abu alameer
29/06/2006, 12:57
لقد أكدت عملية "الوهم المتبدد " أنها الورقة الرابحة للمقاومة الفلسطينية فمن جهة أصبح الجميع يخطب " حماس" ، ومن جهة أخرى أصبح التوافق وليس ضغوط الاستفتاء هي الحل الفلسطيني لبلورة برنامج إجماع بحده الأدنى ، ومن جهة ثالثة بانت العملية حدود تعلق "حماس " بالسلطة والفصل العضوي بين التزاماتها كمقاومة ضد الاحتلال وواجباتها كمقاومة ضد الفساد .
ورغم صعوبة هذا الفصل بين المقاومة وحكومة المقاومة ، إلا انه يستوجب ذلك وإلا خسرت حماس الحكومة والمقاومة معاً ... لأنها إن ضغطت على المقاومة فأفرجت عن الجندي لاعتبارات موقعها الجديد ألغت بذلك الهامش الضيق والمهم ببن واجبات المقاومة ضد العدوان والتزامات السلطة ضد الفساد بل إن هذا سيورطها ويؤكد الدعايات الإسرائيلية أنها دولة إرهابية وأن العمليات العسكرية تقع ضمن صلاحياتها .. بل عندها قد تدفع الحكومة الفلسطينية أثمان كل ذلك في كل عملية مقاومة ، ولكن هذا لا يعفي الحكومة من حماية المقاومة سياسيا لأنها انتخبت على أساس برنامج واضح ، لكن سيكون من الخطأ أن تتدخل الحكومة في الأبعاد الزمنية والأمنية والعسكرية للمقاومة .
بكل الأحوال لم تأت العملية دون أبعاد سياسية مبررة ، بل هي بامتياز عملية مسيسة وواعية ليس فقط لأهداف الردع التي اقتضتها ، بل وللقراءة السياسية الصحيحة للأوضاع الفلسطينية وذلك لأنها ( أولا ) إمعان إسرائيل في معاقبة الشعب الفلسطيني على خياره من خلال تجويعه ومساومته على لقمة عيشه وحليب أطفاله و(ثانيها ) المبالغة إسرائيل في العدوان ولاسيما ضد النساء والأطفال الأمر الذي أدى إلى استشهاد أكثر من ثمانين وجرح العشرات في ثلاثة أسابيع فقط و( ثالثها ) استنفاذ التهدئة منطقها قبالة العنجهية الإسرائيلية والنفاق العربي الرسمي والدعم الأميركي اللامحدود ( ورابعها ) دفع الفتنة الفلسطينية من المرمى الداخلي إلى العدو الخارجي .
لقد زاد من قوة شرعية هذه العملية أنها جاءت ضد جنود وفي موقع عسكري وهذا برأينا يخرس الأصوات التي طالما قللت من فاعلية المقاومة الفلسطينية بذريعة اتكائها على صواريخ لا تقتل أو ادعائها أن العمليات في العمق الإسرائيلي تضعف منطق المقاومة الفلسطينية .
ورغم أن المتمسكين بوثيقة الأسرى يعلمون أنها تنص على واجب المقاومة مع تركيزها في حدود أل 67 ، ولكن هاهم مع أول اختبار لهذا المنطق فإنهم يتعاملون مع الوثيقة بانتقائية فهم الآن يطالبون بإطلاق سراح الجندي المسكين وينددون بالعملية التي لم تتجاوز خطوط وثيقة الأسرى ... مما يدلل على أنهم قصدوا بوثيقة الأسرى توريط حماس في فخ الموافقة على تنازلات مجانية وان مقصدهم حول المقاومة لايتعدى المقاومة الكلامية ربما ! وحتى الأسرى الذين جرى المتاجرة بقضيتهم قبل أيام يرفض اليوم المتاجرون منطق مقايضة الجندي المخطوف بهم بدعوى الحرص على المواطنين في قطاع غزة ... وهذا يكشف بوضوح النفاق الممارس سياسياً .
وحتى أولئك الذين يتحدثون عن ضرورة استشارتهم في أعمال المقاومة ونوعيتها بموجب الحوار الفلسطيني يرفضون أن يسألهم احد عن أسباب العناق والكلام الذي تفوه به الرئيس محمود عباس في لقاء البتراء ... وكأنهم الأوصياء على القضية الفلسطينية بينما لا تملك حماس الفائزة بأغلبية عظمى في الانتخابات التشريعية البوح برأيها في استفتاء كان يراد له تقديم اعتراف مجاني بإسرائيل مع أن إسرائيل تعلن كل يوم أن وثيقة الأسرى لا تعنيها .
بالعموم لم يعد شيئا تخسره " حماس " فلقد حاولت أن تخوض غمار السلطة لتصلح سياسيا وإداريا وأعطت هدنة كافية ، ولكن كل ذلك قوبل بالجحود والنكران والتآمر الكبير ، وهذا لا يسري فقط على حماس بل على الشعب الفلسطيني برمته فهاهو يقتل أطفاله وتغتصب أرضه وتهود قدسه ويجري حصاره ومعاقبته على قراره الانتخابي ... فماذا بعد مصادرة الحرية والكرامة من خسارة ؟ .
وعليه فعدوان إسرائيل على قطاع غزة - إن حدث- لن يزيد من الخسارة شيئا بل لربما سيكون مفيداً في كشف أهداف المحاصرين لخيار الشعب الفلسطيني ، بل وسيؤدي إلى تراجع منطق إسرائيل الأحادي تجاه الأرض كما يخطط له أن يكون في الضفة تحت ما يسمى ( خطة التجميع ) ، كما أن إسرائيل تدرك أن غزة ليست سمكاً سهل الاصطياد خاصة مع تكدس كل أنواع السلاح فيها ، مما سيؤدي بإسرائيل إلى رمال متحركة تغرق المركب بما فيها .
بالعموم عملية الوهم المتبدد كانت ناجحة بامتياز وعلى عملية المقايضة أن تمم بامتياز ولا يتأتى ذلك إلا بالاتعاظ من تجارب الاختطاف الفاشلة والناجحة والأخذ بكافة أسباب النجاح وأهمها (أولاًَ ) احتفاظ المقاومة بالمخطوف وعدم تسليمه بالمجان مهما كانت الأكاذيب والضغوط التي ستقال وستسرب أو ستنقل ، (ثانياً) رفض الوساطة الضاغطة ولاسيما العربية والفلسطينية التي ستهتم فقط بتسجيل انجازات لموقعها وليس للشعب الفلسطيني( ثالثا ) قبول أي دور دولي يريد بلورة صفقة ويجب هنا التركيز على سجناء المؤبدات ولاسيما قادة الفصائل العسكريين (رابعا ) يجب فصل المتفاوضين عن حثيثات مكان الجندي المخطوف والتي من المفترض أن تكون بالحدود الدنيا جداً (خامساً ) يجب التوضيح لإسرائيل عواقب اجتياحها لغزة على حياة الجندي (سادساً ) يجب بلورة رأي فلسطيني متفاعل مع الحدث من أهالي الأسرى خصيصا وتالياً الشهداء ومعاقي الانتفاضة وفي كل المحافظات الفلسطينية لخلق ضغوط متوازنة مع الضغوط الإسرائيلية المقابلة ( سابعا ) من المفيد هنا أن تمارس الحكومة والفصائل الفلسطينية حماية سياسية لمنطق ومشروعية الخطف ردا على الخطف الإسرائيلي .
ورغم صعوبة هذا الفصل بين المقاومة وحكومة المقاومة ، إلا انه يستوجب ذلك وإلا خسرت حماس الحكومة والمقاومة معاً ... لأنها إن ضغطت على المقاومة فأفرجت عن الجندي لاعتبارات موقعها الجديد ألغت بذلك الهامش الضيق والمهم ببن واجبات المقاومة ضد العدوان والتزامات السلطة ضد الفساد بل إن هذا سيورطها ويؤكد الدعايات الإسرائيلية أنها دولة إرهابية وأن العمليات العسكرية تقع ضمن صلاحياتها .. بل عندها قد تدفع الحكومة الفلسطينية أثمان كل ذلك في كل عملية مقاومة ، ولكن هذا لا يعفي الحكومة من حماية المقاومة سياسيا لأنها انتخبت على أساس برنامج واضح ، لكن سيكون من الخطأ أن تتدخل الحكومة في الأبعاد الزمنية والأمنية والعسكرية للمقاومة .
بكل الأحوال لم تأت العملية دون أبعاد سياسية مبررة ، بل هي بامتياز عملية مسيسة وواعية ليس فقط لأهداف الردع التي اقتضتها ، بل وللقراءة السياسية الصحيحة للأوضاع الفلسطينية وذلك لأنها ( أولا ) إمعان إسرائيل في معاقبة الشعب الفلسطيني على خياره من خلال تجويعه ومساومته على لقمة عيشه وحليب أطفاله و(ثانيها ) المبالغة إسرائيل في العدوان ولاسيما ضد النساء والأطفال الأمر الذي أدى إلى استشهاد أكثر من ثمانين وجرح العشرات في ثلاثة أسابيع فقط و( ثالثها ) استنفاذ التهدئة منطقها قبالة العنجهية الإسرائيلية والنفاق العربي الرسمي والدعم الأميركي اللامحدود ( ورابعها ) دفع الفتنة الفلسطينية من المرمى الداخلي إلى العدو الخارجي .
لقد زاد من قوة شرعية هذه العملية أنها جاءت ضد جنود وفي موقع عسكري وهذا برأينا يخرس الأصوات التي طالما قللت من فاعلية المقاومة الفلسطينية بذريعة اتكائها على صواريخ لا تقتل أو ادعائها أن العمليات في العمق الإسرائيلي تضعف منطق المقاومة الفلسطينية .
ورغم أن المتمسكين بوثيقة الأسرى يعلمون أنها تنص على واجب المقاومة مع تركيزها في حدود أل 67 ، ولكن هاهم مع أول اختبار لهذا المنطق فإنهم يتعاملون مع الوثيقة بانتقائية فهم الآن يطالبون بإطلاق سراح الجندي المسكين وينددون بالعملية التي لم تتجاوز خطوط وثيقة الأسرى ... مما يدلل على أنهم قصدوا بوثيقة الأسرى توريط حماس في فخ الموافقة على تنازلات مجانية وان مقصدهم حول المقاومة لايتعدى المقاومة الكلامية ربما ! وحتى الأسرى الذين جرى المتاجرة بقضيتهم قبل أيام يرفض اليوم المتاجرون منطق مقايضة الجندي المخطوف بهم بدعوى الحرص على المواطنين في قطاع غزة ... وهذا يكشف بوضوح النفاق الممارس سياسياً .
وحتى أولئك الذين يتحدثون عن ضرورة استشارتهم في أعمال المقاومة ونوعيتها بموجب الحوار الفلسطيني يرفضون أن يسألهم احد عن أسباب العناق والكلام الذي تفوه به الرئيس محمود عباس في لقاء البتراء ... وكأنهم الأوصياء على القضية الفلسطينية بينما لا تملك حماس الفائزة بأغلبية عظمى في الانتخابات التشريعية البوح برأيها في استفتاء كان يراد له تقديم اعتراف مجاني بإسرائيل مع أن إسرائيل تعلن كل يوم أن وثيقة الأسرى لا تعنيها .
بالعموم لم يعد شيئا تخسره " حماس " فلقد حاولت أن تخوض غمار السلطة لتصلح سياسيا وإداريا وأعطت هدنة كافية ، ولكن كل ذلك قوبل بالجحود والنكران والتآمر الكبير ، وهذا لا يسري فقط على حماس بل على الشعب الفلسطيني برمته فهاهو يقتل أطفاله وتغتصب أرضه وتهود قدسه ويجري حصاره ومعاقبته على قراره الانتخابي ... فماذا بعد مصادرة الحرية والكرامة من خسارة ؟ .
وعليه فعدوان إسرائيل على قطاع غزة - إن حدث- لن يزيد من الخسارة شيئا بل لربما سيكون مفيداً في كشف أهداف المحاصرين لخيار الشعب الفلسطيني ، بل وسيؤدي إلى تراجع منطق إسرائيل الأحادي تجاه الأرض كما يخطط له أن يكون في الضفة تحت ما يسمى ( خطة التجميع ) ، كما أن إسرائيل تدرك أن غزة ليست سمكاً سهل الاصطياد خاصة مع تكدس كل أنواع السلاح فيها ، مما سيؤدي بإسرائيل إلى رمال متحركة تغرق المركب بما فيها .
بالعموم عملية الوهم المتبدد كانت ناجحة بامتياز وعلى عملية المقايضة أن تمم بامتياز ولا يتأتى ذلك إلا بالاتعاظ من تجارب الاختطاف الفاشلة والناجحة والأخذ بكافة أسباب النجاح وأهمها (أولاًَ ) احتفاظ المقاومة بالمخطوف وعدم تسليمه بالمجان مهما كانت الأكاذيب والضغوط التي ستقال وستسرب أو ستنقل ، (ثانياً) رفض الوساطة الضاغطة ولاسيما العربية والفلسطينية التي ستهتم فقط بتسجيل انجازات لموقعها وليس للشعب الفلسطيني( ثالثا ) قبول أي دور دولي يريد بلورة صفقة ويجب هنا التركيز على سجناء المؤبدات ولاسيما قادة الفصائل العسكريين (رابعا ) يجب فصل المتفاوضين عن حثيثات مكان الجندي المخطوف والتي من المفترض أن تكون بالحدود الدنيا جداً (خامساً ) يجب التوضيح لإسرائيل عواقب اجتياحها لغزة على حياة الجندي (سادساً ) يجب بلورة رأي فلسطيني متفاعل مع الحدث من أهالي الأسرى خصيصا وتالياً الشهداء ومعاقي الانتفاضة وفي كل المحافظات الفلسطينية لخلق ضغوط متوازنة مع الضغوط الإسرائيلية المقابلة ( سابعا ) من المفيد هنا أن تمارس الحكومة والفصائل الفلسطينية حماية سياسية لمنطق ومشروعية الخطف ردا على الخطف الإسرائيلي .