ameen
24/05/2006, 02:30
لم أكن أعرفها
عدت من سفرى وقد طالت بى الغربة عاما كا ملا .. بعيدا عن زوجتى وأولادى ..عدت لأكون معهموبينهم .. فكم افتقدتهم فى غربتى
وبعد أن عدت وزارني الأهل والخلان ..والأحبابوالجيران .....أفتقدت جارا لي ..لم يكن صديقا .. ولكنه كان جارا مميزا من بين الجيران
لم أكن أسمع منه غير صوته العالي .. كنا فجأةفي منتصف الليل تصل إلى مسامعنا طلقات ناريةمن لسانه إلى زوجته وأولاده قرب كل فجر
وقد عدت من سفري .. ومرت على عودتي أسبوعينوأكثر .. ولم أسمع منه صوتا ..فسألت زوجتي : أين جارنا أبو إسلام .. الذي كنا نسمع
صوته قبل كل فجر . . فمنذ عودتي لم يأت وزوجته .. ولم أره ....فرأيت في عينيها حزنا لم أرهمن قبل .. وقد أدمعت وكادت تبكى وهى تحاول
الإجابة على سؤالي : نعم .. هو في بيته لايخرج .. بعد أن توفيت زوجته رحمها الله منذثلاثة أشهر
ومنذ توفت لم نره خارج منزله .. فقد تقوقعداخل بيته دامعا .. نادما ..على فقدانها
فخيم الصمت حولنا لفترة بكيت فيها زوجتي .. ووقعت بداخلي صدمة شديدة .. فقد كانت زوجةمميزة من ضمن الزوجات .
ثم عدت وسألتها : وهو ..؟؟ هل هو بخير ..؟
فأجابت : هو بخير .. لكنه حزين .. وما جدوىالحزن الآن ...؟
فقلت لها : سوف أزوره غدا بمشيئة الله تعالى .
وجاء الغد .. ولم أكن أستطع الانتظار إلىزيارته .. فذهبت إليه .. ووصلت إلى الباب .. ودققت الجرس ولم يرن ... فقد كان البيت هادئا
حتى من الجرس .. وصوت الأطفال ....... فأخذتأدق الباب بيدي .. وفاتت فترة من الوقت حتىانفتح الباب ..
فوجدت رجلا آخر غير الذي أعرفه ... وجدت رجلاهزيلا تقاذفته الأيام الحزينة حتى توارى بينجدران هذا المنزل الذي كان ينبض بالحياة
فارتمى على صدري .. واحتضنته باشتياق وحزنوعزاء .. فبكى على صدري وهو يقول لي : سامحني .. أرجوك تسامحني يا أستاذ شريف
فلم يعد باستطاعتي تحمل زعل الناس منى .. أرجوك تسامحني على الشجار الذي نشأ بيني وبينكقبل سفرك أرجوك.
فقلت متسائلاً : أسامحك على ماذا ؟ .. لقدنسيت .. أنا لا أذكر شيئا ..... فان الغربةجعلتني أنسى .. وأسامح أي ابن بلد لي.. وأشتاق
إليه أيضا .. وددت لو أرسل لك خطابا أسألك فيهعن أحوالك ... لكن المشاغل كانت كثيرة .. وقداكتفيت بإبلاغ كم السلام من خلال زوجتي
أتمنى أن تكون قد وصلتك سلاماتي .
قال: نعم .. لقد كانت تصلني أولا بأول .. لكنىكنت لا أكترث بها ... ولا أهتم ... سامحني ياأخي
وبينما كنا نتجاذب أطراف الحديث كان مهموماوحزينا على فقدانه زوجته ... فرجوته أن يكف عنالبكاء ...فقال : كيف أكف عن البكاء عليها
..
؟ والله لو بكيت بقية حياتي عليها فلن أوفهاحقها ... لقد كانت زوجتي ... شريكة حياتي .. شريكة فراشي ... شريكة لقمتي .. أم أولادي ..
فكيف لا أبكيها عمري ...؟؟
يتبع
عدت من سفرى وقد طالت بى الغربة عاما كا ملا .. بعيدا عن زوجتى وأولادى ..عدت لأكون معهموبينهم .. فكم افتقدتهم فى غربتى
وبعد أن عدت وزارني الأهل والخلان ..والأحبابوالجيران .....أفتقدت جارا لي ..لم يكن صديقا .. ولكنه كان جارا مميزا من بين الجيران
لم أكن أسمع منه غير صوته العالي .. كنا فجأةفي منتصف الليل تصل إلى مسامعنا طلقات ناريةمن لسانه إلى زوجته وأولاده قرب كل فجر
وقد عدت من سفري .. ومرت على عودتي أسبوعينوأكثر .. ولم أسمع منه صوتا ..فسألت زوجتي : أين جارنا أبو إسلام .. الذي كنا نسمع
صوته قبل كل فجر . . فمنذ عودتي لم يأت وزوجته .. ولم أره ....فرأيت في عينيها حزنا لم أرهمن قبل .. وقد أدمعت وكادت تبكى وهى تحاول
الإجابة على سؤالي : نعم .. هو في بيته لايخرج .. بعد أن توفيت زوجته رحمها الله منذثلاثة أشهر
ومنذ توفت لم نره خارج منزله .. فقد تقوقعداخل بيته دامعا .. نادما ..على فقدانها
فخيم الصمت حولنا لفترة بكيت فيها زوجتي .. ووقعت بداخلي صدمة شديدة .. فقد كانت زوجةمميزة من ضمن الزوجات .
ثم عدت وسألتها : وهو ..؟؟ هل هو بخير ..؟
فأجابت : هو بخير .. لكنه حزين .. وما جدوىالحزن الآن ...؟
فقلت لها : سوف أزوره غدا بمشيئة الله تعالى .
وجاء الغد .. ولم أكن أستطع الانتظار إلىزيارته .. فذهبت إليه .. ووصلت إلى الباب .. ودققت الجرس ولم يرن ... فقد كان البيت هادئا
حتى من الجرس .. وصوت الأطفال ....... فأخذتأدق الباب بيدي .. وفاتت فترة من الوقت حتىانفتح الباب ..
فوجدت رجلا آخر غير الذي أعرفه ... وجدت رجلاهزيلا تقاذفته الأيام الحزينة حتى توارى بينجدران هذا المنزل الذي كان ينبض بالحياة
فارتمى على صدري .. واحتضنته باشتياق وحزنوعزاء .. فبكى على صدري وهو يقول لي : سامحني .. أرجوك تسامحني يا أستاذ شريف
فلم يعد باستطاعتي تحمل زعل الناس منى .. أرجوك تسامحني على الشجار الذي نشأ بيني وبينكقبل سفرك أرجوك.
فقلت متسائلاً : أسامحك على ماذا ؟ .. لقدنسيت .. أنا لا أذكر شيئا ..... فان الغربةجعلتني أنسى .. وأسامح أي ابن بلد لي.. وأشتاق
إليه أيضا .. وددت لو أرسل لك خطابا أسألك فيهعن أحوالك ... لكن المشاغل كانت كثيرة .. وقداكتفيت بإبلاغ كم السلام من خلال زوجتي
أتمنى أن تكون قد وصلتك سلاماتي .
قال: نعم .. لقد كانت تصلني أولا بأول .. لكنىكنت لا أكترث بها ... ولا أهتم ... سامحني ياأخي
وبينما كنا نتجاذب أطراف الحديث كان مهموماوحزينا على فقدانه زوجته ... فرجوته أن يكف عنالبكاء ...فقال : كيف أكف عن البكاء عليها
..
؟ والله لو بكيت بقية حياتي عليها فلن أوفهاحقها ... لقد كانت زوجتي ... شريكة حياتي .. شريكة فراشي ... شريكة لقمتي .. أم أولادي ..
فكيف لا أبكيها عمري ...؟؟
يتبع