dot
10/07/2006, 02:33
بـقـلـم احمد علي المصطفى
لنفترض جدلا , والافتراض واقع , كون التاريخ متشابه كما أقول على الدوام , جنود
احتلال , لدولة أجنبية , يحتلون أرضك , ثم بعد انهيار البلد ككل , يتغلغل
الجنود في كل حي و شارع وزقاق , فجأة ....
يقتحمون بيتك , يرافق اقتحامهم صراخ مسعور مأفون الطابع , وتهديدات لا تفهمها
ربما بسبب تلك الهستيريا , و كونها ليست بالعربية , لا يهم , فالأهم أنها لغة
محتل لبلدك , يقومون بإخراج أمك أمامك , يعرونك من ثيابك , أمام أمك , أختك ,
بناتك , أو ربما زوجتك , ترجوهم أمك أن لا يؤذوا أحدا , يضحكون , يسخرون
, فهم الأقوى , وهم من انتصر , يتهمونك بالمقاومة , أو بحجة إخفاء معلومات عن
المقاومة , ثم وبوحشية , يخربون البيت , يضربون وجه أمك التي تحاول دفعهم عن
ابنتها والتي بالفعل , قام ثلاثة منهم باغتصابها أمام عينيك وأعين الجميع
.....!!
أنت تثـور , تـثــور , لكنهم شددوا قبضتهم عليك , ثم يتركون المكان كما دخلوا ,
يغادرون , ويتركون لك دموعك فقط ...........
هنا , أســأل سؤالي , وأتمنى أن أقرأ إجابة حقيقية , إجـابة من القلب والعقل
, أو من القلب ولا حاجة للعقل هنا , فالمشهد الثاني متمم للأول .
تخرج أنت بعد حادثة الصباح , تجد مجموعة منهم , باص فيه أجانب يتبعون لهم ,
لكنهم يرتدون الزي المدني , وبينهم نساء , كلهم يعملون في قطاع يتبع هذا الجيش
, أو يساعده بشكل ما , حدث وأنك امتلكت سلاحا , أو قنبلة , هل ستفجر الباص بمن
فيه ؟ أم أنك ستقول : لا يجوز ذلك , فإنهن نسوة والبقية يرتدون اللباس المدني
....!!!؟؟
ماذا ستفعل بحق , ثم كيف ستتصرف ....؟
طرحت هذا السؤال على شريحة من الشباب والشابـات , كانت النتائج مذهلة حقا ,
أكثر من تسعين بالمئة منهم أجابوا بأنهم سوف يقدمون على تفجير الباص , نسبة
من التسعين بالمئة ربما تقارب عشرون بالمئة , أجابوا بأنهم سيحاولون الانتقام
ممن في الباص , لكن التأكد من أنه لا يحمل أطفالا , فالنسوة في جيش
إسـرائيــل مثلا تؤدين الخدمة العسكرية , فهن والرجل سـواء في تلك الحالة .
نسبة عشرة بالمئة الأخيرة , آثروا أولا الهدوء ثم شحذ الهمم والطاقات , ثم
التخطيط المسبق , وتشكيل تنظيم فعلي بكل الامكانات المتاحة كي لا تتخذ الردود
شكل العشوائية والآنية والانفعالية التي ربما قد تشتت الجهد وتزيد من الخسارة
, ومنهم من أجاب التالي :
أحبوا أعدائكم كما تحبون أحبائكم.....فإذا كرهتم أعدائكم فأين الثواب عند الله
...........؟
إذا صفعكم أحدهم على خدكم , فأديروا له الخد الآخر , ثم يسترسل المتكلم ليضيف
على هذه البداية بقوله :
هدا الكلام مقبول وجيد , ولكن للأسف فهو لا يتماشى كمبدأ مع عدو بلا
أخلاق....!!!
من تلك الإجابات أيضا شـاب في العشرين من العمر يقول :
بدلا من أن أقذف بقنبلة , ومن المؤكد أني سأكشف بعدها , سأقوم بجمع كل
أصدقائي ممن باعوا أرواحهم فداءا للوطن , وأجمعهم وأجمع الأسلحة , ثم نقوم
بالتخطيط لعملية استشهادية أو قتالية ضد ثكنة عسكرية كاملة أو كتيبة كاملة
من جنود العدو , وبذلك تكون الفائدة أكبر , وأفضل من أن يلقي كل واحد منا
قنبلة واحدة ..
كانت المبررات لدى الجميع منطقية , الكل ردد وشدد وأكد على كلمة رئيسة وهي
( الكرامة ) أجمعوا عليها بالفعل , السبب الآخـر و هو الأهم , أن الوطن
قضية مقدسة , وتدنيس ترابه يحتاج لبذل الغالي والنفيس للذود عن حياضه ,
فاجتمع هنا مصطلح ( الأرض والعرض ) , حتى أن الردود أتت بالتضحية بالنفس من
نسبة عالية جدا من النساء اللائي أجبن....
فتاة ردت قائلة :
...أنت هنا تدفع بسؤالك الى أقصى احتمالات الغضب والحمية , ثم تسأل عما
ستكون عليه ردةالفعل ... ؟ ...رد الفعل على قياس الفعل ...والفعل هنا كبير ...
وكبير جدا على الرجل الشرقي الذي صورت له أمه ذليلة وأخته مغتصبة ... الانسان
الذي تريده في هذه الحالة ليس بوضع يسمح معه قياس الأشياء بمنطق... الانسان هنا
محطم...فاقد لمعنى وجوده ... ومتجه بجميع حواسه نحو الانتقام ... !!
كان ردي التالي :
أنا لم أفترض أشياء من عالم ديزني , ولم أرسم صورة سوريالية , ولا لوحة تجريدية
....
أنا نقلت صورة حدثت بالفعل , ولكن جغرافية المكان ربما تجعلنا نعتقد أننا
بمنأى عما يجري من حولنا , ما يجري كمثال في الضفة الشرقية من الحدود لا يبتعد
بضعة مئات من الأمتار عما ذكرته من وقائع تتكرر يوميا , أنا لم أدفع الرجل
الشرقي لأقصى درجات التهور لخيال مريض أمتلكه , أو كي استفز فيه ما نكرر
تسميته بجانب الحيوان فينا , لا , أنا أسأل عن سيناريو يحدث يوميا , نسمعه ,
نراه , فتلك العراقية , أو الفلسطينية هي أختي أنا وأمي أنا وأخت كل من له
شرف وضمير فينا , أردت فقط معرفة شيء واحد , هل ماتت الكرامة بالفعل ؟ حتى
عند هذه الدرجة ؟ لكن , الحمد لله , أنا أعلم أنها لم تمت , ثم أن القضية لا
تتعلق برجل شرقي , فهذا الأمر لو حدث من أحد أبناء الولايات المتحدة
الأمريكية , لكان رد فعله كما في أشرطتهم السينمائية , فوق كل عنف وخيال
مدمـر ...!!
ثم يردف أحد الأشخاص أيضا ليوضح بعض الأمور بقوله :
لا أدري لماذا لغة العقل و المنطق و المحاكمة العقلية تفرض علينا دوما أن نتلقى
الصفعات و نكون (الملطشة ) ..
ولا أدري لماذا لغة العقل و المنطق تفرض علينا دوما سياسة إباحة اللطم على
الخدود ..و أن نتلقى صفعة على خدنا و ندير الآخر لنتلقى الصفعة الأخرى . ماذا
يفعلون أساسا فوق أرضي أنا ؟ من أتى بهم من بلادهم لأرضي , فمن هو المعتدي ,
وكيف تكون الوقاحة في الصراخ بوجوهنا نحن لأننا نطلب منهم الرحيل .....!!؟؟
لنفترض جدلا , والافتراض واقع , كون التاريخ متشابه كما أقول على الدوام , جنود
احتلال , لدولة أجنبية , يحتلون أرضك , ثم بعد انهيار البلد ككل , يتغلغل
الجنود في كل حي و شارع وزقاق , فجأة ....
يقتحمون بيتك , يرافق اقتحامهم صراخ مسعور مأفون الطابع , وتهديدات لا تفهمها
ربما بسبب تلك الهستيريا , و كونها ليست بالعربية , لا يهم , فالأهم أنها لغة
محتل لبلدك , يقومون بإخراج أمك أمامك , يعرونك من ثيابك , أمام أمك , أختك ,
بناتك , أو ربما زوجتك , ترجوهم أمك أن لا يؤذوا أحدا , يضحكون , يسخرون
, فهم الأقوى , وهم من انتصر , يتهمونك بالمقاومة , أو بحجة إخفاء معلومات عن
المقاومة , ثم وبوحشية , يخربون البيت , يضربون وجه أمك التي تحاول دفعهم عن
ابنتها والتي بالفعل , قام ثلاثة منهم باغتصابها أمام عينيك وأعين الجميع
.....!!
أنت تثـور , تـثــور , لكنهم شددوا قبضتهم عليك , ثم يتركون المكان كما دخلوا ,
يغادرون , ويتركون لك دموعك فقط ...........
هنا , أســأل سؤالي , وأتمنى أن أقرأ إجابة حقيقية , إجـابة من القلب والعقل
, أو من القلب ولا حاجة للعقل هنا , فالمشهد الثاني متمم للأول .
تخرج أنت بعد حادثة الصباح , تجد مجموعة منهم , باص فيه أجانب يتبعون لهم ,
لكنهم يرتدون الزي المدني , وبينهم نساء , كلهم يعملون في قطاع يتبع هذا الجيش
, أو يساعده بشكل ما , حدث وأنك امتلكت سلاحا , أو قنبلة , هل ستفجر الباص بمن
فيه ؟ أم أنك ستقول : لا يجوز ذلك , فإنهن نسوة والبقية يرتدون اللباس المدني
....!!!؟؟
ماذا ستفعل بحق , ثم كيف ستتصرف ....؟
طرحت هذا السؤال على شريحة من الشباب والشابـات , كانت النتائج مذهلة حقا ,
أكثر من تسعين بالمئة منهم أجابوا بأنهم سوف يقدمون على تفجير الباص , نسبة
من التسعين بالمئة ربما تقارب عشرون بالمئة , أجابوا بأنهم سيحاولون الانتقام
ممن في الباص , لكن التأكد من أنه لا يحمل أطفالا , فالنسوة في جيش
إسـرائيــل مثلا تؤدين الخدمة العسكرية , فهن والرجل سـواء في تلك الحالة .
نسبة عشرة بالمئة الأخيرة , آثروا أولا الهدوء ثم شحذ الهمم والطاقات , ثم
التخطيط المسبق , وتشكيل تنظيم فعلي بكل الامكانات المتاحة كي لا تتخذ الردود
شكل العشوائية والآنية والانفعالية التي ربما قد تشتت الجهد وتزيد من الخسارة
, ومنهم من أجاب التالي :
أحبوا أعدائكم كما تحبون أحبائكم.....فإذا كرهتم أعدائكم فأين الثواب عند الله
...........؟
إذا صفعكم أحدهم على خدكم , فأديروا له الخد الآخر , ثم يسترسل المتكلم ليضيف
على هذه البداية بقوله :
هدا الكلام مقبول وجيد , ولكن للأسف فهو لا يتماشى كمبدأ مع عدو بلا
أخلاق....!!!
من تلك الإجابات أيضا شـاب في العشرين من العمر يقول :
بدلا من أن أقذف بقنبلة , ومن المؤكد أني سأكشف بعدها , سأقوم بجمع كل
أصدقائي ممن باعوا أرواحهم فداءا للوطن , وأجمعهم وأجمع الأسلحة , ثم نقوم
بالتخطيط لعملية استشهادية أو قتالية ضد ثكنة عسكرية كاملة أو كتيبة كاملة
من جنود العدو , وبذلك تكون الفائدة أكبر , وأفضل من أن يلقي كل واحد منا
قنبلة واحدة ..
كانت المبررات لدى الجميع منطقية , الكل ردد وشدد وأكد على كلمة رئيسة وهي
( الكرامة ) أجمعوا عليها بالفعل , السبب الآخـر و هو الأهم , أن الوطن
قضية مقدسة , وتدنيس ترابه يحتاج لبذل الغالي والنفيس للذود عن حياضه ,
فاجتمع هنا مصطلح ( الأرض والعرض ) , حتى أن الردود أتت بالتضحية بالنفس من
نسبة عالية جدا من النساء اللائي أجبن....
فتاة ردت قائلة :
...أنت هنا تدفع بسؤالك الى أقصى احتمالات الغضب والحمية , ثم تسأل عما
ستكون عليه ردةالفعل ... ؟ ...رد الفعل على قياس الفعل ...والفعل هنا كبير ...
وكبير جدا على الرجل الشرقي الذي صورت له أمه ذليلة وأخته مغتصبة ... الانسان
الذي تريده في هذه الحالة ليس بوضع يسمح معه قياس الأشياء بمنطق... الانسان هنا
محطم...فاقد لمعنى وجوده ... ومتجه بجميع حواسه نحو الانتقام ... !!
كان ردي التالي :
أنا لم أفترض أشياء من عالم ديزني , ولم أرسم صورة سوريالية , ولا لوحة تجريدية
....
أنا نقلت صورة حدثت بالفعل , ولكن جغرافية المكان ربما تجعلنا نعتقد أننا
بمنأى عما يجري من حولنا , ما يجري كمثال في الضفة الشرقية من الحدود لا يبتعد
بضعة مئات من الأمتار عما ذكرته من وقائع تتكرر يوميا , أنا لم أدفع الرجل
الشرقي لأقصى درجات التهور لخيال مريض أمتلكه , أو كي استفز فيه ما نكرر
تسميته بجانب الحيوان فينا , لا , أنا أسأل عن سيناريو يحدث يوميا , نسمعه ,
نراه , فتلك العراقية , أو الفلسطينية هي أختي أنا وأمي أنا وأخت كل من له
شرف وضمير فينا , أردت فقط معرفة شيء واحد , هل ماتت الكرامة بالفعل ؟ حتى
عند هذه الدرجة ؟ لكن , الحمد لله , أنا أعلم أنها لم تمت , ثم أن القضية لا
تتعلق برجل شرقي , فهذا الأمر لو حدث من أحد أبناء الولايات المتحدة
الأمريكية , لكان رد فعله كما في أشرطتهم السينمائية , فوق كل عنف وخيال
مدمـر ...!!
ثم يردف أحد الأشخاص أيضا ليوضح بعض الأمور بقوله :
لا أدري لماذا لغة العقل و المنطق و المحاكمة العقلية تفرض علينا دوما أن نتلقى
الصفعات و نكون (الملطشة ) ..
ولا أدري لماذا لغة العقل و المنطق تفرض علينا دوما سياسة إباحة اللطم على
الخدود ..و أن نتلقى صفعة على خدنا و ندير الآخر لنتلقى الصفعة الأخرى . ماذا
يفعلون أساسا فوق أرضي أنا ؟ من أتى بهم من بلادهم لأرضي , فمن هو المعتدي ,
وكيف تكون الوقاحة في الصراخ بوجوهنا نحن لأننا نطلب منهم الرحيل .....!!؟؟