ورده بغداد
02/06/2006, 12:21
يؤسفني أت المجتمع الذي أعي فيه متعفن في الكثير من أوجهه ، و تحكمه عادات و تقاليد بالية ، ورضع من الماضي البعيد أفكارا سامة شكلت بنيته على أساس خاطىء في نقاط عديدة .و لهذا .أريد التحدث عن أمر لا أراه هاما وحساسا فحسب وإنما أرى نفسي جد شجاعة للحديث عنه ، و هو" عذرية المرأة" التي بها يقيس المتخلفون مدى تخلقها وإستقامتها.
بل و أكثر من هذا فإنه يتحول في يوم زفافها ليصبح المعيار الوحيد للحكم على شرفها ، إذ تظل عادة كشف الملابس الداخلية للعروس بعد زفها لعريسها، و عليها آثار الدم دليل – في نظر البعض - على فض بكارتها يوم الدخلة و ليس قبل ذلك ، مما يعني في نظرهم أنها شريفة و تستحق المباركة والزغاريد، وإن بدت هذه الظاهرة في تراجع في بعض المناطق إلا أنها لا تزال منتشرة في مناطق أخرى عديدة من بلادنا .
حيث يدعي عدد كبير من الناس الحياء و يطالبون به في حين يفضحون المرأة يوما واحدا بعد زواجها ، أين تحمل النسوة ملابسها الداخلية وتزغردن كما لو كان ذلك رمز الطهارة والعفة والتخلق ، رغم أن هناك من الفتيات من تعيش حياة طيش واستهتار ومجون ،وتمارس كل أنواع الفاحشة في الخفاء ، ولا تراعي في ذلك سوى مسألة العذرية ، وفي الأخير حين تتزوج ، يزغرد لها هذا المجتمع ويشهد لها –بغباء كبير منه- على تخلقها ...أو لنقل على طاعته بالحفاظ على ما يعتبرونه شرفا بل و كل الشرف.
فهل هذا هو الشرف ؟ فقط أن تظل الفتاة عذراء قبل الزواج ؟
هل رقعة الشرف ضيقة لهذه الدرجة ؟
هل مفهوم العرض سطحي لهذا الحد ؟
بالطبع لا، فالشرف ليس رقعة بين فخذي المرأة و لا هو سائل أحمر يسيل منها في أول يوم تدخل فيه بيت زوجها. الشرف ليس قطعة قماش بيضاء ترقص بها نسوة غبيات بعد خروج العريس من غرفة نومه ليلة الزفاف .ولا الشرف أن لا يتكلم الناس بسوء عن عرض زوجتك يا رجل.الشرف ليس شهادة عذرية تحررها طبيبة أخصائية أمراض نساء و توليد و تختم عليها أدناه . شرف المرأة ليس شنبات يبرمها رجال القبيلة تيقنا و تباهيا بأن أنثاهم لم تضاجع رجلا قبل زوجها...لا ليس هذا هو الشرف .أقصد ليس هذا كل الشرف.
و اذا كانت العذرية هي المقياس الوحيد لقياس الأخلاق عند المرأة ، فهل بالامكان اذن أن نتحدث عن "عذرية الرجل"؟ أقصد استقامته طيلة فترة عزوبته ، ثم كيف تقاس عذريته حينذاك ؟ .
ولأكون صريحة أكثر – أو وقحة أكثر بنظر البعض – دعونا نسمي الأشياء بأسمائها ، أي طبيب بامكانه تحرير شهادة لاثبات عذرية الرجل الشريف ؟ وهل هناك أصلا طريقة لاثبات عدم ممارسة الرجل للجنس في اطار غير شرعي مع أية امرأة أخرى قبل الزواج ؟ ولأنه لا يمكن اثبات ذلك الا في اطار الضمير و الصدق والصراحة ، فوحدها هذه القيم تبني هيكل الشرف و تحافظ على عماده .
الشرف على امتداد هذا الأفق الذي نراه ، هو يلامس كل شيء كائن ، الشرف قد يطبع كل تعامل بيننا و كل احساس اتجاه بعضنا ، بل ان الشرف قد يلمع في كل نظرة بعيوننا.
و إني بكلامي اليوم عن عذرية المرأة لا أريد وضع هذه الأخيرة في نفس موضع الرجل ، فاذا كانت القدرة الالهية قد فصلت بينهما فان كل كلام بعدها ثرثرة وجدل عقيم .كما أن الطبيعة البشرية ميزت بينهما وجعلت لكل منهما خصوصيته ، التي هي في حقيقة الأمر ميزة تغفل عنها الكثير من الجمعيات النسوية المطالبة بالمساواة بين الجنسين . وان لم أكن من المطالبات بهذه المساواة فهذا لا يعني أني أوافق هواة التصنيف عندما يضعون المرأة في الصف الثاني كما لو كانت في مدرسة ، أو أن الأمر يتعلق بالدول المتقدمة والدولالتي في طريقها للنمو .
وان كنت جد مقتنعة باختلافي البيولوجي عن الرجل و بالتالي اختلافي عنه في أغلب الأشياء هو نتيجة منطقية . لذا فالمقارنة بين آدم و حواء أصلا أمر أرفضه،لأننا بذلك نكون كمن يقارن بين الشمس والقمر . لكنني فقط أريد أو لنقل أتمنى أن يغير هذا المجتمع من أفكاره البالية و طريقته المتخلفة في النظر الى الأشياء ، و يستغني عن مقاييسه العقيمة في الحكم على الأمور ، و يستعيض عنها بأخرى تكون أكثر نضجا و حكمة و تعقلا و عدلا و تحضرا
:سوريا: :سوريا: :سوريا: :سوريا: :سوريا: :سوريا: :سوريا: :سوريا: :سوريا:
بل و أكثر من هذا فإنه يتحول في يوم زفافها ليصبح المعيار الوحيد للحكم على شرفها ، إذ تظل عادة كشف الملابس الداخلية للعروس بعد زفها لعريسها، و عليها آثار الدم دليل – في نظر البعض - على فض بكارتها يوم الدخلة و ليس قبل ذلك ، مما يعني في نظرهم أنها شريفة و تستحق المباركة والزغاريد، وإن بدت هذه الظاهرة في تراجع في بعض المناطق إلا أنها لا تزال منتشرة في مناطق أخرى عديدة من بلادنا .
حيث يدعي عدد كبير من الناس الحياء و يطالبون به في حين يفضحون المرأة يوما واحدا بعد زواجها ، أين تحمل النسوة ملابسها الداخلية وتزغردن كما لو كان ذلك رمز الطهارة والعفة والتخلق ، رغم أن هناك من الفتيات من تعيش حياة طيش واستهتار ومجون ،وتمارس كل أنواع الفاحشة في الخفاء ، ولا تراعي في ذلك سوى مسألة العذرية ، وفي الأخير حين تتزوج ، يزغرد لها هذا المجتمع ويشهد لها –بغباء كبير منه- على تخلقها ...أو لنقل على طاعته بالحفاظ على ما يعتبرونه شرفا بل و كل الشرف.
فهل هذا هو الشرف ؟ فقط أن تظل الفتاة عذراء قبل الزواج ؟
هل رقعة الشرف ضيقة لهذه الدرجة ؟
هل مفهوم العرض سطحي لهذا الحد ؟
بالطبع لا، فالشرف ليس رقعة بين فخذي المرأة و لا هو سائل أحمر يسيل منها في أول يوم تدخل فيه بيت زوجها. الشرف ليس قطعة قماش بيضاء ترقص بها نسوة غبيات بعد خروج العريس من غرفة نومه ليلة الزفاف .ولا الشرف أن لا يتكلم الناس بسوء عن عرض زوجتك يا رجل.الشرف ليس شهادة عذرية تحررها طبيبة أخصائية أمراض نساء و توليد و تختم عليها أدناه . شرف المرأة ليس شنبات يبرمها رجال القبيلة تيقنا و تباهيا بأن أنثاهم لم تضاجع رجلا قبل زوجها...لا ليس هذا هو الشرف .أقصد ليس هذا كل الشرف.
و اذا كانت العذرية هي المقياس الوحيد لقياس الأخلاق عند المرأة ، فهل بالامكان اذن أن نتحدث عن "عذرية الرجل"؟ أقصد استقامته طيلة فترة عزوبته ، ثم كيف تقاس عذريته حينذاك ؟ .
ولأكون صريحة أكثر – أو وقحة أكثر بنظر البعض – دعونا نسمي الأشياء بأسمائها ، أي طبيب بامكانه تحرير شهادة لاثبات عذرية الرجل الشريف ؟ وهل هناك أصلا طريقة لاثبات عدم ممارسة الرجل للجنس في اطار غير شرعي مع أية امرأة أخرى قبل الزواج ؟ ولأنه لا يمكن اثبات ذلك الا في اطار الضمير و الصدق والصراحة ، فوحدها هذه القيم تبني هيكل الشرف و تحافظ على عماده .
الشرف على امتداد هذا الأفق الذي نراه ، هو يلامس كل شيء كائن ، الشرف قد يطبع كل تعامل بيننا و كل احساس اتجاه بعضنا ، بل ان الشرف قد يلمع في كل نظرة بعيوننا.
و إني بكلامي اليوم عن عذرية المرأة لا أريد وضع هذه الأخيرة في نفس موضع الرجل ، فاذا كانت القدرة الالهية قد فصلت بينهما فان كل كلام بعدها ثرثرة وجدل عقيم .كما أن الطبيعة البشرية ميزت بينهما وجعلت لكل منهما خصوصيته ، التي هي في حقيقة الأمر ميزة تغفل عنها الكثير من الجمعيات النسوية المطالبة بالمساواة بين الجنسين . وان لم أكن من المطالبات بهذه المساواة فهذا لا يعني أني أوافق هواة التصنيف عندما يضعون المرأة في الصف الثاني كما لو كانت في مدرسة ، أو أن الأمر يتعلق بالدول المتقدمة والدولالتي في طريقها للنمو .
وان كنت جد مقتنعة باختلافي البيولوجي عن الرجل و بالتالي اختلافي عنه في أغلب الأشياء هو نتيجة منطقية . لذا فالمقارنة بين آدم و حواء أصلا أمر أرفضه،لأننا بذلك نكون كمن يقارن بين الشمس والقمر . لكنني فقط أريد أو لنقل أتمنى أن يغير هذا المجتمع من أفكاره البالية و طريقته المتخلفة في النظر الى الأشياء ، و يستغني عن مقاييسه العقيمة في الحكم على الأمور ، و يستعيض عنها بأخرى تكون أكثر نضجا و حكمة و تعقلا و عدلا و تحضرا
:سوريا: :سوريا: :سوريا: :سوريا: :سوريا: :سوريا: :سوريا: :سوريا: :سوريا: