-
دخول

عرض كامل الموضوع : خيانة


امرأة من ورق
02/06/2006, 09:11
غادرت منزل والدها مسرعة تاركة سماعة الهاتف متدلية ، كانت قد تناولت سلسلة المفاتيح من الطاولة وخرجت ، كادت إن تتعثر وتسقط وهي تترجل من الدرج لم يهمها تعثرها ، بقدر يهمها أن تصل. ركضت في الشارع ، الناس ينظرون إليها بذهول ، لم يعتادوا رؤية امرأة تركض ، تركض بقوة ،عارية القدمين ، شاردة وعيناها معلقتان إلى مكان ما ، حين بدء المطر يسقط بلطف ، قفز صوت داخلي بقوة .. لايمكن .. لا يمكن .. لاحت ذكريات تمر أمامها ، اصطدمت بأحد المارة وسقطا معاً ، حاول مساعدتها ، لكنها امتنعت دون أن تنظر إليه ، وواصلت ركضها .
في سوبر الماركت التقت به أول مرة ، كان يقف في الطابور بخجل ، خجله الشديد شدها ، راقبته من خلف جهاز تحصيل النقود ، حيث تعمل هناك ، انتظرت دوره بفارغ الصبر ، شديد البياض ، أنيق المظهر ، يملك عينين صغيرتين خجولتين ، ناولها حاجاته ، راحت تفرزها ببطيء متعمد قالت هامسة : 320 ...اخرج رزمة مالية من جيبه وناولها دون أن ينبت بكلمة .
توقفت ثوان قليلة ، استردت أنفاسها ، بدا الشارع كله متوقفاً ، السيارات ، المارة ، الطيور ، لا أحد سواها ، عادت تركض ، وعادت الحركة .
أسابيع مرت ولم تشاهده ، حتى فوجئت يوماً ، ووجدته أمامها ، ارتكبت في بداية الأمر ، قالت وفي عينيها تألقاً : 1300 .
ناولها المبلغ واستدار ، هتفت : انتظر ، نظر إليها من خلف كتفه ، قالت : من حقك أن تشترك في المسابقة الشهرية ، لقد زادت حاجياتك عن الألف !
قال لها بصوت رقيق ومهذب : لا يهم يا آنسة .
دهشت ليس لصوته الرقيق والمهذب بل لأنه تكلم .. قالت : هذا حقك .. أرجوك . نظر إليها كان في نبرتها توسل ، أنزل عينيه إلى صدره بخجل وتقدم منها ، فتحت الدرج وبعثرت محتوياتها بارتباك وعصبية ، أخرجت قسيمة ورقية صغيرة ، قالت مبتسمة : إنها آخر ورقة لحسن حظك ، ناولته الورقة وتمتمت : ضع اسمك هنا ، أردفت :لا تنسى التلفون .
- أيهما البيت إما النقال .
أسرعت قائلة : الاثنان معاً .. حتى أفقدك ، قالت جملتها الأخيرة في نفسها .
برأسه أطل سائق السيارة برأسه من النافذة غاضباً : أيتها المجنونة .. انتبهي ..! لكنها لم تبالي به ، كما لم تبالي بالأطفال وهم يقلدونها في الركض .
شيعته وهو يغادر المحل .. قالت في نفسها : ترى هل هو مهتم بي .. كما أنا ؟ لقد قال لي يا أنسه .. نعم إنه مهتم .. لقد نظر إلى أناملي .. إن الرجل عندما تعجبه امرأة ينظر إلى أناملها .. لقد أعجبته .. لقد أدرك بأني لست مرتبطة ، ضحكت على نفسها وعلى تفكيرها .
هاتفته بعد عشر أيام قائلة : أردت أن أخبرك بفوزك بالجائزة الشهرية ، بإمكانك أن تأت لتستلمها .
توقف المطر فجأة ، لكنها لم تتوقف عن الركض ، بدأت الشمس في الظهور ببطء ، وولجت المرأة إلى داخل عمارة شاهقة .
أعطته كيسا ًمغلفاً بشكل جميل وقالت : هذه هديتك ، لقد كنت أنت الرابح هذا الشهر ، أخذ منها ، وتمتم : شكراً ،وانصرف ، كانت الساعة الثالثة ظهراً عندما غادرت عملها ، وجدته واقفاً في الخارج ينتظرها وبيده الهدية ، قال : لم أنصرف من هنا منذ ثلاث ساعات .. أردت أن أرد هديتك .
- لماذا ؟ !
- لقد انتهت المسابقة منذ ستة أشهر .. واعتقد أنا لا أستحقها ، ارتبكت ، واحمر وجهها خجلاً ، عجزت أن تقول شيئاً .
توقفت مرة أخرى ،كانت في الدور الثاني أخذت تسترد أنفاسها ، نظرت إلى أعلى ، ثم عادت لتركض..
عاد في اليوم التالي وقدم لها علبة مغلقة ، نظرت إلى عينيه ، كان فيها تألقاً : شكراً ، بعد أشهر قليلة تزوجا ، كان عرساً بسيطاً جميلاً.
توقفت أمام باب منزلها وحدقت إلى سلسلة المفاتيح ورددت : لما يخونني الآن .. لقد كان عاجزاً عن .. قالت ذلك ووضعت المفتاح في الباب .
حملها إلى شقته في الدور السادس وهي في ثوبها الأبيض كانت تصيح فرحاً ، بادلها ابتسامه هادئة ، وضعها على الفراش وحدق كل منهما في الأخر ، انزل رأسه إلى صدره، فابتسمت كانت تعرف خجله الشديد ، لم تنتظر منه إن يبدأ هو، فحاولت معه ، قبلته بقوة وشغف ... لكنه فشل ، فطمأنته بأن هذا يحصل دائماً في ليالي مثل هذه .. لكن فشله استمر لأسابيع أخرى .
فتحت الباب ، تركت المفتاح معلقاً به ، وسلسلة المفاتيح تترنح منه . توقفت ، نظرت إلى صدرها وهو يلهث ، كانت عيناها ترجفان وهي تنظر إلى باب الغرفة .منذ نصف ساعة تلقت مكالمة هاتفية ، كان صوتاً غريبا لرجل أو امرأة لم تستطع تميزه ، وفي نبراته السخرية : أن زوجك يخونك .. ثم ضحكة طويلة . مدت يدها إلى مزلاج باب غرفتها وهي تمتم : لا يمكنه أن يخونني مع أخرى .. لقد كان عاجزاً .. فتحت الغرفة لا ترى شيئاً سوى ظلام ، تركت يدها تتحسس الجدار باحثة عن مفتاح النور ..
صاحت .. نهضا من الفراش بفزع .. تراجعت إلى الخلف وعيناها تحدقان بهما مرتعبة ، باشمئزاز .. رجل .
منقول

butterfly
02/06/2006, 11:32
:cry: :cry: :cry:
طيب ليش ؟؟؟

امرأة من ورق
03/06/2006, 06:13
:cry: :cry: :cry:
طيب ليش ؟؟؟

:cry: :cry: :cry:

ameen
12/06/2006, 19:37
هاد الطلع معو أخر الفلم
ياريتو ضل عاجز:x :x

امرأة من ورق
13/06/2006, 05:52
هاد الطلع معو أخر الفلم
ياريتو ضل عاجز:x :x

اي يامحلى العجز :cry:

girl
13/06/2006, 09:00
هلىء هيك النهايه:shock:
حزني الاخ:(
وهي الله يعينها

امرأة من ورق
14/06/2006, 08:20
هلىء هيك النهايه:shock:
حزني الاخ:(
وهي الله يعينها

اي الله يعين كل الناس على بلاويها :cry:

سرسورة
17/11/2006, 18:48
كتيير عجبتني القصة....فحبيت انكشا.....
:D :D

امرأة من ورق
19/11/2006, 07:58
كتيير عجبتني القصة....فحبيت انكشا.....
:D :D

شكرا سرسورة :D

نيرفانا
19/11/2006, 08:29
ممممممممم....... امرأة من ورق........ شو السر بالموضوع........ليش حتى يعمل هيك؟؟؟ازا بتعرفي حل اللغز إليلي يا......... وحلوة يسلمو:D

jazz_music
19/11/2006, 19:41
هي القصة حلوة و فكرتا احلى بس انا برأي انو كان في شوية مشكال بالسرد ؟؟؟

سرسورة
19/11/2006, 19:59
هي القصة حلوة و فكرتا احلى بس انا برأي انو كان في شوية مشكال بالسرد ؟؟؟
شو المشاكل اللي شفتا؟؟؟اعطينا مثال....
:D

jazz_music
19/11/2006, 20:03
شو المشاكل اللي شفتا؟؟؟اعطينا مثال....
:D
انو كيف بتعطي فكرة عن الحالة الحالية او الحالة يلي كانت فيها الفتاة و يلي هي محور الموضوع و فجأة بتصيري بالماضي و هي الفتاة عم تتذكر ....

هلء هي الشغلة يلي حكيت عنا انا حلوة بس مو انو تنحط على طول يعني بين كل جملة و جملة .....

امرأة من ورق
20/11/2006, 07:40
ممممممممم....... امرأة من ورق........ شو السر بالموضوع........ليش حتى يعمل هيك؟؟؟ازا بتعرفي حل اللغز إليلي يا......... وحلوة يسلمو:D

الأخ مسكين وشاذ :cry: بس المشكلة انو ليش تزوج المسكينة طالما عارف بمشكلتو؟؟؟:x

شكرا كتير نيرفانا عالمرور :D

امرأة من ورق
20/11/2006, 07:56
انو كيف بتعطي فكرة عن الحالة الحالية او الحالة يلي كانت فيها الفتاة و يلي هي محور الموضوع و فجأة بتصيري بالماضي و هي الفتاة عم تتذكر ....

هلء هي الشغلة يلي حكيت عنا انا حلوة بس مو انو تنحط على طول يعني بين كل جملة و جملة .....

شكرا كتير jazz music عالمرور ورأيك:D
هلأ متل ماقلت بآخر القصة انها منقولة يعني مو انا اللي كاتبتها بس الشي اللي انت اعتبرتو انو مشكلة بالسرد انا اعتبرتو انو اجمل شي بالقصة وانو مركز قوة..... لانو القصة كلها عبارة عن رحلة قصيرة بوضع الفتاة وبوضع افكارها بلحظة اضطراب قوية وبالتالي طبيعي تكون افكارها مضطربة وضايعة بين الحاضر الصعب وبين ذكرياتها مع الرجل اللي حبته وخانها...... والانتقال السريع بين وضع الفتاة بهاللحظة وبين افكارها عن الماضي عبرت بشكل رائع عن حالة اضطرابها
:D