-
دخول

عرض كامل الموضوع : خطوة في علاج العقم... تطوير حيوانات منوية معملية تساعد على الإنجاب


dot
11/07/2006, 22:41
محيط - محمد السيد: في اكتشاف علمي مذهل يمنح أملاً جديداً للرجال الذين حرمو من نعمة الإنجاب، أثبت العلماء لأول مرة أنه بالإمكان استخدام حيوانات منوية تستزرع من خلايا جذعية للأجنة في التناسل، يمكن أن تؤدي بدورها في نهاية المطاف إلى مساعدة هؤلاء الرجال الذين يعانون من العقم حتى يولد لهم أطفال.
وأوضح العلماء أن هذا الاكتشاف قد يفتح الباب لعلاج مجموعة من الأمراض الأخرى باستخدام الخلايا الجذعية عن طريق فهم عمليات تطور الأجنة بصورة أفضل.
وأشار العلماء إلى أن هذه التجربة قد جرت باستخدام الفئران، وجرى إنتاج سبعة من صغار الفئران، عاشت ستة منها حتى البلوغ، غير أن الفئران التي أنتجت بهذه التقنية الجديدة ظهرت عليها أنماط نمو غير طبيعية، ومشكلات أخرى، مثل صعوبات في التنفس، بحسب الـ BBC.
وقد أخذ البروفيسور كريم نايرنيا وزملاؤه بجامعة جيورج-أوجست بجوتينجن في ألمانيا، خلايا جذعية من جنين أحد الفئران كان عمره بضعة أيام فقط واستزرعوا تلك الخلايا في المعمل، وتمكن العلماء باستخدام معدات فرز خاصة من عزل بعض الخلايا الجذعية التي بدأت تتطور لتصبح حيوانات منوية.
ووفر العلماء الظروف المناسبة لتلك الخلايا الجذعية في مراحلها الأولى لتنمو لتصبح خلايا حيوانات نووية بالغة، ثم قاموا بحقن بعضها في بويضات فئران، ثم نمت البويضات المخصبة وتم زرعها بنجاح داخل رحم فأرة وولدت سبعة فئران.
وأوضح البروفيسور نايرنيا، الذي يعمل الآن في جامعة نيوكاسل بإنجلترا، قائلاً "للمرة الأولى خلقنا الحياة باستخدام حيوان منوي صناعي، سيساعدنا هذا على فهم الكيفية التي تنتج بها الحيوانات المنوية داخل جسم الرجل، ولماذا تعجز بعض أجسام الرجال عن إنتاجها"، وأضاف "إذا فهمنا ذلك أمكننا علاج العقم لدى الرجال".
وفي المستقبل قد يكون بالإمكان استزراع خلايا جذعية من الرجال الذين يعانون من عقم باستخدام عينة مجهرية تؤخذ من الخصية، ويتم تنمية تلك الخلايا في المعمل ثم نقلها للجسم مرة أخرى.
ويقول البروفيسور هاري مور، أستاذ البيولوجيا التناسلية بجامعة شيفيلد، "تلك العمليات التي تجري في الأنابيب أبعد ما تكون عن الكمال حيث أن الفئران التي ولدت بهذه العملية كانت غير طبيعية"، وأضاف "وذلك يتعين علينا التحلي بالحذر البالغ في استخدام تلك الأساليب في علاج الرجال أو النساء الذين يعانون من العقم بسبب الافتقار إلى الخلايا الجذعية الاستزراعية حتى يتم استيفاء المطلوب من كافة أوجه السلامة، وهو ما قد يستغرق سنوات".
وفضلاً عن اعتبارات السلامة، فإن استخدام خلايا جذعية من أجنة لخلق حيوانات منوية يثير أيضاً علامات استفهام أخلاقية، لذا قالت آنا سماجدور، الباحثة في الأخلاق الطبية بالكلية الملكية بلندن "إن خلق حيوان منوي فاعل خارج الجسد يعد قفزة كبيرة ويفتح الباب لإمكانية ضخمة لبحوث الخلايا الجذعية وعلاج العقم"، "غير أن الحيوانات المنوية والبويضات تلعب دوراً فريداً في فهمنا لصلة الرحم والأبوة والأمومة، والقدرة على خلق تلك الخلايا في معمل سيشكل تحدياً فكرياً خطيراً لمجتمعنا".
ويعتقد البروفيسور جون بيرن، الباحث في العلم الإكلينيكي للجينات بجامعة نيوكاسل، إن الخلايا الجذعية ستوفر العلاج لكافة الأمراض على اختلافها.
ويقول "نفس الطريقة يمكن في نهاية المطاف أن تتيح لنا التحكم في نمو خلايا الكبد والقلب والمخ ومعالجة كافة الأنسجة التي تتعرض للتلف أو المرض".
وفى سياق متصل تمكن فريق من العلماء الإيطاليين فى تطوير تقنية معقدة للتخلص من النطف الضعيفة، أو ذات النوعية الرديئة، واستبدالها "بنطف خارقة" في إطار برنامج علمي لحل مشكلة الإخصاب عند الذكور.
ويعكف العلماء في كل من جامعة بادوا و لاسبيانزا بإيطاليا على دراسة كل خلية نطفية عن كثب، والتخلص من الحيوانات المنوية ذات الرؤوس المدببة أو من ذوات الرأسين، أو المستديرة بشكل حاد، أو الصغيرة، أو التي لديها أعناق منحنية، ثم إخضاع النطف المنوية الأخرى للتحليل لمعرفة مقدرتها على الإخصاب.
ومن أجل زيادة فرص الإخصاب لدى الذكور يزرع العلماء الحيوانات المنوية في خلية البويضة غير الملقحة.
وأشار الدكتور كارلو فورستا من جامعة بادوا بقوله "إذا استطعنا اختيار النطف المنوية نستطيع عندها تجميد كل خلية على حدة"، مضيفاً أن ذلك يساعد فى عميلة الإخصاب.
وتتخلص المرحلة الأولى بفحص أشكال خلايا النطف المنوية عبر وسائل مجهرية متطورة تجعلها أكبر من حجمها الحقيقي بأكثر من 6 آلاف مرة لمعرفة مدى ملائمتها.
من جانبها أفادت الباحثة أندريا لنزى بقولها "استطعنا حتى الآن التمييز بين الحيوانات المنوية المتحركة والجامدة، ولكن علينا معرفة المدى الذي سوف تظل فيه ناشطة ومتحركة".
وقد أظهرت دراسة علمية أن التقدم بالعمر لا يؤثر على قدرة المرأة في الإنجاب فحسب، بل له تأثيره السلبي على خصوبة الرجال كذلك.
ووجد البحث الجديد أن نوعية السائل المنوي للرجل تتدنى مع التقدم في السن مما يقلل من فرص الإنجاب ويزيد من إمكانية إنجاب أطفال متخلفين عقلياً.
وقد كشفت الأبحاث العلمية منذ القدم تأثير الساعة البيولوجية على المرأة، حيث ترتفع مخاطر الإجهاض وولادة أطفال بعاهات مثل مرض متلازمة داون بين النساء المتقدمات في العمر.
وأشار بريندا أيسكنازى من كلية الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا إلى أن الأبحاث الجديدة ذكرت أن للساعة البيولوجية تأثيرها على الرجال كذلك، إلا أن هذا التأثير مختلف، فخصوبة الرجل وقدرته على إنتاج ذرية تتمتع بالصحة تتغير تدريجياً وليس فجأة كما يحدث مع النساء.