-
دخول

عرض كامل الموضوع : شليط والبرازق....


dot
05/07/2006, 14:33
بقلم: غسان الشامي

ألا تعتقدون معي أن السياسة اللبنانية باتت مملة ولا مازّية لها, وأن حوار الطرشان الوطني بات تقطيعاً للوقت حتى يقضي الصيف والموسم السياحي أمراً كان مفعولا?.


ألا تعتقدون أيضاً أن لبنان بأكثريته الخلاسية ووضعه الديمقراطي الأمني المستحدث وثورة أرزه وصنوبره وقصعينه وطيّونه الذي عبقت رائحته العام الفائت في المكتب البيضاوي بات آخر هموم العالم, وفركونة لنقل الماشية في قطار الشرق الأوسط السريع العطب?.. وإذا لم يكن كذلك فلماذا كل هذا النعيب والنعيق الأكثري.. كل هذا الوجل لدرجة انبعاث الروائح الكريهة على شاطئ عشتروت وفي جبال أدونيس?.‏
تصوروا أن طبقاً من البرازق بالسمن غير الحموي, البرازق المستديرة مثل طاولة الحوار جعل لبنان يغرق أسبوعاً كاملاً في الأسئلة الصحفية والردود المسؤولة حول العلاقة مع دمشق, فيما إسرائيل تطعم الفلسطينيين قذائف أمريكية من أجل جلعاد شليط.‏
تصوروا أن صحناً من البرازق فقط جعل وليد جنبلاط ومروان حمادة وفؤاد السنيورة يذكون سورية أكثر من جرائد الثورة وتشرين والبعث طيلة شهر كامل.. وهنا لوكنت مكان دمشق لصدّرت إلى طاولة الحوار المبرومة الحلبية والشعيبيات الحمصية والحلاوة الحورانية والهيطلية الإدلبية وعش البلبل الدمشقي..فتصبح دمشق حاضرة في السياسة اللبنانية بما يعادل ثلاثة فيالق عسكرية.‏
لكن المضحك المبكي أن ثوّار الزمن الرمادي نسوا أن المنطقة تذهب إلى مكان آخر وأن شليطاًً إسرائيلياً خُطف على معبر كرم سالم جعل العالم يصحو من سباته المونديالي, وكأنك دلقت على رأسه دلواً من مياه آلاسكية, وهو الذي أشاح بوجهه عن مجزرة شاطئ غزة وعن معاناة عشرة آلاف معتقل بينهم نساء وأطفال أسرى في عبري لاند الديمقراطية الإسرائيلية ويهبّ مثل رجل واحد طالباً الإفراج عن جلعاد, باستثناء موقف لافت من النروج والسويد.‏
ها هي الدبابات والطائرات وأولمرت وبيريتس وليفني ومعهم الموساد وبوش والشين بيت وبيت الخلاء العالمي وطاحونة الناطقين الرسميين وغير الرسميين تنطلق باحثة عن مخرج لأزمة جيش الهيكل الذي أطاح بجبروته عدة فلسطينيين رفضوا الذل وبهدلوا مفهوم المعابر والحواجز آخذين حقهم بأيديهم من عسكري الإذلال,لا من أي مدني مشنشل بالسوالف الطويلة أو بصحن (الكابا ) الصغير على قرعته, فيما العرب نائمون في العسل الأنترناسيوني.‏
نعم الدماء تنداح في العراق وفلسطين, وإسرائيل تمارس القتل والاغتيال من جنوب لبنان حتى معبر رفح وتخطف النواب والوزراء من بيوتهم ومن الطرقات, فيما الأخوة التحرريون يختلفون على نكهة البيكينغ بودر في البرازق, وهل طعمه عند داوود أو سميراميس في دمشق ألذ, أو عند الحلاّب أو البحصلي في طرابلس أو بيروت?!!.‏ يملّ..جداً, أليس كذلك?.‏

شام بريس