عاشق من فلسطين
25/03/2005, 17:05
" من المستحيل أن نتخيل هدفا أو وجوداً دون فراغ . لذلك فالفراغ ليس شرطا لا بد منه لسائر الوجود, لكنه خاصية جوهرية لوعينا .. إن وعينا هو الذي يحدد نوع الفراغ الذي نعيش فيه.
إن لا محدودية الفراغ ولا محدودية الوعي متطابقان . والطريقة التي نتعامل فيها مع الفراغ , أو التي ندرك فيها الفراغ , هي إحدى خصائص وعينا "
كوفيندا *
العابر في أحياء دمشق القديمة , والأحياء الفقيرة في الضواحي , يلاحظ تكرار الشكل المربع لنوافذ بأحجام مختلفة , فمنها الصغير جداً ومنها الكبير , والتي هي فتحات في الجدران أكثر منها نوافذ, وفي أحيان كثيرة لا تطل المنازل في هذه المناطق على الخارج إلا من هذه الكوات, تظهر (فلسفة) هذه النوافذ في دمشق القديمة بشكل واضح .
تصنع هذه الفتحات ضمن جدار كبير بما يكفي فقط لدخول الهواء , ونحن لا نعرف أي مكان من المنزل في الداخل يوجد وراء هذا الجدار, العلاقة بين الخارج والداخل تحكمها فكرة التحسب للخارج بشكل دائم , تحسب لخطر كامن في الفضاء المفتوح , في فضاء لا نستطيع السيطرة عليه, تدور الحياة في الداخل على نقيض فكرة الخارج , حياة الداخل مطهرة من كل نجس خارجي . تطمئن هذه الحياة بانغلاقها , يمسي أحد أشكالها هو التطهر الدائم وتفحص كل عابر إلى الداخل.
العبور إلى الخارج والسير فيه يحكمه التحصن من الفراغ الغامض الذي قد يحمل عدوانا غير متوقع ,هذا ما يظهر في الملبس (خاصة النساء) وفي توجس الناس وتسرعهم العبور ضمن هذا الفراغ للوصول إلى عتبة آمنة, إلى البيت أو مكان يوجد فيه معارف.
تقشف المنفَذ
لكن لم كان المربع هو فتحة التواصل مع الخارج؟
الأرجح هو الرغبة بالتقشف, وعدم الرغبة في بذل مجهود من أجل تجميل شيء هو في أقل الاهتمامات مرتبة.
لا يستحق الخارج (المجهول- المعادي) أن نتجمل من أجله , لذلك قد توضع النوافذ في أماكن عالية منسية , تكاد لا تلاحظ .
المربع متقشف وفقير جمالياً , حتى أن إنشاءه يبدو أسهل, هكذا يبقى خيال صانعه في حالة كسل , نادراً ما ينتقل هذا الخيال لشكل أكثر تعقيداً كالدائرة أو المثلث أو الشكل البيضوي ,بهذا المعنى نجد أن المربع ليس ميزة معمارية في العمارة الدمشقية إنما هو (لا ميزة) , بمعنى ما هو عنصر يوجد بسبب الضرورة الاستخدامية فقط.
إدراك الفضاء – التخيل ووعي الضرورة
التحكم في الفراغ, اللعب ضمن الفراغ وحرية الحركة ومن ثم حرية التخيل.
"الحرية هي وعي الضرورة" تختزل هذه العبارة الفلسفية شرط نمو وتطور الحرية في مكان ما , بهذا المعنى تكون الحرية مرتبطة بشرطها الاجتماعي الجمعي , حيث لا توجد حرية كأخرى ,وهي ليست حقا مكتسباُ, بقدر ما تكون هي الضرورة في مرحلة ما, ضرورة عند جماعة ما لتنتقل إلى طريقة أخرى في المعيشة والعمل والممارسة السياسية والاقتصادية وبالتالي الجمالية .
هنا ترتبط حرية التخيل وإدراك الفضاء والتحكم به, ترتبط بالشرط الاجتماعي العام ومتطلبات الجماعة.
بهذا المعنى تطورت العمارة الحديثة في أوربا وأميركا منذ نهايات القرن التاسع عشر حتى الآن , بتشعبات تجاربها التي لا تنتهي.
يستخدم المربع كثيراُ في الأبنية المقامة حديثاُ في شوارع دمشق , يوحي ذلك بعدم الاكتراث لتنظيم الفضاء , والخوف وعدم القدرة على التحكم به, عدم القدرة والخوف أمران متلازمان .
تحمل صناعة الفراغ العالم الداخلي إلى ما نحسبه خارجاً ,لا يصبح الخارج إلا داخلاً يتحرك بتوجس ضمن الفضاء.
لا نجد في المحاولات المعمارية التي قامت في دمشق المعاصرة , لا نجد فكرة أنا والآخر , التي هي تعني أنا و الفضاء, نجد امتداداُ لفكرة نحن وهم , حيث الجماعي يطغى على الفردي المتحصن , الذي لم يستطع بسبب موروث من العالم الداخلي المتطهر , لم يستطع أن يمضي في مغامرة التخيل.
وجدت الأبنية الاسمنتية بشكل عام منذ حوالي ستين عاماُ لضرورات إستخدامية فقط , الضرورات الجمالية كانت غائبة , ربما لغياب مفاهيم جمالية جمعية متوارثة تتطور وتنمو, وأيضاُ التردد أمام التجارب الجمالية العالمية المعاصرة .
غياب الرخاء ربما كان سبباً آخر , في غياب الرخاء تقل القدرة والرغبة في الكرم , والذي أبحث عنه هو الكرم في الفضاء , بحبوحة الفضاء , ومن ثم السعي لتنظيمه وتشكيله.
فضاء شخصي
منذ بداية بحثي النحتي كان هناك عدد كبير من الأسئلة, التي كنت أظن أنه دون الإجابة عليها لن أنجز أعمالاُ تحمل الجدية ومشروعية بقائها عبر الزمن.
منها : ماذا ترك الذين سبقوني لأكمله؟ .. وأين سأضع أعمالي ؟... وما هي الخصوصية التي يتكلمون عنها؟ وهل أنجزت فعلاً أعمال تحمل خصوصية ما , يبنى عليها تاريخ فني ما؟ وإذا كنا ندرك أننا بشكل أو بآخر ندور في متاهات البحث دون أن نراكم وأحيانا دون أن نجد بدايات واضحة لعملنا الفني, فلماذا هذا الإصرار على الاستمرار في الصناعة الأعمال الفنية ؟ ولماذا نريد أن نكون فنانين ؟
أظن أن الجواب يكمن في رغبتنا كأفراد في العبور للحداثة كأسلوب حياة ,هنا يكون العمل الفني مشروعاً شخصياُ قد يوصل صاحبه إلى لغة فنية , يعبِّر بها ويبرر وجوده من خلالها.
في العمل النحتي تصبح هذه الأسئلة أكثر وضوحاً لارتباط هذا الفن بالفراغ المحيط بشكل مباشر , كانت المادة التي سأستخدمها هي إحدى الأسئلة الأولى .
بشكل عام تنتقى المواد في بلادنا, تبعاً لمتطلبات العرض والطلب في سوق الأعمال الفنية, في السبعينات والثمانينات استخدمت مادة الحجر والخشب, وفي بداية التسعينات ظهرت مادة البرونز في صالات العرض .
تستخدم هذه المواد بشكل عام وتطلب لأسباب بعيدة عن أسئلة البحث الفني, أو على الأقل هي تقصر البحث الفني ضمن دوائر محددة , نرى فيها أن العمل الفني لم يوجد إلا كتحفة تزيّن, يفرض المشتري في معظم الأحيان شروط صناعتها.
في مرحلة خلال البحث الفني, قررت أن أجرب الصفائح الحديدية في التشكيل , وقد ساعدتني هذه المادة على التحرك بحرية , وبالتالي أعطت لمخيلتي حرية الحركة بشكل كبير , لنقل أن مسؤولية التشكيل انتقلت من محدودية المادة إلى قدرتي على الحركة , قدر ما تقودني مخيلتي.
كان الرأس هو موضوعي الأساسي منذ البداية , شكلته بواسطة الخشب ومن ثم البرونز وأخيراً الصفائح الحديدية, وخلال عامي 2002- 2003 أنجزت عملين بارتفاعات كبيرة لصالح المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية في دمشق , قادتني هذه التجربة للتعرف على المشاكل التي تظهر عند إنجاز أعمال بهذه الارتفاعات , منها مثلاً تنفيذ الأعمال بدقة , ومن ثم اختيار مكان توضع العمل , وعلاقة العمل مع الفراغ المحيط , ومن ثم صيانته دورياً, حيث بات واضحاً صعوبة التشكيل بأحجام كبيرة, ومن ثم المحافظة عليها .
في فترة لاحقة قادتني دراسات على الورق لما سأسميه بالصندوق المربع , قمت بتشكيل أعمال معدنية بسماكات رقيقة بناءً على هذه الدراسات , وبعد فترة باتت الفكرة التي أمضي إليها أكثر وضوحاً :
صناعة أعمال دون أن يكون هنالك منحوتة , بمعنى آخر الوصول لمفردات نحتية تتطور باستمرار ضمن الصندوق المربع , من دون ظهور شكل في آخر الأمر, أي أريد أن أكون نحاتاً يصنع مفرداته ويطورها ضمن الفضاء مقفل جاهز مسبقاً, تجبَر المفردات ضمن هذا الفضاء على النمو , ولكن ليس مسموح أن يكون لها شكل نهائي.
كانت هذه النتائج التي ظهرت في عملي النحتي , هي ما دفعني للبحث عن صلة ما, لعلاقة جمعية مع الشكل المربع , الذي وجدت أنه الصندوق الحافظ لفكر لا واعي يخاف التخيل , الذي إذا وجد ربما يقودنا إلى شكل ما وهوية فنية ما على الصعيد الشخصي والجمعي.
*كوفيندا (1898- 1986) رسام ألماني اعتنق البوذية وعاش في التيبت فترة طويلة من حياته
إن لا محدودية الفراغ ولا محدودية الوعي متطابقان . والطريقة التي نتعامل فيها مع الفراغ , أو التي ندرك فيها الفراغ , هي إحدى خصائص وعينا "
كوفيندا *
العابر في أحياء دمشق القديمة , والأحياء الفقيرة في الضواحي , يلاحظ تكرار الشكل المربع لنوافذ بأحجام مختلفة , فمنها الصغير جداً ومنها الكبير , والتي هي فتحات في الجدران أكثر منها نوافذ, وفي أحيان كثيرة لا تطل المنازل في هذه المناطق على الخارج إلا من هذه الكوات, تظهر (فلسفة) هذه النوافذ في دمشق القديمة بشكل واضح .
تصنع هذه الفتحات ضمن جدار كبير بما يكفي فقط لدخول الهواء , ونحن لا نعرف أي مكان من المنزل في الداخل يوجد وراء هذا الجدار, العلاقة بين الخارج والداخل تحكمها فكرة التحسب للخارج بشكل دائم , تحسب لخطر كامن في الفضاء المفتوح , في فضاء لا نستطيع السيطرة عليه, تدور الحياة في الداخل على نقيض فكرة الخارج , حياة الداخل مطهرة من كل نجس خارجي . تطمئن هذه الحياة بانغلاقها , يمسي أحد أشكالها هو التطهر الدائم وتفحص كل عابر إلى الداخل.
العبور إلى الخارج والسير فيه يحكمه التحصن من الفراغ الغامض الذي قد يحمل عدوانا غير متوقع ,هذا ما يظهر في الملبس (خاصة النساء) وفي توجس الناس وتسرعهم العبور ضمن هذا الفراغ للوصول إلى عتبة آمنة, إلى البيت أو مكان يوجد فيه معارف.
تقشف المنفَذ
لكن لم كان المربع هو فتحة التواصل مع الخارج؟
الأرجح هو الرغبة بالتقشف, وعدم الرغبة في بذل مجهود من أجل تجميل شيء هو في أقل الاهتمامات مرتبة.
لا يستحق الخارج (المجهول- المعادي) أن نتجمل من أجله , لذلك قد توضع النوافذ في أماكن عالية منسية , تكاد لا تلاحظ .
المربع متقشف وفقير جمالياً , حتى أن إنشاءه يبدو أسهل, هكذا يبقى خيال صانعه في حالة كسل , نادراً ما ينتقل هذا الخيال لشكل أكثر تعقيداً كالدائرة أو المثلث أو الشكل البيضوي ,بهذا المعنى نجد أن المربع ليس ميزة معمارية في العمارة الدمشقية إنما هو (لا ميزة) , بمعنى ما هو عنصر يوجد بسبب الضرورة الاستخدامية فقط.
إدراك الفضاء – التخيل ووعي الضرورة
التحكم في الفراغ, اللعب ضمن الفراغ وحرية الحركة ومن ثم حرية التخيل.
"الحرية هي وعي الضرورة" تختزل هذه العبارة الفلسفية شرط نمو وتطور الحرية في مكان ما , بهذا المعنى تكون الحرية مرتبطة بشرطها الاجتماعي الجمعي , حيث لا توجد حرية كأخرى ,وهي ليست حقا مكتسباُ, بقدر ما تكون هي الضرورة في مرحلة ما, ضرورة عند جماعة ما لتنتقل إلى طريقة أخرى في المعيشة والعمل والممارسة السياسية والاقتصادية وبالتالي الجمالية .
هنا ترتبط حرية التخيل وإدراك الفضاء والتحكم به, ترتبط بالشرط الاجتماعي العام ومتطلبات الجماعة.
بهذا المعنى تطورت العمارة الحديثة في أوربا وأميركا منذ نهايات القرن التاسع عشر حتى الآن , بتشعبات تجاربها التي لا تنتهي.
يستخدم المربع كثيراُ في الأبنية المقامة حديثاُ في شوارع دمشق , يوحي ذلك بعدم الاكتراث لتنظيم الفضاء , والخوف وعدم القدرة على التحكم به, عدم القدرة والخوف أمران متلازمان .
تحمل صناعة الفراغ العالم الداخلي إلى ما نحسبه خارجاً ,لا يصبح الخارج إلا داخلاً يتحرك بتوجس ضمن الفضاء.
لا نجد في المحاولات المعمارية التي قامت في دمشق المعاصرة , لا نجد فكرة أنا والآخر , التي هي تعني أنا و الفضاء, نجد امتداداُ لفكرة نحن وهم , حيث الجماعي يطغى على الفردي المتحصن , الذي لم يستطع بسبب موروث من العالم الداخلي المتطهر , لم يستطع أن يمضي في مغامرة التخيل.
وجدت الأبنية الاسمنتية بشكل عام منذ حوالي ستين عاماُ لضرورات إستخدامية فقط , الضرورات الجمالية كانت غائبة , ربما لغياب مفاهيم جمالية جمعية متوارثة تتطور وتنمو, وأيضاُ التردد أمام التجارب الجمالية العالمية المعاصرة .
غياب الرخاء ربما كان سبباً آخر , في غياب الرخاء تقل القدرة والرغبة في الكرم , والذي أبحث عنه هو الكرم في الفضاء , بحبوحة الفضاء , ومن ثم السعي لتنظيمه وتشكيله.
فضاء شخصي
منذ بداية بحثي النحتي كان هناك عدد كبير من الأسئلة, التي كنت أظن أنه دون الإجابة عليها لن أنجز أعمالاُ تحمل الجدية ومشروعية بقائها عبر الزمن.
منها : ماذا ترك الذين سبقوني لأكمله؟ .. وأين سأضع أعمالي ؟... وما هي الخصوصية التي يتكلمون عنها؟ وهل أنجزت فعلاً أعمال تحمل خصوصية ما , يبنى عليها تاريخ فني ما؟ وإذا كنا ندرك أننا بشكل أو بآخر ندور في متاهات البحث دون أن نراكم وأحيانا دون أن نجد بدايات واضحة لعملنا الفني, فلماذا هذا الإصرار على الاستمرار في الصناعة الأعمال الفنية ؟ ولماذا نريد أن نكون فنانين ؟
أظن أن الجواب يكمن في رغبتنا كأفراد في العبور للحداثة كأسلوب حياة ,هنا يكون العمل الفني مشروعاً شخصياُ قد يوصل صاحبه إلى لغة فنية , يعبِّر بها ويبرر وجوده من خلالها.
في العمل النحتي تصبح هذه الأسئلة أكثر وضوحاً لارتباط هذا الفن بالفراغ المحيط بشكل مباشر , كانت المادة التي سأستخدمها هي إحدى الأسئلة الأولى .
بشكل عام تنتقى المواد في بلادنا, تبعاً لمتطلبات العرض والطلب في سوق الأعمال الفنية, في السبعينات والثمانينات استخدمت مادة الحجر والخشب, وفي بداية التسعينات ظهرت مادة البرونز في صالات العرض .
تستخدم هذه المواد بشكل عام وتطلب لأسباب بعيدة عن أسئلة البحث الفني, أو على الأقل هي تقصر البحث الفني ضمن دوائر محددة , نرى فيها أن العمل الفني لم يوجد إلا كتحفة تزيّن, يفرض المشتري في معظم الأحيان شروط صناعتها.
في مرحلة خلال البحث الفني, قررت أن أجرب الصفائح الحديدية في التشكيل , وقد ساعدتني هذه المادة على التحرك بحرية , وبالتالي أعطت لمخيلتي حرية الحركة بشكل كبير , لنقل أن مسؤولية التشكيل انتقلت من محدودية المادة إلى قدرتي على الحركة , قدر ما تقودني مخيلتي.
كان الرأس هو موضوعي الأساسي منذ البداية , شكلته بواسطة الخشب ومن ثم البرونز وأخيراً الصفائح الحديدية, وخلال عامي 2002- 2003 أنجزت عملين بارتفاعات كبيرة لصالح المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية في دمشق , قادتني هذه التجربة للتعرف على المشاكل التي تظهر عند إنجاز أعمال بهذه الارتفاعات , منها مثلاً تنفيذ الأعمال بدقة , ومن ثم اختيار مكان توضع العمل , وعلاقة العمل مع الفراغ المحيط , ومن ثم صيانته دورياً, حيث بات واضحاً صعوبة التشكيل بأحجام كبيرة, ومن ثم المحافظة عليها .
في فترة لاحقة قادتني دراسات على الورق لما سأسميه بالصندوق المربع , قمت بتشكيل أعمال معدنية بسماكات رقيقة بناءً على هذه الدراسات , وبعد فترة باتت الفكرة التي أمضي إليها أكثر وضوحاً :
صناعة أعمال دون أن يكون هنالك منحوتة , بمعنى آخر الوصول لمفردات نحتية تتطور باستمرار ضمن الصندوق المربع , من دون ظهور شكل في آخر الأمر, أي أريد أن أكون نحاتاً يصنع مفرداته ويطورها ضمن الفضاء مقفل جاهز مسبقاً, تجبَر المفردات ضمن هذا الفضاء على النمو , ولكن ليس مسموح أن يكون لها شكل نهائي.
كانت هذه النتائج التي ظهرت في عملي النحتي , هي ما دفعني للبحث عن صلة ما, لعلاقة جمعية مع الشكل المربع , الذي وجدت أنه الصندوق الحافظ لفكر لا واعي يخاف التخيل , الذي إذا وجد ربما يقودنا إلى شكل ما وهوية فنية ما على الصعيد الشخصي والجمعي.
*كوفيندا (1898- 1986) رسام ألماني اعتنق البوذية وعاش في التيبت فترة طويلة من حياته