طنوس
27/04/2006, 21:55
قلعة حمص
مدينة ملكية دفاعية مصغرة
أو مايبدوللقادم نحو مدينة حمص السورية ذلك التل الجاثم في مدخلها بجلال وروعة متسامقاً يشد الناظر رغم كل صروح الحضارة العمرانية الحديثة التي ارتفعت بجواره وماذالك التل سوى قلعة حمص التي تعتبر من أهم المعالم الأثرية والتالايخية في المدينة بلا ريب.
تقع قلعة حمص في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة. .. وقد شيدت فوق تل يرتفع عن البحر 533 متراً، ويرجح أن اسفل التل صبيعي صخري وأعلاه صناعي، وهو على شكل مخروط ناقص، محيطه في الأسفل نحو 900 متر وارتفاعه عن سطح الأرض المحيطة به ثلاثون متراً، وسفحه الشمالي الملاصق للمدينة شديد الانحدار يكاد يكون عامودياً، وقد تبدو القلعة على غرار القلاع الأيوبية والمملوكية المبنية الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، والتي تعتبر قلعة حلب أفضل نماذجها المتبقية، تعلو منحدرها الذي يحيط به الخندق ابراج مربعة، وكأنها مدينة ملكية، ما زال احدها في الشمال الشرقي متكاملاً في مظهره الخارجي.
يعتقد الكثير من المؤرخين وعلماء الانثربولوجيا أن أقدم موقع نشأ فيه السكن في حمص هو تل حمص (( مكان القلعة الحالي )) وأثبتت الدراسات التي أجريت على اللقى الفخارية السطحية المكتشفة في الطبقات الدنيا من التل، أن الموقع كان مأهولاً في النصف الثاني من الألف الثالثة قبل الميلاد، والتل الحاي التي تتوضع القلعة عليه يفترض أنه يدفن ضمن طبقاته حمص القديمة قبل توسعها خارج حدود التل ابان العصر الروماني، وأن الخندق المحيط بالتل كان ضمن النظام الدفاعي للمدينة لأنها كانت تتعرض لغزوات البداوة والرعاة. ومع غزو الرومان لمدينة حمص ووصول (( جوليا دمنة ))ابنة كاهن معبد الشمس إلى عرش الامبراطورية الرومانية اتسعت حمص من سور دائري حول التل إلى مدينة لها شكل المستطيل (( 1400 – 999 )) ق.م وخضعت للمخطط الكلاسيكي للمدن الهلنستينية الرومانية، وفي الفترة الممتدة من نزول السكن من التل وحتى انتشار المسيحية اخذ تل حمص ينفرد بكونه مكان عبادة مقدس في شكل (( اكروبول )) للمدينة الجديدة (( المركز الاداري والديني للمدن القديمة )) فقد ضم معبداً لإله الشمس الاسطوري الذي دعاه الحمصيون (( ايلاغابال )).
وقد تأكد قيام المعبد على التل عندما عثر على حجر من الصخر الكلسي القاسي ارتفاعه 57سم وضلع قاعدته 30سم وقد نقش في وسطه بالخط اليوناني القديم مايلي (( تقدمة من مايدولس بن غولاسيس )) أي إله الشمس ((ايلاغابال))هذا المذبح مشكوراً ، ولكن بعد انتشار المسيحية والقضاء على الوثنية بدأ التل يتحول وخاصة في العصر البيزنطي إلى قلعة عسكرية.
مدينة ملكية
تبدو قلعة حمص من الداخل وكأنها مدينة ملكية مصغرة فيها دور السكن والمسنودعات والمسجد وكل مايلزم الاقامة والدفاع للحاكم وحاشيته وحامية للقاعة، وتدل الكتابات المنقوشة على البرج الشمالي أن من بناها هوأسد الدين شيركوه، وثمة نص منقوش على حجريقول (( أمر بعمارته شيركوه بن محمد في سنة أربع وتسعين وخمسمئة )) ويبدو أن شيركوه هو اكثر من حصن القلعة واهتم بها بسبب طول مدة حكمه التي امتدت إلى 45 عاماً، ويقول ابن نظيف الحموي صاحب كتاب (( التاريخ المنصوري )) عند الكلام عن أحداث سنة 624 للهجرة، وفيها شرع السلطان الملك المجاهد صاحب حمص في حفر خندق القلعة وتوسيعه وحصانته، لأنه من الثغور الاسلامية المندوب إلى حصانتها وقد كانت قلعة حمص أيضاً قبل ذلك مترجلة صغيرة فعلاها وكبرها وحصنها ))
وقد اشتهر مسجد القلعة الذي دعي أيضاً مسجد السلطان باحتوائه على نسخة من المصحف لبعثملني الذي أرسله عثمان بن عفان إلى حمص وظل هذا المصحف محفوظاً في جامع القلعة حتى خاف الناس عليه من الفقدان فنقلوه إلى جامع خالد بن الوليد وبقي فيه ردحاً من الزمن إلى أن استولى عليه جمال باشا السفاح ونقله إلأى القسطنطينية.
القلعة والصومعة
في فترة العثمانيين تضاءل دور القلاع زنظراً لاكتشاف الاسلحة النارية وخاصة المدفعية التي اعتمدها العثمانيون، ولكن قلعة حمص ظلت مركزاً استراتيجياً لترييض مدافع الحامية، وفي فترة شق المدخل الحالي للقلعة من الغرب وذلك لسحب المدافع إلأيها، واذاقت مدافع القلعة الحملة المصرية بقيادة إبراهيم باشا الويلات فقر فور دخوله حمص تخريب منشأت القلعة وأمر بأن تنزع الطبقة البازلتية من على سطوحها لتستخدم في بناء المستودع العسكري
((الدبويا )) وهي كلمة محرفة عن الفرنسية وتعني المستودع.
واكملت بلدية حمص المهمة1911 عندما أقدم رئيسها إبراهيم الأتاسي على اقتلاع ما تبقى من احجار البازلت من سفوح القلعة وشيد بها مخازن في القسم الشرقي من الصومعة اتخذت مستودعاً للمحروقات السائلة (( كازخانة))
مدينة ملكية دفاعية مصغرة
أو مايبدوللقادم نحو مدينة حمص السورية ذلك التل الجاثم في مدخلها بجلال وروعة متسامقاً يشد الناظر رغم كل صروح الحضارة العمرانية الحديثة التي ارتفعت بجواره وماذالك التل سوى قلعة حمص التي تعتبر من أهم المعالم الأثرية والتالايخية في المدينة بلا ريب.
تقع قلعة حمص في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة. .. وقد شيدت فوق تل يرتفع عن البحر 533 متراً، ويرجح أن اسفل التل صبيعي صخري وأعلاه صناعي، وهو على شكل مخروط ناقص، محيطه في الأسفل نحو 900 متر وارتفاعه عن سطح الأرض المحيطة به ثلاثون متراً، وسفحه الشمالي الملاصق للمدينة شديد الانحدار يكاد يكون عامودياً، وقد تبدو القلعة على غرار القلاع الأيوبية والمملوكية المبنية الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، والتي تعتبر قلعة حلب أفضل نماذجها المتبقية، تعلو منحدرها الذي يحيط به الخندق ابراج مربعة، وكأنها مدينة ملكية، ما زال احدها في الشمال الشرقي متكاملاً في مظهره الخارجي.
يعتقد الكثير من المؤرخين وعلماء الانثربولوجيا أن أقدم موقع نشأ فيه السكن في حمص هو تل حمص (( مكان القلعة الحالي )) وأثبتت الدراسات التي أجريت على اللقى الفخارية السطحية المكتشفة في الطبقات الدنيا من التل، أن الموقع كان مأهولاً في النصف الثاني من الألف الثالثة قبل الميلاد، والتل الحاي التي تتوضع القلعة عليه يفترض أنه يدفن ضمن طبقاته حمص القديمة قبل توسعها خارج حدود التل ابان العصر الروماني، وأن الخندق المحيط بالتل كان ضمن النظام الدفاعي للمدينة لأنها كانت تتعرض لغزوات البداوة والرعاة. ومع غزو الرومان لمدينة حمص ووصول (( جوليا دمنة ))ابنة كاهن معبد الشمس إلى عرش الامبراطورية الرومانية اتسعت حمص من سور دائري حول التل إلى مدينة لها شكل المستطيل (( 1400 – 999 )) ق.م وخضعت للمخطط الكلاسيكي للمدن الهلنستينية الرومانية، وفي الفترة الممتدة من نزول السكن من التل وحتى انتشار المسيحية اخذ تل حمص ينفرد بكونه مكان عبادة مقدس في شكل (( اكروبول )) للمدينة الجديدة (( المركز الاداري والديني للمدن القديمة )) فقد ضم معبداً لإله الشمس الاسطوري الذي دعاه الحمصيون (( ايلاغابال )).
وقد تأكد قيام المعبد على التل عندما عثر على حجر من الصخر الكلسي القاسي ارتفاعه 57سم وضلع قاعدته 30سم وقد نقش في وسطه بالخط اليوناني القديم مايلي (( تقدمة من مايدولس بن غولاسيس )) أي إله الشمس ((ايلاغابال))هذا المذبح مشكوراً ، ولكن بعد انتشار المسيحية والقضاء على الوثنية بدأ التل يتحول وخاصة في العصر البيزنطي إلى قلعة عسكرية.
مدينة ملكية
تبدو قلعة حمص من الداخل وكأنها مدينة ملكية مصغرة فيها دور السكن والمسنودعات والمسجد وكل مايلزم الاقامة والدفاع للحاكم وحاشيته وحامية للقاعة، وتدل الكتابات المنقوشة على البرج الشمالي أن من بناها هوأسد الدين شيركوه، وثمة نص منقوش على حجريقول (( أمر بعمارته شيركوه بن محمد في سنة أربع وتسعين وخمسمئة )) ويبدو أن شيركوه هو اكثر من حصن القلعة واهتم بها بسبب طول مدة حكمه التي امتدت إلى 45 عاماً، ويقول ابن نظيف الحموي صاحب كتاب (( التاريخ المنصوري )) عند الكلام عن أحداث سنة 624 للهجرة، وفيها شرع السلطان الملك المجاهد صاحب حمص في حفر خندق القلعة وتوسيعه وحصانته، لأنه من الثغور الاسلامية المندوب إلى حصانتها وقد كانت قلعة حمص أيضاً قبل ذلك مترجلة صغيرة فعلاها وكبرها وحصنها ))
وقد اشتهر مسجد القلعة الذي دعي أيضاً مسجد السلطان باحتوائه على نسخة من المصحف لبعثملني الذي أرسله عثمان بن عفان إلى حمص وظل هذا المصحف محفوظاً في جامع القلعة حتى خاف الناس عليه من الفقدان فنقلوه إلى جامع خالد بن الوليد وبقي فيه ردحاً من الزمن إلى أن استولى عليه جمال باشا السفاح ونقله إلأى القسطنطينية.
القلعة والصومعة
في فترة العثمانيين تضاءل دور القلاع زنظراً لاكتشاف الاسلحة النارية وخاصة المدفعية التي اعتمدها العثمانيون، ولكن قلعة حمص ظلت مركزاً استراتيجياً لترييض مدافع الحامية، وفي فترة شق المدخل الحالي للقلعة من الغرب وذلك لسحب المدافع إلأيها، واذاقت مدافع القلعة الحملة المصرية بقيادة إبراهيم باشا الويلات فقر فور دخوله حمص تخريب منشأت القلعة وأمر بأن تنزع الطبقة البازلتية من على سطوحها لتستخدم في بناء المستودع العسكري
((الدبويا )) وهي كلمة محرفة عن الفرنسية وتعني المستودع.
واكملت بلدية حمص المهمة1911 عندما أقدم رئيسها إبراهيم الأتاسي على اقتلاع ما تبقى من احجار البازلت من سفوح القلعة وشيد بها مخازن في القسم الشرقي من الصومعة اتخذت مستودعاً للمحروقات السائلة (( كازخانة))