dot
07/07/2006, 23:24
بقلم : الجوهره القويضي
أسرار مشاعرنا قد تختبئ من الكثير منا لفهمها لغموضها , إن كيمياء أعصابنا دقيقة بشعيراتها اللامتناهيه تفاجئها الصدمات وتدميها بفترات انتقالية مفجعة , تأخذ صفة الاستمرار فتمحوها فقد خلقنا من فناء من تراب ولا ندرك الأشياء إلا في فناءها , كل شيء في متناول أيدينا وأعيينا نفقد الإحساس به أو نطمأن عليه لكن عندما يفر من من بين أيدينا ويذهب من أعيينا نفقد الإحساس به أو نطمأن عليه لكن عندما يفر من بين أيدينا ويذهب من أعيينا نشعر به .
إن كل حجج الفلسفة تنهار أمام ضربات الموت وكأنها خيوط عنكبوت , مهما بنينا من منطق يظل هناك أسرار فعلمنا لا يغطي كل شيء سوى لمحة من الحقيقة , كل ما نعرفه أن كل شيء بغاية ولا شيء مهما كان صغيراً لم يكن عبثاً ولا سخفاً وإنما نظام محكمة غاياته .
الفناء معدوم فلا وجه بوجوده ولا مناقشته لذلك الوجود إنه امتلاء متصرف لا نهاية له ولا آخر ولا حدود , الوجود لا يحده سوى العدم والعدم فاني فلا مبدأ له ولا منتهى وبالتالي لا يصح لنا السؤال عن متى خلق فهو أبدي الزمان ولم يكن معدوماً ليقل عنه متى خلق إنها حججاً ترضي العقل لكن لا يكتفي الشعور بها , الذي يعاني الموت ويشعر بدبيب العدم بفراق حبيب بالموت إنها ثغرة في البناء المنطقي لفلسفة الموت .
في سفر حياتنا أن نسود بالطبيعة وننظمها ونستغلها لنخط قدرنا أو بالأحرى نمشي على ذلك الخط المرسوم بقسمتنا فهي بذلك أصبحت غاية برغم الموت وبرغم الألم تبدو متماسكة متصلة الحلقات منطلقة إلى غاياتها مكدسة فيها الزمن كله والخليقة جيلاً بعد جيل , لنا فيها رسالة تكليف كل في هذه الدنيا في عنقه ذلك التكليف وأن يضيف لبنة جديدة لقلعة الحياة الحصينة وليعمر الكون , نحن الوارثون نضيف إلها ويأتي بعدنا في سعي متصل , من الذي يصلب ويصير قوياً لهزات الألم , الإنسان يستطيع أن يسير ضد الريح ويسبح ضد التيار , إن أبسط شيء الشجرة تنمو عكس جاذبية الأرض وضد قوانين السوائل والضغط الجوي وضد الظروف الفيزيقية فتقف صلبة ساحقة في وجه الريح لا تنحني للطبيعة ولا لظروفها وهي شجرة عاجزة مقيدة بجذورها فما بال الإنسان سيد الكائنات الحية جميعها زهى بكل النعم من بصيرة وسمع وعقل ومشاعر يحس بها الظرف الحاسم والعاجل المهم قدرته على النهوض بذاته .
من الذي يستطيع أو كيفية ذلك ؟؟ إنه الاطمئنان إلى ذاته الحقيقية , الأوقات القوية الذي يزهو بذاته والأوقات الضعيفة هي قدرته على الاختلاف والاتفاق ومقدرته على مواجهتها والارتقاء بها للطمأنينة , فمتى عرف الإنسان ذاته لم يعد فريسة لأي عارض يلم به , فسرعان ما تأتيه فجيعة سرعان ما يتغلب عليها عبر الزمن بأسلحة اضطرارية هي الصحوة والإيمان ليبتعد عن الازدواجية لمعرفته لذات سوية ..فلا يمكن أن نتجه للزهد والعزلة من جراء مواجهتنا لمصيبة ألمت بنا إن كنا نصبو لتحقيق توازن نفسي حقيقي .
إن بين الأنا والذات مسافة شاسعة لذلك جاءت فكرة ( الله فينا ) فعندما نحب ونتكاتف فالله فينا , فلا يكون الإنسان صادقاً إلا بمقدار ما في داخله من إيمان فهو بطل يبحث عن شمسه في الخارج مالم يعثر عليها في داخله فإن استطاع فهو مالك شمسه في الداخل يستحق أن يلقب الإنسان النوراني أو الحكيم الذي يستطيع أن يعلم ويفهم الغير بما يجب أن وكيف يتعامل مع الأحداث الخارجية سواء كانت سلباً أو إيجاباً لتصحو
ذاته من غفوتها .
عندما يصاب الإنسان بأي هفوة صغيرة أو كبيرة بفجيعة الموت سيمضي إلى استطاعته تجاوز حدوده بفضل إرادة لا تضبط وفي تفهم وضعه تفهماً مفاجئاً بصراخه ومناداته يعبر عن إنسانيته , لا يلبث أن ينضب وتجري مسارات سكونه لتبقى صرخاته ذكرى على مدى حياته ليبقى دور الآخرين يساندونه ويواسونه وينثرون الحب كما كانوا يفعلون قبل أن يصاب فإن كان سوياً سرعان ما يرجع كما كان بشخصيته وما بناه وما تعارفوا فيه الآخرين فإن لم يفعل فسيظل فريسة لتخيلاته وأحلامه وقليلاً ما يوجد فرق بين اليقظة والإغفاءة لذلك يعيش مختاراً على هامش الحقيقة مشتغلاً في البحث عن عمره الذهبي وكثيراً ما يشيخ بتلك الأسباب ناسياً أنه عندما كان في طور الحداثة كان يحلم بذلك الفردوس المفقود يتناول فقط الملائكة أو الشياطين الذين يسكنونه , كما لبعض الناس لا يشعرون أنهم على قيد الحياة إلا إذا كان حضور الغير ممن يحبونهم يثري حيويتهم كما لآخرين لا يجدوا أنفسهم إلا منعزلين , فعندما يخلو الإنسان بنفسه إلى إقليم منعزل يصبح فريسة لوحدته في قلب وده الجحيم مع نفسه , فهناك حضور ذاتي يجهل ما بداخل ذاته لا يفهمها لا يتذوق طعمها وحضور ذاتي مطمئناً ينكشف فضاءه الداخلي فيشعر بالانبهار فيتذوق طعمه فيقرأ ذاته بلا تردد .
إنه يتبصر للدخول لذات طريقها مخبأة نتيجة المجهول الذي يبرزه , فالولوج لذلك التيه ليس بالأمر السهل ولكي يتوصل لمعرفة الداخل فلا بد من علمه أنه موجود ويمنح نفسه الحرية للوصول إليه لتلك الحواس لتلك الأسرار , إن الحقيقة تخترق الأجساد كما تخترق السكين الحادة الأشياء تمزقها , فلا يكون الإنسان بلا حرية فهي تعريفاً للإنسان وإن جعلنا حريتنا هدفاً نسعى إليه لا يسعنا إلا أن نعتبر حرية الآخرين هدفاً هو ايضاً نسعى إليه .
نعاود ونسأل هل الحياة علامة استفهام ودهشة ؟ لا شيء مستمر لإقامة كل شيء يمر علينا فكرة المرور , فإذا كان في العالم ممن ينظرون لمن حولهم ويقارنون فلا بد أن ننظر لدواخلنا ونروض النفس إلى أن يتم العسف للنفس وهدوئها , يترك الإنسان الزمن أو يتركه الزمن يعاني إحساساً صعب التحمل هو الإحساس بوحدته لمعرفته لنفسه عن المجموعة أو المجتمع فلا يتمنى الوحدة ولا يختار عزلته فتنتشله المجموعة ن ذلك .
فإن مستوى الجسد غير مستوى الروح ومستوى الروح مختلف عن مستوى الفكر فعندما أطمأن لجسدي فليس عندي ما يدعو لنكران روحي وإذا اطمأننت على درجة فكري الذي لا يُحد فلم أصل .... إن متاهات الفكر واسعة وسع الفضاء طولاً وعرضاً لا يستطيع العقل البشري أن يلم بها إنما بحدود المعقول نحيا ونتعايش ونساير التطلعات والمتغيرات .
كل ما أسهبت به ترجم شيئاً مضمراً في نفسي من مواجهة فجيعة الموت وصدمته الأولى وكيفية التعامل مع ذلك الحدث الذي سبب فوضى وهلع شاسع في مشاعري لأيام فأوقفته وكسرت حاجزه بألم وأحكمت إيقافه بصراع بين تفوق صحوة الذات على الأزمات وبين الروح المتعلقة بأب حنون قوي مؤمن كالحبل السري الذي يلتصق بين الأم والجنين فحين انفصاله يبعث الحي من الميت لكن الموت انتقال روح وجسد إلى عالم غير عالم الحي إنه البرزخ العالم المؤقت لحين تبعث الأرواح , فراق ودموع وحزن مأساة , لكن النسيان جهز نفسه غازياً إلى النفس يبلسمها يفلت رها ينقيها .
ما لذي يفزع الذات من ترسب اليأس فيها إنها مختلف الأمراض تنتظر عند بوابة اليأس منها قرحة المعدة , السكر , القولون , الذبحة الصدرية , الانهيار العصبي إلى آخر القائمة , لذلك تستيقظ الذات من غفوة الحزن لتصحو معافاة من حرب يشترك فيها العقل والعزم والإيمان والإصرار والصبر والمثابرة فلا أشق من حرب الإنسان مع ذاته , ما أكثر القادة الذين استطاعوا أن يحكموا شعوبهم وعجزوا أن يحكموا أنفسهم فحكم المرء لنفسه بحزم لهو بحد ذاته نعمة , فلا يمكن لنا أن تقول سننتهي اليوم من غير مثابرة إنها معركة عمر وحياة , فلا يعود الالتئام للجروح إذا كانت جديدة غير الزمن كفيل بأن يجعلها تنزف فترة وفترة طريقها للالتئام وفترة تطيب وفترة عبرة وحكمة وفي كل الفترات يغشاها الحزن لكن حدته في أغلب الأحيان موجعة في كل فترات ذكراها .
إن فلسفة الموت الذي أردت أن أبحث عنها في مكتبتي لم أجدها وفي عدة مكاتب لم أجدها حتى في كتب الفلسفة , فوجدت نفسي أكتب بما قدرت أن أكتب الفوضى للمشاعر التي أعيشها وبينها وبين سكونها لا زلت أبحث عن هذه الفلسفة التي تنافي الوجودية بل تتفق مع العدم , فلو كتبت موسوعات الأدب المختلفة سواء كانت بالقصة أو بالشعر أو المقالة أو الرواية عن فلسفة الموت وعن فجيعته فلا زلت لا آتي بجديد غير تشكيل المعاني والمفردات أشكل موسوعة أحزان على من أثروا حياتنا وتركونا للفضاء الواسع نبحث ونكل من البحث نستمع ونكل من المتعة لنكون حياة البشر بكل متنا قضاتها وهمها .
أسرار مشاعرنا قد تختبئ من الكثير منا لفهمها لغموضها , إن كيمياء أعصابنا دقيقة بشعيراتها اللامتناهيه تفاجئها الصدمات وتدميها بفترات انتقالية مفجعة , تأخذ صفة الاستمرار فتمحوها فقد خلقنا من فناء من تراب ولا ندرك الأشياء إلا في فناءها , كل شيء في متناول أيدينا وأعيينا نفقد الإحساس به أو نطمأن عليه لكن عندما يفر من من بين أيدينا ويذهب من أعيينا نفقد الإحساس به أو نطمأن عليه لكن عندما يفر من بين أيدينا ويذهب من أعيينا نشعر به .
إن كل حجج الفلسفة تنهار أمام ضربات الموت وكأنها خيوط عنكبوت , مهما بنينا من منطق يظل هناك أسرار فعلمنا لا يغطي كل شيء سوى لمحة من الحقيقة , كل ما نعرفه أن كل شيء بغاية ولا شيء مهما كان صغيراً لم يكن عبثاً ولا سخفاً وإنما نظام محكمة غاياته .
الفناء معدوم فلا وجه بوجوده ولا مناقشته لذلك الوجود إنه امتلاء متصرف لا نهاية له ولا آخر ولا حدود , الوجود لا يحده سوى العدم والعدم فاني فلا مبدأ له ولا منتهى وبالتالي لا يصح لنا السؤال عن متى خلق فهو أبدي الزمان ولم يكن معدوماً ليقل عنه متى خلق إنها حججاً ترضي العقل لكن لا يكتفي الشعور بها , الذي يعاني الموت ويشعر بدبيب العدم بفراق حبيب بالموت إنها ثغرة في البناء المنطقي لفلسفة الموت .
في سفر حياتنا أن نسود بالطبيعة وننظمها ونستغلها لنخط قدرنا أو بالأحرى نمشي على ذلك الخط المرسوم بقسمتنا فهي بذلك أصبحت غاية برغم الموت وبرغم الألم تبدو متماسكة متصلة الحلقات منطلقة إلى غاياتها مكدسة فيها الزمن كله والخليقة جيلاً بعد جيل , لنا فيها رسالة تكليف كل في هذه الدنيا في عنقه ذلك التكليف وأن يضيف لبنة جديدة لقلعة الحياة الحصينة وليعمر الكون , نحن الوارثون نضيف إلها ويأتي بعدنا في سعي متصل , من الذي يصلب ويصير قوياً لهزات الألم , الإنسان يستطيع أن يسير ضد الريح ويسبح ضد التيار , إن أبسط شيء الشجرة تنمو عكس جاذبية الأرض وضد قوانين السوائل والضغط الجوي وضد الظروف الفيزيقية فتقف صلبة ساحقة في وجه الريح لا تنحني للطبيعة ولا لظروفها وهي شجرة عاجزة مقيدة بجذورها فما بال الإنسان سيد الكائنات الحية جميعها زهى بكل النعم من بصيرة وسمع وعقل ومشاعر يحس بها الظرف الحاسم والعاجل المهم قدرته على النهوض بذاته .
من الذي يستطيع أو كيفية ذلك ؟؟ إنه الاطمئنان إلى ذاته الحقيقية , الأوقات القوية الذي يزهو بذاته والأوقات الضعيفة هي قدرته على الاختلاف والاتفاق ومقدرته على مواجهتها والارتقاء بها للطمأنينة , فمتى عرف الإنسان ذاته لم يعد فريسة لأي عارض يلم به , فسرعان ما تأتيه فجيعة سرعان ما يتغلب عليها عبر الزمن بأسلحة اضطرارية هي الصحوة والإيمان ليبتعد عن الازدواجية لمعرفته لذات سوية ..فلا يمكن أن نتجه للزهد والعزلة من جراء مواجهتنا لمصيبة ألمت بنا إن كنا نصبو لتحقيق توازن نفسي حقيقي .
إن بين الأنا والذات مسافة شاسعة لذلك جاءت فكرة ( الله فينا ) فعندما نحب ونتكاتف فالله فينا , فلا يكون الإنسان صادقاً إلا بمقدار ما في داخله من إيمان فهو بطل يبحث عن شمسه في الخارج مالم يعثر عليها في داخله فإن استطاع فهو مالك شمسه في الداخل يستحق أن يلقب الإنسان النوراني أو الحكيم الذي يستطيع أن يعلم ويفهم الغير بما يجب أن وكيف يتعامل مع الأحداث الخارجية سواء كانت سلباً أو إيجاباً لتصحو
ذاته من غفوتها .
عندما يصاب الإنسان بأي هفوة صغيرة أو كبيرة بفجيعة الموت سيمضي إلى استطاعته تجاوز حدوده بفضل إرادة لا تضبط وفي تفهم وضعه تفهماً مفاجئاً بصراخه ومناداته يعبر عن إنسانيته , لا يلبث أن ينضب وتجري مسارات سكونه لتبقى صرخاته ذكرى على مدى حياته ليبقى دور الآخرين يساندونه ويواسونه وينثرون الحب كما كانوا يفعلون قبل أن يصاب فإن كان سوياً سرعان ما يرجع كما كان بشخصيته وما بناه وما تعارفوا فيه الآخرين فإن لم يفعل فسيظل فريسة لتخيلاته وأحلامه وقليلاً ما يوجد فرق بين اليقظة والإغفاءة لذلك يعيش مختاراً على هامش الحقيقة مشتغلاً في البحث عن عمره الذهبي وكثيراً ما يشيخ بتلك الأسباب ناسياً أنه عندما كان في طور الحداثة كان يحلم بذلك الفردوس المفقود يتناول فقط الملائكة أو الشياطين الذين يسكنونه , كما لبعض الناس لا يشعرون أنهم على قيد الحياة إلا إذا كان حضور الغير ممن يحبونهم يثري حيويتهم كما لآخرين لا يجدوا أنفسهم إلا منعزلين , فعندما يخلو الإنسان بنفسه إلى إقليم منعزل يصبح فريسة لوحدته في قلب وده الجحيم مع نفسه , فهناك حضور ذاتي يجهل ما بداخل ذاته لا يفهمها لا يتذوق طعمها وحضور ذاتي مطمئناً ينكشف فضاءه الداخلي فيشعر بالانبهار فيتذوق طعمه فيقرأ ذاته بلا تردد .
إنه يتبصر للدخول لذات طريقها مخبأة نتيجة المجهول الذي يبرزه , فالولوج لذلك التيه ليس بالأمر السهل ولكي يتوصل لمعرفة الداخل فلا بد من علمه أنه موجود ويمنح نفسه الحرية للوصول إليه لتلك الحواس لتلك الأسرار , إن الحقيقة تخترق الأجساد كما تخترق السكين الحادة الأشياء تمزقها , فلا يكون الإنسان بلا حرية فهي تعريفاً للإنسان وإن جعلنا حريتنا هدفاً نسعى إليه لا يسعنا إلا أن نعتبر حرية الآخرين هدفاً هو ايضاً نسعى إليه .
نعاود ونسأل هل الحياة علامة استفهام ودهشة ؟ لا شيء مستمر لإقامة كل شيء يمر علينا فكرة المرور , فإذا كان في العالم ممن ينظرون لمن حولهم ويقارنون فلا بد أن ننظر لدواخلنا ونروض النفس إلى أن يتم العسف للنفس وهدوئها , يترك الإنسان الزمن أو يتركه الزمن يعاني إحساساً صعب التحمل هو الإحساس بوحدته لمعرفته لنفسه عن المجموعة أو المجتمع فلا يتمنى الوحدة ولا يختار عزلته فتنتشله المجموعة ن ذلك .
فإن مستوى الجسد غير مستوى الروح ومستوى الروح مختلف عن مستوى الفكر فعندما أطمأن لجسدي فليس عندي ما يدعو لنكران روحي وإذا اطمأننت على درجة فكري الذي لا يُحد فلم أصل .... إن متاهات الفكر واسعة وسع الفضاء طولاً وعرضاً لا يستطيع العقل البشري أن يلم بها إنما بحدود المعقول نحيا ونتعايش ونساير التطلعات والمتغيرات .
كل ما أسهبت به ترجم شيئاً مضمراً في نفسي من مواجهة فجيعة الموت وصدمته الأولى وكيفية التعامل مع ذلك الحدث الذي سبب فوضى وهلع شاسع في مشاعري لأيام فأوقفته وكسرت حاجزه بألم وأحكمت إيقافه بصراع بين تفوق صحوة الذات على الأزمات وبين الروح المتعلقة بأب حنون قوي مؤمن كالحبل السري الذي يلتصق بين الأم والجنين فحين انفصاله يبعث الحي من الميت لكن الموت انتقال روح وجسد إلى عالم غير عالم الحي إنه البرزخ العالم المؤقت لحين تبعث الأرواح , فراق ودموع وحزن مأساة , لكن النسيان جهز نفسه غازياً إلى النفس يبلسمها يفلت رها ينقيها .
ما لذي يفزع الذات من ترسب اليأس فيها إنها مختلف الأمراض تنتظر عند بوابة اليأس منها قرحة المعدة , السكر , القولون , الذبحة الصدرية , الانهيار العصبي إلى آخر القائمة , لذلك تستيقظ الذات من غفوة الحزن لتصحو معافاة من حرب يشترك فيها العقل والعزم والإيمان والإصرار والصبر والمثابرة فلا أشق من حرب الإنسان مع ذاته , ما أكثر القادة الذين استطاعوا أن يحكموا شعوبهم وعجزوا أن يحكموا أنفسهم فحكم المرء لنفسه بحزم لهو بحد ذاته نعمة , فلا يمكن لنا أن تقول سننتهي اليوم من غير مثابرة إنها معركة عمر وحياة , فلا يعود الالتئام للجروح إذا كانت جديدة غير الزمن كفيل بأن يجعلها تنزف فترة وفترة طريقها للالتئام وفترة تطيب وفترة عبرة وحكمة وفي كل الفترات يغشاها الحزن لكن حدته في أغلب الأحيان موجعة في كل فترات ذكراها .
إن فلسفة الموت الذي أردت أن أبحث عنها في مكتبتي لم أجدها وفي عدة مكاتب لم أجدها حتى في كتب الفلسفة , فوجدت نفسي أكتب بما قدرت أن أكتب الفوضى للمشاعر التي أعيشها وبينها وبين سكونها لا زلت أبحث عن هذه الفلسفة التي تنافي الوجودية بل تتفق مع العدم , فلو كتبت موسوعات الأدب المختلفة سواء كانت بالقصة أو بالشعر أو المقالة أو الرواية عن فلسفة الموت وعن فجيعته فلا زلت لا آتي بجديد غير تشكيل المعاني والمفردات أشكل موسوعة أحزان على من أثروا حياتنا وتركونا للفضاء الواسع نبحث ونكل من البحث نستمع ونكل من المتعة لنكون حياة البشر بكل متنا قضاتها وهمها .