abu alameer
29/06/2006, 12:59
الشعوب الحية والأمر الواقع.. قراءة حضارية في الهزيمة بقلم: أ. د. يوسف رزقة وزير الإعلام الفلسطيني قبل يوم من اعتقاله
من الطبيعي أن يسفر الصراع في الحروب عن منتصر ومنهزم، وهذا يعني أن الهزيمة كالنصر نتاج طبيعي لحركة الصراع، وأن النصر والهزيمة حركة (تداولية) لا تختص بأمة دون أمة، (غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سينين) إنه أمر الله وقدره ينصر من يشاء ويقضي بالهزيمة لمن يشاء، غير أن ما يخرج عن الطبيعة ويناقض الفطرة أن يقنع المرء بالهزيمة ويرتضي بآثارها ثم يأخذ في التشريع لها والترويج لاستحقاقاتها على ما في ذلك من مذلة، ثم يشتق من اللغة والسياسة والواقعية وموازين القوى، وهي أمور في مجموعها لا يتفق في قراءتها تمام الاتفاق اثنان، فضلاً عن حزبان.
الهزيمة قدر يقبله من يبحث عن النصر حين يأخذ في البحث في أسباب الهزيمة لاستخلاص العبر من أجل استعادة العزة وتحقيق النصر، وهذا يحدث لدى القيادات الحية أياً كان جنسها ولونها ودينها، ومن ثم تصبح الهزيمة لديه قدراً مؤقتاً وليس قدراً مؤبداً يصادم النواميس الكونية والوقائع التاريخية.
حين تغيب الحيوية عن الأفراد أو عن القيادات أو عن الأحزاب يتلاشى مفهوم النصر، وتحتجب أنواره عن النفوس المهزومة، ويصبح واقع الهزيمة كثيفاً ثقيلاً كالبغلة الجرباء، وهنا تأخذ النفوس المهزومة في البحث عن مبررات التعايش مع الهزيمة والغش، وهنا فقط تكون الهزيمة قد تمكنت وتحققت لأن الهزائم في مفهوم الحضارات لا تكون بسقوط الآلة أو فرار المقاتلة، أو بسقوط البلدة وانهيار القوة العسكرية فحسب، وإنما تكون بسقوط النفس وإقرارها بالهزيمة واستحقاقاتها وبحثها عن طرق للتعايش معها والقبول بنتائجها، وهذا غاية ما يمكن أن يصل إليه المنتصر، أعني أن يتمكن من الأرض ومن النفس.
إن هزيمة النفس هي الصورة الأعمق لاحتلال الأرض، لأن هزيمة النفس تستدعي المبررات المختلفة لشرعية الأمر الواقع والقبول بالهزيمة، ومن ثم تصوير القدرة على التعايش معها ومع المحتل على أنه نوع من الوطنية الباحثة عن المصالح العليا للشعب، وأنها شكل متقدم من أشكال العبقرية السياسية، ولو كان الأمر كذلك لما قامت إسرائيل على أنقاض الوطن الفلسطيني.
القيادات والمجتمعات التي قبلت بالهزيمة قدراً مؤبداً لافكاك منه، وواقع يستحيل الخروج منه، ذابت بالتدريج في المنتصر وقدراته على القضم والهضم والتغيير، ومن ثم تلاشت أمم مهزومة في أمم منتصرة وغادرت الجغرافيا والتاريخ غير مأسوف عليها، بينما عادت إلى الوجود أمم أصابتها مرارة الهزيمة المادية دون النفسية، فآمنت بتدوال النصر والهزيمة، فأوجدت لها مكاناً في التاريخ والجغرافيا، (والحياة تحت الشمس).
إن شعبنا الفلسطيني الذي ما فتئ يقاوم المحتل الصهيوني لوطنه منذ النكبة وحتى اليوم أثبت أنه يتمتع بمفهوم الشعوب الحية الحيوية، التي ترى أن بقاء الحال من المحال، ومن ثم لم تتمكن الهزيمة من نفسه وإن استولت على أرضه ونالت من بعض مظاهر حياته، ومن ثم هو يؤكد في مقاومته وفي انتفاضاته المتتالية ومن خلال توالد الأجيال والقيادات أن الغصب والهزيمة ليسا قدراً مؤبداً بل حالة وقعت على غفلة منه بغض النظر عن الجهات التي تتحمل المسئولية، وأن الخروج من هذه الحالة ممكن ومعقول وليس ضرباً من المستحيل.
من الطبيعي في البلاد المحتلة كبلادنا فلسطين أن تتباين، أو قل أن تتعدد الاجتهادات حول الطرق التي يمكن سلوكها للخروج من الهزيمة إلى النصر، أو من الضعف إلى العافية، بما يحقق مصالح الشعب العليا.
هذه الاجتهادات المتعددة التي تدور حول أهداف موحدة وثوابت وطنية متفق عليها جديرة بأن تكون عوامل قوة للحراك السياسي والمقاوم، لا عوامل ضعف، وتمزيق للمجتمع، ومن ثم فإن المعارك الإعلامية غير المسئولة تذهب بوجاهة الاجتهادات وقدرتها على التكامل أو التوحد أو الإفادة بعضها من بعض في ضوء ما يعرف بلعب الأدوار في السياسة، وتقرب النفوس من اليأس وتتجه بها إلى الإقرار بالهزيمة والواقع وموازين القوى وجرائمها، ومن ثم الخروج من الحياة والجغرافيا والتاريخ، وهذا يتنافى مع مفهوم الشعوب الحية الحيوية.
من الطبيعي أن يسفر الصراع في الحروب عن منتصر ومنهزم، وهذا يعني أن الهزيمة كالنصر نتاج طبيعي لحركة الصراع، وأن النصر والهزيمة حركة (تداولية) لا تختص بأمة دون أمة، (غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سينين) إنه أمر الله وقدره ينصر من يشاء ويقضي بالهزيمة لمن يشاء، غير أن ما يخرج عن الطبيعة ويناقض الفطرة أن يقنع المرء بالهزيمة ويرتضي بآثارها ثم يأخذ في التشريع لها والترويج لاستحقاقاتها على ما في ذلك من مذلة، ثم يشتق من اللغة والسياسة والواقعية وموازين القوى، وهي أمور في مجموعها لا يتفق في قراءتها تمام الاتفاق اثنان، فضلاً عن حزبان.
الهزيمة قدر يقبله من يبحث عن النصر حين يأخذ في البحث في أسباب الهزيمة لاستخلاص العبر من أجل استعادة العزة وتحقيق النصر، وهذا يحدث لدى القيادات الحية أياً كان جنسها ولونها ودينها، ومن ثم تصبح الهزيمة لديه قدراً مؤقتاً وليس قدراً مؤبداً يصادم النواميس الكونية والوقائع التاريخية.
حين تغيب الحيوية عن الأفراد أو عن القيادات أو عن الأحزاب يتلاشى مفهوم النصر، وتحتجب أنواره عن النفوس المهزومة، ويصبح واقع الهزيمة كثيفاً ثقيلاً كالبغلة الجرباء، وهنا تأخذ النفوس المهزومة في البحث عن مبررات التعايش مع الهزيمة والغش، وهنا فقط تكون الهزيمة قد تمكنت وتحققت لأن الهزائم في مفهوم الحضارات لا تكون بسقوط الآلة أو فرار المقاتلة، أو بسقوط البلدة وانهيار القوة العسكرية فحسب، وإنما تكون بسقوط النفس وإقرارها بالهزيمة واستحقاقاتها وبحثها عن طرق للتعايش معها والقبول بنتائجها، وهذا غاية ما يمكن أن يصل إليه المنتصر، أعني أن يتمكن من الأرض ومن النفس.
إن هزيمة النفس هي الصورة الأعمق لاحتلال الأرض، لأن هزيمة النفس تستدعي المبررات المختلفة لشرعية الأمر الواقع والقبول بالهزيمة، ومن ثم تصوير القدرة على التعايش معها ومع المحتل على أنه نوع من الوطنية الباحثة عن المصالح العليا للشعب، وأنها شكل متقدم من أشكال العبقرية السياسية، ولو كان الأمر كذلك لما قامت إسرائيل على أنقاض الوطن الفلسطيني.
القيادات والمجتمعات التي قبلت بالهزيمة قدراً مؤبداً لافكاك منه، وواقع يستحيل الخروج منه، ذابت بالتدريج في المنتصر وقدراته على القضم والهضم والتغيير، ومن ثم تلاشت أمم مهزومة في أمم منتصرة وغادرت الجغرافيا والتاريخ غير مأسوف عليها، بينما عادت إلى الوجود أمم أصابتها مرارة الهزيمة المادية دون النفسية، فآمنت بتدوال النصر والهزيمة، فأوجدت لها مكاناً في التاريخ والجغرافيا، (والحياة تحت الشمس).
إن شعبنا الفلسطيني الذي ما فتئ يقاوم المحتل الصهيوني لوطنه منذ النكبة وحتى اليوم أثبت أنه يتمتع بمفهوم الشعوب الحية الحيوية، التي ترى أن بقاء الحال من المحال، ومن ثم لم تتمكن الهزيمة من نفسه وإن استولت على أرضه ونالت من بعض مظاهر حياته، ومن ثم هو يؤكد في مقاومته وفي انتفاضاته المتتالية ومن خلال توالد الأجيال والقيادات أن الغصب والهزيمة ليسا قدراً مؤبداً بل حالة وقعت على غفلة منه بغض النظر عن الجهات التي تتحمل المسئولية، وأن الخروج من هذه الحالة ممكن ومعقول وليس ضرباً من المستحيل.
من الطبيعي في البلاد المحتلة كبلادنا فلسطين أن تتباين، أو قل أن تتعدد الاجتهادات حول الطرق التي يمكن سلوكها للخروج من الهزيمة إلى النصر، أو من الضعف إلى العافية، بما يحقق مصالح الشعب العليا.
هذه الاجتهادات المتعددة التي تدور حول أهداف موحدة وثوابت وطنية متفق عليها جديرة بأن تكون عوامل قوة للحراك السياسي والمقاوم، لا عوامل ضعف، وتمزيق للمجتمع، ومن ثم فإن المعارك الإعلامية غير المسئولة تذهب بوجاهة الاجتهادات وقدرتها على التكامل أو التوحد أو الإفادة بعضها من بعض في ضوء ما يعرف بلعب الأدوار في السياسة، وتقرب النفوس من اليأس وتتجه بها إلى الإقرار بالهزيمة والواقع وموازين القوى وجرائمها، ومن ثم الخروج من الحياة والجغرافيا والتاريخ، وهذا يتنافى مع مفهوم الشعوب الحية الحيوية.