يسمى العلم الذي يتناول تارخ الحياة (علم الاحاثة )ومعارفه محصلة من بقاياالحيوان والنبات التي انطمرت فيما تجرفه الانهار من الطمي والرمال وتلقيه في البحر على الدوام او من الرمل الناعم الذي حملته الرياح وكونت به السهول الفسيحة
واذا انطمرت قطعة من العظم او صدفة في مثل هذا الطمي او الرمل وكانت في مكان امن فانها تبقى ملايين السنين في نفس حالتها وتمكن عالم التشريح من بيان شانها حتى لكانها التقطت من شاطئ البحر في يومها
واذا ما بقي الهيكل العظمي باكمله فب موضعه فان بمقدور الاحاثي الحيواني ان يعيد بناء الذي كان هذا الهيكل جزئا منه
وفي وسع العالم الاحاثي ان يعطينا فكرة دقيقة عن شكله ولكنه لا يستطيع ان يتنبا كيف كان لون جلده او كان ذيله رفيعا او غزير الشعر
ولم يبقى من اثار اقدم الفقاريات المعروفة سوى قطع صغيرة من العظام استخرجت من الطبقات الاردوفيشية(ordovician)ولكن اول البقايا التي سلمت من البلى يمكننا ان نعرف عنها تلك التي التقطت من قمم الصخور السلورية (silurian) ومن احسنها واحدة تسمى بركينيا (birkenia) وكانت تعيش في الماء العذب ولعلها نزحت الى مصاب الانهار الواسعة والى البحر احيانا و كانت هذه الكائنات مخلوقات صغيرة اشبه بالسمك تحمي اجسامها و رؤوسها حراشف صلبة
واول ما عثر عليه من المخلوقات الشبيهة المدرع الراس(caphalasis)وهو اول الفقاريات التي لها درع يغطي جسمها فراسه ومقدم جسمه محمي بصفائح كبيرة من العظم يبرز من خلفه ذيل صغير لين يمكنه من السباحة وتعرف هذه الجماعة كلها باسم صدفية الجاد (ostracoderms) وهذه المخلوقات كانت في بدايتها حيوانات صغيرة تشبه السمك المألوف ولا يحميها من اعدائها سوى سرعة حركتها ثم اخذت تتطور ويتشكل العظم حتى اصبحت هياكل زاحفة تعيش في القاع ويحميها درع ثقيل لكن هذا الدفاع عن النفس صار عديم الجدوى فانقرضت هذه الجماعة وحلت محلها جماعة من الحيوان ارقى منها

يتبع............

ميرسى على الموضوع و على المعلومات دى كلها

وكانت المخلوقات التي حلت محل الصدفية الجلد في المجاري العذبة سمكا حقيقيا الا انه لا يشبه اي نوع من السمك الحالي ومن هذه المخلوقات جماعة اسمها كليماتيوس (climatius) وكان لكل فرد منها صفان من الزعانف الصغيرة في كل جنب وزعانف اخرى في ظهره وكل زعنفة زائدة من اللحم تدعمها اشواك طوياة في المقدمة وقد تعظمت اجسام هذه الجماعة وزادت درعها ثقلا حتى بلغت اشواكها طولا يقارب القدمين وكان طولها حوالي الستة اقدام وقد عاشت في قاع الانهار والبرك المتخللة وغابات الفحم
وكانت الانهار التي عاش فيها سمك تلك العهود اننهار موسمية لا تجري الا في مواسم الامطار كانها جنوب افريقيا وعندما ينقص ماؤها تتحول الى برك منفصلة تجف بقية العام وقد ترسبت فيها تلك الاحجار التي استخرج منها هذا النوع من السمك والمستحاثات
وهناك ظروف جغرافية احدثت في طباع الفقاريات ذلك التغيير الذي ادى الى وجودنا (الانسان)وذلك ان مياه البرك قد خلت من الاوكسيجين وكان السمك يختنق فيها فبدأ بعض السمك يستزيد منه بابتلاع الهواء فادى ذلك الى تكوين جيب صغير في المري تمر منه فقاعة الهواء فيستخلص منها الاوكسيجين ثم يخرج في الزفير مالا يريده فتكونت الرئة
وسرعان ما انقسم هذا السمك الذي تكونت له رئة الى جماعتين تميزت كل منها بالاسلوب الذي انتهجه في السباحة
فالجماعة الاولى واسمها السمك الهدابي الزعانف كان ذيلها امتدادا لجسمها تستطيع سائر اعضائها من السباحة بتمويج هذا الجسم ويصبح الزوجان من الزعانف منطلقي الحركة قتتخذهما مجاذيف تحركها حيث تشاء وارجلا تيسر لها المشي في قاع البحيرة ايضا
والجماعة الثانية اسمها القد القديم فقد اصبح ذيلها في الواقع زائدة في الجسم تخفق يمينا وشمالا وندور كانها محرك لولبي وظلت الزعانف المزدوجة مدة طويلة مدة طويلة زوائد صلبة في الجنبين مثل جناحي الغواصة واكنها لم تكتسب ما اكتسبته زعانف الجماعة الاولى من مرونة وقدرة على التكييف وكان سمك الجماعة الثانية لا يستفيد من رئتيه الا قليلا وهو السبب في هجرته الى البحر حيث يتوفر في مائه الاوكسيجين على الدوام

يتبع....

انقسم السمك الهدابي الزعانف الى ثلاث اقسام
القسم الاول انصرف الى الاقتيات بالطعام اليابس الذي يقتضي التهشيم قبل ازدراده مثل حلزون البرك وبلح البحر وهذا القسم تبقى منه ثلاث انواع احدها في انهار البرازيل و الثاني في افريقية الاستوائية والثالث في انهار كونزلاند
وظل القسم الثاني في الماء العذب امدا طويلا ولكنه انتقل الى البحر وتضخم حجمه ثم اختفى الى الابد
ولهذا القسم شأن علمي كبير لانه يبين لنا كيف كان تركيب جسم القسم الثالث من هذا السمك مع انه ليس لدينا بقايا حفرية من هذا القسم فاننا نعرف انه كان بالضرورة موجودا
وكانت هذه السلالة اقدم القوازب او البرمائيات وطلائع الفقاريات التي اعتمدت في حياتها على استنشاق الهواء اعتمادا كليا
واغلبية هذه القوازب كان كبيرا في الحجم ويتراوح طوله بين ياردة واثني عشر قدماوجلدها كان خاليا من الدروع وربما كان لزجا ورطبا كجلد الضفدع وكان بطنها مغطى بدرع من حراشف العظم مثل السمك ولا يوجد شك انها ورثته من اسلافها من السمك
وكانت تلك القوازب تقضي معظم وقتها في السباحة في مياه البرك والانهار البطيئة الجريان مستعينة بذيل مفلطح طويل وكانت هذه البرك والانهار متفرعة من البطائح المغطاة بالغابات الكثيفة التي تكونت منها طبقات الفحم
وكان لتلك القوازب ارجل ضعيفة بالغة القصربدل الزعانف المزدوجة وكانت تستخدمها في الزحف الى خارج الماء اذا هاجمها السمك الهائل او تنتقل من بركة الى اخرى اذا جفت
وهناك رسوبات في بعض الصحارى مثل صحارى تكساس جمعت منها الاف العظام من الحيوانات وفيها التي لم تعد تقضي حياتها في الماء كما فعلت اسلافها بل استقرت في الارض ولم الى الماء الا لتضع بيضها كما تفعل الضفادع
وبعد ان يفقس هذا البيض تخرج منه كائنات تشبه سمندل الماء عاشت صدر حياتها في الماء وتتنفس من خياشيمها حتى اذا انتهى الطور الاول من اطوارها الاربعة تركت الماء واعتمدت على رئتيها واستقرت في الارض ومن هذه المخلوقات نذكر الكالح الوجه (cacops) و الاريوب (eryops)

يتبع....

ميرسى على الموضوع و على المعلومات دى كلها
ميرسي على مرورك وعلى زوقك :D

بس الموضوع كتير طويل:cry:

بدو شي تلات صفحات

up .