-
دخول

عرض كامل الموضوع : ملف خاص - باتريك سيل : يجب ان تنسحب سورية من لبنان


keko
11/03/2005, 14:00
الغارديان : من المحتمل تماماً أن يكون بشار الأسد ما يزال في دمشق عندما يغادر جورج بوش البيت الأبيض وأن يلوح له مودعاً".
ديلي ستار : " الخروج من لبنان خروج من السلطة "
على ما يبدو انه من غير المناسب الحديث حول تدويل قضية لبنان وسورية أو العمل لمنع تدويلها ، حيث أنها بالفعل أصبحت قضية دولية ، وباتت تشغل حيزا مهما من اهتمامات الرأي العام العالمي ، ومع الأسف فان اتجاهات الرأي العام تجاه القضية ليست في مصلحة سورية على الإطلاق..

وهي تمثل عامل ضغط كبير ينضم إلى جملة الضغوط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية ، بحيث يمكن أن نوصف بان الموقف بأنه صعب ، و من خلال الملفات الخاصة نحاول أن نطلع المهتمين على اتجاهات الرأي العام التي تحيط بنا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخنا.

باتريك سيل يرى ان سورية في خطر ، ويقول ان " القنبلة التي دمرت موكب سيارته في 14 شباط تهدد بنسف النظام نفسه" . ويضيف ان " الولايات المتحدة بصورة خاصة مصممة على الإطاحة بحكومة الرئيس بشار الاسد".
ويرى سل في مقال له نشرته صحيفة الـ " ديلي ستار " اللبنانية ، بان المحافظون الجدد في واشنطن يضغطون لكي تكون سورية هي الهدف التالي من أجل تغيير النظام.
القادة العرب قلقون إلى درجة اليأس من أن المنطقة الآن في حالة متقلبة إلى درجة كبيرة بسبب الحرب في العراق وأنها
يضيف سل قد تكون سورية غير مذنبة في موت الحريري .. و" سواء أكانت سورية مسؤولة أم لا فإنها الآن تعاني من نهاية وخيمة ويجب عليها التصرف بسرعة لإنقاذ نفسها" .
ويوضح سل الاختلاف بين الموقف الفرنسي والاميركي فيقول انه " خلافاً للولايات المتحدة, لا تسعى فرنسا للإطاحة بالأسد, كل ما يهمها أن يقوم فقط باصلاح حكومته."
ويوضح سل ان شيراك الذي دعم الأسد بقوة عندما تولى الحكم في عام 2000 ودعاه إلى باريس في زيارة رسمية هو الآن في حالة من الغضب الشديد والاشمئزاز بسبب مقتل صديقه الحميم الحريري.
ويقول سل " يبدو أن انسحاب الجيش السوري من لبنان أمر لا مناص منه". ويحمل سل اللواء رستم غزالة, رئيس المخابرات العسكرية في لبنان, " إلى درجة كبيرة مسؤولية الطريقة الجلفة التي عالج بها موضوع التمديد للحود."
ويتحول الكاتب الى جملة الخطوات التي يجب ان تتخذها سورية في هذه المرحلة حيث يرى ان " يجب على سورية أن تتعاون مع البعثة الدولية .. وسيكون من الحكمة بالنسبة لسورية أن تسمح للمراقبين الدوليين بمراقبة الانتخابات القادمة في لبنان " وبرأيه ان هذه " سيكون ذلك بمثابة إشارة إلى أن سورية تسعى نحو إقامة علاقة جديدة مع جارها الأصغر قائمة على أساس المساواة والاحترام المتبادلين
ويختم سل مقاله بالقول بان سورية تحتاج " لأن تمضي قدماً في عملية الإصلاح في البلاد التي تأخر إنجازها طويلاً والتي تشتمل على إطلاق سراح المسجونين السياسيين وإفساح مجال أكبر لحرية التعبير وتشجيع نشوء مجتمع مدني ناشط وخلق مناخ ملائم لنظام متناسق ليتيح استثمار رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية في البلاد بدون أن تسقط ضحية الشهوات المالية المفرطة لزمرة من سماسرة السلطة المحليين. "

وفي مقال اخر في الـ " ديلي ستار " بعنوان " سوريا قد تغلق بابها العربي " يرى الكاتب مايكل يونغ ان سورية اختارت مرة ثانية اعتناق سياسة النعامة عن طريق دفن الرأس في الرمل وعدم الأخذ بالحسبان العالم من حولها. ويضيف بان " النظام السوري " يرى في في وجود الجيش السوري في لبنان بمثابة أمر لا بد منه. " الخروج من لبنان خروج من السلطة ".
ويعتقد الكاتب بان إدارة بوش قد استبعدت خيار تغيير النظام في سوريا، ويدعو الولايات المتحدة الى تطبيق " نصيحة السوريين في عام 2002 لواشنطن عندما نصحوها كيف تعمل ضد نظام صدام" حيث تتضمن هذه النصيحة " أن تعمل تحت غطاء الأمم المتحدة حيث تقوم بإعداد إجماع دولي، واستخدام الدبلوماسية والطرق السلمية الأخرى، " ويرى يونغ ان هذه " الاستراتيجية قد تفتح الباب أمام عقوبات اقتصادية قاسية، إضافة إلى الضغط العسكري على طول الحدود العراقية أو في لبنان، باعتبار أن سوريا لا تملك الكثير من الوسائل لمواجهة هذا الضغط."

هآرتز نشرت مقالا بعنوان " مشاهد مفرحة من بيروت " ، حيث عدت سقوط الحكومة اللبنانية " بعد المظاهرات الاحتجاجية العارمة ضد الاحتلال السوري كان مفاجأة مفرحة" .
وتعيدنا الصحيفة الى عام الـ 1976 تاريخ دخول القوات السورية إلى لبنان حيث تؤكد الصحيفة ان إسحاق رابين الذي كان رئيس الوزراء " اعتبر هذه الخطوة تطوراً يصب في مصلحة إسرائيل لأنه قاد إلى تقسيم الجيش السوري بين لبنان وبين مرتفعات الجولان. " وتشير الصحيفة ، ان اسرائيل اعتبرت الوجود السوري على أنه " عامل استقرار قادر على كبح الجماعات المتطرفة مثل حزب الله وجماعات الرفض الفلسطينية " وتضيف بان " عملية السلام التي عرضت على سوريا عرضت بشكل صفقة تسمح من خلالها لدمشق باستمرار سيطرتها على لبنان مقابل درجة معينة من المرونة في الترتيبات الحدودية والأمنية في الجولان."
وتعتبر الصحيفة بان المعادلة قد تغيرت الان " تغيرت بسبب رفض سوريا الاعتراف بالتغيرات التي حصلت في المنطقة بعد هجمات 11 أيلول 2001 والغزو الأمريكي للعراق".
وتشير ان سورية من خلال اتباعها سلسلة من السياسات الخاطئة دفعت الى " التوصل إلى اتفاق حاسم وفريد من نوعه بين طرفي الأطلسي، وكانت النتيجة قرار مجلس الأمن رقم 1559 الذي يدعو سوريا للانسحاب من لبنان." وجاء " اغتيال الرئيس اللبناني رفيق الحريري الشهر الماضي لكي يزيد تصعيد الأمور."
وترى الصحيفة انه يجب " على إسرائيل الآن انتظار التغييرات المرتقبة في الدول المجاورة لها. إن لإسرائيل مصلحة كبيرة في رؤية تحول ديمقراطي وحكومات مفتوحة في سوريا ولبنان، لكن يجب عليها أن تتجنب أي تدخل في الشؤون الداخلية للبلدين. "
وتؤيد الصحيفة عدم استجابة اسرائيل للدعوات السورية للسلام ، حيث ترى بان إسرائيل ليست بحاجة لإنقاذ النظام السوري " في هذه الأوقات العصيبة".
وتختم بإقرارها بان مرتفعات الجولان سوف تبقى وديعة بالنسبة لأي اتفاقية سلام مستقبلية " حيث ترى ان هذه الاتفاقية سوف تحدد الحدود النهائية بين إسرائيل وسوريا وسيتمتع البلدان بعلاقات طبيعية."


سيمون تيسديل في الغارديان يعرض وجهة نظر المحللة السياسية ريم علاف من المعهد الملكي للعلاقات الدولية التي قالت بأنه " من الغباء الاستخفاف بهذا القائد السوري على الرغم من جميع حساباته الخاطئة" .
و قالت السيدة علاف بحسب الصحيفة "هناك اعتقادات تقول بأن هذا القائد ما يزال يحارب الحرس القديم. ولكن ما قام به الاسبوع الماضي من ازاحة لرئيس الاستخبارات العسكرية وتنصيبه لصهره في هذا المركز يشير الى أنه يمتلك سيطرة تامة. وأنا أعتقد بأنه يدرك جيداً كل ما يحدث".
وتضيف بأنه من الخطأ أيضاً أن نعتقد بأن الأسد لم يعد يمتلك اوراقاً يلعبها في لبنان أو في مكان أخر وهي تقول" ان انعزال سوريا هو نهاية اللعبة بالنسبة لكل من الولايات المتحدة واسرائيل. فكلما كانت هناك فرصة مواتية لحشر سوريا في مأزق قاموا بانتهازها. ولكنني لا أعتقد بأن الولايات المتحدة ستحاول فرض تغيير النظام".
وترى علاف بان تحت حديث "ثورة الارز" المنعش يقبع الخوف اللبناني القديم من عودة الحرب الأهلية، خاصة اذا ترك الرحيل المتسرع للقوات السورية فراغاً تملئه المليشيا المنافسة.
وترى المحللة السياسية بان هناك مجموعة من العوامل تمنح الرئيس الأسد فرصة للعب لفترة من الوقت. وعلى الرغم من موافقته على انسحاب القوات المسلحة"

وتشير الكاتبة الى استمرار وجود المصلحة للولايات المتحدة في العمل مع النظام السوري حيث ترى ان الولايات المتحدة " تعلم جيداً بأن اظهار سوريا عدائها علانية قد يجعل الأمور أسوأ بالنسبة لقواتها المحتلة. ان هذا التوازن بين الطرفين انعكس في قرار الولايات المتحدة في حذف اسم سوريا من قوائم الدول المارقة ومن قائمة "الحكومات الاستبدادية التي يجب الاطاحة بها" ومن "محور الشر ". تضيف الصحيفة.
وتختم علاف بان الاسد يبدو بعيد تماماً عن الخروج من اللعبة ومن " المحتمل تماماً أن يكون بشار الأسد ما يزال في دمشق عندما يغادر جورج بوش البيت الأبيض وأن يلوح له مودعاً".

ترجمة : ناديا عطار ، هدى شبطا ، أكرم عطار
سيريا-نيوز