tiger
03/07/2006, 16:42
بجانبي الشاي.. و صورتك على مكتبي الخشبي أنظر إليها فأجدك جداً قريبة و كأنه لا تفصلنا هذه الأميال ..
عن ماذا سأحدث صورتك اليوم ؟ إنها الآن طفلتي و كل ما أملك إذاً عليّ أن أحكي لها مساءً حديثا ً هادئا ً أو قصة قصيرة ً لتنام ..
يحكى أن ّ هناك رجل وحيد يعيش في بلاد بعيدة .. و لكنها بلاد ٌ جميلة أيضا ً .. فيها الكثير من الأمطار و الدفء .. يختار لنفسه زاوية هادئة بمنأى عن العيون .. و يحاول الرسم
تارة ً بالألوان و تارة ً بالكلمات ..
يفرش أوراقه على الأرض و يفرش ذاكرته بساطا ً و يحلم .. و مهما كان النهار ُ صعبا ً لكنه يكون بسيطا ً بالنهاية .. حتى الأحزان تحملها معه الأشجار و ينسيه إياها صوت ارتطام المطر على زجاج النافذة أو في بركات الماء حيث ستجتمع غدا ً عصافير الحي و ربما بعض الأطفال أيضا ً.
يتناول طعامه الذي حضره بيده بشهية و كأن الحياة تكافئه على إيمانه بها و إيمانه بالحب!
الحب الذي يعرفه جيدا ً و لكن على طريقته و طريقة الناس في هذه البلاد البعيدة و لكن ليس على طريقة معظم الناس في بلده الأصل !
أينما سار وجد في طريقه زهرة الحظ السعيد إنهما حتما ً والديه هما الذين يرسلانها .
و هناك في الجزء الآخر من الكوكب في بلده الأصل توجد فتاة تنظر إلى المرآة محاولة أن تجد أجوبة سهلة لأسئلتها البسيطة في هذا البلد الصعب و لكنها لا تبحث كثيرا ً هي الأخرى و تذهب إلى سريرها كطفلة و كامرأة أيضا ً .
ـ و هل كانت الفتاة وحيدة أيضا ً ؟ تسأل الصورة بفضول ..
ليس إلى درجة الرجل فالفتاة في تلك البلاد تخشى الوحدة و قد تمر حياتها دون أن تكتشف نفسها من كثرة الناس و كثرة الوجوه .. و قلة اللحظات الصادقة ..
ـ إذا ً لماذا لا تهرب هذه الجميلة فحتما ً بعيدا ً ستجد من يفهمها ..
لأنها مثل كل من يعيش في تلك البلاد لا يعرف ماذا يوجد خلف البحر كما أنهم يخافون من كل شيء جديد و مهمتهم فقط أن يعيدوا و يكرروا ما حفظوه .. و بهذا يملئون ذاكرتهم بما يريده الآخرون و ينسون ما يريدون هم أنفسهم ..
ـ ولماذا هي بلادهم هكذا بهذا السوء ؟
البلاد ليست سيئة أبدا ً، إنها بلاد ٌ سبق لها أن أهدت أول أبجدية للعالم و صنعت الكثير من الحضارات و لكن الناس الذين يعيشون في تلك البلاد هم السيئون .. و إن وجدت بعض النفوس الطيبة التي إن جمعها الحزن لا تجمعها القوة على التحسين و التغيير ,,
توقف عن الكلام بالسياسة و أخبرني هل كان ذلك الشاب وسيما ً و تلك الفتاة هل وجدت من يشاركها همومها و أحلامها ؟
خلدون مسعود
عن ماذا سأحدث صورتك اليوم ؟ إنها الآن طفلتي و كل ما أملك إذاً عليّ أن أحكي لها مساءً حديثا ً هادئا ً أو قصة قصيرة ً لتنام ..
يحكى أن ّ هناك رجل وحيد يعيش في بلاد بعيدة .. و لكنها بلاد ٌ جميلة أيضا ً .. فيها الكثير من الأمطار و الدفء .. يختار لنفسه زاوية هادئة بمنأى عن العيون .. و يحاول الرسم
تارة ً بالألوان و تارة ً بالكلمات ..
يفرش أوراقه على الأرض و يفرش ذاكرته بساطا ً و يحلم .. و مهما كان النهار ُ صعبا ً لكنه يكون بسيطا ً بالنهاية .. حتى الأحزان تحملها معه الأشجار و ينسيه إياها صوت ارتطام المطر على زجاج النافذة أو في بركات الماء حيث ستجتمع غدا ً عصافير الحي و ربما بعض الأطفال أيضا ً.
يتناول طعامه الذي حضره بيده بشهية و كأن الحياة تكافئه على إيمانه بها و إيمانه بالحب!
الحب الذي يعرفه جيدا ً و لكن على طريقته و طريقة الناس في هذه البلاد البعيدة و لكن ليس على طريقة معظم الناس في بلده الأصل !
أينما سار وجد في طريقه زهرة الحظ السعيد إنهما حتما ً والديه هما الذين يرسلانها .
و هناك في الجزء الآخر من الكوكب في بلده الأصل توجد فتاة تنظر إلى المرآة محاولة أن تجد أجوبة سهلة لأسئلتها البسيطة في هذا البلد الصعب و لكنها لا تبحث كثيرا ً هي الأخرى و تذهب إلى سريرها كطفلة و كامرأة أيضا ً .
ـ و هل كانت الفتاة وحيدة أيضا ً ؟ تسأل الصورة بفضول ..
ليس إلى درجة الرجل فالفتاة في تلك البلاد تخشى الوحدة و قد تمر حياتها دون أن تكتشف نفسها من كثرة الناس و كثرة الوجوه .. و قلة اللحظات الصادقة ..
ـ إذا ً لماذا لا تهرب هذه الجميلة فحتما ً بعيدا ً ستجد من يفهمها ..
لأنها مثل كل من يعيش في تلك البلاد لا يعرف ماذا يوجد خلف البحر كما أنهم يخافون من كل شيء جديد و مهمتهم فقط أن يعيدوا و يكرروا ما حفظوه .. و بهذا يملئون ذاكرتهم بما يريده الآخرون و ينسون ما يريدون هم أنفسهم ..
ـ ولماذا هي بلادهم هكذا بهذا السوء ؟
البلاد ليست سيئة أبدا ً، إنها بلاد ٌ سبق لها أن أهدت أول أبجدية للعالم و صنعت الكثير من الحضارات و لكن الناس الذين يعيشون في تلك البلاد هم السيئون .. و إن وجدت بعض النفوس الطيبة التي إن جمعها الحزن لا تجمعها القوة على التحسين و التغيير ,,
توقف عن الكلام بالسياسة و أخبرني هل كان ذلك الشاب وسيما ً و تلك الفتاة هل وجدت من يشاركها همومها و أحلامها ؟
خلدون مسعود