hanny dagher
29/04/2006, 10:47
الحمار ... الصديق الوفي للمواطن السوري !!
وبعدما خُذل الحمار واختفى من شوارع المدن , ولم يعد السائح الأجنبي يحظى بصور تذكارية له !! انزعج الحمار كثيراً, ولم يدع مجلساً أو مناسبة إلا وتكلم عن الوفاء الذي كان قد قدمه وبسخاء منقطع النظير لصديقه الغالي ( ابن آدم ) !!
تنهّد الحمار بحرقة وانسابت دموعه على وجنتيه بغزارة , وزفر زفرة أحرقت الأخضر واليابس لما لاقاه من قلة الوفاء !!
دارت الأيام وامتدت السنون, والمواطن السوري يزداد تألقاً وبريقاً !! كيف لا ؟؟ فقد استمتع بالحضارة التي أنعم الله عليه بها !! وباع حماره لقريب له في الأرياف بثمن بخس !! وبات يركب السيارات الحديثة, ويلعن الزمان السالف وعذاباته المؤلمة مع حماره القديم !! لم يعد بحاجة لكل ما يذكّره به !!
لا ..للإسطبلات وألف لا .. للشعير !! لم يعد بحاجة ( للكرباج ) فقد أهداه لجاره الشرطي ! ووزع الشعير لبعض أصدقائه الميسورين فقد سمع من أحد مناصري البيئة, أن خلط الشعير بدقيق الخبز يريح المعدة ويساعد على منع الإمساك !!
ومرت الأيام, وفهمت الحكومة بعد شد و رخي أن المواطن السوري يبحث عن ما يساويه مع دول الجوار في الرفاهية !! فقررت وتلبية لما يريده السوري من تخفيض الرسوم الجمركية على السيارات !! فالمواطن الصالح يجب أن يتنعم ويمتطي أفخر السيارات الحديثة وبأسعار يقدر عليها !!
ضحك السوري كثيراً فلم يعد ما يفصله عن المساواة مع أشقائه العرب ومواطني الدول المتقدمة سوى اليسير !! قليلاً من الصبر وتصبح الحضارة وما حوت ملك يديه !!
وفي يوم شتوي بارد , ودون تلميح مسبق , استفاق السوري على خبر مفاده أن سعر صفيحة البنزين ارتفعت من 480 ل.س إلى 600 ل.س , تصبب عرقه وارتفعت حرارته , فالأمور لا تحتمل هذه الزيادة , تمتم بكلام غير مفهوم !! شتم ولعن !! ثم فكر !! دماغه لم يسعفه بحل سريع !! هرب من ضوضاء فكره إلى إسطبل حماره المهجور !! جلس وحيداً يفكر ويفكر .. حتى أغفت عيناه قليلاً , ما لبث إلا وصاح بأعلى صوته وكأنه في مباراة الدور الختامي مع (ارخميدس ) , وجدتها ... وجدتها ..!! هبّ مسرعاً إلى قريبه الريفي ليستعيد حماره القديم !!
اقترب من حماره ... مرر يده على عنقه .. فرك جبينه قليلاً !! فلم يكن من الحمار إلا أن نهق نهيق الرضا وكأن لسان حاله يقول : نحن في الخدمة يا صاحبي !!
منقوووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو وووووووول
وبعدما خُذل الحمار واختفى من شوارع المدن , ولم يعد السائح الأجنبي يحظى بصور تذكارية له !! انزعج الحمار كثيراً, ولم يدع مجلساً أو مناسبة إلا وتكلم عن الوفاء الذي كان قد قدمه وبسخاء منقطع النظير لصديقه الغالي ( ابن آدم ) !!
تنهّد الحمار بحرقة وانسابت دموعه على وجنتيه بغزارة , وزفر زفرة أحرقت الأخضر واليابس لما لاقاه من قلة الوفاء !!
دارت الأيام وامتدت السنون, والمواطن السوري يزداد تألقاً وبريقاً !! كيف لا ؟؟ فقد استمتع بالحضارة التي أنعم الله عليه بها !! وباع حماره لقريب له في الأرياف بثمن بخس !! وبات يركب السيارات الحديثة, ويلعن الزمان السالف وعذاباته المؤلمة مع حماره القديم !! لم يعد بحاجة لكل ما يذكّره به !!
لا ..للإسطبلات وألف لا .. للشعير !! لم يعد بحاجة ( للكرباج ) فقد أهداه لجاره الشرطي ! ووزع الشعير لبعض أصدقائه الميسورين فقد سمع من أحد مناصري البيئة, أن خلط الشعير بدقيق الخبز يريح المعدة ويساعد على منع الإمساك !!
ومرت الأيام, وفهمت الحكومة بعد شد و رخي أن المواطن السوري يبحث عن ما يساويه مع دول الجوار في الرفاهية !! فقررت وتلبية لما يريده السوري من تخفيض الرسوم الجمركية على السيارات !! فالمواطن الصالح يجب أن يتنعم ويمتطي أفخر السيارات الحديثة وبأسعار يقدر عليها !!
ضحك السوري كثيراً فلم يعد ما يفصله عن المساواة مع أشقائه العرب ومواطني الدول المتقدمة سوى اليسير !! قليلاً من الصبر وتصبح الحضارة وما حوت ملك يديه !!
وفي يوم شتوي بارد , ودون تلميح مسبق , استفاق السوري على خبر مفاده أن سعر صفيحة البنزين ارتفعت من 480 ل.س إلى 600 ل.س , تصبب عرقه وارتفعت حرارته , فالأمور لا تحتمل هذه الزيادة , تمتم بكلام غير مفهوم !! شتم ولعن !! ثم فكر !! دماغه لم يسعفه بحل سريع !! هرب من ضوضاء فكره إلى إسطبل حماره المهجور !! جلس وحيداً يفكر ويفكر .. حتى أغفت عيناه قليلاً , ما لبث إلا وصاح بأعلى صوته وكأنه في مباراة الدور الختامي مع (ارخميدس ) , وجدتها ... وجدتها ..!! هبّ مسرعاً إلى قريبه الريفي ليستعيد حماره القديم !!
اقترب من حماره ... مرر يده على عنقه .. فرك جبينه قليلاً !! فلم يكن من الحمار إلا أن نهق نهيق الرضا وكأن لسان حاله يقول : نحن في الخدمة يا صاحبي !!
منقوووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو وووووووول