gabo
28/06/2006, 01:02
شاءت الأقدار... قدر الله وما شاء فعل!
سأروي لكم سيداتي سادتي حكاية طلاب الآداب في جامعة البعث مع قاعاتهم الامتحانية في كلية الطب البشري، فمن المعروف لدى الجميع أن عدد طلاب كليات الآداب في جامعاتنا... كبير جداً، وهذا ما يجعل إدارات الكليات تبحث ليل نهار عن مأوى يتقدمون فيه إلى امتحاناتهم، لعلهم ينجحون ويحصلون على الشهادة فتتخلص الكلية من همهم وتلقيه على عاتق هيئة مكافحة البطالة، لأنهم وبكل تأكيد لن يجدوا عملاً إلا بشق الأنفس بعد أن يتخلى القسم الأكبر عن حلمه بالعمل في اختصاصه الدراسي، أو يكون حظ البعض جميلاً في أبراج كل صباح فينالون صفقة العمر في الغربة والتعب والعمل خارج البلد.
ولنعد إلى حكايتنا الطريفة كما رواها أحد الأصدقاء وسجلت لكم حديثه:
اتجهت إلى كلية الآداب في جامعة البعث وقرأت رقمي الامتحاني ومكان ورقم قاعتي الامتحانية وقصدت كلية الطب البشري القريبة من كليتي، وعندما وصلت إلى القاعة تأكدت من وجود اسمي في اللوائح المعلقة على بابها وصدمت بأن الباب مقفل، فسألت أحد الذين بدا عليهم مظهر المراقب، خشية أن تكون القاعة ملغاة من جداول القاعات الامتحانية، فأجابني ببسمة تطمئن لها القلوب، وأخذ الطلاب يتوافدون إلى القاعة حتى فاق عددهم الثلاثين طالباً، بعضهم يسترجع معلوماته وبعضهم يقف دون أي اهتمام بالامتحان، إلى أن وصل رجل على عجلة من أمره يحمل مغلفاً بدا عليه أنه مغلف أوراق الأسئلة، فتح الباب ودعانا إلى الدخول بكل لطف وكنت آخر الداخلين، ولاحظت أن عدد الواقفين أكبر من عدد الجالسين وراء الطاولات البلاستيكية. جلست بأمان الله في انتظار توزيع الأوراق وجاء من يعطينا دفاتر الإجابة فسألته: هل كل الواقفين مراقبون؟ أجاب بابتسامة دهشة من سؤالي: نعم، نظرت حولي وعددت الطلاب فوجدتهم أحد عشر طالباً وعددت المراقبين فوجدتهم أربعة عشر مراقباً وقلت: أتعلم أنكم أكثر منّا!؟ فابتسم وتركني في دهشة من أمري.
استلمت ورقة الأسئلة وأخذت أجيب عليها الواحد تلو الآخر، على نغم طرقات كعوب أحذية المراقبات الثماني وعلى صدى أحاديث الجالسين من المراقبين، إلا أن زميلة لي لم تتمالك أعصابها وطلبت تخفيض نبرة أصواتهن والكف عن السير ذهاباً وإياباً، فنالت نصيبها من الكلمات القاسية (على قول عادل إمام: بتحط نفسها بمواقف بايخة) إلا أن زميلتي تكلمت بكل أدب وشرحت لرئيس القاعة موقفها وما هي بحاجة إليه من تركيز للإجابة عن الأسئلة، وأن الأصوات التي تسمعها تشعرها بأنها في شارع الدبلان وليس في قاعة امتحانية! فتجاوب معها رئيس القاعة وأوقف شغب المراقبين، لكنه غادر القاعة إلى أحد المكاتب بناءً على طلب أحدهم، فكانت الطامة الكبرى!!
نهضت المراقبة التي كانت تتحدث، وأجبرت الطالبة على الانتقال من مكانها إلى مكان آخر مشمس، كما أجبرت العديد من الطلاب على الانتقال من أماكنهم وكنت منهم، حتى أصبحنا بحاجة إلى وسائل نقل داخلي للوصول إلى بعضنا، وعادت إلى حديثها الشيق بينما كانت زميلتي تبكي طوال نصف ساعة ثم خرجت من القاعة باكية.
أنهيت امتحاني وخرجت إلى حديقة الكلية وهناك شاهدت زميلتي بين العديد من أصدقائها، وعندما سألتها عن سبب بكائها وخروجها من القاعدة بسرعة أوضحت أنها فقدت تركيزها عندما أُجبرت على الانتقال من مكانها وأن ألماً في الرأس قد هاجمها بسبب أشعة الشمس المحرقة التي تعرضت لها وأن على المادة السلام...
قصة رواها صديقي وهو يقسم أنها واقعية وأنا مؤمن بصدقه لأنها ليست القصة الوحيدة التي سمعتها عن معاناة الطلاب من المراقبين وقاعات الامتحانات غير المجهزة، ناهيكم برهبة الامتحان الشديدة التي جعلت نابليون يقول: أخوض مئة حرب ولا أخوض امتحاناً واحداً!
القضية بأيديكم أيها المعنيون فهل لديكم طرق وقاية وعلاج؟!
أم أن على الطلاب أن يسلموا أمرهم لله؟!
سأروي لكم سيداتي سادتي حكاية طلاب الآداب في جامعة البعث مع قاعاتهم الامتحانية في كلية الطب البشري، فمن المعروف لدى الجميع أن عدد طلاب كليات الآداب في جامعاتنا... كبير جداً، وهذا ما يجعل إدارات الكليات تبحث ليل نهار عن مأوى يتقدمون فيه إلى امتحاناتهم، لعلهم ينجحون ويحصلون على الشهادة فتتخلص الكلية من همهم وتلقيه على عاتق هيئة مكافحة البطالة، لأنهم وبكل تأكيد لن يجدوا عملاً إلا بشق الأنفس بعد أن يتخلى القسم الأكبر عن حلمه بالعمل في اختصاصه الدراسي، أو يكون حظ البعض جميلاً في أبراج كل صباح فينالون صفقة العمر في الغربة والتعب والعمل خارج البلد.
ولنعد إلى حكايتنا الطريفة كما رواها أحد الأصدقاء وسجلت لكم حديثه:
اتجهت إلى كلية الآداب في جامعة البعث وقرأت رقمي الامتحاني ومكان ورقم قاعتي الامتحانية وقصدت كلية الطب البشري القريبة من كليتي، وعندما وصلت إلى القاعة تأكدت من وجود اسمي في اللوائح المعلقة على بابها وصدمت بأن الباب مقفل، فسألت أحد الذين بدا عليهم مظهر المراقب، خشية أن تكون القاعة ملغاة من جداول القاعات الامتحانية، فأجابني ببسمة تطمئن لها القلوب، وأخذ الطلاب يتوافدون إلى القاعة حتى فاق عددهم الثلاثين طالباً، بعضهم يسترجع معلوماته وبعضهم يقف دون أي اهتمام بالامتحان، إلى أن وصل رجل على عجلة من أمره يحمل مغلفاً بدا عليه أنه مغلف أوراق الأسئلة، فتح الباب ودعانا إلى الدخول بكل لطف وكنت آخر الداخلين، ولاحظت أن عدد الواقفين أكبر من عدد الجالسين وراء الطاولات البلاستيكية. جلست بأمان الله في انتظار توزيع الأوراق وجاء من يعطينا دفاتر الإجابة فسألته: هل كل الواقفين مراقبون؟ أجاب بابتسامة دهشة من سؤالي: نعم، نظرت حولي وعددت الطلاب فوجدتهم أحد عشر طالباً وعددت المراقبين فوجدتهم أربعة عشر مراقباً وقلت: أتعلم أنكم أكثر منّا!؟ فابتسم وتركني في دهشة من أمري.
استلمت ورقة الأسئلة وأخذت أجيب عليها الواحد تلو الآخر، على نغم طرقات كعوب أحذية المراقبات الثماني وعلى صدى أحاديث الجالسين من المراقبين، إلا أن زميلة لي لم تتمالك أعصابها وطلبت تخفيض نبرة أصواتهن والكف عن السير ذهاباً وإياباً، فنالت نصيبها من الكلمات القاسية (على قول عادل إمام: بتحط نفسها بمواقف بايخة) إلا أن زميلتي تكلمت بكل أدب وشرحت لرئيس القاعة موقفها وما هي بحاجة إليه من تركيز للإجابة عن الأسئلة، وأن الأصوات التي تسمعها تشعرها بأنها في شارع الدبلان وليس في قاعة امتحانية! فتجاوب معها رئيس القاعة وأوقف شغب المراقبين، لكنه غادر القاعة إلى أحد المكاتب بناءً على طلب أحدهم، فكانت الطامة الكبرى!!
نهضت المراقبة التي كانت تتحدث، وأجبرت الطالبة على الانتقال من مكانها إلى مكان آخر مشمس، كما أجبرت العديد من الطلاب على الانتقال من أماكنهم وكنت منهم، حتى أصبحنا بحاجة إلى وسائل نقل داخلي للوصول إلى بعضنا، وعادت إلى حديثها الشيق بينما كانت زميلتي تبكي طوال نصف ساعة ثم خرجت من القاعة باكية.
أنهيت امتحاني وخرجت إلى حديقة الكلية وهناك شاهدت زميلتي بين العديد من أصدقائها، وعندما سألتها عن سبب بكائها وخروجها من القاعدة بسرعة أوضحت أنها فقدت تركيزها عندما أُجبرت على الانتقال من مكانها وأن ألماً في الرأس قد هاجمها بسبب أشعة الشمس المحرقة التي تعرضت لها وأن على المادة السلام...
قصة رواها صديقي وهو يقسم أنها واقعية وأنا مؤمن بصدقه لأنها ليست القصة الوحيدة التي سمعتها عن معاناة الطلاب من المراقبين وقاعات الامتحانات غير المجهزة، ناهيكم برهبة الامتحان الشديدة التي جعلت نابليون يقول: أخوض مئة حرب ولا أخوض امتحاناً واحداً!
القضية بأيديكم أيها المعنيون فهل لديكم طرق وقاية وعلاج؟!
أم أن على الطلاب أن يسلموا أمرهم لله؟!