ameen
03/07/2006, 04:21
وهو ليس موضوع يتصل بتصدير الاغنام واستيراد البقر ، وليس قرار تخفيض الرسوم الجمركية على السيارات ، نندم بعده على مكسب كبير للمواطن لا يستحقه ، فنعود لنرفعها ونسحب منه مثل هذه النعم ،
وليس قرار بالسماح بتأجير السيارات السياحية ، نطبقه "كم سنة" وننهب ، عوضا عن الرسوم الجمركية ، رسوم تأجيرية نقتطعها من مواطنينا السياح في بلدهم ، ومن ثم نعدله ( شي 10 مرات ) .. وبعدها نلغيه
وليس هو مصنع فاشل نعهد به لابن متنفذ يعبث به ويسرق "ويلغبص " و "يتبروظ " و بالناقص من المعمل في سبيل رفاه الولد المدلل .. نغلق المعمل وننقل الولد الى معمل اخر في سلسلة القطاع العام المكسيكية ..
وليس هو صحيفة نفتحها اليوم أليفة، لنغلقها غدا متوحشة ..
وليس هو مسؤول نضعه هنا " فيعفس ويخبص " ويرتشي لننقله الى هناك .. ربما سفير في احدى الدول المنسية ..
وهو ليس كبرنامج الاصلاح مطروح للنقاش العام والمطمطة والمماطلة ، وليس استراتيجية لوزارة الصناعة ، او لزراعة القمح او الفجل .. ( واذا ما مطرت هل السنة بتمطر السنة الجاية )..
انه التعليم ايها السادة .. انه مستقبل العباد والبلاد ، وليس مسموحا ان تصيبه الاوبئة التي اجتاحت باقي القطاعات ، الفساد ، وسوء الادارة ، واللامبالاة ، والاستهتار ، وغياب الرؤية .. ليس مسموحا ان يتم التجارة بمستقبل شبابنا ، لتطرح سنوات عمر طلابنا في المزاد ..
قرار تعليق التسجيل في التعليم المفتوح ، تمهيدا لتصفيته ، قرار اسود ، وهو يوازي في سوئه ، نكبة 48 ، ونكسة حزيران ، ضم الجولان ، احتلال العراق و تقرير ميليس الاول ..
لانه اعلان صريح بدخول التعليم في نفق المتاجرة والبيع والشراء ، وهو عَرَض بيّن على اصابة هذا القطاع الهام والحيوي بالاوبئة التي لا شفاء منها والعياذ بالله ..
60 الف طالب سوف يحملون شهاداتهم التي حصلوا عليها بالتعب والجهد وحرمان الاباء والامهات والاهالي من سد الرمق ، ويجولون بها ( مثل الشحادين ) ، ويكتبون في سيرتهم الذاتية ، خريج جامعة دمشق التعليم المفتوح المنقرض ..
لماذا .. ؟؟
هنا القضية التي فعلا تجسد كلمة الكوميديا السوداء بكل ما تحمل من معنى عميق وحزين ؟!!
المبررات التي القاها مدير التعليم العالي كانت بمثابة " البصاق " الذي غسل وجهنا وجعلنا نحس بالقرف والاشمئزاز والغضب .. :
" بزيادة عدد الطلاب غير المتوقعة من 2200 طالب عام 2001 إلى حوالى 60 ألف طالب عام 2006 ولو ظل التسجيل ساريا هذا العام لوصل عدد الطلاب إلى مئة ألف وليس هناك إمكانية لتخديم هذا العدد الكبير الذي تتسبب امتحاناته بتعطيل المحاضرات في الجامعات النظامية. "
وكأننا ضيوف على العشاء على مائدته ، او حضور غير متوقعين لحفلة لنانسي عجرم تقيمها في ساحة عامة ، او مجموعة فضوليين على حفلة زفاف في قرية نائية ، او سائحين اضافيين هبطنا على حفلة ليلية يحييها علي الديك في مهرجان المحبة .. ؟؟!
وصل عدد الطلاب .. ؟؟! ، وكأننا جمهور غير محسوب على عرض اول في فيلم سينمائي ، او طابور من الاولاد على مراجيح مدينة الملاهي .. او افطار مجاني في ساحة عامة في ليلية رمضانية ، اجتمع عليها جموع من المشردين ..
هناك كلمات لها اثر الرصاصة ، تترك اثرا عميقا في النفس لا يمكن ان يمحى ، والاستخفاف الذي يختار مسؤولينا ،غباءا او عمدا ، ان يخاطبوا عقولنا به ، هو اهانة مباشرة لنا ولعقلنا البشري الذي لن يستطيع ان يتقبل ،مهما كان ساذجا وسطحيا ، مثل هذه الاكاذيب ..
وكأن القرار بوضع قيود على التسجيل ، او شروط قبول ، مثل كل جامعات الدنيا ، كان في جيبي ، ولم اخرجه ، او ربما تفسير الكلام ان بعض مسؤولينا ينتمون الى فصيلة ذوات الدم البارد ولديهم ثبات عقدي ( ربما ينامون عقدا من الزمان ) ، حيث بدأ ثباتهم في العام 2001 فاستيقظوا فجأة في الـ 2006 ليجدوا ان عدد الطلاب بلغ حداً لا يمكن التعامل معه ..
وبين تصريحات امين التعليم العالي ومعاون الوزير ورؤساء اللجان .. ، تقرأ كلمات ، من قبيل ، وجد ، اكتشف ، تتطلب ، ارتأى ، ويمكن ولا يمكن ..
وكأننا نبيع البطاطا ، او هو اختلاف بين الشركاء في محل لتصليح البسكليتات ، يريد احد الشركاء ان يقلبه محل فلافل والاخر يرى ان الشاورما اربح ..
هذه اعترافات خطية في قضية وطنية كبرى ، طالها الاستهتار والتقصير والاهمال ، وتهدد اليوم مستقبل الآلاف من شباب سورية بالضياع
ماذا يعني " وجدنا " !!! .. واكتشفنا ؟؟!!، هل تم افتتاح جامعة التعليم المفتوح ، دون دراسة ، في غياب تام لخطة تتضمن تقدير دقيق لاعداد الطلاب ، وتحديد لقدرة الاستيعاب ، ووضع شروط القبول التي تحدث التوازن بين هذا وذاك ، على أي اساس تم استحداث الفروع ، واقرار المناهج ، واليات التدريس .. ؟؟؟
اللجان " وجدت أن هذه البرامج تتطلب تدريبات عملية وفنية لا تنسجم في حقيقة الأمر مع مفهوم التعليم المفتوح " ؟؟!!
ولماذا بعدما "وجدت" هذه اللجان لم يكن القرار باتجاه ايجاد البرامج والتدريبات العلمية والفنية التي تنسجم مع مفهوم التعليم المفتوح المنتشر في كل بلاد الدنيا ..
هذه المبررات والتعابير و " التخريجة " التي أوردها جهابذة الإدارة التعليمية العليا عندنا ، لا تليق بان تستخدم على مستوى مثل هذا القطاع ، يضم المتعلمين من ابناء بلدي من ذوي العقول النيرة الذين يتطلعون لامتلاك مستقبل افضل ، ولا يجوز ان نتعامل معهم كقطيع من الأميين لا يفقهون من الدنيا غير شرب الماء واجترار الشعير ..
و"النكتة" في الموضوع ،بانه تم هذا العام بالتحديد تحويل المناهج المصرية التي بدأت الجامعة بها عام 2001 الى مناهج سورية صرف عليها ملايين الليرات لتكون بديلا يناسب حالتنا السورية ، وعندما انتهينا من المنهاج ، قررنا التوقف ، بعدما " وجدنا " ان الورق المستخدم في طباعة الكتب لا يصلح للقراءة وهو مخصص للبيع بالكيلو ربما الى اصحاب المحامص للف البزر . . ؟؟!
الرائحة الكريهة لهذا القرار تزكم الانوف ، وهو يدلل على ان الفساد المستشري في بلدنا حولها الى جثة عفنة فاحت منها الروائح الكريهة التي باتت تلاحقنا في اسرتنا دون ان نبحث عنها ..
فتحول مجموعة من المتنفذين الى قتلة ، يغرزون سكاكينهم في اجسادنا بدماء باردة ويقتلون كل شيء حي فينا بوقاحة ..
ولا ادل على هذا من اختيارهم التوقيت لاعلان مثل هذا القرار المحبط ، قبل عشرة ايام من امتحانات التعليم المفتوح ..
لم يكن بامكانهم تأجيل قرار الاعدام هذا الى ما بعد العشاء الاخير ..؟؟!
ام ان قضية التفكير في اختيار بدائل المستقبل بدأت مع انتهاء فحوص البكالوريا ، ويجب على طلاب المستقبل ان يسقطوا "التعليم المفتوح " من حساباتهم ..
اتخاذ القرار باعدام التعليم المفتوح وطلابه الـ 60.000 في قاعات الامتحانات وعلى مرأى من الجميع ..
ومكافأة من قضى ست سنوات مثل الفأر في حقل تجارب ، بين مناهج اتت ولم تأتي ، ودكاترة حضرت ولم تحضر ، ونوط توفرت ولم تتوفر ، ومناهح مصرية واخرى سورية ، وشهادات تكافئ ولا تكافئ ..
وفي النهاية ، كل الذي حصلنا عليه شهادة وفاة ، تثبت باننا حقا ، ومرة اخرى ، جثث هامدة منذ زمن طويل، ننتظر قرارات الدفن .. وما اكثر الجهات المختصة في بلدي المتمرسة في إصدار مثلها ..
نضال معلوف
وليس قرار بالسماح بتأجير السيارات السياحية ، نطبقه "كم سنة" وننهب ، عوضا عن الرسوم الجمركية ، رسوم تأجيرية نقتطعها من مواطنينا السياح في بلدهم ، ومن ثم نعدله ( شي 10 مرات ) .. وبعدها نلغيه
وليس هو مصنع فاشل نعهد به لابن متنفذ يعبث به ويسرق "ويلغبص " و "يتبروظ " و بالناقص من المعمل في سبيل رفاه الولد المدلل .. نغلق المعمل وننقل الولد الى معمل اخر في سلسلة القطاع العام المكسيكية ..
وليس هو صحيفة نفتحها اليوم أليفة، لنغلقها غدا متوحشة ..
وليس هو مسؤول نضعه هنا " فيعفس ويخبص " ويرتشي لننقله الى هناك .. ربما سفير في احدى الدول المنسية ..
وهو ليس كبرنامج الاصلاح مطروح للنقاش العام والمطمطة والمماطلة ، وليس استراتيجية لوزارة الصناعة ، او لزراعة القمح او الفجل .. ( واذا ما مطرت هل السنة بتمطر السنة الجاية )..
انه التعليم ايها السادة .. انه مستقبل العباد والبلاد ، وليس مسموحا ان تصيبه الاوبئة التي اجتاحت باقي القطاعات ، الفساد ، وسوء الادارة ، واللامبالاة ، والاستهتار ، وغياب الرؤية .. ليس مسموحا ان يتم التجارة بمستقبل شبابنا ، لتطرح سنوات عمر طلابنا في المزاد ..
قرار تعليق التسجيل في التعليم المفتوح ، تمهيدا لتصفيته ، قرار اسود ، وهو يوازي في سوئه ، نكبة 48 ، ونكسة حزيران ، ضم الجولان ، احتلال العراق و تقرير ميليس الاول ..
لانه اعلان صريح بدخول التعليم في نفق المتاجرة والبيع والشراء ، وهو عَرَض بيّن على اصابة هذا القطاع الهام والحيوي بالاوبئة التي لا شفاء منها والعياذ بالله ..
60 الف طالب سوف يحملون شهاداتهم التي حصلوا عليها بالتعب والجهد وحرمان الاباء والامهات والاهالي من سد الرمق ، ويجولون بها ( مثل الشحادين ) ، ويكتبون في سيرتهم الذاتية ، خريج جامعة دمشق التعليم المفتوح المنقرض ..
لماذا .. ؟؟
هنا القضية التي فعلا تجسد كلمة الكوميديا السوداء بكل ما تحمل من معنى عميق وحزين ؟!!
المبررات التي القاها مدير التعليم العالي كانت بمثابة " البصاق " الذي غسل وجهنا وجعلنا نحس بالقرف والاشمئزاز والغضب .. :
" بزيادة عدد الطلاب غير المتوقعة من 2200 طالب عام 2001 إلى حوالى 60 ألف طالب عام 2006 ولو ظل التسجيل ساريا هذا العام لوصل عدد الطلاب إلى مئة ألف وليس هناك إمكانية لتخديم هذا العدد الكبير الذي تتسبب امتحاناته بتعطيل المحاضرات في الجامعات النظامية. "
وكأننا ضيوف على العشاء على مائدته ، او حضور غير متوقعين لحفلة لنانسي عجرم تقيمها في ساحة عامة ، او مجموعة فضوليين على حفلة زفاف في قرية نائية ، او سائحين اضافيين هبطنا على حفلة ليلية يحييها علي الديك في مهرجان المحبة .. ؟؟!
وصل عدد الطلاب .. ؟؟! ، وكأننا جمهور غير محسوب على عرض اول في فيلم سينمائي ، او طابور من الاولاد على مراجيح مدينة الملاهي .. او افطار مجاني في ساحة عامة في ليلية رمضانية ، اجتمع عليها جموع من المشردين ..
هناك كلمات لها اثر الرصاصة ، تترك اثرا عميقا في النفس لا يمكن ان يمحى ، والاستخفاف الذي يختار مسؤولينا ،غباءا او عمدا ، ان يخاطبوا عقولنا به ، هو اهانة مباشرة لنا ولعقلنا البشري الذي لن يستطيع ان يتقبل ،مهما كان ساذجا وسطحيا ، مثل هذه الاكاذيب ..
وكأن القرار بوضع قيود على التسجيل ، او شروط قبول ، مثل كل جامعات الدنيا ، كان في جيبي ، ولم اخرجه ، او ربما تفسير الكلام ان بعض مسؤولينا ينتمون الى فصيلة ذوات الدم البارد ولديهم ثبات عقدي ( ربما ينامون عقدا من الزمان ) ، حيث بدأ ثباتهم في العام 2001 فاستيقظوا فجأة في الـ 2006 ليجدوا ان عدد الطلاب بلغ حداً لا يمكن التعامل معه ..
وبين تصريحات امين التعليم العالي ومعاون الوزير ورؤساء اللجان .. ، تقرأ كلمات ، من قبيل ، وجد ، اكتشف ، تتطلب ، ارتأى ، ويمكن ولا يمكن ..
وكأننا نبيع البطاطا ، او هو اختلاف بين الشركاء في محل لتصليح البسكليتات ، يريد احد الشركاء ان يقلبه محل فلافل والاخر يرى ان الشاورما اربح ..
هذه اعترافات خطية في قضية وطنية كبرى ، طالها الاستهتار والتقصير والاهمال ، وتهدد اليوم مستقبل الآلاف من شباب سورية بالضياع
ماذا يعني " وجدنا " !!! .. واكتشفنا ؟؟!!، هل تم افتتاح جامعة التعليم المفتوح ، دون دراسة ، في غياب تام لخطة تتضمن تقدير دقيق لاعداد الطلاب ، وتحديد لقدرة الاستيعاب ، ووضع شروط القبول التي تحدث التوازن بين هذا وذاك ، على أي اساس تم استحداث الفروع ، واقرار المناهج ، واليات التدريس .. ؟؟؟
اللجان " وجدت أن هذه البرامج تتطلب تدريبات عملية وفنية لا تنسجم في حقيقة الأمر مع مفهوم التعليم المفتوح " ؟؟!!
ولماذا بعدما "وجدت" هذه اللجان لم يكن القرار باتجاه ايجاد البرامج والتدريبات العلمية والفنية التي تنسجم مع مفهوم التعليم المفتوح المنتشر في كل بلاد الدنيا ..
هذه المبررات والتعابير و " التخريجة " التي أوردها جهابذة الإدارة التعليمية العليا عندنا ، لا تليق بان تستخدم على مستوى مثل هذا القطاع ، يضم المتعلمين من ابناء بلدي من ذوي العقول النيرة الذين يتطلعون لامتلاك مستقبل افضل ، ولا يجوز ان نتعامل معهم كقطيع من الأميين لا يفقهون من الدنيا غير شرب الماء واجترار الشعير ..
و"النكتة" في الموضوع ،بانه تم هذا العام بالتحديد تحويل المناهج المصرية التي بدأت الجامعة بها عام 2001 الى مناهج سورية صرف عليها ملايين الليرات لتكون بديلا يناسب حالتنا السورية ، وعندما انتهينا من المنهاج ، قررنا التوقف ، بعدما " وجدنا " ان الورق المستخدم في طباعة الكتب لا يصلح للقراءة وهو مخصص للبيع بالكيلو ربما الى اصحاب المحامص للف البزر . . ؟؟!
الرائحة الكريهة لهذا القرار تزكم الانوف ، وهو يدلل على ان الفساد المستشري في بلدنا حولها الى جثة عفنة فاحت منها الروائح الكريهة التي باتت تلاحقنا في اسرتنا دون ان نبحث عنها ..
فتحول مجموعة من المتنفذين الى قتلة ، يغرزون سكاكينهم في اجسادنا بدماء باردة ويقتلون كل شيء حي فينا بوقاحة ..
ولا ادل على هذا من اختيارهم التوقيت لاعلان مثل هذا القرار المحبط ، قبل عشرة ايام من امتحانات التعليم المفتوح ..
لم يكن بامكانهم تأجيل قرار الاعدام هذا الى ما بعد العشاء الاخير ..؟؟!
ام ان قضية التفكير في اختيار بدائل المستقبل بدأت مع انتهاء فحوص البكالوريا ، ويجب على طلاب المستقبل ان يسقطوا "التعليم المفتوح " من حساباتهم ..
اتخاذ القرار باعدام التعليم المفتوح وطلابه الـ 60.000 في قاعات الامتحانات وعلى مرأى من الجميع ..
ومكافأة من قضى ست سنوات مثل الفأر في حقل تجارب ، بين مناهج اتت ولم تأتي ، ودكاترة حضرت ولم تحضر ، ونوط توفرت ولم تتوفر ، ومناهح مصرية واخرى سورية ، وشهادات تكافئ ولا تكافئ ..
وفي النهاية ، كل الذي حصلنا عليه شهادة وفاة ، تثبت باننا حقا ، ومرة اخرى ، جثث هامدة منذ زمن طويل، ننتظر قرارات الدفن .. وما اكثر الجهات المختصة في بلدي المتمرسة في إصدار مثلها ..
نضال معلوف