-
دخول

عرض كامل الموضوع : _ علم النسب _


التميمي
22/03/2005, 17:26
تعريف علم النسب

النسب : لغة بمعني القرابة ، قاله ابن منظور فى اللسان وهو واحد الأنساب ، وعن ابن سيده : " قيل هو فى الآباء خاصة " (1). يقال للرجل اذا سئل عن نسبه : استنسب لنا أى انتسب لنا حتي نعرفك . وفى الاصطلاح : هو علم ، يعرف منه أنساب الناس وقواعد الانتساب ، والغرض منه الاحتراز عن الخطأ فى نسب شخص . " وقال بعض النحاة المتقدمين : النسبة إلحاق الفروع بالأصول بياء ، وينسب الرجل إلي إنسان آخر اشهر منه للتعريف ، فينسب إلي هاشم فيقال هاشمى وينسب الرجل أيضاً إلي بقعة من البقاع كما تقول فى النسبة إلي البصرة بصرى" (2) . وأشار القرآن إلي فائدته فى قوله تعالى« وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا»(3) . وحث النبى صلي الله عليه وآله علي تعلمه بقوله : "اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم "(4) ، و(اعرفوا) فى الحديث فعل أمر ، سواء قلنا بدلالته علي الوجوب أو الاستحباب كما عليه الفقهاء . وقد كان فى كل ملة عبر التاريخ إلي عهد غير بعيد من يهتم بهذا العلم إلا أن التحضر أبعدهم عن ذلك حداً لاتري معه لهذا العلم عندهم أثراً ، فقد ذكر الكثير ممن تعرض لهذه المسألة القول عن شكيب أرسلان : " إن الأمة الصينية هى أشد الأمم قياماً علي حفظ الأنساب وأنهم يكتبون أسماء الآباء والجدود فى هياكلهم فيعرف الواحد أنساب أصوله إلي ألف سنة "(5).
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1 ـ لسان العرب ج1 : ص 755 .
2 ـ لباب الأنساب ج1 : ص 188 .
3 ـ سورة الحجرات : الآية 49 .
4 ـ المستدرك للحاكم : ج4 ص161، والسنن الكبري للبيهقى : ج10 ص157 ، مسند ابى داود : ص360 .
5 ـ مقدمة الأستاذ أحمد مهدوى لكتاب المجدى : ص 55 .





وقال ابن الطقطقى : " وأمّا أهل الكتاب من اليهود والنصاري ، فضبطوا أنسابهم بعض الضبط . بلغنى أنّ نصاري بغداد كان بأيديهم كتاب مشجر محتوٍ علي بيوت النصاري وبطونهم "(1). أما العرب فقد غلب عليهم هذا الفن ، وفاقوا الآخرين فيه قبل الإسلام وبعده حتي قيل : إن علم النسب علم العرب . قال البيهقى : " كانت العرب إذا فرغوا من مناسكهم حضروا سوق عكاظ وعرضوا أنسابهم علي الحاضرين ورأوا ذلك من تمام الحج ولذلك قال الله تعالي : « فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكراً » "(2). لقد ذكر لنا التأريخ أن فرسان العرب كانوا يستنكفون من ملاقاة غير الكفؤ أثناء القتال فلايشرعون المبارزة حين المواجهة حتي يسألوا الخصم عن حسبه ونسبه، ففى معركة بدر خرج من المشركين شيبة وعتبة ابنا ربيعة بن الوليد والوليد بن عتبة فدعوا إلي البراز ، فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار ، فنادي المشركون يا محمد أخرج إلينا الأكفاء من قومنا فخرج إليهم حمزة بن عبد المطلب وعلى بن أبى طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب ، فمشوا إليه ، فقال عتبة تكلموا نعرفكم ، فقال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب ، فقال عتبة كفء كريم وأنا أسد الحلفاء . من هذان معك ؟ قال على بن أبى طالب وعبيدة بن الحارث ، قال كفآن كريمان . وهكذا فى النكاح فلا يتزاوجون من غير معرفة بالنسب والحسب وقد روى أن علياً قال لأخيه عقيل وكان نسّابة عالماً بأنساب العرب وأخبارهم : انظر إلي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لى غلاماً فارساً ، فقال له: تزوج أم البنين الكلابية فانه ليس فى العرب أشجع من آبائها . ولوأضفنا إلي ذلك ما رتبه الشرع المبين من أحكام للرحم وصلتها ومايترتب عليها من أحكام وآثار دنيوية وأخروية ، لاتّضح سر المثابرة والحث علي الإحاطة بالأنساب .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1 ـ الأصيلى : ص30 ـ 31 . 2 ـ لباب الأنساب : ج1 ص169 .





فقد روى عن النبى صلي الله عليه وآله قوله : " تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فانّ صلة الرحم محبّة فى الأهل ، ومثراة فى المال ومنسأة فى الأثر "(1). ويعنى منسأة فى الأثر الزيادة فى العمر . وفى هذا كل التشويق لمتابعة هذا العلم بل فى هذه الرواية أمر شرعى بضرورة معرفة الأنساب فى حدود الحقوق الشرعية المترتبة علي النسب كما اسلفنا . وهكذا ما سنّه من اعتبار الأولويات فى الولاية علي النكاح حيث يقدم بعضهم علي بعض فى الولاية ، واعتبار كفاءة النسب فى الزوجين ، ففى مذهب الشافعى لايكافئ الهاشمية والمطلبية غيرها ، وكذلك الحاجة إليها فى باب الوقف إذا خص الواقف الوقف ببعض الطبقات دون بعض وفى الوصية ، ففى تكملة حاشية رد المحتار " قال فى الهندية : ولو أوصي لأهل بيته يدخل فيه من جمعه وإياهم أقصي أب فى الإسلام ، حتي أن الموصى لو كان علوياً أو عباسياً ، يدخل فيه كل من ينسب إلي على أو العباس من قبل الأب "(2). وفى الدية وأحكام العاقلة وغيرها . وأيضاً معرفة من له حق فى الخمس وتحرم عليه الصدقة عمن لا حق له فى الخمس ولا تحرم عليه الصدقة . فهذه كلها موضوعات شرعية متوقفة علي معرفة الأنساب وهى تنبئ عن أهمية هذا العلم . وقديما قيل : "من لم يعرف النسب لم يعرف الناس ومن لم يعرف الناس لم يعرف من الناس ؟"(3). قال ابن حزم بعد ذكره فوائد كثيرة لعلم النسب : " وضح بما ذكرنا بطلان من قال إن علم النسب علم لا ينفع وجهالة لا تضر وصح أنه بخلاف ما قال وانه علم ينفع وجهل يضر وقد أقدم قوم فنسبوا هذا القول إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهذا باطل ببرهانين : أحدهما : أنه لا يصح من جهة النقل أصلا وما كان هكذا فحرام علي كل ذى دين أن ينسبه إلي النبى صلي الله عليه وسلم خوف أن يتبوأ مقعده من النار إذ تقول عليه ما لم يقل . والثاني : أن البرهان قد قام بما ذكرناه آنفا علي أن علم النسب علم ينفع وجهل يضر فى الدنيا والآخرة ولا يحل لمسلم أن ينسب الباطل المتيقن إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهذا من أكبر الكبائر"(1).


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
1 ـ سنن الترمذى : ج3 ص237 ، ح 2045 . مجمع الزوائد : ج8 ص152 وفيه منسأة للأجل ، وفى سر السلسلة العلوية ص12 باضافة : مرضاة للرب .
2 ـ تكملة حاشية رد المحتار : ج1 ص268 .
3 ـ النفحة العنبرية : ص23 .


مع تحياتي التميمي

التميمي
22/03/2005, 17:31
فوائد من علم النسب:


1 ـ الفرق بين الحسب والنسب :
الحسب : قال ابن منظور" الحسب : الكرم ، والشرف الثابت فى الآباء وقيل هو الشرف فى الفعل"( ). وقيل هو ما يحسبه الرجل من مفاخر آبائه ، وعن بعض المتقدمين : الحسب الفعال الجميل للرجل وآبائه . وقال الجوهرى : " يقال حسب الرجل دينه ويقال ماله" . وقال ابن السكيت : الحسب والكرم يكونان فى الرجل وان لم يكن له آباء لهم شرف ، وأما الشرف والمجد فلا يكونان إلاّ بالآباء . فلا يقال لمن لم يكن أبوه شريفاً : شريف ولا ماجد ، فالشرف والمجد متعلقان بالنسب ، والحسب والكرم يتعلقان بذات الرجل . وقال بعض النحاة المتقدمين : النسبة إلحاق الفروع بالأصول بياء ، وينسب الرجل إلي إنسان آخر اشهر منه للتعريف فينتسب إلي هاشم فيقال هاشمى وينسب الرجل أيضاً إلي بقعة كما تقول فى النسبة إلي البصرة بصرى وإلي الكوفة كوفي(3) . وفى لسان العرب :" قال المتلمس :
ومن كان ذا نسبٍ كريمٍ ولم يكنْ لـه حسبٌ كان اللئيم المذمما فرّق بين الحسب والنسب فجعل النسب عدد الآباء والأمهات إلي حيث انتهي ، والحسب الفعال مثل الشجاعة والجود وحسن الخلق والوفاء"(4).
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1 ـ جمهرة أنساب العرب : ص3 .
2 ـ لسان العرب : ج1 ص310 .
3 ـ لباب الأنساب : ج1 ص 188 .
4 ـ لسان العرب : ج1 ص 311 .





2 ـ تدوين النسب :
لاينبغى من الناحية المنطقية البت فى هذا الموضوع والإصرار علي تعيين شخص خاص باعتباره أول من دون فى الأنساب ، فنحن ومن سبقنا فى الكتابة عن هذا الموضوع علي يقين من ضياع الكثير من تراثنا القديم . والذى نعتمده فى معرفة القرون الغابرة هو المتبقى من المكتوب ولا تصريح فى جميع الموروث بإنكار الكتـابة فى هذا الشأن فيما مضي من الزمان قبل هذه المؤلفات بل العكس فهى التى أنبأتنا عن وجود من سبقهم فى هذا الفن سواء فى العصر الجاهلى أو فى صدر الإسلام بل ولا يعنى قول أصحاب الكتب القديمة ـ " أخذت نسب قريش من فلان ونسب كندة من فلان " دون إشارة إلي كتاب ـ أن أولئك الأقدمين كلهم اقتصروا فى علومهم علي الحفظ دون الكتابة ، فالأمر احتمال فلربما كانت هناك كتب غير التى عرفناها ضاعت فى جملة ما ضاع من الأسفار . وما نقرأه من تعيين فهو اجتهاد وحدس ليس إلاّ . نعم يمكن أن يقال أن أقدم مؤلف وصلنا فى الأنساب كتاب فلان وهو الحق . يقال إن أول من ضبط علم الأنساب ـ والأصح أن أقدم من عرفنا ضبطه للأنساب ـ هو النسابة أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبى المتوفى سنة 204 أو 206 مصنف المنزلة والجمهرة والوجيز والملوك والفريد . ومن مشاهير من ضبط الأنساب بعد هشام ابن السائب الكلبى : محمد بن إسحاق وأبو عبيدة معمر بن المثني، ومصعب بن عبد الله الزبيرى وعلى بن كيسان الكوفى ودعبل بن حنظلة والهمدانى صاحب الإكليل والبلاذرى والسمعانى وكثيرون آخرون ، نذكر ثلّة منهم فى فصل طبقات النسّابين ، إن شاء الله . وأول من عُلم أنه صنف فى خصوص انساب آل أبى طالب هو السيد أبو الحسين يحيي النسّابة ابن الحسن بن جعفر الحجة ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن على زين العابدين ، المشهور بيحيي النسّابة العقيقى ، المولود بالمدينة سنة 214 والمتوفى سنة 277 . نقل عن كتابه السيد احمد بن محمد بن مهنا العبيدلى فى كتاب تذكرة النسب . قال ابن عنبة فى العمدة : " هو أول من صنّف فى خصوص أنساب آل أبى طالب" .



3 ـ الفرق بين المبسوط والمشجر :
للنسّابين أسلوبان فى ضبط الأنساب وتدوينها ، وجرت عليهما السيرة فى تدوين هذا العلم ، أحدهما المشجر والآخر المبسوط ، وهناك فروق بينهما مذكورة فى الكتب المفصلة ، نكتفى هنا بذكر أهمها وهو أن فى المشجر يبدأ النسّاب بتدوين الشجرة بدأً بالابن ثم الأب ثم الجد حتي يبلغ الجد الأعلي . وأما فى المبسوط فيبدأ من الجد الأعلي ثم الأبناء ثم أبناء الأبناء وهكذا إلي منتهي السلسلة مع بيان ما توفر من ترجمة للأعيان المعروفين من السلسلة وما يتعلق بهم من أخبار . والأسلوب الأكثر تداولا فى التصنيف هو الثانى . وقد ذكر ابن الطقطقى فى مقدمة كتابه الأصيلى أسماء بعض الحذاق من المشجرين وممن صنف فى المبسوط فقال فى المشجر : " ومن حذّاقهم ابن عبد السميع الخطيب النسّابة صنّف الكتاب الحاوى لأنساب الناس مشجراً فى مجلدات تتجاوز العشرة علي قالب النصف" . وفى المبسوط قال :" صنّف الناس فيه الكتب الكثيرة المطوّلة فممن صنّف فيه : أبو عبيدة القاسم بن سلام، ويحيي أبو الحسين ابن الحسن بن جعفر الحجة العبيدلى ".(1)
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1 ـ الأصيلى : ص33 ـ 34 .






4 ـ الجرائد :
نوع خاص من دواوين الأنساب ، وهو السجل الذى كان يعمله نقيب السادات فى كل بلد أو يأمر نسّابة تلك البلدة بتدوينه بدرج أسماء العلويين صيانة عن تداخل أنساب السادة القاطنين بتلك البلدة بعضها فى بعض ، وهى مأخوذة من كلمة (جرد) وهو الإحصاء ، وهى قائمة تدون فيها أسماء السادة الذين تشملهم حكومة النقيب فى البلد ، وكان تدوينه كما يظهر من بعض الأمارات مبنى علي أساس أن يدرج النقيب أسماء كل واحد من السادة الأشراف المتواجدين فى منطقته وينهى نسبه إلي أحد المشاهير من أجداده كشاخص له يميزه ، من غير تعرض لسائر حواشيه وأقربائه عند ذكره فيقال لهذا الديوان الجريدة ، وينسب إلي البلدة التى عمل لها ، فيقال مثلا جريدة إصفهان وجريدة الرى وجريدة نيسابور وهكذا . وقد جمع جملة من جرائد البلدان شيخ الشرف أبو حرب محمد بن محسن الدينورى الذى توفى بعد سنة480"(1) . وللحديث عن هذه الجرائد وظروفها وأهدافها مجال واسع لا يسعه هذا المختصر ، ولا يسعنا هنا إلاّ الإشارة الموجزة إلي نشوئها وأهدافها ، فقد اخترعت فى أواخر القرن الثالث وبأمر من الخليفة العباسى بحجة استثناء العلويين من سلطان غيرهم بسبب أشرفيتهم ، وتمييزهم عن غيرهم واستدراك ما فات من ظلم بحقهم ، فيعيّن الخليفة واحدا من وجوه العلويين فى مركز الخلافة فى منصب نقيب النقباء ، ثم يفوض إليه تعيين النقباء فى المدن الرئيسة ، علي أن يحصوا من فى البلاد من الطالبيين فى قوائم ، ويديروا أمورهم ويحكموا فى قضاياهم ويجروا الأحكام عليهم ، إضافة إلي منحهم ما وافق الخليفة عليه من عطاء ، وسميت تلك القوائم بالجرائد . هذه خلاصة الخلاصة من أمر الجرائد . لكن بملاحظة العدد الكبير من العلويين المعارضين للحكومة العباسية ، ويقين العديد منهم بسوء نوايا الحكام ، وعزمهم علي عدم الرضوخ للسلطة الغير الشرعية فى نظرهم
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1 ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : ج5 ص97 .




لايبقي مجال للشك فى اجتناب عدد منهم الاشتراك فى هذا المشروع خوف الدسيسة ، كما أن البعد المفرط لبعضهم الآخر عن مراكز المدن والخارجين عن حدود سلطان النقيب حال بينهم وبين حضورهم لدرج أسمائهم فى تلك السجلات ، فلاداعى لتصور احتواء تلك الجرائد لجميع العلويين المنتشرين زمن النقابات ، كما لايخفي هدف السلطة السياسى الغير المعلن من هذا العمل ، فقد أرادوا بذلك إيقاع الفرقة بين العلويين من اجل إضعاف نفوذ ذوى النفوذ من المخالفين منهم، بعد كسب السواد الأعظم بهذا المشروع . ويبدوا الهدف السياسى الكامن فى هذا المشروع والمتمثل فى الإضرار بمصالح المعارضة بوضوح ، فى إعلان حصر الشرافة فى حدود ما حوتها الجرائد تلك ، حيث اعتبروا من لم يثبت اسمه فيها خارجا عن النسب العلوى ، لذا اعتبرنا الجرائد علي ما قدمتها من خدمة فى حفظ العلويين ، مضرة لبعضهم ، وسببا فى ضياع أسماء من هذه الشجرة المباركة بعد أن أصبحت المرجع الأهم فى إحصاء النسّابين فيما بعد . فالجرائد هى الأخري ليست بالجامعة المانعة كما قد يتصور البعض سيما مع العلم بخروج عدد من الأشراف المطاردين من قبل السلطة الحاكمة .




5 ـ حجية كتب النسب :
شأن كتب النسب شأن كتب العلوم النقلية ، فهى ثمرة جهود جبارة بذلت عبر القرون بالتدوين فى ظروف مذبذبة بين الشدة والرخاء ، وأقلام مرددة بين عالم له شأن فى فنه محترف ، وهاوٍ حاك لأقوال الآخرين ، بدأت بنقش ما فى الصدور بما يكتنفه من سهو ونسيان ، ثم تابع المصنفون ضبط موضوعاتها ومسائلها كل حسب وسعه وطاقته ، فضمنوا كتبهم أنساب القبائل العربية وما تفرع منها من عمارات وبطون وأفخاذ ، وعنوا عناية خاصة بالنسب الهاشمى فضبطوا اكثر الأصول والفروع منه فى مصنفاتهم و ساهموا بذلك فى حفظ هذا النسب الطاهر من الضياع . ولاينكر فضل هذا العلم إلاّ مكابر ، ولكن هل ينحصر ثبوت نسب الفروع فى خصوص ما أثبته المتقدمون منهم من أصول ؟ ليس لأحد إدّعاء جامعية كتب الأنساب ومانعيتها رغم الجهود المبذولة فى تنقيحها وتهذيبها ، سيما فى نسب الطالبيين . ومع ذلك نري الكثير من متأخرى النسّابين قد اقتصروا فى ردهم للفروع علي ما أثبته القدماء من أصول ، فأنكروا عدداً من الفروع جزماً من غير دليل قاطع ، مما أدي إلي إرباك واضح فى آراء أهل النسب، وحيرة جمع من الطالبيين الذين تعذر عليهم إثبات نسبهم ، مع تواصل شهرة سيادتهم . ولنا فى ذلك رأى قد لايوافقنا عليه البعض ، فقد كاد مشهورهم أن يستقر علي أن كتاب نسب آل أبى طالب لمؤلفه يحيي النسّابة هو أول كتاب ألّف فى نسب الطالبيين ولا نقاش لنا فى ذلك ، وإنما الكلام فى احتواء هذا الكتاب وأمثاله مما صنف فى أواخر القرن الثالث وما بعده لجميع الأصول ، بعد القطع باعتماد أكثرهم الجرائد فى تدوينهم واليقين بخروج ثلّة من الطالبيين عن قوائم النقباء ومتناوش النسّابين فى تلك العهود ، بسبب ظروفهم الأمنية وتشردهم فى أقاصى البلاد . فخلافاً لدعواهم الغير القائمة علي دليل نري أن كتب المتقدمين قد أسقطت عن غير عمد العديد من الأصول من أبناء الحسنين عليهما السلام وغيرهما من أبناء على بن أبى طالب ، إما بعدم ذكرهم أو بادّعاء الدرج بعد عدم وقوفهم علي أثر ، وعليه فلا موجب للإنكار جزما مع فقدان الحجّة سيما مع اعتراف بعض المتقدمين بتعذر الإحصاء . إن المتتبع لكلمات أبى نصر سهل بن عبد الله البخارى المتوفى سنة 357 ، يري بوضوح جزمه بإنكار عقب الكثير من أبناء الأئمة عليهم السلام فى كتابه الصغير (سر السلسلة العلوية) من غير ترديد ، بل ويحصر أعقابهم فيمن ذكرهم من المعقبين ثم يرمى من انتسب إلي غيرهم بالكذب والإدّعاء ، فى حين نري معاصره أبا الفرج الإصفهانى الجواّل الصياد المتتبع المتوفى سنة 356 ، يعترف فى كتابه مقاتل الطالبيين بعدم التمكن من الاحصاء التام بقوله :" علي أننا لاننفى من أن يكون الشئ من أخبار المتأخرين منهم فاتنا ولم يقع إلينا لتفرقهم فى أقاصى المشرق والمغرب وحلولهم فى نائى الأطراف وشاسع المحال التى يتعذر علينا استعلام أخبارهم فيها "(1). وهذا هو الملاك عندنا بعد ثبوت اختفاء عدد منهم وابتعادهم عن الساحة ، فعدم الوجدان لايدل علي عدم الوجود ، واعتماد الجرائد استقراء ناقص بعد العلم بامتناع الكثير من العلويين عن درج أسمائهم فى سجلات النقباء ، إما لبعدهم أو لمخالفتهم مع شكهم فى مصداقية النقابات التى ابتكرتها السلطة الحاكمة للوقوف علي أخبارهم ومناطق تواجدهم ، كما أن اعتماد الذاكرة فى حفظ أنسابهم مدة ثلاثة قرون إلي حين التدوين باعتراف جميع علماء النسب ، يلقى ظلال الشك فى إمكان احتواء جميع الأصول والفروع . وقد بسطنا القول بعض الشئ فى مدي الاعتماد علي المتوفر من كتب النسب ، بعد القطع بفقدان الكثير من كتب هذا الفن فى كتابنا بغية الحائر عند تعرضنا لعقب الإمام الباقر ، وعليه فما أثبتوه فهو حجة يمكن العمل به، وما لم يثبتوه يعمل فيه بالقرائن ولا موجب للالتزام بنفيهم بعد العلم بمصادر تدوينهم .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1 ـ مقاتل الطالبيين : ص 25 .






6 ـ مصطلحات علم النسب :
قال بعض الأدباء :
قبيلة قبـلها شعب وبعـدهمـا عمـارة ثم بطـن تلـوه فخـذ وليس يؤوى الفتي إلاّ فصيلته ولا ســداد لسـهم مالـه قذذ وقال الشاعر محمد بن عبد الرحمن الغرناطى : الشعب ثم قبيلة وعمارة بطن وفخذ والفصيلة تابعه الشعوب :
مفردها شعب ، ويطلق علي الحى العظيم من الناس المستقر بنفسه(1) وهى رؤوس القبائل وجمهورها ، سمو بذلك لتشعب اجتماعهم كتشعب أغصان الشجر . قال الماوردى فى الأحكام السلطانية : "وسمى شعبا لأن القبائل تتشعب منه . وهو أعلي طبقات النسب وأبعدها " . قال الجوهرى : هو ابو القبائل الذى ينسبون إليه، وهذا قول جمهور العلماء وأهل اللغة . وقال الراغب : " الشعب القبيلة المنشعبة من حى واحد" . وقد لايخلو تعريفه من إشكال ، إلاّ إذا عدّ القبيلة أعلي الطبقات ، فالشعب فى اصطلاح أهل النسب لايتكون إلاّ بعد انشعاب قبائل من أصل واحد فإذا تعددت وتفرّعت سمّى مجموع فروعها شعباً . ويسمّي عادة باسم الجد الأعلي ملتقي أفراد هذا الشعب . فالشعب اسم للمجموع بعد الحصول . وهى الدائرة الكبري فى النسب . القبائل : مفردها قبيلة وهى مأخوذة من قبائل الرأس وهى دون الشعب بل هى قسم وفرع من فروع الشعب . وتطلق القبيلة علي مجموع العمارات المنبثقة منها وما تفرع منها . وسميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها . ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1 ـ التبيان فى تفسير القرآن : ج9 ص 352 .




العمارة : هى ما انقسمت إليه القبيلة فيسمّي تشعبات فرع من القبيلة ببطونها وأفخاذها وفصائلها وعشائرها عمارة . وقيل إنما سميت كذلك لتعميرهم الأرض من كثرتهم واجتماعهم . البطن : هو فرع العمارة والشامل لما تفرع منها من أفخاذ وفصائل وعشائر .
الفخذ : هو ما انقسم إليه البطن ، ويشمل الفصائل المتفرعة عنه بعشائرها .
الفصيلة : ما انقسم إليه الفخذ وهو مجمع العشائر . وشبهوها بالركبة لانفصالها عن الفخذ.
العشيرة : وسميت بذلك لمعاشرة الرجل لهم وحددها بعضهم بالذين يتعاقلون إلي أربعة آباء .
الرهط ( العصبة ) : أسرة الرجل الأدنون من أهل بيته .
العترة : الولد وولد الولد ذكورا وإناثا .
الأرجاء : هى القبائل التى تستقل وحدها وتستغنى عن غيرها .
الجماجم : تطلق علي القبائل التى تجمع البطون ، فينتسب اليها دونهم .
شريف : وجمعه أشراف يطلق فى علم الأنساب علي من انتسب إلي هاشم جد النبى صلي الله عليه وآله .
بنو الأعيان : إذا كانوا من أب واحد وأم واحدة .
بنو العلات : إذا كانوا من أب واحد وأمهات شتي .
بنو الأحناف : إذا كانوا من أم واحدة وآباء شتي .
عريق النسب : الذى أمه علوية وأمها علوية وكلما زاد كان أعرق .
صحيح النسب : هو الذى ثبت عند النسّابين نسبه بشهادته ، وقوبل علي المصادر النسبية فنص عليه شيوخ النسب أو سائر العلماء ممن له خبرة .
مقبول النسب : هو الذى ثبت عند بعض النسّابين دون بعض لكن صاحبه أقام البينة الشرعية علي صحة نسبه فهو مقبول من جهة البينة .
مشهور النسب : يطلق علي من اشتهر بالسيادة ولم يعرف نسبه .
مردود النسب : يطلق علي من ادعي نسباً ولم يعترف به من انتمي إليهم وأشاعوا بطلان دعواه .
ميناث : ويقال لمن أعقب البنات دون الذكور .
درج : وقد يخففونها (رج) ، يطلق علي من مات طفلاً أو مات كبيراً من غير عقب .
فيه طعن : وقد يرمز له بحرف (ن) : إشارة إلي انه مطعون فى نسبه . وقد يرمز بـ (ق) إشارة إلي أن فيه قولاً .
فيه غمز: ويرمزله بالحرف(غ): والغمز أهون من الطعن وهو اعم من الغمز فى النسب.
قعدد : القريب من الجد الأكبر ، يقال فلان أقعد من فلان أى أقرب منه إلي الجد الأكبر ويقال فلان قعيد النسب ذو قعدد إذا كان قليل الآباء إلي الجد .
في صح : وله عندهم معان؛ يستعملونها فى موارد، منها : اذا لم يعرفوا الرجل انه معقب أم لا . ومنها : إذا شكوا فى اتصال فرد من أفراد السلسلة فإن كتبوه قبل الاسم دل علي الشك فى اتصاله بمن قبله، وان كتب بعده دل علي الشك فى اتصاله بمن بعده وعموما استعملوه فيمن لم يتحققوا اتصاله . وفى المشجرات يستعملون النقط بعد بن هكذا : (بن . . . ، او بـ . . . ـن) ذلك . وعن شيوخ الفن كالعمرى والعبيدلى وابن طباطبا وغيرهم انه إشارة إلي أن ما قبله نسب ممكن الثبوت إلاّ أنه لم يثبت فهو موقوف علي الثبوت .
في نسب القطع : ويطلق علي من انقطع نسبه عن الاتصال فلا يعرف عند النسابين اتصاله بمن قبله ويتعسر تحقيق حاله .
عقبه من فلان : أو العقب من فلان : يدل علي أن عقبه منحصر فيه .
أعقب من فلان : يدل علي ان العقب ليس بمنحصر فيه لجواز أن يكون له عقب من غيره .
مذيل : ويطلق علي من طال عقبه وتسلسل .
منقرض : من كان له ولد أو ولد ولد لكنهم انقرضوا ولم تدم سلسلة نسبهم .
حليف بني فلان ؛ ومولي بنى فلان : إذا انضم الرجل إلي غير قبيلته بالحلف والمولاة نسب إليهم فيقال فلان حليف بنى فلان أو مولاهم .
النازلة : من نزل فى بلد ليس هو من أهله أصلاً ثم يرتحل عنهم إلي بلد آخر فيقال من نازلة البلد .
الناقلة : من كان أهل بلد كالبصرة ثم انتقل إلي بلد آخر كبغداد فيقال فلان من منتقلة البصرة .




مع تحيات
التميمي

التميمي
22/03/2005, 17:34
وقائع العرب في الجاهلية والإسلام :

وقد ذكرنا هذه الفائدة تأسياً بعمل النسابين حيث انهم تعرضوا لذكر أيام العرب ووقائعها بعد تعرضهم لأنسابهم ولا تخلو من لطف ، فمن وقائعهم :

أ ـ في الجاهلية :
1 ـ الداحس والغبراء : وقعت بين فزارة وعبس ، ذكروا أن فرساً يقال لها (داحس) كانت لقيس بن زهير سيد بنى عبس ، أجراه فى سباق مع فرس لحذيفة بن بدر بن عمرو سيد فزارة يقال لها الغبراء ، فجاءت داحس سابقا ، فأمر حذيفة من ضرب وجه داحس ، فوثب مالك بن زهير فلطم وجه الغبراء ، فتشاجرا وقتل حذيفة فشبت الحرب بين عبس وفزارة دامت أربعين عاما .
2 ـ يوم خزاز : اتفقت فيه بنو ربيعة بن نزار وقبائل اليمن وكانت الدائرة علي اليمن وانتصرت بنو ربيعة عليهم وقتلوا منهم خلقا كثيرا .
3 ـ أيام بني وائل : حدثت وقائعها بسبب قتل كليب وكانت بين تغلب وقائدهم مهلهل أخو كليب ، وبين بكر وقائدهم مرة أبو جساس ، فأولها يوم عنيزة وتكافأ فيه الفريقان ، ثم كان بينهم يوم واردات وانتصرت فيه تغلب علي بكر، ثم يوم الحنو وكان لبكر علي تغلب ، ثم يوم القصيبات انتصرت فيه تغلب وأصيبت بكر حتي ظنوا أنهم قد بادوا ، ثم يوم أقضة (التحالق) كثر فيه القتل فى الفريقين .
4 ـ يوم عين اباغ : وكان بين غسان ولخم انهزمت لخم وتبعتهم غسان إلي الحيرة قتل فيه المنذر بن ماء السماء قائد لخم .
5 ـ يوم مرج حليمة : بين غسان ولخم أيضا وهى من أعظم الوقعات واختلف فى النصر لمن كان منهم .
6 ـ يوم الكلاب : وكان بين الأخوين شراحيل وسلمة ابنى الحارث بن عمرو الكندى، كان مع شراحيل بكر بن وائل ومع سلمة تغلب وائل وغيرهم واتقعوا فى الكلاب وهو بين البصرة والكوفة انتصر فيها سلمة .
7 ـ يوم أوارة : وهو جبل وكان بين المنذربن امرئ القيس ملك الحيرة وبين بكر وائل بسبب اجتماع بكر علي سلمة بن الحارث فظفر المنذر ببكر وأقسم أنه لا يزال يذبحهم حتي يسيل دمهم من رأس أوارة إلي حضيضه .
8 ـ يوم رحرحان : وسببه ان الحارث بن ظالم المرى الذبيانى قتل خالد بن جعفر بن كلاب وهو فى جيرة النعمان بن المنذر ، هرب الحارث فلم يجره أحدا من العرب خوفا من النعمان حتي استجار بمعبد بن زرارة فأجاره فلم يوافقه قومه بنى تميم وخافوا من ذلك ووافقه منهم بنو ماوية وبنو دارم فقط فلما بلغ الأخوص أخو خالد مكان حارث المرى من معبد سار اليه واقتتلوا بموضع يقال له وادى رحرحان فانهزمت بنو تميم وأسر معبد وعذبوه حتي مات .
9 ـ يوم شعب جبلة : وكان فى العام الذى ولد فيه الرسول صلي الله عليه وآله ، وحديثه أنه بعد أن انقضت سنة علي وقعة رحرحان استنجد لقيط بن زرارة التميمى أخو معبد ببنى ذبيان فنجدته وتجمعت له بنو تميم وخرجت معه بنى أسد وسار بهم لقيط إلي بنى عامر وبنى عبس فى طلب ثأر أخيه معبد فأدخلت بنو عامر وبنو عبس أموالهم فى شعب جبلة فحضرهم لقيط فخرجوا عليه من الشعب وكسوا جمائع لقيط وقتلوا لقيطا وأسروا أخاه حاجب بن زرارة وانتصرت بنو عامر وبنو عبس نصرا عظيماً .
10 ـ يوم ذي قار : وكان فى سنة أربعين من مولد رسول الله صلي الله عليه وآله ، وسببه أن كسري برويز غضب علي النعمان بن المنذر وحبسه فهلك فى الحبس ، وكان النعمان قد أودع سلاحه ودروعه عند هانى بن مسعود البكرى ، فأرسل برويز يطلبها فقال هانى أنها أمانة والحر لا يسلم أمانته ، فبعث برويز الهرمزان فى ألفين من الأعاجم وبعث ألفا من بهرا ، فلما بلغ بكر بن وائل خبرهم أتوا مكانا من بطن ذى قار فنزلوه ووصلت اليهم الأعاجم واقتتلوا ساعة وانهزمت الأعاجم .

ب ـ في الاسلام :
1 ـ يوم بدر : فى السنة الثانية للهجرة وكانت بين قريش مكة والمسلمين عند بدر وهو ماء مشهور بين مكة والمدينة .
2 ـ يوم أحد : فى السنة الثالثة من الهجرة النبوية بين المسلمين والمشركين ، وأحد جبل تلقاء المدينة .
3 ـ يوم الرجيع : فى السنة الرابعة للهجرة ، والرجيع ماء لهذيل ، وسببه أنه قدم علي الرسول صلي الله عليه وآله رهط من عضل والقارة فقالوا يا رسول الله إن فينا إسلاما وخيرا فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا فى الدين ويقرئونا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام فبعث النبى صلي الله عليه وآله معهم ستة من المسلمين وأمر عليهم مرثد بن أبى مرثد الغنوى ، فخرجوا مع القوم حتي إذا كانوا علي الرجيع غدروا بهم واستصرخوا عليهم هذيلاً .

4 ـ يوم بئر معونة : فى السنة الرابعة من الهجرة ، وبئر معونة بين أرض بنى عامر وحرة بنى سليم . وشأنها : أن أبى براء عامر بن مالك ملاعب الأسنة قدم علي رسول الله صلي الله عليه وآله وكان مشركا فدعاه النبى إلي الإسلام فلم يسلم ولم يبعد ، وقال يا محمد لو بعثت رجالاً من أصحابك إلي أهل نجد يدعونهم إلي أمرك رجوت أن يستجيبوا لك . فقال إنى أخاف عليهم . فقال أبو براء أنا لهم جار . فبعث رسول الله صلي الله عليه وآله المنذر بن عمرو فى أربعين من المسلمين ، فنزلوا بئر معونة ، فخرج عليهم عامر بن الطفيل فى جمع من بنى سليم وقتلوهم عن آخرهم .
5 ـ يوم بني النضير : فى السنة الرابعة ، وبنو النضير حى من اليهود كانوا من حلفاء الخزرج سكنوا حصنا قريباً من المدينة المنورة . ففتح رسول الله صلي الله عليه وآله حصنهم بلا حرب وأجلا عنه اليهود .
6 ـ يوم الخندق : فى السنة الخامسة من الهجرة بين المسلمين وبين قريش ومن حالفهم ، انهزم جيش المشركين بعد أن قتل قائدهم عمرو بن عبد ود العامرى الذى قتله على بن أبى طالب .

7 ـ يوم بني قريضة : وقع للنبى صلي الله عليه وآله علي اليهود بعد منصرفه من الخندق استسلم اليهود فيها بعد حصار دام خمسة عشر يوماً .
8 ـ يوم ذي قرد : فى ذى الحجة من السنة السادسة، وذو قرد موقع قرب المدينة . فقد أغارت غطفان علي إبل النبى صلي الله عليه وآله وكانت ترعي بذى قرد، فقتلت راعيها ، فتبعهم ابن الأكوع وتمكن من استردادها ، ثم جاء المدد للقوم وتعقبوا ابن الأكوع وهو علي جبل ، وإذا فوارس رسول الله صلي الله عليه وآله أقبلوا فولي المشركون مدبرين .
9 ـ يوم بني المصطلق : فى السنة السادسة للهجرة ، والمصطلق جماعة من خزاعة . فيه خرج النبى صلي الله عليه وآله لما بلغه أن الحارث ابن أبى ضرار الخزاعى قد جمع له جمعاً ، فلقيهم علي ماء يقال له المريسيع فقاتلهم وسباهم(1) .
10 ـ يوم الحديبية: فى السنة السادسة ايضاً، والحديبية موضع بينه وبين مكة مرحلة واحدة . وفيه كانت الموادعة بين رسول الله صلي الله عليه وآله وقريش .
11 ـ يوم مؤتة: فى السنة الثامنة، وهى موضع بالشام علي مرحلتين من بيت المقدس. فيه بعث رسول الله صلي الله عليه وآله جعفر بن أبى طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحه فى جيش ألي الشام لقتال الروم ، وقتل فى هذه الوقعة زيد وجعفر وابن رواحة(2)، فانتخب خالد بن الوليد أميراً وأقبل بهم قافلاً .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1 ـ معجم البلدان : ج5 ص 118 .
2 ـ تاريخ اليعقوبى : ج2 ص65 .





12 ـ يوم الفتح : فى السنة الثامنة للهجرة ، وفيه كان فتح مكة .
13 ـ يوم حنين : فى السنة الثامنة أيضا ، وحنين واد جنب ذى المجاز ، وتسمي الوقعة غزوة أوطاس وهوازن أيضا . فقد بلغ الرسول صلي الله عليه وآله وهو بمكة أن هوازن قد جمعت بحنين جمعاً كثيراً ، فخرج إليهم فى جيش عظيم عدتهم اثنا عشر ألفاً ، كانت هوازن قد كمنت فى الوادى فخرجوا علي المسلمين ، فانهزم المسلمون عن رسول الله صلي الله عليه وآله حتي بقى فى عشرة من بنى هاشم ، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله للعباس صح يا للأنصار وصح يا أهل بيعة الرضوان … الخ ، ثم انقض الناس وفتح الله علي نبيه وأيده بجنود من الملائكة ، ومضي على بن أبى طالب إلي صاحب راية هوازن فقتله وكانت الهزيمة وقتل من هوازن خلق عظيم(1) .
14 ـ يوم تبوك : فى السنة التاسعة من الهجرة النبوية ، وتبوك موضع من أدني أرض الشام ، وسميت الوقعة أيضا بغزوة العسرة وتسمي بالفاضحة لافتضاح المنافقين فيها فقد توجه الرسول صلي الله عليه وآله لغزو من انتهي اليه أنه قد تجمع له من الروم وعاملة ولخم وجذام وغيرهم ، فلم يلق كيدا فأقام بتبوك أياماً فصالحه أهلها علي الجزية(2) .
15 ـ يوم البطاح : وقع لخالد بن الوليد علي بنى تميم عام 11 للهجرة وقتل مالك بن نويرة وأفراد قبيلته غدراً وهم مسلمون .
16 ـ يوم اليرموك : للعرب علي الروم سنة 13 للهجرة ، واليرموك واد بناحية الشام ينتهى إلي نهر الأردن .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1 ـ تاريخ اليعقوبى : ج2 ص62 ـ 63 .
2 ـ فتوح البلدان : ج1 ص71 .





17 ـ يوم السقيفة : يوم اجتماع الانصار علي سعد بن عبادة ، ومبايعة الخليفة أبى بكر .
18 ـ يوم القادسية : كانت الوقعة بين العرب والفرس فى القادسية من ارض العراق انتصر فيها العرب علي الفرس .
19 ـ يوم أغواث : يوم من القادسية أطلق عليه هذا الاسم لأن القعقاع أغاث فيه جيش سعد بمن جاء بهم من الشام .
20 ـ يوم الدار : اليوم الذى قتل فيه الخليفة عثمان بن عفان .
21 ـ يوم الجمل : فى البصرة بين عائشة وطلحة والزبير وبين الخليفة على بن أبى طالب كان النصر فيه للخليفة على بن أبى طالب .
22 ـ يوم الحرّة : كان ليزيد بن معاوية علي أهل المدينة ، والحرة أرض ذات حجارة سود والحرة هذه تقع شرقى المدينة واسمها حرة واقم .
23 ـ يوم مرج راهط : بالشام لمروان بن الحكم علي الضحاك بن قيس الفهرى سنة 65 للهجرة .
24 ـ يوم شعب بوان : بين المهلب بن أبى صفرة علي الأزارقة .
25 ـ يوم قرقيا : كان لعبد الملك بن مروان علي زفر بن الحارث .
26 ـ يوم وادي القرى : كان لمروان الحمار علي الخوارج .


مع تحيات
التميمي المضري العدناني

عاشق من فلسطين
22/03/2005, 18:39
مشكور على هالموضوع أخ تميمي .. :D :D

architecturer
23/03/2005, 02:31
العمارة : هى ما انقسمت إليه القبيلة فيسمّي تشعبات فرع من القبيلة ببطونها وأفخاذها وفصائلها وعشائرها عمارة . وقيل إنما سميت كذلك لتعميرهم الأرض من كثرتهم واجتماعهم .

:gem: :gem: :gem:

الله حيك تميمي

مشكور :D

Nabilove
03/11/2007, 02:25
مشكور اخي

التميمي
02/12/2008, 18:26
مشكور على هالموضوع أخ تميمي .. :D :D
:D

لا شكر على واجب اخوي عاشق

ورده بغداد
23/11/2009, 09:09
موضوووع رااائع جدااااااااااا