؤك من إثارتك وتجريدك من كل إنسانيتك لتهتاج وتدمر كل ما حققت من نجاح لك ولمنتخبك ولبلدك الجديد وكذلك بلدك الأصلي،ا
نا متأكد من ان الإساءة كانت نابية ومهينة ، ربما كانت إهانة لعائلتك وربما لبلدك او من الأرجح كانت إهانة لديانتك ولذلك خرجت عن طورك وأجبت بتلك الطريقة الغير ذكية وانا شخصيا اعتقد إن القضية مدبرة ومدروسة ومخطط لها لإثارتك في تلك اللحظات الدقيقة من تاريخ حياتك الكروي وكذلك من تاريخ منتخبك وتاريخ فرنسا في المونديال،
لقد اسقطوك فى متاهات ألاعيبهم ولكن للأسف انك لم تقاوم ولم تستعمل روحك الرياضية او ذكائك او حلمك او صبرك وخاصة انت إبن امة صابرة على كل ويلاتها ومصائبها وحكامها ،
وهكذا انهيت تاريخك الجميل بتلك الطريقة المخجلة وكذلك استطيع ان اقول أنه لو صبرت قليلا ربما كانت كل الأمور والنتائج مختلفة ، فربما كنت انت هو المحتفل بالانتصار ،وربما لا بل من الأكيد وداعك كان له شكل آخر وذكراك في نفوسنا جميعا ستكون في مكان آخر في ذاكرتنا لكن ويا للأسف الكبير لقد اسقطوك ولكن يا للفجيعة ويا للحزن لقد قبلت انت بالسقوط .

Talal