-
دخول

عرض كامل الموضوع : روني طفل غبي ومتهور واريكسون جشع و"زير نساء"


dot
04/07/2006, 16:57
لندن - عمر حنين:

“هذه نهاية العالم” “تحطم أمل انجلترا للفوز بالكأس مرة أخرى” “انتهى كل شيء من خلال الدموع” و”فشلت انجلترا من جديد” “لعبة البكاء واليأس للملايين” هذه مجموعة من العناوين الرئيسية للصحف البريطانية امس بعد خروج انجلترا من كأس العالم لكرة القدم في دور ربع النهائي بسبب فشلها في ركلات الترجيح ضد البرتغال.
وقد سيطرت الهزيمة على كل وسائل الاعلام البريطانية وكان الخبر الرئيسي في النشرات الاخبارية في شبكات الإذاعة والتلفزيون وكذلك في الصحف سواء كانت المطبوعات الشعبية التابلويد أو القومية البالغة النفوذ، وقد أصيبت انجلترا كلها بالوجوم واليأس بعد بلوغ البرتغال الدور نصف النهائي لمونديال المانيا بعد فوزها الباهر بركلات الترجيح التي لا يجيدها الفريق الانجليزي وذلك على نحو يشبه اللعنة التي تطارد لاعبيه.
وركزت الصحف على مشاعر الحزن والألم بين اللاعبين الذين كانوا يغالبون دموعهم وهم يحنون رؤوسهم بين خيبة أملهم وأساهم البالغ.
وقد طغت أنباء الهزيمة ليس فقط على صفحات الرياضة ولكن أيضاً على الصفحات الرئيسية في كل الصحف، بل وعلى عدد كبير من الصفحات الداخلية بين التقارير الاخبارية والتعليقات وآراء الخبراء في اللعبة الجميلة التي اخترعها الانجليز ولكنهم فشلوا في تحقيق الفوز بالكأس فيها منذ عام 1966.
وتقول الصحف ان اللاعبين ليسوا هم وحدهم الذين يشعرون بالحسرة وخيبة الأمل ولكن آمال أمة بأكملها قد تبددت”.
وكانت وسائل الاعلام قاسية جدا بالنسبة لتوجيه اللوم الى مدرب الفريق الانجليزي اريكسون وحملته مسؤولية الهزيمة وكانت بعض العناوين تزأر “باي باي اريكسون الجشع وعديم المسؤولية ولماذا حصل على مبلغ 35 مليون جنيه استرليني من اتحاد كرة القدم في انجلترا؟”.
ولكن بعض وسائل الاعلام حاولت ان تكون اكثر توازناً من خلال تساؤلها: “هل نلوم اللاعبين ام المدرب بالنسبة لهذا الفشل المتكرر خاصة امام البرتغال؟”
وكان اريكسون قد قدم اعتذاره للمشجعين والجماهير بعد هزيمة فريقه وذلك قبل انتهاء خدمته حيث كان من المقرر من قبل المونديال انه سينهي عقده مع اتحاد كرة القدم عقب ختام المباريات وفقاً لاتفاق بين الجانبين تم ابرامه منذ أشهر عدة.
وتقول صحيفة “ذي صنداي تايمز” في موضوعها الرئيسي “لقد انتهى العذاب على الأقل بعد ساعات طويلة من القلق والتوتر والترقب.
واتفقت كل الصحف البريطانية على ان انجلترا تستحق فريقا ومدربا على نحو أفضل وأشارت الى ان هذه هي المرة الثالثة التي يخسر فيها الفريق في تصفيات الربع النهائي للمونديال على أيدي فيليب سكولاري الذي كان مدربا للفريق البرازيلي من قبل وحاليا مدرب الفريق البرتغالي الآن.
ومن جانبه يقول جاري لينيكر كابتن الفريق الانجليزي سابقا والمعلق الرياضي حاليا في صحيفة “ذي صنداي تلجراف” إن اريكسون لم يوفر الفرصة المناسبة مطلقا للفريق وهاجم لينيكر بشدة مدرب الفريق الذي ربما أصبح اليوم كبش الفداء بالنسبة للصحافة والرأي العام هنا.
ويرى المعلق البارز ان اريكسون أخفق في اختيار اللاعبين المناسبين وتوفير التوازن المطلوب، و”بالتالي فإنه أخفق تماما”.
أما صحيفة “ذي ميل أون صنداي” فقد وصفت ما جرى بأنه “لعنة ركلات الجزاء الترجيحية” ووصفت واين روني المهاجم الرئيسي للفريق بأنه تصرف كطفل غبي ومتهور بعد ان داس أحد اللاعبين البرتغاليين ودخل في مشاحنة استخدم فيها يديه معه، وبالتالي فإن طرده بعد الدقيقة الستين من المباراة كان بمثابة كارثة للفريق الذي كان يعول الآمال الكثيرة عليه على الرغم من صغر سنة (20 عاما فقط).
وصبت المطبوعة في صفحة كاملة جام غضبها على اريكسون وقالت إنه ليس حزيناً على هزيمة الفريق لأنه رجل لا يتسم بالوفاء فهو سويدي، يسعى فقط إلى الكسب المادي من خلال 4 ملايين جنيه سنوياً كان يتلقاها كراتب علاوة على ميزات أخرى كثيرة بلغت في مجموعها 34 مليون جنيه.
ووصفت الصحيفة اريكسون ايضا بالثعبان الذي كان “مهندس الهزيمة” وقالت انه فشل خلال 5 أعوام ونصف العام في إلهام اللاعبين أو تمكينهم من تحقيق النصر.
وقالت صحيفة “نيوز أوف ذي وولد” الشعبية الواسعة الانتشار في مقالها الافتتاحي ان اللاعبين الانجليز لم يتألقوا مطلقا خلال مباريات المونديال، ولكنها ايضا وجهت اللوم الرئيسي لاريكسون قائلة “إن اللاعبين كانوا يستحقون ما هو أفضل”، بعد ان سمح اتحاد كرة القدم الانجليزي له بأن يرتكب خطأ بعد آخر وعلى نحو انتهى بكارثة كبيرة”.
أما ديفيد بيكام كابتن الفريق الذي كان أداؤه غير مقنع على الاطلاق خلال المباريات، فقد اعلن من خلال الصحف البريطانية أنه سيتخلى عن دوره ككابتن للفريق لكنه سيستمر في اللعبة لمصلحة انجلترا.
وقد وصف اريكسون من جانبه روني بعد الهزيمة وطرده من المباراة مع البرتغال بأنه “الولد الذهبي” الذي ينبغي المحافظة عليه ورعايته برغم طباعه الحادة.
أما صحيفة “ذي أوبزرفر” الرصينة فقد وصفت ما جرى بأنه “عار بانجلترا” وتساءلت عن أسباب فشل الفريق في ضربات الترجيح الحاسمة.
أما صحيفة “ذي اندبندانت أون صنداي” فقد استعانت بخبير في الطب النفسي لكي يفسر اسباب فشل انجلترا في تسديد هذه الضربات الترجيحية.
وقال هذا الخبير النفسي أوليفرجيمس انه عندما يفشل اللاعبون مرة اخرى في تسديد ضربة جزاء تأرجيحية فينبغي علينا ان نوجه اللوم الى والديهم وليس لهم شخصيا. ويقول ان الخوف القهري من الفشل في ذلك يعود الى مرحلة الطفولة لأن الوالدين لا يعطون الحوافز الكافية لأولادهم لكي يحققوا ما هو أفضل.