Fares
21/03/2005, 15:04
في السنة الأولى من عمركَ أطعمتك ونظفتك، فكافأتها بالبكاء طوال الليل...
في الثانية من عمرك علّمتك المشي، فكافأتها بأن هربت منها عندما نادتك...
في الثالثة أعدّت لك وجباتك بكل محبة، فكافأتها بأن ألقيتَ صحنك أرضاً...
في الرابعة اشترت لك علبة ألوان، فكافأتها بأن لطّخت الجدران ومائدة الطعام...
في الخامسة ألبستك ثياب العيد الجديدة، فكافأتها بأن أوقعت نفسك في أقرب بركة وحل...
في السادسة اصطحبتك إلى المدرسة، فكافأتها بأن بقيت تصرخ باكياً طوال الطريق: لا أريد الذهاب إلى المدرسة...
في السابعة اشترت لك كرة قدم، فكافأتها بأن حطّمتَ بها فوراً زجاج الجيران...
في الثامنة اشترت لك قرن بوظة، فكافأتها بأن لوّثت به كلّ ثيابك...
في التاسعة جلبت لك أستاذاً خاصاً لتعليم العزف على الكمان، فكافأتها بأن لم تتمرّن...
في العاشرة أمضت جلّ وقتها ترافقك من البيت إلى المدرسة إلى ملعب كرة القدم، ومن حفلة عيد ميلاد إلى أخرى، فكافأتها بالقفز من السيارة دون أن تلتفت إلى الوراء...
في الحادية عشرة أخذتك أنت وأصحابك إلى السينما، فكافأتها بالجلوس بعيداً عنها...
في الثانية عشرة نصحتك بعدم مشاهدة بعض البرامج والأفلام في التلفزيون، فكافأتها بأن انتظرت خروجها من المنزل لتفعل ذلك...
في الثالثة عشرة اقترحت عليك قصة شعر معينة، فكافأتها بأن فلتَ لها أنّ ذوقها دقّة قديمة...
في الرابعة عشرة دفعتْ لك تكاليف رحلة مع رفاقكَ لمدة شهرٍ كامل في بلد آخر، فكافأتها بأن لم تكتل لها رسالة واحدة...
في الخامسة عشرة عادت من عملها متلهّفة لمعانقتك، فكافأتها بأن أقفلتَ باب غرفتك من الداخل...
السادسة عشرة علّمتكَ كيف تقود سيارتها، فكافأتها بأن صرت تأخذ السيارة دون إذنها...
في الثامنة عشرة بكت فرحاً يوم نجاحك في الثانوية العامّة، فكافأتها بأن ذهبت لتحتفل مع رفاقكَ حتى طلوع النهار...
في العشرين سألتكَ عمّا إذا كانت لديك صديقة في الجامعة، فكافأتها بأن قلتَ لها: "ما يخصّك" ...
في السادسة والعشرين بكت يوم تخرجك طبيباً، فكافأتها بأن طلبت منها أن تبيع الأشياء التي تملكها كي تؤمّن لك فتح عيادة خاصة...
في الثامنة والعشرين عرضت عليك أفضل ما في بيتها من أثاث، فكافأتها بأن رفضتَ ذلك أمام أصدقائها بحجة أنّ الفرش دميم وقديم...
في الثلاثين دفعتْ تكاليف عرسكَ وبكت من فرط سعادتها بك،فكافأتها بأن بعت كل شيء وانتقلت للعيش في مدينة أخرى...
في الحادية والثلاثين حاولت أن تعلّم زوجتك أصول التعامل مع طفلكَ الأول، فكافأتها بأن رفضتَ تدخلها بحجة أن أصول التربية باتت مختلفة...
في الأربعين اتصلت بك كي تزورا قبر والدكَ فكافأتها بقولك أنّكَ مشغول جداً...
في الخمسين مرضت واحتاجت أن تعتني بها، فكافأتها بالحديث عن عبء المعمرين على أبنائها العاملين...
في الخامسة والخمسين ماتت بهدوء فتذكّرتَ كلّ الأشياء التي فعلتْها من أجلكَ، وانفجرت كل الأشياء التي لم تفعلها أنت من أجلها كصاعقة في قلبكَ...
إنّه عيد الأمّ.. فهنيئاً لمن يستطيع أن يصحح أخطاءه قبل أن يدهمه تقصيره كصاعقة في القلب...
منقولة من جريدة تشرين بتاريخ:
21-3-2003
في الثانية من عمرك علّمتك المشي، فكافأتها بأن هربت منها عندما نادتك...
في الثالثة أعدّت لك وجباتك بكل محبة، فكافأتها بأن ألقيتَ صحنك أرضاً...
في الرابعة اشترت لك علبة ألوان، فكافأتها بأن لطّخت الجدران ومائدة الطعام...
في الخامسة ألبستك ثياب العيد الجديدة، فكافأتها بأن أوقعت نفسك في أقرب بركة وحل...
في السادسة اصطحبتك إلى المدرسة، فكافأتها بأن بقيت تصرخ باكياً طوال الطريق: لا أريد الذهاب إلى المدرسة...
في السابعة اشترت لك كرة قدم، فكافأتها بأن حطّمتَ بها فوراً زجاج الجيران...
في الثامنة اشترت لك قرن بوظة، فكافأتها بأن لوّثت به كلّ ثيابك...
في التاسعة جلبت لك أستاذاً خاصاً لتعليم العزف على الكمان، فكافأتها بأن لم تتمرّن...
في العاشرة أمضت جلّ وقتها ترافقك من البيت إلى المدرسة إلى ملعب كرة القدم، ومن حفلة عيد ميلاد إلى أخرى، فكافأتها بالقفز من السيارة دون أن تلتفت إلى الوراء...
في الحادية عشرة أخذتك أنت وأصحابك إلى السينما، فكافأتها بالجلوس بعيداً عنها...
في الثانية عشرة نصحتك بعدم مشاهدة بعض البرامج والأفلام في التلفزيون، فكافأتها بأن انتظرت خروجها من المنزل لتفعل ذلك...
في الثالثة عشرة اقترحت عليك قصة شعر معينة، فكافأتها بأن فلتَ لها أنّ ذوقها دقّة قديمة...
في الرابعة عشرة دفعتْ لك تكاليف رحلة مع رفاقكَ لمدة شهرٍ كامل في بلد آخر، فكافأتها بأن لم تكتل لها رسالة واحدة...
في الخامسة عشرة عادت من عملها متلهّفة لمعانقتك، فكافأتها بأن أقفلتَ باب غرفتك من الداخل...
السادسة عشرة علّمتكَ كيف تقود سيارتها، فكافأتها بأن صرت تأخذ السيارة دون إذنها...
في الثامنة عشرة بكت فرحاً يوم نجاحك في الثانوية العامّة، فكافأتها بأن ذهبت لتحتفل مع رفاقكَ حتى طلوع النهار...
في العشرين سألتكَ عمّا إذا كانت لديك صديقة في الجامعة، فكافأتها بأن قلتَ لها: "ما يخصّك" ...
في السادسة والعشرين بكت يوم تخرجك طبيباً، فكافأتها بأن طلبت منها أن تبيع الأشياء التي تملكها كي تؤمّن لك فتح عيادة خاصة...
في الثامنة والعشرين عرضت عليك أفضل ما في بيتها من أثاث، فكافأتها بأن رفضتَ ذلك أمام أصدقائها بحجة أنّ الفرش دميم وقديم...
في الثلاثين دفعتْ تكاليف عرسكَ وبكت من فرط سعادتها بك،فكافأتها بأن بعت كل شيء وانتقلت للعيش في مدينة أخرى...
في الحادية والثلاثين حاولت أن تعلّم زوجتك أصول التعامل مع طفلكَ الأول، فكافأتها بأن رفضتَ تدخلها بحجة أن أصول التربية باتت مختلفة...
في الأربعين اتصلت بك كي تزورا قبر والدكَ فكافأتها بقولك أنّكَ مشغول جداً...
في الخمسين مرضت واحتاجت أن تعتني بها، فكافأتها بالحديث عن عبء المعمرين على أبنائها العاملين...
في الخامسة والخمسين ماتت بهدوء فتذكّرتَ كلّ الأشياء التي فعلتْها من أجلكَ، وانفجرت كل الأشياء التي لم تفعلها أنت من أجلها كصاعقة في قلبكَ...
إنّه عيد الأمّ.. فهنيئاً لمن يستطيع أن يصحح أخطاءه قبل أن يدهمه تقصيره كصاعقة في القلب...
منقولة من جريدة تشرين بتاريخ:
21-3-2003