-
دخول

عرض كامل الموضوع : الجواري الحسناوات


لؤلؤة الجنوب
29/05/2006, 13:58
«تكسير البندق للكشف عن مدى صلاحية الأسنان، أو سحب الشعر لاختبار طبيعته» لم تعد بعد اليوم الوسيلة الأمثل لحماة 2006، للكشف عن عروس ابنها، وأساليب الممثلة ماري منيب، التي لطالما أكسبت أم العريس شهرة واسعة عقب أن أصبغت الحماة «بخفة الظل» من خلال أدوارها المختلفة، لم تعد لتقنع حماة القرن الواحد والعشرين.
الخاطبات الجدد انتهجن أسلوبا جديدا من شأنه المساعدة في الكشف عن عروس بمقاييس دولية تجسد في «قائمة المرشحات»، التي قد تبلغ الثلاثين أو الأربعين اسما أنثويا من «الجواري الحسان»، كما أطلقن عليها، ليشطب منها عدة أسماء بعد التصويت الجماعي لمحارم العريس، من العمة والخالة والأخت الشقيقة ومن هي بالرضاعة، وقطعاً لا يتحقق ذلك سوى بتخصيص يوم لكل أسرة شملتها القائمة لفحص ابنتهم، وعلى اسر الفتيات انتظار الرد، الذي قد يستغرق الشهر أو الشهرين، سواء أكان بالقبول أو الاعتذار. ومن الواضح أن القرار لم يعد بيد العريس، إنما أولا وأخيرا هو قرار «الحماة»، التي لم تعد الظرافة واللطافة أحد سماتها، كما وصفت فتيات السعودية لـ «الشرق الأوسط»، ليليه بعد ذلك مرئيات أفراد لجنة التحكيم التي تعكف على إخراج «النومينيه» وتصفية المرشحات!.

مها السعدون، 22 عاما، تصف قصتها التي بدأت بعد اتصال هاتفي لوالدتها أخطرتها عن امتداح بعض النسوة لفتاتها من حيث الشكل والخلق، طالبة موعدا لبدء الفحص على ابنتها بعد أن حان دورها، حيث كانت الثالثة في قائمة المرشحات بحسب ما اعترفت به أم العريس، وتذرعت الحماة بأن التأني في اختيار العروس من خلال مشاهدة عدة فتيات حل امثل، لتتويج عروس ابنها الطبيب البالغ من عمره، 26 عاما، الذي شق طريقه في التخصص بجراحة القلب، وبحسب قول السعدون فإنها تنتظر في الوقت الحالي رد نتائج الفحص والتصويت، الذي أشرفت عليه أربع نسوة شقيقتان في سن الشباب، وعمة العريس إلى جانب الأم نفسها، ولا تعلم كم عليها الانتظار حتى انتهاء القائمة.

أما تجربة خلود الاحيدب، 24 عاما، فكانت أكثر ضراوة، حيث كان عليها الانتظار ما لا يقل عن الثلاثة أشهر لتسلم معدل فحص الزواج النهائي، وذريعة حماتها هذه المرة هي أن ابنها، الذي يعمل أيضا كطبيب، قد قضى سنوات عديدة للدراسة في الخارج، ومشاهدته لفتيات بمواصفات ومعايير مختلفة، حتم عليهم «الأم وشقيقاته الخمس» مشاهدة عدد كبير من الفتيات، والفارق هنا كان باصطحاب العريس نفسه لمشاهدة كافة الجواري الحسان كما ذكرت، فكما أعلن لها أثناء الرؤية الشرعية انه لم يعد قادرا على اتخاذ القرار لكثرة ما شاهده من فتيات جميلات، وأضافت الأحيدب «بالرغم من اشتراط والدتها على أسرة العريس بوضع اسم ابنتها في آخر القائمة، إلا انه كان عليها أن تنتظر سماع ردهم والذي كان بالقبول بعد مضي ثلاثة أشهر، ليتزأمن ردهم بالموافقة مع إعلان أسرتها حقيقة خطبتها على شاب آخر».

وفي سؤال حول مدى تقبل الأسر لمثل هذه التصرفات ذكرت أم محمد ولها ثلاث فتيات أن الظروف قد تجبر بعض الأمهات لقبول مثل هذه الشروط، التي ترى فيها إساءة وعدم احترام للفتيات أنفسهن، إذ تصبح أشبه بالسلع المعروضة للبيع والشراء كما ذكرت. وأشارت أم محمد أنه غالبا ما ترفض أمهات العرسان قدوم الشاب لوحده بادئ الأمر لمشاهدة مخطوبته، واتخاذ القرار بنفسه، حيث نظرة الشاب طالما اختلفت عن متطلبات ونظرة الأم والشقيقات، الأمر الذي ساهم في النهاية إلى تكدس الشباب إلى جانب الفتيات، أو تضاعف أعداد الطلاق.

في ذلك ذكر الدكتور سعد السعد، أستاذ العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن الأصل في النظرة الشرعية يعود إلى نظرة العريس للفتاة وليس إلى الأم والشقيقات، مطالبا الشاب الذهاب بمفرده من دون أسرته منذ بادئ الأمر ليكون القرار مشتركا ما بين الخاطب والعروس، إما بموافقة الطرفين أو عكس ذلك. وأوضح السعد أنه لا ينبغي على أسرة العروس موافقة أهل الشاب على طلبهم في مشاهدة ابنتهم، سواء أكان مع العريس نفسه أو بدونه في حال وضع قائمة بالفتيات، لما في ذلك من ارخاص لقدر الفتاة ومعاملتها كأنها سلعة تباع وتشترى.

واعتبر السعد هذا السلوك غير ملائم شرعا وأشرك ذوي الفتاة في ارتكاب ما أشبه بالعيب الاجتماعي، وتحملهم مسؤولية الخطأ في حال موافقتهم على ذلك، مؤكدا على أن أصحاب النفوس الأبيّة الكريمة تكره وتنفر من مثل هذه التصرفات.

واستنكر السعد اقتصار الرد بالموافقة على الإيجاب أو الرفض من قِبل العريس وأهله، إنما للفتاة أيضا الحق في تحديد موقفها، مشددا على ضرورة تحديد وقت الرد في فترة وجيزة وعدم تعليق «المخطوبة».