Fares
14/02/2004, 13:11
على أنغام الموسيقى الرائعة، وتحت الألعاب النارية البهية، أعلن افتتح الحفل.. ودعا رئيس الحفل جميع المشاركين أن يعبروا عن حبهم بكل بساطة وعفوية... إنه: (عيد الحب)...
وبينما الناس يرقصون فرحين بهذه المناسبة السعيدة، وقف وحده هناك، بعيداً عن الجموع الصاخبة.. كان رجلاً بدت عليه علائم الشيخوخة، بلحيته البيضاء الخفيفة، وتجاعيد وجهه، ولكن بابتسامةٍ وديعةٍ تدل على بساطته وطيبته...
كان يقف بعيداً لأن منظمو الحفلة منعوه من الدخول، فلكي يدخل كان لزاماً عليه اصطحاب شريكة معه، أيّ شريكة، فلا مكان لرجل وحيد وسط هذا الجمع من المحبين والعاشقين...
غمغم في نفسه وهو يبتعد قائلاً:
" وهل أصبح التعبير عن الحب مشروطاً إلى هذا الحد؟؟!" .
تابع طريقه في الأزقة الضيقة، فصادف امرأةً تجر عربةً بيدها، وفي اليد الأخرى تمسك طفلها.. اقترب منها بحذر وقال:
" هل تسمحين يا سيدتي أن أشارككم بهجة هذا العيد؟؟ أنا غريب، وأشعر بالوحدة هنا....
قاطعته المرأة قائلة:
" طبعاً لا تستطيع!! فاليوم هو عيد الحب، وأنا قررت تكريس يومي بكامله لأطفالي.. أريد أن أشعرهم بمعنى الحب الحقيقي.." .
وتابعت طريقها دون أن تسمع رده...
تلفت حوله، وجد نفسه وحيداً مرة أخرى. وزاد من وحدته برودة الطقس التي لا تطاق..وفجأة، وجد شاباً يمسك بيد حبيبته، كانا يبدوان بغاية الانسجام، وهذا ما دفعه للاقتراب، حيث ظن أنهما يفهمان المعنى العميق للحب وأبعاده السامية.. ولكنه ما إن اقترب قليلاً حتى سمع الشاب يقول لفتاته:
" ها هو متسول آخر.. هيا بنا نرحل من هنا قبل أن يقترب أكثر ويفسد علينا هذا الجو الرائع!!" .
وأضاف بعد أن طبع قبلةً على خدها:
" سنذهب إلى منزلي، وهناك سأعبر لك عن مدى عشقي وهيامي.." .
وهكذا، لم تكن الحال بالنسبة لشيخنا المسكين أفضل من سابقاتها.. استمر بالبحث عن شخص يشاركه الحديث، ولكن دون جدوى.. فالجميع مشغولون ب(عيد الحب). استمر بمحاولاته البائسة إلى أن أحس أن قدماه ما عادتا قادرتين على حمله. جلس على الرصيف والبرد ينهش عظامه... نام نوماً عميقاً..
وعندما وجدوا جثته ملقاة على الأرض في صباح اليوم التالي، حاول المفتش أن يجد أي شيء يدل على شخصية أو اسم صاحبها، ولكنه لم يجد في جيب سترته المهترئة إلا مغلفاً أبيض، فتحه بعناية وقرأ فيه:
" لقد سمعت كثيراً عن التشويه الذي لحق باسمي وبعيدي.. ولكني لم أصدق هذا.. فأنا أعرف أن الله قد زرع في قلب كل إنسان بذرة أسماها الحب!! وأنا واثق أنّ هذه البذرة لم ولن تموت مهما قسا عليها الزمن.. لهذا فأنا هنا لأثبت لنفسي قبل الآخرين صدق رسالتي ومعناها..
التوقيع: القديس فالنتينو"
وبينما الناس يرقصون فرحين بهذه المناسبة السعيدة، وقف وحده هناك، بعيداً عن الجموع الصاخبة.. كان رجلاً بدت عليه علائم الشيخوخة، بلحيته البيضاء الخفيفة، وتجاعيد وجهه، ولكن بابتسامةٍ وديعةٍ تدل على بساطته وطيبته...
كان يقف بعيداً لأن منظمو الحفلة منعوه من الدخول، فلكي يدخل كان لزاماً عليه اصطحاب شريكة معه، أيّ شريكة، فلا مكان لرجل وحيد وسط هذا الجمع من المحبين والعاشقين...
غمغم في نفسه وهو يبتعد قائلاً:
" وهل أصبح التعبير عن الحب مشروطاً إلى هذا الحد؟؟!" .
تابع طريقه في الأزقة الضيقة، فصادف امرأةً تجر عربةً بيدها، وفي اليد الأخرى تمسك طفلها.. اقترب منها بحذر وقال:
" هل تسمحين يا سيدتي أن أشارككم بهجة هذا العيد؟؟ أنا غريب، وأشعر بالوحدة هنا....
قاطعته المرأة قائلة:
" طبعاً لا تستطيع!! فاليوم هو عيد الحب، وأنا قررت تكريس يومي بكامله لأطفالي.. أريد أن أشعرهم بمعنى الحب الحقيقي.." .
وتابعت طريقها دون أن تسمع رده...
تلفت حوله، وجد نفسه وحيداً مرة أخرى. وزاد من وحدته برودة الطقس التي لا تطاق..وفجأة، وجد شاباً يمسك بيد حبيبته، كانا يبدوان بغاية الانسجام، وهذا ما دفعه للاقتراب، حيث ظن أنهما يفهمان المعنى العميق للحب وأبعاده السامية.. ولكنه ما إن اقترب قليلاً حتى سمع الشاب يقول لفتاته:
" ها هو متسول آخر.. هيا بنا نرحل من هنا قبل أن يقترب أكثر ويفسد علينا هذا الجو الرائع!!" .
وأضاف بعد أن طبع قبلةً على خدها:
" سنذهب إلى منزلي، وهناك سأعبر لك عن مدى عشقي وهيامي.." .
وهكذا، لم تكن الحال بالنسبة لشيخنا المسكين أفضل من سابقاتها.. استمر بالبحث عن شخص يشاركه الحديث، ولكن دون جدوى.. فالجميع مشغولون ب(عيد الحب). استمر بمحاولاته البائسة إلى أن أحس أن قدماه ما عادتا قادرتين على حمله. جلس على الرصيف والبرد ينهش عظامه... نام نوماً عميقاً..
وعندما وجدوا جثته ملقاة على الأرض في صباح اليوم التالي، حاول المفتش أن يجد أي شيء يدل على شخصية أو اسم صاحبها، ولكنه لم يجد في جيب سترته المهترئة إلا مغلفاً أبيض، فتحه بعناية وقرأ فيه:
" لقد سمعت كثيراً عن التشويه الذي لحق باسمي وبعيدي.. ولكني لم أصدق هذا.. فأنا أعرف أن الله قد زرع في قلب كل إنسان بذرة أسماها الحب!! وأنا واثق أنّ هذه البذرة لم ولن تموت مهما قسا عليها الزمن.. لهذا فأنا هنا لأثبت لنفسي قبل الآخرين صدق رسالتي ومعناها..
التوقيع: القديس فالنتينو"