محمد العراقي_فارس الحب_
02/05/2006, 19:27
انتقام فتاة
لم أكن أعرف حقيقة زوجي إلا ليلة زفافي إليه .. فبعد أن انسحب المدعوون وتوقف قرع الطبول .. وجدتني أمامه وجهاً لوجه في حجرة واحدة طرقت برأسي في حياء لم أنظر أبداً تجاهه .. ولم أفتح فمي بكلمة واحدة .. هو الرجل ويجب أن يبدأ هو .. طال انتظاري دون جدوى .. تمر الدقائق بطيئة مملة .. لا صوت .. ولا حركة .. ازداد خوفي وقلقي .. تحول الحياء إلى رعب شديد .. لم لا يتكلم هذا الرجل ترى هل هو خجول لهذه الدرجة .. أم أنني لم أعجبه .. ؟
صرخة قوية دوت في أعماقي .. لا .. بالتأكيد أنا أعجبه .. فأنا جميلة .. بل باهرة الجمال .. وهذه ليست المرة الأولى التي يراني فيها فقد رآني أثناء الخطبة مرة واحدة . قرأت آية "الكرسي" في سري وأنا أحاول طرد الشيطان .. ولكنه أيضاً لم يتكلم .. هل هو أبكم لا ينطق ؟ .. كلا فقد أكد لي أبي بأنه يتكلم بطلاقة لا نظير لها .. أخي حكى لي كيف أن حديثه حلو وحكاياته كثيرة .. إذاً ما به ؟ رفعت رأسي بذعر لتصطدم عيناي به .. أخفضت عيناي بسرعة ولكنه لا ينظر إلي ..
أنا متأكدة من ذلك .. في نظرتي السريعة إليه أدركت هذا .. رفعت نظراتي إليه ببطء
إنه لا يشعر حتى بوجودي .. فقط ينظر إلى السقف بقلق تحرك فجأة ولكنني لم أستطع أن أبعد نظرات الدهشة عنه .. لم ينظر إلي كما تبادر إلى ذهني .. فقط نظر إلى الساعة
تحولت دهشتي إلى نوع من الحزن.. قطرات من الدموع انسابت من عيني
اقترب مني ببطء .. وقف إلى جواري قائلاً بصوت غريب أسمعه لأول مرة :
لماذا تبكين ؟
هززت كتفي بيأس ودموعي لا تزال تنهال بغزارة على وجهي
عاد لي الصوت الغريب مرة أخرى قائلاً .
اسمعي يا ابنة عبد الله بن راشد .. أنت طالق ..
توقفت دموعي فجأة وأنا أنظر إليه من شدة الذهول .. هل هو يهزل .. يمثل .. يسخر ..
أين الحقيقة.. هل أنا أحلم .. أم أنه كابوس مرعب
أفقت في اليوم التالي على بيت أبي .. وأنا مطلقة .. وأمي تبكي.. وأبي يصرخ:
لقد انتقم مني الجبان .. لن أغفرها له .. لن أغفرها له .. وقتها فقط عرفت الحقيقة .عرفت بأنني مجرد لعبة للانتقام بين شريكين .. أحدهما وهو أبي قرر أن يزوجني لابن شريكه لكي يطفي غضبه الذي سببته له خلافاتهما التجارية .. والآخر قرر أن ينتقم من أبي في شخصي .. ولكن ما ذنبي أنا في هذا كله .. لماذا يضيع مستقبلي
لم أبك .. ولم أذرف دمعة واحدة .. واجهت أبي بكل كبرياء .. وأنا أقول له :
أبي .. لا تندم .. لست أنا من تتحطم ..
نظر أبي لي بدهشة.. وإمارات الألم والندم تلوح في وجهه ..
أسرعت إلى حجرتي.. نظرت إلى صورتي المنعكسة في المرآة فهالني ما أراه ..
أرعبتني عيناي .. أخافتني نظرة الانتقام الرهيبة التي تطل منهما ..
أسرعت إلى الهاتف وشعلة الانتقام تدفعني.. أدرت أرقام هاتفه بأصابع قوية لا تعرف الخوف .. جاءني الصوت المميز الغريب الذي لن أنساه مدى الدهر ..
يكفي أنه الصوت الذي قتلني ليلة زفافي.. قلت له بنعومة
أنا معجبة ! لم أكن أتوقع أبداً سرعة استجابته أنهيت المكالمة بعد أن وعدته بأن أحادثه مرة أخرى وفي نفس الوقت من كل يوم .. بصقت على الهاتف وأنا أودعه كل غضبي وحقدي واحتقاري .. سأحطمه .. سأقتله كما قتلني .. كما دمر كل شيء في حياتي
استمرت مكالمتي له .. وازداد تلهفه وشوقه لرؤيتي ومعرفة من أكون .. صددته بلطف وأنا أعلن له أنني فتاة مؤدبة وخلوقة .. ولن يسمع مني غير صوتي .. سألني الزواج .. جاوبته بضحكة ساخرة بأنني لا أفكر بالزواج حالياً ..
أجابني بأسى : أنا مضطر إذن للزواج من أخرى .. فأبي يحاول إقناعي بالزواج من إبنة عمي .. ولكني لن أنساك أبداً يا من عذبتني ..! قبل أن أودعه طلبت منه صوراً للذكرى موقعة باسمه .. على أن يتركها في مكان متفق عليه لأخذها أنا بعد ذلك .. وصلتني الصور مقرونة بأجمل العبارات وأرق الكلمات وموقعة باسمه دست على الصور بقدمي بعد شهور أخبرني عن طريق الهاتف بموعد زواجه .. ثم قال: ألن تحضري حفل زواجي .. ألن أراك ولو للحظة واحدة قبل أن أتزوج .. قلت له باشمئزاز : وزوجتك أليست هي الجديرة بأن تراها ليلة زفافك ..
رد باحتقار : إنني لا أحبها .. وقد رأيتها عشرات المرات .. ولكن أنت إنك .. أنت الحب الوحيد في حياتي .. وعدته باللقاء وفي نفس ليلة زواجه !. من جهة أخرى كنت أخطط لتدميره فقد حانت اللحظة الحاسمة لأقتله كما قتلني .. لأحطمه كما حطمني.. جمعت صوره في ظرف كبير ..
وقبل دخوله على عروسه بساعة واحدة كان الظرف بين يديها .. وكانت الصور متناثرة بعضها ممزق بغل .. وصور أخرى ترقد هادئة داخل الظرف
دخل العريس على عروسه التي من المفترض بأنها هادئة ومرحة وجميلة ..
فيجد كل هذا قد تبدل .. الهدوء حل محله الغضب والراحة اتخذ مكانها الصخب .. والجمال تحول إلى وجه منفر بغيض وهي تصرخ بوجهه قائلة :
طلقني ! لم أخفي فرحتي وأنا أحادثه في نفس الليلة :
مبروك .. الطلاق . سأل بمرارة :
من ؟
قلت له بصوت تخلله الضحكات :
أنا المعجبة .. ابنة عبد الله بن راشد ..
لم أكن أعرف حقيقة زوجي إلا ليلة زفافي إليه .. فبعد أن انسحب المدعوون وتوقف قرع الطبول .. وجدتني أمامه وجهاً لوجه في حجرة واحدة طرقت برأسي في حياء لم أنظر أبداً تجاهه .. ولم أفتح فمي بكلمة واحدة .. هو الرجل ويجب أن يبدأ هو .. طال انتظاري دون جدوى .. تمر الدقائق بطيئة مملة .. لا صوت .. ولا حركة .. ازداد خوفي وقلقي .. تحول الحياء إلى رعب شديد .. لم لا يتكلم هذا الرجل ترى هل هو خجول لهذه الدرجة .. أم أنني لم أعجبه .. ؟
صرخة قوية دوت في أعماقي .. لا .. بالتأكيد أنا أعجبه .. فأنا جميلة .. بل باهرة الجمال .. وهذه ليست المرة الأولى التي يراني فيها فقد رآني أثناء الخطبة مرة واحدة . قرأت آية "الكرسي" في سري وأنا أحاول طرد الشيطان .. ولكنه أيضاً لم يتكلم .. هل هو أبكم لا ينطق ؟ .. كلا فقد أكد لي أبي بأنه يتكلم بطلاقة لا نظير لها .. أخي حكى لي كيف أن حديثه حلو وحكاياته كثيرة .. إذاً ما به ؟ رفعت رأسي بذعر لتصطدم عيناي به .. أخفضت عيناي بسرعة ولكنه لا ينظر إلي ..
أنا متأكدة من ذلك .. في نظرتي السريعة إليه أدركت هذا .. رفعت نظراتي إليه ببطء
إنه لا يشعر حتى بوجودي .. فقط ينظر إلى السقف بقلق تحرك فجأة ولكنني لم أستطع أن أبعد نظرات الدهشة عنه .. لم ينظر إلي كما تبادر إلى ذهني .. فقط نظر إلى الساعة
تحولت دهشتي إلى نوع من الحزن.. قطرات من الدموع انسابت من عيني
اقترب مني ببطء .. وقف إلى جواري قائلاً بصوت غريب أسمعه لأول مرة :
لماذا تبكين ؟
هززت كتفي بيأس ودموعي لا تزال تنهال بغزارة على وجهي
عاد لي الصوت الغريب مرة أخرى قائلاً .
اسمعي يا ابنة عبد الله بن راشد .. أنت طالق ..
توقفت دموعي فجأة وأنا أنظر إليه من شدة الذهول .. هل هو يهزل .. يمثل .. يسخر ..
أين الحقيقة.. هل أنا أحلم .. أم أنه كابوس مرعب
أفقت في اليوم التالي على بيت أبي .. وأنا مطلقة .. وأمي تبكي.. وأبي يصرخ:
لقد انتقم مني الجبان .. لن أغفرها له .. لن أغفرها له .. وقتها فقط عرفت الحقيقة .عرفت بأنني مجرد لعبة للانتقام بين شريكين .. أحدهما وهو أبي قرر أن يزوجني لابن شريكه لكي يطفي غضبه الذي سببته له خلافاتهما التجارية .. والآخر قرر أن ينتقم من أبي في شخصي .. ولكن ما ذنبي أنا في هذا كله .. لماذا يضيع مستقبلي
لم أبك .. ولم أذرف دمعة واحدة .. واجهت أبي بكل كبرياء .. وأنا أقول له :
أبي .. لا تندم .. لست أنا من تتحطم ..
نظر أبي لي بدهشة.. وإمارات الألم والندم تلوح في وجهه ..
أسرعت إلى حجرتي.. نظرت إلى صورتي المنعكسة في المرآة فهالني ما أراه ..
أرعبتني عيناي .. أخافتني نظرة الانتقام الرهيبة التي تطل منهما ..
أسرعت إلى الهاتف وشعلة الانتقام تدفعني.. أدرت أرقام هاتفه بأصابع قوية لا تعرف الخوف .. جاءني الصوت المميز الغريب الذي لن أنساه مدى الدهر ..
يكفي أنه الصوت الذي قتلني ليلة زفافي.. قلت له بنعومة
أنا معجبة ! لم أكن أتوقع أبداً سرعة استجابته أنهيت المكالمة بعد أن وعدته بأن أحادثه مرة أخرى وفي نفس الوقت من كل يوم .. بصقت على الهاتف وأنا أودعه كل غضبي وحقدي واحتقاري .. سأحطمه .. سأقتله كما قتلني .. كما دمر كل شيء في حياتي
استمرت مكالمتي له .. وازداد تلهفه وشوقه لرؤيتي ومعرفة من أكون .. صددته بلطف وأنا أعلن له أنني فتاة مؤدبة وخلوقة .. ولن يسمع مني غير صوتي .. سألني الزواج .. جاوبته بضحكة ساخرة بأنني لا أفكر بالزواج حالياً ..
أجابني بأسى : أنا مضطر إذن للزواج من أخرى .. فأبي يحاول إقناعي بالزواج من إبنة عمي .. ولكني لن أنساك أبداً يا من عذبتني ..! قبل أن أودعه طلبت منه صوراً للذكرى موقعة باسمه .. على أن يتركها في مكان متفق عليه لأخذها أنا بعد ذلك .. وصلتني الصور مقرونة بأجمل العبارات وأرق الكلمات وموقعة باسمه دست على الصور بقدمي بعد شهور أخبرني عن طريق الهاتف بموعد زواجه .. ثم قال: ألن تحضري حفل زواجي .. ألن أراك ولو للحظة واحدة قبل أن أتزوج .. قلت له باشمئزاز : وزوجتك أليست هي الجديرة بأن تراها ليلة زفافك ..
رد باحتقار : إنني لا أحبها .. وقد رأيتها عشرات المرات .. ولكن أنت إنك .. أنت الحب الوحيد في حياتي .. وعدته باللقاء وفي نفس ليلة زواجه !. من جهة أخرى كنت أخطط لتدميره فقد حانت اللحظة الحاسمة لأقتله كما قتلني .. لأحطمه كما حطمني.. جمعت صوره في ظرف كبير ..
وقبل دخوله على عروسه بساعة واحدة كان الظرف بين يديها .. وكانت الصور متناثرة بعضها ممزق بغل .. وصور أخرى ترقد هادئة داخل الظرف
دخل العريس على عروسه التي من المفترض بأنها هادئة ومرحة وجميلة ..
فيجد كل هذا قد تبدل .. الهدوء حل محله الغضب والراحة اتخذ مكانها الصخب .. والجمال تحول إلى وجه منفر بغيض وهي تصرخ بوجهه قائلة :
طلقني ! لم أخفي فرحتي وأنا أحادثه في نفس الليلة :
مبروك .. الطلاق . سأل بمرارة :
من ؟
قلت له بصوت تخلله الضحكات :
أنا المعجبة .. ابنة عبد الله بن راشد ..