hacker
15/03/2005, 07:54
الشعشبونُ
الباهتُ الدقّاتِ في عينيكِ
يُغويني
ويُمْعِنُ
في اغْتيالِ الحنْبَصيصِ
ماذا أُضيفُكِ
في مساءٍ يرتقي
وَجَعَ الزهورِ الناحباتِ
أمَضَّها
قيدُ الأصيصِ
والعابرونَ بمخدعي
أَكَلوا الفطائرَ كلَّها
شربوا الحليبَ،
نذالةً..سرقوا قميصي
لمْ يلبسوهُ لأنّهمْ ما فيهمُ
وَغْدٌ لهُ نفْسُ مقاسي
لكنهمْ رفعوهُ ساريةَ الأيائلِ
في ذهولِ السبتِ
عنْ
صُبحِ الخميسِ
حتّى يدُلَّ التائهَ الحيرانَ
يبحثُ في التياعِ الوجْدِ
عنْ نِمرٍ أليفِ
كيما يُفَصّلَ
مِنْ فِراءِ القطِّ أغنيةَ الربيعِ
يحوكُها ثلْجيّةَ الأجفانِ
في صيفٍ مُخيفِ
وتركتهُ ومضيتُ أبحثُ
عَنْ شرابٍ مورِقِ الأحلامِ
يُنسيني لِحافي
فوجدتُ فأراً
صاخِبَ السّكَناتِ
منقوعاً بلا خلٍّ
حبيساً
في إناءِ الحِنْدِريسِ
مُتَطوّحِاً
مِنْ سكْرِ ليلتهِ الطويلةِ
في مداسي
لمّا رآني
شمّرَ الأكمامَ في ثِقةِ الفُحولِ
كأنّهُ يبغي افتراسي
لكنني خادعتهُ وهربتُ أزحفُ
كالنّسورِ المشرقيّةِ
في انتصارِ
ورأيتُ حلاّقاً يُشَذِّبُ شاربي
بأداةِ تشذيبِ النّخيلِ
فضربتهُ باللطفِ حتّى
ناحَ في ضَحِكِ العويلِ
ومضيتُ أجْمَعُ شاربي المنثورَ
في عُشْبِ الأصيلِ
أعطيتهُ
ثَمَنَ التّنقّلِ في المراكبِ
كي يعودَ
لموطنِ الشّنَبِ الجميلِ
لكنّهُ
ألقى الدراهمَ في احتقارٍ
لاعناً زمنَ التشرّدِ
في سبيلي
فالأجرةُ ارتفعتْ
لأنَّ السيّدَ الشرطيَّ قرّرَ
أنْ يزيدَ نصيبهُ
عنْ كلّ قافلةٍ تمُرُّ بصلعتي غرباً
إلى أرضِ المجوسِ
وأريدُ ألحق بالقطارِ
لكي أعودَ لغيمتي
فالفجرُ حلَّ مساؤُهُ
وأنا المُعنّى
في دهاليزِ المجاعةِ أرتجي
أكْلَ الخبيصِ
لكنَّ قُطّاعَ الطريقِ تَوَقّفوا
كي يُعلنوا
عَبَثَ الخرافِ
وأسقطوا تاجَ الرئيسِ
خاطبتهمْ
حتى أَمُرَّ كَنَعْجَةٍ
بَحْريّةٍ
رفضوا
فأعلنتُ انتمائي
للتيوسِ
فتخوّفوا ذبحي
لأنّ عشيرتي أُسْدُ الزّمانِ
وقادةُ الشعبِ التعيسِ
ماذا أُضيفُكِ؟
والشعشبونُ بغيبتي
أكَلَ الحصيرَ المعدنيَّ
وأنتِ واقفةٌ كمِثْلِ الطّلطَميسِ
أحبيبتي
إنّي نَظَرتُ إلى الحوادثِ كلّها
فوجدتُ حبَّكِ
سِرَّ فاجعتي وبؤسي
__________________________
الشعشبون: كلُّ شيءٍ شعشبوني اللونِ أو الصفة.
الحنبصيص: ضمير مستتر تقديرهُ هو.
الطلْطميس: صيغةُ المفاعلة المركبة من طلسمْ و طَمَسَ.
الباهتُ الدقّاتِ في عينيكِ
يُغويني
ويُمْعِنُ
في اغْتيالِ الحنْبَصيصِ
ماذا أُضيفُكِ
في مساءٍ يرتقي
وَجَعَ الزهورِ الناحباتِ
أمَضَّها
قيدُ الأصيصِ
والعابرونَ بمخدعي
أَكَلوا الفطائرَ كلَّها
شربوا الحليبَ،
نذالةً..سرقوا قميصي
لمْ يلبسوهُ لأنّهمْ ما فيهمُ
وَغْدٌ لهُ نفْسُ مقاسي
لكنهمْ رفعوهُ ساريةَ الأيائلِ
في ذهولِ السبتِ
عنْ
صُبحِ الخميسِ
حتّى يدُلَّ التائهَ الحيرانَ
يبحثُ في التياعِ الوجْدِ
عنْ نِمرٍ أليفِ
كيما يُفَصّلَ
مِنْ فِراءِ القطِّ أغنيةَ الربيعِ
يحوكُها ثلْجيّةَ الأجفانِ
في صيفٍ مُخيفِ
وتركتهُ ومضيتُ أبحثُ
عَنْ شرابٍ مورِقِ الأحلامِ
يُنسيني لِحافي
فوجدتُ فأراً
صاخِبَ السّكَناتِ
منقوعاً بلا خلٍّ
حبيساً
في إناءِ الحِنْدِريسِ
مُتَطوّحِاً
مِنْ سكْرِ ليلتهِ الطويلةِ
في مداسي
لمّا رآني
شمّرَ الأكمامَ في ثِقةِ الفُحولِ
كأنّهُ يبغي افتراسي
لكنني خادعتهُ وهربتُ أزحفُ
كالنّسورِ المشرقيّةِ
في انتصارِ
ورأيتُ حلاّقاً يُشَذِّبُ شاربي
بأداةِ تشذيبِ النّخيلِ
فضربتهُ باللطفِ حتّى
ناحَ في ضَحِكِ العويلِ
ومضيتُ أجْمَعُ شاربي المنثورَ
في عُشْبِ الأصيلِ
أعطيتهُ
ثَمَنَ التّنقّلِ في المراكبِ
كي يعودَ
لموطنِ الشّنَبِ الجميلِ
لكنّهُ
ألقى الدراهمَ في احتقارٍ
لاعناً زمنَ التشرّدِ
في سبيلي
فالأجرةُ ارتفعتْ
لأنَّ السيّدَ الشرطيَّ قرّرَ
أنْ يزيدَ نصيبهُ
عنْ كلّ قافلةٍ تمُرُّ بصلعتي غرباً
إلى أرضِ المجوسِ
وأريدُ ألحق بالقطارِ
لكي أعودَ لغيمتي
فالفجرُ حلَّ مساؤُهُ
وأنا المُعنّى
في دهاليزِ المجاعةِ أرتجي
أكْلَ الخبيصِ
لكنَّ قُطّاعَ الطريقِ تَوَقّفوا
كي يُعلنوا
عَبَثَ الخرافِ
وأسقطوا تاجَ الرئيسِ
خاطبتهمْ
حتى أَمُرَّ كَنَعْجَةٍ
بَحْريّةٍ
رفضوا
فأعلنتُ انتمائي
للتيوسِ
فتخوّفوا ذبحي
لأنّ عشيرتي أُسْدُ الزّمانِ
وقادةُ الشعبِ التعيسِ
ماذا أُضيفُكِ؟
والشعشبونُ بغيبتي
أكَلَ الحصيرَ المعدنيَّ
وأنتِ واقفةٌ كمِثْلِ الطّلطَميسِ
أحبيبتي
إنّي نَظَرتُ إلى الحوادثِ كلّها
فوجدتُ حبَّكِ
سِرَّ فاجعتي وبؤسي
__________________________
الشعشبون: كلُّ شيءٍ شعشبوني اللونِ أو الصفة.
الحنبصيص: ضمير مستتر تقديرهُ هو.
الطلْطميس: صيغةُ المفاعلة المركبة من طلسمْ و طَمَسَ.