tiger
24/06/2006, 14:10
لا أعرف إن كان يمكن أن اسمي نفسي مغترب, فأنا قد تركت سوريا منذ خمسة أشهر فقط. ذهبت إلى الولايات المتحدة لأكمل دراستي وأنال درجة الماجستير في العلوم الطبية.
لقد تخرجت من كلية العلوم الطبيعية في العام الماضي, وبدأت بالتحضيرات كي آتي إلى أميركا وأنهي اختصاصي في العلوم الطبية وبالأخص في التحاليل المخبرية الدموية. لهذا الاختصاص أهمية كبيرة هنا في الولايات المتحدة وله مجالات عمل كثيرة والتطور فيه سريع ومربح.
تركت سوريا بلدي الحبيب مجبرا لأنني أعلم أن شهادتي التي أخذت مني حوالي خمس سنوات لأحصل عليها من جامعة دمشق لا قيمة لها هناك. فالكل يعلم أن خريجي العلوم الطبيعية إما يعملون في أعمال خاصة تجارية أو في وظيفة في إحدى الدوائر الحكومية أو استاذا لمادة العلوم في إحدى المدارس. القليل القليل يعملون في مجال دراستهم ويعملون إما مخبريين درجة ثانية أو في أحد مخابر المستشفيات الحكومية.
إنه لمن المضحك حقا كيف أن دارس علم الأحياء في بلدنا ينتهي مستقبله بمجرد تخرجه من الجامعة في حين أن دارس هذا الاختصاص هنا في أميركا تفتح له أبواب الدنيا كلها. درجة البكالوريوس في البيولوجيا مطلوبة وملزمة لكل من يريد دراسة الطب أو الصيدلة أو الدخول في مجال الأبحاث الحيوية أو المخابر أو شيء. البيولوجيا هنا هي أساس كل دراسة ما عدا طبعا الدراسات الادارية والهندسية بما في ذلك هندسة الكومبيوتر
الهدف من هذه المقدمة هو شرح وضعي هنا في بلاد الغربة. فأنا بعد أن أدرس وأنهي سنتين من الاختصاص يحق لي العمل في أي مخبر طبي أو صناعي في أي مشفى أو مصنع أو مركز صحي في الولايات المتحدة. وليس العمل كمخبري درجة ثانية أو أولى بل كمختص يرأس ويدير ويشرف على العمل في هذا المخبر.
أعلم أنه بعد دراستي هنا لا يمكنني أن أعمل شيئا في بلدي سوريا, لأنه إن أردت فتح مخبر يجب أن أكون صيدليا ( بالرغم من أنه لا علاقة للصيدلة بالعمل المخبري فالصيدلي لا يستطيع أن يعمل في مخبر إلا بعد الاختصاص الذي أقوم به حاليا) أو طبيبا.
بدأت أشعر بأني مغترب لأنني أعلم أنه لا عودة لي إلى أرض الوطن لأنه لا مستقبل لي في أرض الوطن ولا حياة كريمة. وصدقوني عندما أقول لكم أن هذا الشعور هو من أسوأ ما قد يشعر به إنسان على وجه الأرض, لأن الوطن غالي والأهل والأصدقاء أغلى. ولكن لا الوطن ولا الأهل ولا الأصدقاء ينفعون بلا مستقبل.
أصبحت مغتربا الآن وبدأت أحس بشعور المغترب. أعد الأيام والأسابيع والشهور لكي أزور بلدي وأرى أهلي وأصدقائي. ولكنني أعلم أن هذه الزيارة ستنتهي وسأغادر مرة أخرى عائدا إلى بلدي الجديد, هذا البلد الذي حرمني كل شيء ومنحني المستقبل.
هل يمكن أن يصبح هذا البلد وطنا؟؟!!
منقول
لقد تخرجت من كلية العلوم الطبيعية في العام الماضي, وبدأت بالتحضيرات كي آتي إلى أميركا وأنهي اختصاصي في العلوم الطبية وبالأخص في التحاليل المخبرية الدموية. لهذا الاختصاص أهمية كبيرة هنا في الولايات المتحدة وله مجالات عمل كثيرة والتطور فيه سريع ومربح.
تركت سوريا بلدي الحبيب مجبرا لأنني أعلم أن شهادتي التي أخذت مني حوالي خمس سنوات لأحصل عليها من جامعة دمشق لا قيمة لها هناك. فالكل يعلم أن خريجي العلوم الطبيعية إما يعملون في أعمال خاصة تجارية أو في وظيفة في إحدى الدوائر الحكومية أو استاذا لمادة العلوم في إحدى المدارس. القليل القليل يعملون في مجال دراستهم ويعملون إما مخبريين درجة ثانية أو في أحد مخابر المستشفيات الحكومية.
إنه لمن المضحك حقا كيف أن دارس علم الأحياء في بلدنا ينتهي مستقبله بمجرد تخرجه من الجامعة في حين أن دارس هذا الاختصاص هنا في أميركا تفتح له أبواب الدنيا كلها. درجة البكالوريوس في البيولوجيا مطلوبة وملزمة لكل من يريد دراسة الطب أو الصيدلة أو الدخول في مجال الأبحاث الحيوية أو المخابر أو شيء. البيولوجيا هنا هي أساس كل دراسة ما عدا طبعا الدراسات الادارية والهندسية بما في ذلك هندسة الكومبيوتر
الهدف من هذه المقدمة هو شرح وضعي هنا في بلاد الغربة. فأنا بعد أن أدرس وأنهي سنتين من الاختصاص يحق لي العمل في أي مخبر طبي أو صناعي في أي مشفى أو مصنع أو مركز صحي في الولايات المتحدة. وليس العمل كمخبري درجة ثانية أو أولى بل كمختص يرأس ويدير ويشرف على العمل في هذا المخبر.
أعلم أنه بعد دراستي هنا لا يمكنني أن أعمل شيئا في بلدي سوريا, لأنه إن أردت فتح مخبر يجب أن أكون صيدليا ( بالرغم من أنه لا علاقة للصيدلة بالعمل المخبري فالصيدلي لا يستطيع أن يعمل في مخبر إلا بعد الاختصاص الذي أقوم به حاليا) أو طبيبا.
بدأت أشعر بأني مغترب لأنني أعلم أنه لا عودة لي إلى أرض الوطن لأنه لا مستقبل لي في أرض الوطن ولا حياة كريمة. وصدقوني عندما أقول لكم أن هذا الشعور هو من أسوأ ما قد يشعر به إنسان على وجه الأرض, لأن الوطن غالي والأهل والأصدقاء أغلى. ولكن لا الوطن ولا الأهل ولا الأصدقاء ينفعون بلا مستقبل.
أصبحت مغتربا الآن وبدأت أحس بشعور المغترب. أعد الأيام والأسابيع والشهور لكي أزور بلدي وأرى أهلي وأصدقائي. ولكنني أعلم أن هذه الزيارة ستنتهي وسأغادر مرة أخرى عائدا إلى بلدي الجديد, هذا البلد الذي حرمني كل شيء ومنحني المستقبل.
هل يمكن أن يصبح هذا البلد وطنا؟؟!!
منقول