حسون
24/03/2005, 19:55
نوال السعداوي
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
الحوار المتمدن - العدد: 1065 - 2005 / 1 / 1
أثار خبر ترشيحي لرئاسة الدولة في مصر خلال كانون الأول (ديسمبر) 2004 كثيراً من الجدل بين جميع الأوساط الشعبية والسلطات العليا السياسية والدينية، حتى أصدر شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي فتواه بجواز تولي المرأة رئاسة الجمهورية، فانقسم علماء الأزهر في ما بينهم، بعضهم عارض شيخ الأزهر، وبعضهم أيده، ومنهم الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية الشيخ إبراهيم الفيومي، الذي أعلن تأييده فتوى الشيخ طنطاوي وأكد أن الإسلام لا يفرق في العمل بين الرجل والمرأة، وإنما يترك اختيار العمل لمدى مواءمته طبيعة كل منهما.
كلمة «طبيعة كل منهما» تفتح الباب للكثير من الأسئلة: ما الطبيعة البشرية؟ وهل هي شيء ثابت لا يتغير على مدى القرون منذ نشوء العبودية؟ وهل تختلف طبيعة الرجل عن طبيعة المرأة؟ وهل يكون الاختلاف في القدرات العقلية أم العضلية أم البيولوجية أم النفسية أم غيرها؟ وهل تختلف طبيعة المرأة الاميركية والأوروبية عن طبيعة المرأة المصرية أو العربية؟
لماذا إذاً حكمت مارغريت تاتشر بريطانيا عدداً من السنين بيد من حديد؟ كنت آراها تمشي مرفوعة الرأس شامخة بأنفها ومن حولها الحكام العرب أو غيرهم من رؤساء الدول أو الملوك أو السلاطين في ما يسمونه العالم الثالث، كانوا يسيرون خلفها منكسي الرؤوس أو بظهور محنية، أو بأنوف منكسرة، مستسلمين لقراراتها الاستعمارية الانكليزية.
ولماذا نذهب بعيداً الى ثاتشر، فها هي السيدة الأميركية كوندوليزا رايس تفعل ما فعلته ثاتشر وأكثر، وما فعلته مادلين أولبرايت، وما فعلته غولدا مائير، وما فعلته السيدة هيلاري كلينتون، وكانت زوجة رئيس الولايات المتحدة فقط، ولم تكن رئيسة الدولة.
وفي البلاد الإسلامية المجاورة وغير المجاورة حكمت النساء في دول متعددة منها أندونيسيا والباكستان والفيليبين وبنغلاديش وسريلانكا وغيرها.
وفي بلادنا العربية تتمتع النساء من زوجات الرؤساء أو الملوك أو الأمراء بسلطات كبيرة، تتساوى أحياناً مع سلطات الرئيس أو الملك أو الأمير. يكفي أن نتذكر كيف حكمت السيدة الأولى في عصر السادات في مصر، بل وكيف تتمتع السيدة الاولى اليوم بسلطات متعددة في مصر، ونراها كل يوم في الصحف وهي تترأس الوزراء، تجلس على رأس الاجتماع شامخة بسلطة أكبر من رئيس الوزراء.
هذا نشهده كل يوم، ومع ذلك يأتي إلينا بعض رجال الدين، ومنهم مفتي الديار المصرية (مفتي الجمهورية) الدكتور علي جمعة والدكتور يوسف القرضاوي، على رأس المعارضين لفتوى شيخ الأزهر، يرفضون رفضاً قاطعاً تولي المرأة منصب رئيس الدولة، لماذا أيها السادة؟ يقولون: بسبب طبيعتها الفيزيولوجية وما تعانيه طوال فترة الحيض.
الحيض؟!
يا إلهي! هل منع الحيض مارغريت ثاتشر من عملها الرئاسي؟ هل يمنع الحيض عمل الفلاحة المصرية التي تشقى في الحقل مثل الرجل من الشروق الى الغروب؟ هل منع الحيض الشابات الرياضيات في المسابقات الاولمبية من اللعب ومنافسة الرجال؟
من قال إن الحيض مرض يعطل المرأة عن العمل؟ بل إن الحمل والولادة نفسها لا تعطل النساء العاملات في الحقول والمصانع والمكاتب والسفارات العربية والاجنبية!
لا شك في أن كلمة «الحيض» تبدو شاذة بل مضحكة، حين تخرج من أفواه هؤلاء الرجال، خصوصاً أن غالبية النساء العاملات في حقل السياسة أو الانتخابات الرئاسية أو غير الرئاسية تجاوزن الخمسين عاماً من العمر، حيث لا حيض ولا يحزنون.
أما المضحك، أو الأكثر إضحاكاً، هو ما أعلنه الشيخ عبدالله مجاور أمين لجنة الفتوى في الأزهر. قال إنه يؤيد تولي المرأة رئاسة الدولة، لأن الشريعة الاسلامية لا تعارض ذلك، ولكن المهم ألا تختلي بالرجل!
يا إلهي! كيف تصبح المرأة رئيسة للدولة ولا تختلي بالرجل؟! هل تتعامل مع النساء فقط؟ ألا يمكنها وهي رئيسة دولة أن تجلس مع رئيس الوزراء او مع مسؤول آخر تناقشه في أمر من الأمور؟!
شيء مضحك فعلاً، أن نسمع مثل هذا الكلام من رجال دين يحتلون مناصب عليا في المؤسسات الدينية والمفروض أنهم يوجهون الرأي العام في بلادنا وخارج بلادنا أيضاً غير الفضائيات.
هذه كلها ليست إلا أمثلة قليلة لما استطعتُ أن أتابعه في الصحف المصرية خلال الأيام الماضية، ومنذ الإعلان عن ترشيح امرأة (نوال السعداوي) لرئاسة الدولة في مصر.
حتى النساء اللائي يتربعن فوق مقاعد السلطة الدينية في مصر، وضعن الحجاب على عقولهن (وهو أخطر من مجرد تغطية الشعر) وانسقن وراء بعض رجال الدين الذين عارضوا شيخ الأزهر. ولأن هجوم هؤلاء النسوة على شخصي أشد عنفاً من هجوم زملائهن الرجال. قالت إحداهن وهي الدكتورة آمنة نصير إنها تعترض على ترشيح نوال السعداوي لرئاسة الجمهورية لأنها تنكر الكثير من ثوابت الشريعة الإسلامية ولا تملك الأهلية أو المؤهلات لتولي هذا المنصب.
إلا أن ذلك كله يندرج (في رأيي) تحت ايجابيات الجدل الذي أثاره ترشيح امرأة لرئاسة الدولة في مصر. بل إنه الهدف الأساسي من ترشيح نفسي لهذه الانتخابات المقبلة في خريف 2005 وقد قلت في برنامجي الانتخابي ما يأتي: «الهدف من دخولي هذه المعركة الانتخابية ليس الحصول على منصب الرئيس، ولكن دعم الحركة الشعبية والجدل السياسي والفكري الذي يسعى الى تحقيق إصلاح ديموقراطي وتطور فكري حقيقي في بلادنا العربية».
ولعل أكثر ما أضحكني أن أحد المعارضين لهذه الحركة، قال: لماذا تنزل كاتبة ومفكرة الى معترك السياسة والانتخابات الرئاسية؟ وهل يحتاج رئيس أي دولة الى الفكر؟ أم الى القوة العسكرية؟
وهذا يقودنا الى السؤال: ما هي مؤهلات رئيس الدولة في أي بلد من بلاد العالم؟ مثلاً، ما هي مؤهلات رئيس الولايات المتحدة الاميركية جورج بوش، وهل يملك شيئاً من الفكر؟ وألا يجوز لي أن أقول الآن: أنا أفكر، إذاً أنا لا أصلح رئيس دولة!
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
الحوار المتمدن - العدد: 1065 - 2005 / 1 / 1
أثار خبر ترشيحي لرئاسة الدولة في مصر خلال كانون الأول (ديسمبر) 2004 كثيراً من الجدل بين جميع الأوساط الشعبية والسلطات العليا السياسية والدينية، حتى أصدر شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي فتواه بجواز تولي المرأة رئاسة الجمهورية، فانقسم علماء الأزهر في ما بينهم، بعضهم عارض شيخ الأزهر، وبعضهم أيده، ومنهم الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية الشيخ إبراهيم الفيومي، الذي أعلن تأييده فتوى الشيخ طنطاوي وأكد أن الإسلام لا يفرق في العمل بين الرجل والمرأة، وإنما يترك اختيار العمل لمدى مواءمته طبيعة كل منهما.
كلمة «طبيعة كل منهما» تفتح الباب للكثير من الأسئلة: ما الطبيعة البشرية؟ وهل هي شيء ثابت لا يتغير على مدى القرون منذ نشوء العبودية؟ وهل تختلف طبيعة الرجل عن طبيعة المرأة؟ وهل يكون الاختلاف في القدرات العقلية أم العضلية أم البيولوجية أم النفسية أم غيرها؟ وهل تختلف طبيعة المرأة الاميركية والأوروبية عن طبيعة المرأة المصرية أو العربية؟
لماذا إذاً حكمت مارغريت تاتشر بريطانيا عدداً من السنين بيد من حديد؟ كنت آراها تمشي مرفوعة الرأس شامخة بأنفها ومن حولها الحكام العرب أو غيرهم من رؤساء الدول أو الملوك أو السلاطين في ما يسمونه العالم الثالث، كانوا يسيرون خلفها منكسي الرؤوس أو بظهور محنية، أو بأنوف منكسرة، مستسلمين لقراراتها الاستعمارية الانكليزية.
ولماذا نذهب بعيداً الى ثاتشر، فها هي السيدة الأميركية كوندوليزا رايس تفعل ما فعلته ثاتشر وأكثر، وما فعلته مادلين أولبرايت، وما فعلته غولدا مائير، وما فعلته السيدة هيلاري كلينتون، وكانت زوجة رئيس الولايات المتحدة فقط، ولم تكن رئيسة الدولة.
وفي البلاد الإسلامية المجاورة وغير المجاورة حكمت النساء في دول متعددة منها أندونيسيا والباكستان والفيليبين وبنغلاديش وسريلانكا وغيرها.
وفي بلادنا العربية تتمتع النساء من زوجات الرؤساء أو الملوك أو الأمراء بسلطات كبيرة، تتساوى أحياناً مع سلطات الرئيس أو الملك أو الأمير. يكفي أن نتذكر كيف حكمت السيدة الأولى في عصر السادات في مصر، بل وكيف تتمتع السيدة الاولى اليوم بسلطات متعددة في مصر، ونراها كل يوم في الصحف وهي تترأس الوزراء، تجلس على رأس الاجتماع شامخة بسلطة أكبر من رئيس الوزراء.
هذا نشهده كل يوم، ومع ذلك يأتي إلينا بعض رجال الدين، ومنهم مفتي الديار المصرية (مفتي الجمهورية) الدكتور علي جمعة والدكتور يوسف القرضاوي، على رأس المعارضين لفتوى شيخ الأزهر، يرفضون رفضاً قاطعاً تولي المرأة منصب رئيس الدولة، لماذا أيها السادة؟ يقولون: بسبب طبيعتها الفيزيولوجية وما تعانيه طوال فترة الحيض.
الحيض؟!
يا إلهي! هل منع الحيض مارغريت ثاتشر من عملها الرئاسي؟ هل يمنع الحيض عمل الفلاحة المصرية التي تشقى في الحقل مثل الرجل من الشروق الى الغروب؟ هل منع الحيض الشابات الرياضيات في المسابقات الاولمبية من اللعب ومنافسة الرجال؟
من قال إن الحيض مرض يعطل المرأة عن العمل؟ بل إن الحمل والولادة نفسها لا تعطل النساء العاملات في الحقول والمصانع والمكاتب والسفارات العربية والاجنبية!
لا شك في أن كلمة «الحيض» تبدو شاذة بل مضحكة، حين تخرج من أفواه هؤلاء الرجال، خصوصاً أن غالبية النساء العاملات في حقل السياسة أو الانتخابات الرئاسية أو غير الرئاسية تجاوزن الخمسين عاماً من العمر، حيث لا حيض ولا يحزنون.
أما المضحك، أو الأكثر إضحاكاً، هو ما أعلنه الشيخ عبدالله مجاور أمين لجنة الفتوى في الأزهر. قال إنه يؤيد تولي المرأة رئاسة الدولة، لأن الشريعة الاسلامية لا تعارض ذلك، ولكن المهم ألا تختلي بالرجل!
يا إلهي! كيف تصبح المرأة رئيسة للدولة ولا تختلي بالرجل؟! هل تتعامل مع النساء فقط؟ ألا يمكنها وهي رئيسة دولة أن تجلس مع رئيس الوزراء او مع مسؤول آخر تناقشه في أمر من الأمور؟!
شيء مضحك فعلاً، أن نسمع مثل هذا الكلام من رجال دين يحتلون مناصب عليا في المؤسسات الدينية والمفروض أنهم يوجهون الرأي العام في بلادنا وخارج بلادنا أيضاً غير الفضائيات.
هذه كلها ليست إلا أمثلة قليلة لما استطعتُ أن أتابعه في الصحف المصرية خلال الأيام الماضية، ومنذ الإعلان عن ترشيح امرأة (نوال السعداوي) لرئاسة الدولة في مصر.
حتى النساء اللائي يتربعن فوق مقاعد السلطة الدينية في مصر، وضعن الحجاب على عقولهن (وهو أخطر من مجرد تغطية الشعر) وانسقن وراء بعض رجال الدين الذين عارضوا شيخ الأزهر. ولأن هجوم هؤلاء النسوة على شخصي أشد عنفاً من هجوم زملائهن الرجال. قالت إحداهن وهي الدكتورة آمنة نصير إنها تعترض على ترشيح نوال السعداوي لرئاسة الجمهورية لأنها تنكر الكثير من ثوابت الشريعة الإسلامية ولا تملك الأهلية أو المؤهلات لتولي هذا المنصب.
إلا أن ذلك كله يندرج (في رأيي) تحت ايجابيات الجدل الذي أثاره ترشيح امرأة لرئاسة الدولة في مصر. بل إنه الهدف الأساسي من ترشيح نفسي لهذه الانتخابات المقبلة في خريف 2005 وقد قلت في برنامجي الانتخابي ما يأتي: «الهدف من دخولي هذه المعركة الانتخابية ليس الحصول على منصب الرئيس، ولكن دعم الحركة الشعبية والجدل السياسي والفكري الذي يسعى الى تحقيق إصلاح ديموقراطي وتطور فكري حقيقي في بلادنا العربية».
ولعل أكثر ما أضحكني أن أحد المعارضين لهذه الحركة، قال: لماذا تنزل كاتبة ومفكرة الى معترك السياسة والانتخابات الرئاسية؟ وهل يحتاج رئيس أي دولة الى الفكر؟ أم الى القوة العسكرية؟
وهذا يقودنا الى السؤال: ما هي مؤهلات رئيس الدولة في أي بلد من بلاد العالم؟ مثلاً، ما هي مؤهلات رئيس الولايات المتحدة الاميركية جورج بوش، وهل يملك شيئاً من الفكر؟ وألا يجوز لي أن أقول الآن: أنا أفكر، إذاً أنا لا أصلح رئيس دولة!