mhmary
10/03/2005, 05:42
أذكر أنه عندما كنت صغيرا تعودت الذهاب ألى الفرن القريب من بيتنا كل صباح يوم جمعة لجلب الخبز الساخن وهو فرن قديم يدوي وليس ألي, وهناك وكما جرت العادة يجب أن تقف وتنتظر دورك ولذلك لقد مرت علي أيام انتظرت فيها اكثر من ساعة خصوصا أني كنت صغيرا وكان يجب علي أحترام المسنات في العمر وأعطائهم دوري بعد أن يسألوني عن عائلتي ويعطوني الشهادة بأنها عائلة جيدة مع عدم معرفتهم بها أحياناً. في الحقيقة كان هذا الوقت يقضي بسرعة أغلب الأحيان لأني كنت أقضيه بمشاهدت مراحل صنع الخبز وكيف يكون بالبداية صغيراً طريا قابلاً لتغير شكله بسهولة, ومن ثم كيف أن الفران الذي كان دائماً يرينا جسمه القوي عندما يبقى فقط بقميصه الداخلي بالأضافة الى سرعته و مهارته بتحويل قطع العجين ألى شرائح مدورة وتحضيرها للدخول في الفرن الكبير الضخم. كنت أحب مشاهدت هذه الأشياء والتفاصيل الصغيرة ومن أهمها كان أن الفران أعتاد أن يضع الخبز المحروق على الجانب لأنه من غير الائق رمي الخبز ومع مرور الأيام أزداد عدد الناس القادمين الى الفرن وعدم تتطور الفرن أدى ألى أزدياد عدد هذا الخبز المحروق وهنا وضع الفران هذا الخبز على طاولة في الخارج ليأكله المتسولون من غير مقابل وبعد فترة خلق شيء جديد بالفرن اسمه النصف محروق وهو يباع بنصف السعر وقد أحبه الناس ولكن ليس لطعمته الجيدة وأنما فقط لأنه رخيص ومن السهل جلبه وبكل بساطة لقد كذبو على أنفسهم وقالو أن هذا الخبز جيد ومن ثم تأقلمو معه وأنخرطو فيه.......... .
عندما كبرت و قدمت ألى (هنا) رأيت كثيراً من الناس المتأقلمة على نمط حياتها في الواقع هذه التسمية أنا ابتكرتها لأنه على حسب قولهم أنهم سعيدون بحياتهم وهم يعيشون حياة هادئة من دون مشاكل ولكن هذا لم يجعلني مقتنعاً هم ببساطة أختارو الخبز النصف محروق لسهولة جلبه ولكن هذه قمة الخطأ لقد قدمو ألى هنا وعملو في أتفه الأعمال حتى استطاعو تحويل هذا الرغيف ألى نصف محروق بمتلاك بيت وسيارة وعائلة وحياة خالية من كل المظاهر التي تميز الأنسان عن بيقة الكائنات وعن الأنسان الحجري القديم الذي كل ما كان لديه هو العمل من أجل البقاء ومن ثم التأقلم على هذا النوع من العمل فقط للأستمرار في هذه الحياة . ولكن هنا في هذه الغابة وقد اسميتها غابة لأن شريعة الغاب تحكمها سوف تلقى ابشع مظاهر تخلي الأنسان عن أنسانيته وهذا لا يتمثل فقط بحب الذات وأنعدام الأخلاق وأنما يتمثل بنعدام كل أنواع الحياة المميزة التي تعطي الأنسان سعادته في هذه الحياة.
هنا تأتي قمة التحدي اما التأقلم مع هذا الرغيف المحروق أم مواجهة التحدي الكبير بالخروج منتصراً حائزاً على الرغيف الجيد في هذه الغابة والعيش كأنسان حقيقي بكل معنى الكلمة وليس كاذباً على نفسي بحياة خالية من أسمى معاني الأنسانية..........
عندما كبرت و قدمت ألى (هنا) رأيت كثيراً من الناس المتأقلمة على نمط حياتها في الواقع هذه التسمية أنا ابتكرتها لأنه على حسب قولهم أنهم سعيدون بحياتهم وهم يعيشون حياة هادئة من دون مشاكل ولكن هذا لم يجعلني مقتنعاً هم ببساطة أختارو الخبز النصف محروق لسهولة جلبه ولكن هذه قمة الخطأ لقد قدمو ألى هنا وعملو في أتفه الأعمال حتى استطاعو تحويل هذا الرغيف ألى نصف محروق بمتلاك بيت وسيارة وعائلة وحياة خالية من كل المظاهر التي تميز الأنسان عن بيقة الكائنات وعن الأنسان الحجري القديم الذي كل ما كان لديه هو العمل من أجل البقاء ومن ثم التأقلم على هذا النوع من العمل فقط للأستمرار في هذه الحياة . ولكن هنا في هذه الغابة وقد اسميتها غابة لأن شريعة الغاب تحكمها سوف تلقى ابشع مظاهر تخلي الأنسان عن أنسانيته وهذا لا يتمثل فقط بحب الذات وأنعدام الأخلاق وأنما يتمثل بنعدام كل أنواع الحياة المميزة التي تعطي الأنسان سعادته في هذه الحياة.
هنا تأتي قمة التحدي اما التأقلم مع هذا الرغيف المحروق أم مواجهة التحدي الكبير بالخروج منتصراً حائزاً على الرغيف الجيد في هذه الغابة والعيش كأنسان حقيقي بكل معنى الكلمة وليس كاذباً على نفسي بحياة خالية من أسمى معاني الأنسانية..........