sajad
05/05/2006, 16:43
المنافقون ـ شعر ـ
مذ زمن سحيق
جيش المنافقون جيوشهم
لمحاربة الحقيقة
فانكسروا وهزموا
ولم تبق غير ثكناتهم
اثارآ تعبث بها ريح الصحراء.
مذ أزمنة سحيقة
وقف المنافقون يلهجون
بالمنطق والمعرفة الزائفة
يلاسنون الأنبياء وفقراء التاريخ
فإندثروا وإندثرت كتبهم
بعد أن أكل وشبع العث منها.
في عصرنا
يمتلك المنافقون
إمكانات لا يستهان بها
ألسنة الكترونية وعشائر إنترنت
ربلات وعربات وحمير مثقلة بالتفاهة
كلاب مخنثة ومساحيق مستعارة
من كرخانات يديرها سماسرة الحرف المرائي
أجهزة مرعبة وغاشمة للتفكيك والتركيب والرجم بالكلمات
أجهزة دموية وأخرى للتنميق والتبريق والتزويق
يبدو الأمر مرعبآ لوهلة
يبدو وكأن الحقيقة قد رضخت
فلبست حجابآ وأنزوت خلف القضبان
يبدو الأمر هكذا
هكذا يبدو الأمر لوهلة
أما الحقيقة فهي ليست كذلك أبدآ
الحقيقة الباردة الصلبة المبتسمة بغموض
التي تنظر إلينا بعينين جامدتين.
كم حاولت أن أسالم المنافقين
أتجنب خبثهم وطعنات خناجرهم الورقية
أحيانآ حين ألتقيهم أصافحهم
نتعانق ونقبل بعضآ بطريقة عراقية صميمة
بل ، وغالبآ ما أوحي لهم
بأني أنا نفسي غدوت واحدآ منهم
منافقآ صرت مثلهم
ثم نحتسي شاي النفاق
وندخن مقهقهين كاخوة كذب وزيف
مع كل ذلك لم أسلم من طعنات
خناجرهم الورقية في ظهري
ورقية ، نعم ، لكنها مؤلمة أحيانآ
بل وتنضح بالحقد.
يشبه المنافقون
رجال الأمن والمخابرات
لكنهم بلا دوائر أو أضابير
ولا يكتبون تقاريرآ ولا يمتلكون أقلامآ
المنافقون يحفظون كل شئ عن ظهر قلب
هم أشد منهم قسوة
ولكن بلا أدوات تعذيب أو سياط
رجال الأمن والمخابرات همج أو أغبياء
أما المنافقون فيتألقون بالذكاء والفطنة
دبلوماسيون ومنظرون وألسنتهم معسولة
بل لهم القدرة على قلب الحمل كلبآ
يعوي على القمر.
في ليلة اسنة ، قلقة
حسر فيها رأس القمر
مليئة بنقيق الضفادع وطنين الذباب
حضرت حفلآ صاخبآ للمنافقين
أقاموه على شرف أنطونيو
ولم يك أنطونيو المزعوم
غير شايلوك المسكين
ونهق ناهق في الحفل قائلآ
ـ أنظروا الى صدر الفارس أنطونيو
ماذا فعل به سكين شايلوك!
كان الحابل يختلط بالنابل وقلت
ـ كم من الجرائم ترتكب بإسمك ياوليم شكسبير!
هكذا قلت ...
فأنا أكاد أعرف
كل العجائب الدنيئة
لهؤلاء الأوغاد.
مع ذلك ينبغي الحذر دائمآ
دائمآ ينبغي الحذر
يااخوتي السذج
فقد يستيقظ أحدنا ذات صباح
راكبآ ظهر حمار النفاق
في عرض صحراء البكاء
وبعد فوات الأوان.
كما الله
الباطن والظاهر
قريب لنا مثل حبل الوريد
كذاك النفاق
النفاق البرئ الجميل
النفاق المسالم
مثل سم مخدر
يتسرب إلينا ببطء
الى دمنا
الى شراييننا
فلنكن حذرين
يااخوتي في السذاجة
مذ زمن سحيق
جيش المنافقون جيوشهم
لمحاربة الحقيقة
فانكسروا وهزموا
ولم تبق غير ثكناتهم
اثارآ تعبث بها ريح الصحراء.
مذ أزمنة سحيقة
وقف المنافقون يلهجون
بالمنطق والمعرفة الزائفة
يلاسنون الأنبياء وفقراء التاريخ
فإندثروا وإندثرت كتبهم
بعد أن أكل وشبع العث منها.
في عصرنا
يمتلك المنافقون
إمكانات لا يستهان بها
ألسنة الكترونية وعشائر إنترنت
ربلات وعربات وحمير مثقلة بالتفاهة
كلاب مخنثة ومساحيق مستعارة
من كرخانات يديرها سماسرة الحرف المرائي
أجهزة مرعبة وغاشمة للتفكيك والتركيب والرجم بالكلمات
أجهزة دموية وأخرى للتنميق والتبريق والتزويق
يبدو الأمر مرعبآ لوهلة
يبدو وكأن الحقيقة قد رضخت
فلبست حجابآ وأنزوت خلف القضبان
يبدو الأمر هكذا
هكذا يبدو الأمر لوهلة
أما الحقيقة فهي ليست كذلك أبدآ
الحقيقة الباردة الصلبة المبتسمة بغموض
التي تنظر إلينا بعينين جامدتين.
كم حاولت أن أسالم المنافقين
أتجنب خبثهم وطعنات خناجرهم الورقية
أحيانآ حين ألتقيهم أصافحهم
نتعانق ونقبل بعضآ بطريقة عراقية صميمة
بل ، وغالبآ ما أوحي لهم
بأني أنا نفسي غدوت واحدآ منهم
منافقآ صرت مثلهم
ثم نحتسي شاي النفاق
وندخن مقهقهين كاخوة كذب وزيف
مع كل ذلك لم أسلم من طعنات
خناجرهم الورقية في ظهري
ورقية ، نعم ، لكنها مؤلمة أحيانآ
بل وتنضح بالحقد.
يشبه المنافقون
رجال الأمن والمخابرات
لكنهم بلا دوائر أو أضابير
ولا يكتبون تقاريرآ ولا يمتلكون أقلامآ
المنافقون يحفظون كل شئ عن ظهر قلب
هم أشد منهم قسوة
ولكن بلا أدوات تعذيب أو سياط
رجال الأمن والمخابرات همج أو أغبياء
أما المنافقون فيتألقون بالذكاء والفطنة
دبلوماسيون ومنظرون وألسنتهم معسولة
بل لهم القدرة على قلب الحمل كلبآ
يعوي على القمر.
في ليلة اسنة ، قلقة
حسر فيها رأس القمر
مليئة بنقيق الضفادع وطنين الذباب
حضرت حفلآ صاخبآ للمنافقين
أقاموه على شرف أنطونيو
ولم يك أنطونيو المزعوم
غير شايلوك المسكين
ونهق ناهق في الحفل قائلآ
ـ أنظروا الى صدر الفارس أنطونيو
ماذا فعل به سكين شايلوك!
كان الحابل يختلط بالنابل وقلت
ـ كم من الجرائم ترتكب بإسمك ياوليم شكسبير!
هكذا قلت ...
فأنا أكاد أعرف
كل العجائب الدنيئة
لهؤلاء الأوغاد.
مع ذلك ينبغي الحذر دائمآ
دائمآ ينبغي الحذر
يااخوتي السذج
فقد يستيقظ أحدنا ذات صباح
راكبآ ظهر حمار النفاق
في عرض صحراء البكاء
وبعد فوات الأوان.
كما الله
الباطن والظاهر
قريب لنا مثل حبل الوريد
كذاك النفاق
النفاق البرئ الجميل
النفاق المسالم
مثل سم مخدر
يتسرب إلينا ببطء
الى دمنا
الى شراييننا
فلنكن حذرين
يااخوتي في السذاجة