-
دخول

عرض كامل الموضوع : قصة قصيرة: ليلة عيد الميلاد ...إيناس زكريا الصالحي


dot
31/05/2006, 16:39
أتذكر
هناك ... همست بأذنها و قلت بأن الموت لن يسرق حبها منك قلت بانك ستطرق ابواب الحياة بكل قوة وستقف حتى تفتح لك من جديد قلت وانفاسك الاخيرة تذهب و تأخذ معها سحابات حبك وتطوي قصة عشقك لها ....
أتذكر ما أجابتك قالت : إن الموت لن يسرقك وأنك ستعيش وستركب قطار الحياة وتسير بالاتجاه المعاكس للحزن لليأس وسترسم معها صورة الشمس وهي تشرق من جديد بلونها الأحمر قالت أنكما غدا ستكونا معا ...
..رسمت اشجارا من الأحلام صنعت دمى أسمتها حياة وكان لهذه الدمى قلب ينبض مع نبضات قلبك التعبة التي تخبرك أنك تحبها وكلما ضعفت دقات قلبك تحس هي بنقص حبها في قلبك كانت تخاف أن تفقدك ....
همست بأذنها أغمض عينيك استمعي أجراس الكنائس هناك تقرع ، أضيئت الشموع قلت : إنه يوم الميلاد...
وأنك لن ترحل اليوم عاهدت الحب وعاهدتها أنك لن تتركها الليلة وتذهب قلت أن الامطار البيضاء لا يمكن أن تخذلكما أو أنها ان تجرحها وتتركها ليلة العيد وحيدة . حزينة هي .
كلما أطرقت ، كلما نظرت إلى العيد الذي سبق وأنفاس العيد هذه الليلة إنهارت يملئها الخوف من العيد في العام القادم .....
قالت : استمع حبيبي انها الأجراس تقرع إنه الميلاد عليك أن تبتسم أن تفرح أن تنشر الحياة في كل مكان فالعقارب قد تلاقت وانت لازلت هنا وهاهي أصوات موسيقى الميلادفي كل الحياة تملء الدنين سعادة ...
ماذا قلت ؟ ؟
صوت صافرة اسمعها إنها صافرة قطار الموت قلت أنك لن تركبه اليلة على الأقل قلت أن سنكمل ليلة العيد معا . قلت أن سنراقص نسمات الهواء العليل وحبات المطر والثلوج .اليلة عاهدت الب والميلاد أنك لن تموت قلت أن النفس الأخير لن يخرج ولن يتركني وحيدة أبدا .....إنها ليلة العيد ...ليلة العيد
قالتها والصمت يملء أنفاسه على ما يبدو أنها غادرت قد رحل ، ركب القطار وذهب ولكن طريقه كانت على خلاف ما وعدها إنهمرت الدموع ....وتبدلت أجراس الكنائس وموسيقى الميلاد وعزفت فجأة ألحان الموت ،ألحان الرجوع الأخير لم يرسموا صورة للشمس معا ... أصبحوا قصة قديمة طوتها ليلة عيد قلسية وذهبت ومات كل شيء فنبضات قلب دماها ماتت وصمتت مع صمت أنفاسه التي تلاشت إلى الأبد ورحلت ....
قلت لها بأن تحلم بالحياة بعدك وما الحياة بعدك ؟؟ لاشيء فراغات ودموع وموت أجراس موسيقى تائهة مبعثرة في كل مكان تبحث عن أجزائها الضائعة لتوجد لنفسها مكان في الحياة ....ولكنها في النهاية تعزف نفس اللحن ... لحن الرجوع الأخير
في نفس الليلة من كل عام
إنها ليلة عيد الميلاد التي تلطخت بالموت الشرير بالسارق التائه .....الذي جعلها تقف أمام كومة حجارة تبكيك عندما تتلاقى عقارب الساعة من ليلة كل عيد عندما يعزف لحن الرجوع الأخير
الأشخاص بالقصة ثلاثة : هي الحبيبة، هو المحب الميت والراوي
الزمان : ليلة عيد بدأتها السعادة ونهاها الحزن
المكان :زاوية ألقى بهم القدر إليها في مكان مجهول من العالم ;-) ;-) :hart: