ماهنئتُ العيش بعدكم!! لكم في القلب ذكراً مافتئ يكبر
كم كانت الليالي ظلماء بعدكُمُ وكم للآهِ باتت تعتصر
ما لوحشة الأمسِ من معتملٍ بات الفؤاد منها يتجمر
عاتبتني حروف الليالي من بعدنا أيها العاشق تسامر؟
أما كنّا للصحبةِ خلاّنِ ! كيف ياصاح تقسو وتهجر ؟
أما زرعنا لك الحناجر تغريدأ وبوح الحب منك يستتر
؟؟؟؟؟؟؟
رفقاً أيتها الحروف ماكنت راغب الهجر وعليه لا أقتدر
وتلكم الفيافي صبرت على الآهات في زمنٍ لا يصطبر
زرعت ورودي رياحيناً فأينع شذاها لقلبٍ به يستأثر
قلبٌ... مافارقه ذكرُ الحبيب وشذى ريحانه العطر
عافت الروح هنيئ الليالي بعدكم ، كم ياليلٌ مكفهر
أبيت والجوى تطويني طي خمارٍ دامسٍ يتقهقر
عددتُ ليالي البعد وكم تثاقلت ولصبح الالق تنتظر
وبالحرف عزاءٌ عن نائبةٍ وهمٍ وحزنٍ كان يتأمر
أتي حاملاً بيض القراطيس ناهلاً من أمسٍ يفترُّ
من عناءِ الليالي لنازعةٍ أمست بيدِ القدرِ تأمر
قرطاسي ....يراعي.. ودادكم لعمري ما يندثرُ
أخذتم من صبابتي رغم التيه والنوى المنهمر
وجعلتم خلجة الفؤادِ للغادي والداني أبصرُ
وعلى الأسى رسمتُ لوحتي حزناً دام يتكررُ
ما للقدر إن لم يوفي حقي بدوامةٍ جعلها تستعر
كأنما قلبٌ ولِد على أيائك الحزنِ ومنه يشرد
حيلتي وقد أناختها نوبٌ وبعدٌ وللوداد تفتقر
آهٍ دام لقلبي صوغها، تستطلي منها الروح وتُبترُ
لأحتسي الجرح بقلمٍ دأب أن لا يستكين ويُقهرُ
فمن مداده ريُّ الأوردة العطشى لتفوح وتزهرُ
سر ياقلمي واكتب على خاصرة الزمن كيف تسير
ستبقى منارتي وزهوتي ولقلبي الظامئ أملاً تنير
وسيبقى حبها خافقاً مهما اعتلّت الليالي ومهما يصير
وسأبقى للعهدِ وفياً، تالله ما أخون عهداً وأكن له جدير
هكذا شاءت الأيام أن أكتب حرفي بأنينٍ والشوق سفير
لمن ملكت الزمان والمكان هي الشمس والقمر المنير
فكوني أنتِ كما كنتِ أنتِ ولتعلمي أن لن يك لك أبد نظير
واحكي للعاشقين قصتنا ، كم توشحها حزن ليلٍ يتذمر
في الأرض حبٌ نبت وأينع له في السماء حرف مستنير
ميمو