-
دخول

عرض كامل الموضوع : مثل الـدب ....!!؟...


dot
06/07/2006, 02:59
بقلم: أحمد علي المصطفى

الى عطوفة الاستاذ وليد بيك جنبلاط وشركائه من بني شباط......كل نفق وانتم بخير
في شتاء عام 1987م على ما أذكر , في دمشق , حدث أن هطلت الأمطار
لكن , كان الهطول مفاجئا , عنيفا , زخات متتالية , بالنسبة لي كانت رائعة ,
فأنـا لا يعدل شيء عندي عشقي للمطر والثلوج خاصة , و حبي للشتاء على وجه
العموم , كان المطر مجنونا , الشوارع بلونها الرمادي الآسـر , أصوات حبات
الغيث ما أروعها , ما أحلى لحنها في سيمفونية رائعة بين السماء وبين الأرض ,
بين البلاد وبين العباد , بين الأغنياء في سياراتهم السوداء كحال يوم الفقير ,
وبين الطبقة الكادحة , بين الرأسمالية وبين البروليتاريا .....!!
حتى تحت المطر , تـتـناغم الأشياء , وربما تـتـغانم , كما يراها البعض , فيرون
الآخرين غنما ....!!
المهم , فرحتُ , سعدتُ , أحسستُ بالفعل وكأن قلبي يريد أن يهرب من الغبطة لهذا
الحدث الأجمل , يزداد المطر , فتزداد هيستيرية السماء , تـتشكل الواحات ,
المستنقعات والبحيرات في ساحات العاصمة وشوارعها , فالمجاري التي صممتها فرنسا
حين وجودها بيننا , لم تعد تستوعب كل هذا الماء المنهمر , وانصطمت زلاعيم
البلاعات الرائعات , كنت عند بيت صديق لي في منطقة العدوي , كان نفق الثورة ما
يزال حديث عهد , والناس تتردد في اقتحامه بسياراتها , فمن قاموا بتصميم النفق
لا أعلم كيف لم يحسبوا حسابا لتلك المعضلة الخطيرة , التي تعد من أبجديات عالم
الهندسة المدنية في أنك تزود الأنفاق بأماكن تصريف للطوارىء , هذا الأمر لم يكن
قد حدث في نفق الثورة , ببساطة , أغلق النفق وأغرق بالمياه , علا منسوب
المياه لدرجة مضحكة , المهم , هابت العربات , والآليات والشاحنات , والجيب
غازات , ثم الجيب وازات وقريباتها من الجيب ويلَّـزات , واللاندروفرات
والبـيـجويات الخمسميات وأربعات , ثم نرتقي بالماركات والنمرات , والنسور
والنجمات , لنصل للمرسيدسات والرينج روفرات ...الخ , من ما فات وما هو آت ,
فهابت تلك النقليات من اقتحامه ....!
كنت وصديقي نتابع الأمر بسعادة , سعادتنا بالمطر , فالمطر يبث الغبطة في
النفوس ...
سيارة لاند روفر تأتي مسـرعة , متـنَّـحة , مسـتـثـورة , مسـتبغلة ,
مصممة على العبور , فجأة , يتوقف ( ممتطي صهوتها ) متفكرا , فالناس تقول له
: لا تقتحم , إن المياه قد غمرت النفق كما ترى , و من المستحيل أن تخرج سالما
....
نظر البغل إليهم نظرة الواثق السوبرماني , ثم بعد انتفاخة استعلائية طاووسية
قال : سـيارتي فور ويل , جبلـيّــة ...!!!
أهااا ؟ سـيارته شو ....؟ جبـــليـّـة
نعم , سيارة بطل هالعالم ببساطة ..... جبليه ... !!
ماذا حدث بصاحب السيارة الجبلية ......؟
اقتحم النفق بسرعة , وغرقت الجبلية بسرعة , وصل الماء لمستوى خطير غطى النوافذ
, فلم نجد الرجل الجبلي صاحب السيارة الجبلية , إلا ويحاول الهروب من نافذة
مركبته الفضائية , فالسيارة الجبلية غرقت فورا فلا فرامل تنفع ولا ثقة بقيت ,
لا صحراوية ولا جبليــة ....!!
المهم , أخذ بطل الجبلية والصحراوية يسبح كي يفوز ويقطع مانش نفق الثورة ,
حتى وصل لبدايته من جديد ,
المهم , ما أذكره في اليوم الثاني , أن رسام الكاريكاتير عبد الهادي شماع , رسم
لهذه المناسبة لوحة النفق , و رسم حوله عدد من المصطافين تحت المظلات , يلبسون
النظارات الشمسية ويرتدون لبـاس البحر , والباعة يجولون في المكان بالآيس
كريم , ولوحة مكتوب عليها , منتجع النفق يرحب بكم ..!!
ما أزال أذكر ....الـ ...جبلية وصاحبها التـنـح , وأسـأل نفسي على الدوام ,
هل هو قدر على المجتمعات تواجد نسبة ممن يتصرفون تصرف الدببـة بالفعل , ويا
هل ترى , هل هم في نقصان أم هم في أزدياد .....؟
الأجابـة أتركها لكم , وأتوقف هنا , للضرورات الصحراوية والبحرية والنهرية ,
ولا ننسى الضرورات الجبلية بالطبع ....

شام برس